أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - - سلطات الامر الواقع - صناعة - أسدية -















المزيد.....

- سلطات الامر الواقع - صناعة - أسدية -


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 6967 - 2021 / 7 / 23 - 17:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل كان دفع الأمور نحو إقامة " جزر " سلطوية هنا وهناك متمردة على الثورة أو معادية لها ، أو بين بين ، او متقمصة زورا لاهداف الثورة ، أحد أسلحة النظام لمواجهة الثورة السورية عبر الاحتواء ، والاجهاض ، والتشويه ؟
ولماذا اقتصر امتداد " سلطات الامر الواقع "على الأراضي المحررة ، أو المناطق الصديقة للثورة والمعارضة ؟
وهل أدت تلك – السلطات – التي تسترت بلبوس الدين ، والقومية ، والمناطقية ، وظيفتها المنوطة بها ؟
وهل آن الأوان لعودة البقية الباقية منها ، الى حضن النظام ، وتبديل وظائفها ؟
أسئلة مازالت دون إجابات حاسمة ، ولابد من محاولة التصدي لها ، والبحث عن سبل لتسليط الضوء بكل شفافية ، وموضوعية .

سلطات الامر الواقع : منشؤها ، وظيفتها ، مآلها

بداية لابد من التنويه بان العديد من مثقفي ، ومناضلي معارضة نظام الاستبداد ، ومنذ الأيام الأولى للانتفاضة الوطنية السلمية في سوريا ، قد حذروا من خطورة سيطرة الإسلام السياسي ، وإظهار الحراك الثوري تحت شعارات دينية وطائفية ، ليس لان ذلك يخالف واقع حجم الإسلاميين في الاصطفاف الوطني فحسب ، بل انه استفزاز لمشاعر الوطنيين السوريين في بلد متعدد الاقوام ، والديانات ، والمذاهب ، ومناقض لاهداف الثورة على النظام من اجل التغيير الديموقراطي ، والخلاص من منظومة اللون الواحد ، وإزالة الاضطهاد عن كاهل كل المكونات السورية القومية منها خصوصا ، واطلاق الحريات العامة ، وصولا الى سوريا جديدة تعددية ، تشاركية ، بدستور حضاري ، علماني ، حداثي ، يثبت مبدأ : الدين لله ، والوطن للجميع .

لقد قدم الإسلام السياسي عندما واصل عن سابق إصرار بزعامة – الاخوان المسلمين – السيطرة على المقدرات ، والتسلل الى كل مواقع القرار في الثورة ، والمعارضة ، خصوصا في مرحلة إقامة ( المجلس الوطني السوري ) السيئ الصيت ، وبالرغم من كل التحذيرات ، هدية كبرى الى نظام الأسد ، لم يكن ليحلم به ، عندما بدأ بالتحرك على المستوى الخارجي ( عربيا – ودوليا ) ليقدم نفسه حاميا للدولة السورية الوطنية ! من مخاطر دعوات الاسلمة ، وموجة الإرهاب الاسلاموي التي تهب على دول المنطقة .

لم يكتفي النظام بذلك بل مضى قدما في رسم استراتيجية جديدة بدعم من خبراء الامن ، والثورة المضادة ، من حلفائه الروس ، والإيرانيين ، والميليشيات الشيعية ، خصوصا اللبنانية ، والعراقية ، تقضي بغمر المناطق الملتهبة بسيل من الموجات الإسلامية المتطرفة من جهة ، واثارة الحروب والمواجهات البينية ، المحلية في تلك المناطق وفي عقر دار الثوار ، عبر وكلاء محليين ( حروب داخلية بين الفصائل المسلحة ) وفي الساحة الكردية إعادة تطبيق مخطط ( تكريد الصراع ) .

وقد كان من مهام خلية الازمة التي تعرضت للانفجار ( تموز ٢٠١٢ ) بعد انجاز مهامها ، ( وقد توجهت أصابع الاتهام الى رأس النظام ومحيطه الأقرب بغية إزالة أي اثر لمنفذي الاستراتيجية تلك ) العمل على عدة مستويات ، منها اطلاق سراح عدد من السجناء الإسلاميين ، مثل : زهران علوش ، والجولاني وآخرين ،شرط ان يقوموا بتشكيل فصائل مسلحة ، وبشعارات متطرفة تزاود على شعارات الاخوان المسلمين ، والمناضلون الوطنييون السورييون اللذين قارعوا النظام لعقود خلت ، وتعرضوا للاعتقال ، والتعذيب على علم ودراية باساليب ومخططات أجهزة الامن السورية بهذا المجال ، كما ان بعض الأحزاب السورية وبينها حزب كردي معروف ( الاتحاد الشعبي الكردي ) تعرض للانشقاق بشكل مدروس ، وباشراف ضباط من المخابرات ، وقام المنشقون برفع شعارات مزاودة على القيادات الشرعية ، بما في ذلك التهجم على النظام بشدة ، ورفع وتيرة المطالب الكردية ولكن كل ذلك باشراف ، وضبط إيقاع ، من جانب الأجهزة الأمنية المعنية .

