أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - أفغانستان من الحرب إلى الحرب














المزيد.....

أفغانستان من الحرب إلى الحرب


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 6967 - 2021 / 7 / 23 - 12:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحت جنح الظلام وفي الهزيع الأخير من الليل وفي غضون 20 دقيقة غادر الأمريكيون قاعدة باغرام بعد 20 عاماً من الحرب، وذلك في الأول من تموز/يوليو الجاري من دون إبلاغ السلطات الأفغانيّة، في لحظة انسحاب سرّية أقرب إلى الفرار. وبعد أكثر من ساعتين استفاقت القوات الأفغانية على ذلك. وكانت المفاجأة مثيرة وقاسية حين علمت أن اللصوص هم من اقتحم القاعدة وليس جماعة طالبان، فنهبوا الثكنات وسرقوا ما أمكن.
وكان الإتحاد السوفييتي قد شيّد مطاراً خلال احتلاله أفغانستان العام 1979 والذي دام نحو عشر سنوات، حيث انسحبت القوات السوفييتية مهزومة في العام1989. وحين غزت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة أفغانستان في العام 2001 قامت بتطوير قرية باغرام والمطار ليصبح قاعدة عسكرية ضخمة قادرة على استيعاب ما يصل إلى 10 آلاف جندي. وبحسب تقرير لمجلس الشيوخ الأمريكي فإنها من أبرز المراكز التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية، وتُستخدم لاستجواب المشتبه بهم وتعذيبهم.
وبالفعل، تعتبر باغرام قاعدة عسكرية ضخمة بحجم مدينة صغيرة كانت تستخدم حصرياً لقوات التحالف الدولي، ومنطلقاً أساسيّاً في الحرب الأمريكية للإطاحة بحركة طالبان ومطاردة تنظيم القاعدة الإرهابية التي حملّتها المسؤولية الأساسية عن هجمات11 أيلول/سبتمبر2001 في الولايات المتحدة، واستهدفت زعيم التنظيم أسامة بن لادن باعتباره أحد أخطر الإرهابيين في العالم الذي اغتيل بالفعل في 2 أيار/مايو العام 2011.
وكان البنتاغون قد عدّل خطته للانسحاب النهائي من أفغانستان إلى حلول الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر/أيلول2001. وقد بدأ بتسليم القواعد الأمريكية للجيش الأفغاني منذ إعلان الرئيس جو بايدن في منتصف إبريل/ نيسان الفائت عن ذلك، بالتنسيق مع كابول، علماً بأن الموقع العسكري الذي تم إخلاؤه يوجد فيه سجن يضم حوالي 5000 معتقل وعدد كبير منهم مُتهّم بالانتماء إلى تنظيم طالبان الذي شدد من هجماته مؤخراً بالتزامن مع انسحاب الجنود الأمريكيين وقوات حلف شمالي الأطلسي(الناتو)، ومن المرّجح أن يبقى آخر الجنود الأمريكيين في البلاد حتى إبرام اتفاق لحماية مطار حامد كرزاي الدولي في كابول، وقد تدخل تركيا على الخط لتأمين ذلك بتوليّها هذه المهمة، علماً بأن إدارة دونالد ترامب كانت قد أبرمت في فبراير/شباط 2020 اتفاقا مع حركة طالبان، ينص على انسحاب جميع الجنود الأمريكيين من أفغانستان بحلول 1 مايو/أيار2021. وقد تجاوبت معه حكومة كابول مضطّرة.
وكان شمال أفغانستان قد سقط، منطقة إثر أخرى، في يد طالبان، فيما فرّ مئات الجنود الأفغان إلى طاجيكستان بدلاً من قتال قوات طالبان، ونقلت القوات الأمريكية معها المئات ممن تعاونوا معها بصيغة مترجمين أو مستخدمين محليين أو أدلاء ومخبرين.
