أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - هل الليبرالية البريطانية العريقة في خطر !؟














المزيد.....

هل الليبرالية البريطانية العريقة في خطر !؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 6961 - 2021 / 7 / 17 - 00:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالرغم من تصاعد الاتجاه اليميني العنصري فلازالت بريطانيا هي مهد ومعقل الديموقراطية الليبرالية في العالم، فأما الديموقراطية فمعروفة وهي طريقة سياسية جوهرها أن تكون فيها ((قيادة وحكومة البلد نابعة من خيار شعبي حر من بين عدة خيارات متنافسة))... وأما الليبرالية فهي ((فلسفة وثقافة اجتماعية ذات طابع انساني يرفض العنصرية والتعصب والتطرف بكل صوره سواء كان (قومي) او (ديني) او حتى (وطني)، كما تؤكد على قداسة انسانية الانسان الفرد وحرياته الاساسية وحقوقه الشخصية))، هذا هو المبدأ الاساسي في الليبرالية كفلسفة وثقافة اجتماعية، انسانية الانسان وفردانيته واستقلاليته وكرامته وحريته وخصوصيته وقيمته وحرمته داخل الجماعة اولًا ... لكن بصراحة، ومنذ نهاية الحرب العالمية، بدأ هناك (غلو ليبرالي) يظهر على حساب الهوية القومية والوطنية البريطانية، أي تغليب قيمة ومصالح (الانسان الفرد) على قيم ومصالح (الانسان المجتمع)!، وهو ما يخل بالتوازن المطلوب من الدولة مراعاته في قوانينها وسياساتها، وهو ما تسبب في تصاعد (موجة اليمين الوطني القومي البريطاني) كرد فعل طبيعي للدفاع عن الخصوصية المجتمعية والثقافية للمجتمع البريطاني والذات القومية والوطنية البريطانية في وجه موجة الهجرة من جهة ومن جهة في وجه ((الهوية الاوروبية)) التي تستهدف اذابة كل الاوروبيين في هوية ودولة اوروبية واحدة!!!، (امبراطورية الاتحاد الاوروبي!؟) كما في حلم الالمان القديم منذ قرون! ... وهو ما اثار مخاوف الاتجاه الوطني والقومي في بريطانيا الذي يعتز بخصوصياته الثقافية والحضارية، ليس حيال المجتمعات المختلفة عن المجتمع البريطاني، ثقافيًا وسياسيًا ودينيًا، وحسب، بل حتى عن البلدان الاوروبية الاخرى المشابهة له، وبالتالي تصاعد التيار القومي الوطني اليميني وانتهى الأمر كما هو معلوم الى اخراج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي والتشدد في قضية الهجرة.

الليبرالية كحركة انسانية حركة ممتازة ومهمة وهي التي غيًرت اوروبا نحو الافضل بعد عصر الغلو الديني والحروب الصليبية وهي ايضًا التي وقفت في وجه الايديولوجيات القومية والجماعية الشمولية التي ظهرت في اوروبا في نهاية القرن التاسع عشر كرد فعل غاضب في مواجهة رأسمالية عصر الثورة الصناعية المتوحشة!، ثم عششت تلك الايديولوجيات الجماعية المتطرفة في اوروبا الشرقية وافرخت وأخذت تمد نفوذها الفكري في العالم... فالليبرالية كانت هي السد المنيع الذي وقف في وجه موجة الشمولية التي اعترت العالم منذ بدايات القرن العشرين، لكن، مع كل هذه الاهمية وكل هذا الدور الرائع لليبرالية، فإنه، وكما يقول المثل: ((كل ما زاد عن الحد انقلب الى الضد!)) فقد تطرفت الليبرالية فعاد ذلك بالضرر على الهوية والقيمة والمصلحة الجماعية للمجتمعات مما سمح ببروز الاتجاه الوطني القومي الجماعي اليميني الذي بعضه تطرف الى حد العنصرية! ... فيجب ان يكون هناك توازن بين القيم المثالية العليا لليبرالية التي ترى البشر شيئًا واحدًا وأن الارض وطن الجميع وانه يجب احترام انسانية وفردانية الانسان بغض النظر عن دينه وعرقه وقوميته ووطنه الأصلي، وبين هوية المجتمع الوطني وحقوقه وخصوصياته، فلا ينبغي لليبرالية الانسانية أن تطغى على الجانب الوطني والقومي للمجتمع بما يعود بالضرر على المجموع والهوية القومية والوطنية للمجتمع ولا العكس، اي ولا النزعة الجماعية والقومية والوطنية والدينية تطغى على حقوق الافراد وقيمة الانسان كإنسان فتنزلق نحو القومية والوطنية والنزعات الدينية العنصرية (الشوفانية) أو الشعبوية والشمولية على حساب قيمة الانسان الفرد كما جربنا نحن في ليبيا في عهد العقيد القذافي ونظامه الشعبوي والاشتراكي الطوباوي حتى نهاية التسعينات!....

