عبداللطيف الحسيني
:(شاعر سوري مقيم في برلين).
الحوار المتمدن-العدد: 6960 - 2021 / 7 / 16 - 15:58
المحور:
الادب والفن
قصيدة الشاعر عبداللطيف الحسيني وغناء وتلحين صلاح عمر(شيرزاد عفريني)
https://www.youtube.com/watch?v=HXkiELH9F2U
سأطوي اﻷرضَ ﻷجلكِ وسأكتبُ لكِ بحبر من السماء وبقلم من اﻷرض الملعونة ، سألقي عليكِ عذاب السنين كي أفرح بكِ كما لم يفرح أحدٌ بأحد ،سأجلبُ اﻷرضَ إليكِ لتمشي عليهاوحدَك وأنا أقفُ مندهشًا أنظرُ إليكِ كأني لم أجد إلهاً على اﻷرض بعدُ .فشكرا يا الله ﻷنكَ خلقتها لي وحدي ولن ينافسني أحدٌ عليها سواكَ .
سأزيح الرّيحَ من جانبيكِ كي تمرّي أنتِ وحدَك فوقَ مناكبها، وستمرّين بي كأنّ الله هبط ليبارك لي هذه التي تناجيني ، سأهلوسُ لكِ حتى أجدَك ملتصقة بي كالجلد – كاللعنة الدّائمة .
سأحصي شعرَكِ خيطاً . . . خيطاً
سأمسكُ بأصابعكِ النّحيلة وأضعُها بكفّي ، و سأقبّل كفّكِ اصبعًا . . اصبعًا
و سأشم يدكِ ، يا الله : كيف منحتها هذه الرّائحة دون البشر جميعًا .
ربما هي نائمةٌ ، أنا اﻵن أحرسُ أحلامها .
شكرا لك يا الله ﻷنكَ خلقتني لها فحسبُ
رجاء لا توقظوها: فهي تنامُ بدلا منّي
وترى اﻷحلامَ بدلا مني
يا الله : كيف تنامُ وأنا بعيدٌ عنها ؟ ألا تراني في أحلامها ؟ ألا تخاطبني ؟ ألا تراني كم أشتاقها ؟
أينما ألتفتُّ أجدُ حروف اسمها ؟ كيف سأجمعُها ؟
هي كتابي الذي أقلّبُ صفحاته فلا أفهمُ منها شيئا أو أنا كتابُها الذي لا ينتهي .
كيف سأجمعُها حرفا … حرفا
كيف سأبعثرُها حرفا . . . حرفا ؟
حين ألتقي بها سأبكي على كتفيها طويلا بدمع هتون .
” أنا أكتبُ لكِ اﻵنَ في العتمة لكنكِ تنيرين ما حولي . يا لضوئكِ الناصع في حياتي المعتمة ”
أنا خيطُ ماء ؛ فانفخي فيه كي أتبعثر أكثر .
—————-
هي قادِمةٌ إليكَ يا الله ، فافتحْ ذراعيكَ لها ، و مسّدْ بيديكَ على شعرِها خيطاً … خيطاً ، و أغمضْ عينيها بأصابعي ولا تجعلْها تبكي بعينيّ و اجلسْها بجانب ظلكَ المُخضرّ ، فهي خضراءُ الوجهِ واليدِ واللسانِ والقلب ،فما أقربَها إليكَ ،! وما أقربكَ منها !، فقد كانتْ ظلّكَ هاهنا تبدّدُ عتمةَ حياتِنا ، أنتَ أرسلتَها إلينا ، وها أنتَ تفتحُ لها ظلّاً نورانيّاً في السّماء ، أعلمُ أنّ مكانَها بجانبِ فجركَ الدائِم حيث تشعُّ من البعيد كنجمة بعيدة تضيءُ الأرضَ قبلَ السّماء .
—————–
أَرجوكِ ، افتحي السّماءَ كي أُعيدَ كلَّ صوركِ التي أهديتِني.
#عبداللطيف_الحسيني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