وهكذا وبعد عدة أعوام من نشوب الثورة السورية ظهرت سلطات أمر واقع محلية عسكرية شبه مستقلة ، في مناطق محررة ، او محسوبة على الثورة ، أو صديقة لها ، ومن بينها : منطقة نفوذ أو سلطة – جيش الإسلام – في ريف دمشق بزعامة زهران علوش ، وامارة الجولاني " القاعدية " أو " جبهة النصرة " في ادلب ، وريفها ، ودولة الخلافة الاسلامية لابي بكر البغدادي في شرق سوريا ، والذي اطلق سراحه أيضا من سجنه ببغداد من جانب الحكومة الموالية لإيران ، مع مناطق نفوذ فصائلية اسلاموية في مناطق أخرى ، ومايشبه ذلك ولكن بطرق مختلفة في جنوب البلاد ( منطقة حوران ) ، هذا الى جانب مايطلق عليها بالمناطق المحررة بقيادة فصائل مايسمى بالجيش الوطني التابعة اسميا الى – الائتلاف – والتي تحصل فيها ممارسات إجرامية خارج القيم الإنسانية يستفيد منها نظام الاستبداد في ماكينته الإعلامية .

لاشك ان " سلطة الامر الواقع " التي تدار باسم الإدارة الذاتية ، وقسد ، في بعض المناطق الكردية ، والتي ( ومن المفارقات البليغة ) قامت بالبداية بعد اتفاق – صفقة مثل النظام صهر الأسد ورئيس جهاز المخابرات العسكرية اللواء - آصف شوكت - ومنظومة ب ك ك - مراد قرايلان - ، بوساطة كل من الرئيس العراقي الأسبق جلال الطالباني وقائد فيلق القدس قاسم سليماني ، ثم توسعت بدعم امريكي عسكري ، ومادي ، واعلامي لتغطي معظم مناطق محافظات الحسكة ، ودير الزور ، والرقة وهي من اكبر تلك السلطات الامر واقعية ، وأكثرها نفوذا وامكانيات ، تشمل آبار النفط ، ومحطات الغاز ، ومصادر المياه .

كل هذه " السلطات " كانت معاركها الأساسية عمليا وعلى ارض الواقع ليست ضد النظام بقدر ماكانت في مواجهة الثورة ، وخلق العراقيل امام تمددها الشعبي ، وحتى عندما كانت تحاول بعضها ولو في سبيل – التكتيك – ان تظهر وانها تدافع عن الثورة الا ان النتائج كانت حصرا لمصلحة النظام وبالضد من مصالح الثورة والمعارضة ، كما انها هي من نسقت مع النظام ، ونفذت باسم سماسرة وامراء الحرب مصالحات ، وصفقات " خفض التصعيد " في اكثر من منطقة ومحافظة ، وتنفيذ عمليات الانتقال عبر " الباصات الخضراء " ، وارسال النفط والمواد التموينية ، الى مناطق النظام لكسر الحصار عليه ، واختراق قانون – قيصر – ( كمافعلت الإدارة الذاتية لسلطة ب ي د ) وبالاخير الاستعداد للانخراط في قوات جيش وامن وشرطة نظام الاستبداد ، تحت ستار مزيف باسم الحوار ، والمطالبات بالاعتراف الشكلي ، أي بمعنى التغطية على انحرافاتها ، وجرائمها بحق الشعب ، والوطن ، والقضية .
استثمر نظام الأسد سلطة - ب ي د – في عدة مجالات ، واناط بها وظائف عدة لخدمة مشروعه ، فاذا كانت للسلطات الأخرى ذات الطابع الديني وظائف واضحة ، فان دوائر النظام استخدمت هذه السلطة لعدة أغراض ، فبالاضافة الى حروبها العسكرية الميدانية ضد الثورة والمعارضة ، استخدمتها أيضا في تقويض وحدة الصف الوطني الكردي السوري ، وكذلك لأغراض عنصرية في اثارة الفرقة والانقسام بين الكرد ، والعرب ، والكرد والتركمان في اكثر من مناسبة ومنطقة ، وكل ذلك خلق إشكاليات في العمل الوطني ، وعراقيل امام وحدة المعارضين السوريين خصوصا بين الكرد والعرب ، والثورة هي من دفعت ثمن ذلك ، كما لوحت بها كجماعة انفصالية تهدد الامن القومي العربي ، حتى تظهر نظام الأسد كحامي عروبة سوريا !! .