بالنهاية الخير كل الخير في العدل والاعتدال، والاتزان في الميزان، وهذا هو المعيار الذي على الدولة الالتزام به كي لا تفقد اتزانها فتنزلق إما للانانية الفردانية على حساب المجموع الانساني والوطني والقومي، او تنزلق للجماعانية القومية او الوطنية او الدينية ذات الطابع الشمولي والشعبوي على حساب حريات وكرامة الأفراد!.. فالعدل والاعتدال هو معيار الخير والاستقامة في كل أمر ......وهذا هو الطريق!



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لم يتجاوب الشارع العربي كثيرًا مع احداث غزة !؟
- الجزيرة وتغطية ما يجري في البيت الصهيوني!؟
- عن شاس والاخوان والامارات والجزيرة!؟
- أنا والجزيرة وقصة الحب الفاشلة والمريرة!؟
- هل حماس هي من افشلت (صفقة القرن) كما ادعى (هنيه)!؟
- حقيقة أوردغان التي يعجز الاسلاميون العرب وخصومهم عن فهمها!؟
- حل الدولتين قادم ولكن !؟
- ما هي (النتيجة الجيدة) لهذه الانتفاضة وفق منطق فن الممكن!؟
- الشيخ حمد بن جاسم يعترف بعلاقة قطر بإسرائيل!!؟؟
- دولة الصهاينة في موقف حرج غير مسبوق!؟
- صناعة الحياة بين (الجنود المجهولين) و(الجنود المعلومين)!؟
- مشروع قصة بعنوان ((الفأر الأخير؟!))
- نحو استعادة مشروع النهضة العربية الأساسي!
- الفرق الفلسفي العميق بين فكرة الليبرالية وفكرة الديموقراطية! ...
- المعقول وغير المعقول في الديموقراطية والليبرالية والعلمانية؟
- بين المفهوم القديم للديموقراطية والمفهوم الحديث!؟
- العلم والدين، ولغز الكون والحياة!؟
- ايران وقصص (حق الرد) التي لا تنتهي!؟
- هل الوضع لا يزال كما هو عليه في العالم العربي!؟
- هل يمكن ان يصل ديكتاتور الى السلطة في نظام ديمقراطي!؟


المزيد.....




- لمعالجة قضية -الصور الإباحية المزيفة-.. مجلس رقابة -ميتا- يُ ...
- رابطة مكافحة التشهير: الحوادث المعادية للسامية بأمريكا وصلت ...
- كاد يستقر في رأسه.. شاهد كيف أنقذ رجل غريب طفلًا من قرص طائر ...
- باتروشيف: التحقيق كشف أن منفذي اعتداء -كروكوس- كانوا على ارت ...
- إيران أغلقت منشآتها النووية يوم الهجوم على إسرائيل
- الجيش الروسي يعلن عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الأوكر ...
- دونالد ترامب في مواجهة قضية جنائية غير مسبوقة لرئيس أمريكي س ...
- إيران... إسرائيل تهاجم -دبلوماسياً- وواشنطن تستعد لفرض عقوبا ...
- -لا علاقة لها بتطورات المنطقة-.. تركيا تجري مناورات جوية مع ...
- رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية تمنح بوتين بطاقة -الر ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - هل الليبرالية البريطانية العريقة في خطر !؟