وجدير بالذكر، أن دول الجوار الأفغاني، وخصوصاً روسيا وباكستان وإيران يزداد قلقها إزاء التطورات الأخيرة في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي وتقدّم قوات طالبان.
حين رحل الأمريكان تركوا خلفهم 35 مليون قطعة بما فيها آلاف المركبات المدنيّة من دون مفاتيح تشغيلها ومئات المركبات المدرّعة وأسلحة صغيرة مع ذخائرها، في حين أخذوا الأسلحة الثقيلة معهم وفجرّوا مخابئ الأسلحة المتبقية قبل مغادرتهم ولم يتم تسليمها للجيش الأفغاني.
وقد تساءل الكثير من الأفغان وبعضهم صديقاً لواشنطن لماذا أقدم الأمريكان على غزو أفغانستان؟ ولماذا الحرب طيلة عقدين من الزمن؟ وما الذي تحقق سوى الخراب والدمار والمآسي والمزيد من الإفقار والعذاب؟ وهو السؤال نفسه الذي يلّح على العراقيين منذ احتلال العراق العام 2003.
اجتمع مجلس الأمن القومي الأفغاني بعد الانسحاب الأمريكي المفاجئ من قاعدة باغرام لمعالجة آثار هذا الانسحاب وما ولده من أزمة حقيقية، وخصوصاً بعد تداعياته، علماً أن طالبان تنتشر في المدن وتتوسع نحو القرى حيث استولت على أكثر من 150 منطقة، وقد فرّ أهلوها إلى الشمال الشرقي من البلاد.
فهل تحققت أهداف الغزو الأمريكي لأفغانستان كي تنسحب القوات الأمريكية أم أن واشنطن أخفقت في ذلك؟
ولعل ذلك أحد الدروس التي لا بد لواشنطن أو غيرها أخذها بعين الاعتبار، فبعد هزيمتها في فيتنام أخفقت في أفغانستان وفي العراق، مثلما أخفقت موسكو في أفغانستان، وقبل ذلك في المجر العام 1956 وفي تشيكوسلوفاكيا العام 1968، الأمر الذي يحتاج إلى إعادة التفكير وإعادة النظر بنوع جديد من العلاقات الدوليّة، فالغزو والاحتلال ومحاولات إملاء الإرادة عبر القوات العسكرية ليس هو الطريقة المثلى في تحقيق المصالح، بل إنها تكلّف الطرف الغازي والمحتل خسائر قد تكون فادحة، ناهيك عن فساد سمعتهم. وقد صرفت واشنطن في أفغانستان 200 مليون دولار على تسليح الجيش الأفغاني فقط وقد ذهبت هذه الأموال هدراً. علماً بأن الحرب كلّفت واشنطن أكثر من تريليون دولار ومصرع أكثر من 3000 جندي أمريكي وعشرات آلاف الجرحى، في حين أن الإرهاب الذي زعمت أنها جاءت للقضاء عليه ما زال مستمراً ومعه استمرار الحرب الأهليّة والنزاع المسلّح.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات العراقية: خريطة التحالفات والتضاريس الوعرة
- سليم الحص: الضمير والكلمة
- الإعدام معنى ومبنى
- ليبيا ومسار برلين
- التصدّع بالهوّية العراقية الموّحدة ما زال سارياً/ مقابلة مع ...
- لبنان : الارتطام الكبير
- شغفي بالمرأة ينبع من رائحتها وابتسامتها وغنجها
- صداقة (الزمان) من لندن إلى بغداد
- لانتخابات.. الزائر الثقيل
- تهذيب السياسة
- بايدن - بوتين وألغام الحرب الباردة
- التنمية وفايروس التمييز
- العروبة والقومية
- تقارير التنمية الثقافيّة: وقفةُ مُراجَعة
- عن الإرهاب كظاهرة
- القدس قضية -القضية-
- حوار مع د. شعبان إعادة قراءة فكرية للربيع العربي بعد عشر سنو ...
- الحزبية والحزبوية
- دكتاتورية السوق
- كوبا أمام مفترق طرق


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - أفغانستان من الحرب إلى الحرب