هذه الحقيقة تدحض بشكل قاطع كل اتهامات النظام اللفظية ، ومن يدور في فلكه تلك السلطات الامر واقعية أو بعضها ، بالانفصالية ، أو التبعية لجهات خارجية ، لان النظام وبكل بساطة عبر أجهزته الأمنية العميقة ، وخبرات حلفائه اللامحدودة ، هو صانع تلك السلطات ، وداعمها ، باعتبارها في خط دفاعه الأول ، وفي الصفوف الأولى لمواجهة أية معارضة جادة ، وحتى ان وجدت جهة خارجية ما تتعامل مع احدى تلك السلطات ، فانها تدفعها بالوقت ذاته نحو حضن النظام سرا وعلنا .

ان الجماعات ، والمنظمات السياسية ، والعسكرية التي تدعي معارضة النظام ، وحمل المبادئ الوطنية والقومية ، تسقط عنها هذه الصفات عندما تحاول التقرب من هذه " السلطات الامر واقعية " التي جئنا على ذكرها أعلاه ، بغية المشاركة معها في سلطاتها ، واداراتها ، ومصادرها المالية ، ومؤسساتها ، على أساس المحاصصات ، بل تصبح شريكة في تحمل مسؤوليات مااقترفه القائمون على تلك السلطات من أعمال ، وممارسات .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعقيبا على - هاشتاك - مظلوم عبدي من يعتر ...
- الامازيغ في صراع نظامي المغرب والجزائر
- خيارات الكرد السوريين بعد مؤتمر روما
- الأردن والكرد على ضوء زيارة رئيس الإقليم لعمان
- نقاش هادئ في مسألة ساخنة
- من شروط الحوار المثمر داخل الحركة الكردية السورية
- مناقشة الخيار الديموقراطي البديل في اعادة بناء الحركة الكردي ...
- معرفة الماضي ، تنير الحاضر ، وتحصن المستقبل
- الكرد السورييون الى أين
- قضية للنقاش ( 192 ) في تعريف : - أطراف الحوار -، -حرية العمل ...
- الساعون الى تشويه الذاكرة التاريخية لكرد سوريا
- الكرد في الذاكرة السورية
- مراجعة نقدية في تشخيص أسباب امتداد مرا ...
- قراءة لشهادة رياض حجاب حول – ب ك ك –
- خمسة قضايا استراتيجية في لقاء رئيس إقليم كردستان
- في أسباب الحرص على سلامة إقليم كردستان
- في استشراف آفاق النهوض في الحالة الكردية السورية
- في تسييس نسب آل الأسد
- القطار السوري المتوقف
- الشهيد مشعل التمو لم يخرج من جلده يوما


المزيد.....




- -شبعت من التعصب-.. ساويرس يوضح سبب قراره بعدم -التكلم في الد ...
- -من الرصد إلى التفجير-..-القسام- تعرض مشاهد استهدافها لقوة إ ...
- بوتين يؤكد أن روسيا تولي أهمية خاصة لتعزيز العلاقات مع الدول ...
- هئية البث الإسرائيلية: نتنياهو تلقى 4 تنبيهات من الاستخبارات ...
- بالصور: إسرائيل تشق طريقاً من معبر كرم أبو سالم إلى معبر رفح ...
- بسبب السياحة الجائرة.. قرية إسبانية تحدد ساعات لدخول السائحي ...
- بقيمة 275 مليون دولار.. أنباء عن حزمة دعم عسكري أمريكي جديدة ...
- طرد أعضاء حزب -البديل- من كتلة برلمانية في البرلمان الأوروبي ...
- تغريم مجلة ألمانية بسبب مقابلة مزيفة مع الأسطورة شوماخر
- أوربان: تسوية الأزمة الأوكرانية يجب أن تكون بمشاركة موسكو وو ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - - سلطات الامر الواقع - صناعة - أسدية -