أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - محمد رضا عباس - تجربتي مع فايروس كورونا في العراق














المزيد.....

تجربتي مع فايروس كورونا في العراق


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6959 - 2021 / 7 / 15 - 13:19
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


فهمت انا وزوجتي مخاطر هذا الفايروس القاتل منذ دخوله الولايات المتحدة الامريكية في ربيع عام 2020, وبالضبط في منتصف شهر اذار حيث اعلنت الادارة الامريكية اغلاق المراكز الترفيهية, الجامعات والمعاهد العلمية , دور العبادة, المطاعم ,الالعاب الرياضية , والتجمعات البشرية. الاحصائيات الحكومية بدأت تخرج الى العلن عن عدد الاصابات , الشفاء , وحالات الوفاة. لقد كانت البيانات غير مريحة , واصبحت مقلقة جدا للإدارة الامريكية ,وهو الامر الذي دعا الحكومة الى الاسراع بتثقيف المواطن الامريكي عن مخاطر الوباء والالتزام بالتعليمات التي تصدرها الادارة الصحية.
لقد التزم المثقف الامريكي بالتعليمات الصحية واصبح التباعد الاجتماعي حالة عادية جديدة . واذا كان احد المواطنين يسير على جانب الايمن من الشارع , يحاول الاخر السير على الجانب الايسر, ووصل الامر اغلاق مراكز رعاية الكبار , وتراجعت التجمعات العائلية الى الصفر , مما شكل مشاكل كبيرة لأصحاب الاعمار المتقدمة , فلم يجدوا من يتحدث اليهم او قضاء وقت معهم.
انا وزوجتي من مجموعة كبار السن مع بعض الامراض المزمنة ( سكر, ضغط دم, رنين اذن, اوجاع مفاصل , ومشاكل تنفس) , وبذلك التزمنا بالتعليمات الصحية , فلا نخرج من البيت الا للضرورة ولا يزورنا الاولاد وازواجهم الا بعد التأكد من سلامتهم.
في الطرف الاخر من العالم , وبالتحديد العراق , فان الوباء بدء ينتشر منذ الايام الاولى , وبدات اخبار انتشار الوباء تتلوا بعضها الاخر , وعلمنا ان جميع اخوتي واخواني وابناءهم وبضمنهم الوالدة قد اصابهم الوباء , وكانت حالاتهم تتراوح بين الخفيفة والصعبة , وكانت الوالدة من ضمن القائمة الاخيرة , حيث يتحدث الاخوان عنها انه لم ينقذها من الموت المحقق الا الله واحفادها من الاطباء . وهكذا اصبح من الواجب علي ان ازور الوالدة ولم يمنعني من الزيارة الا توفر اللقاح , والذي تم اخذه انا والزوجة في شهر اذار بجرعتين ( نوع اللقاح كان فايزر). لقد قررت زيارة الاهل في العراق على فرض ان اللقاح سوف يحميني وزوجتي من الوباء ,كما وكان الاعتقاد ان التطعيم يعني سلامة البدن وخلوه من الوباء , وبذلك كنت مطمئن كل الاطمئنان في الجلوس في غرفة الوالدة والتحدث معها طويلا .
عدم التزام المواطنين بالتعاليم الصحية في بغداد اضاف لي نوع من الاطمئنان بعدم التخوف من الوباء , خاصة عند زيارتي شارع المتنبي يوم الجمعة , الشورجة , و شوارع الكاظمية والاعظمية , حتى جاءت ساعة الحقيقة .
الحقيقة هي عندما زرت احد زملائي في محافظة بابل . قبل السفر كنت في كامل قواي البدنية ولم اشكو من وجع او تعب او حرارة في البدن . لقد وصلت مدينة بابل واستقبلني المضيف على احسن وجه وبعد واكمال وجبة الغداء جلست وانا اشعر بنحول قوي اوقفني من الحركة مع حرقة في المجاري البولية . وفي الحال طلبت من المضيف حبات مسكن ولكن النحول والتردد الى الحمام استمر معي طيلة الساعتين القادمتين , قبل الرجوع الى بغداد . وبعد الرجوع الى بغداد ليلا , حوالي العاشرة مساءا, ذهبت مباشرة الى غرفة النوم , وفي تمام الساعة الثانية عشر اصابتني حمى شديدة لم يطفى نارها الا حبة البرستول.
استيقظت في الصباح الباكر تعبا ومرهق , لا استطع الحركة, حيث كان كل جزء من عظامي يئن من الالم . في هذه الاثناء تعددت الفرضيات حول حالتي الصحية , فمنهم من قال ان ما اصابني هو بسبب اكل الطرشي (مخلل)مع السمك المسكوف . نظرية الثانية قالت باني قد اصبت بضربة شمس . لم تتحسن حالتي الصحية في اليوم الثاني على الرغم من اخذ حبوب المضادة للالتهاب , ووصل القرار الذهاب الى المستشفى من اجل اخذ اختبار فايروس كورونا , وفي اليوم الثاني ظهر الفحص باني وزوجتي مصابين بالفايروس.
لقد كان وقع الخبر علي مثل الصاعقة , خاصة وانا اعيش مع الوالدة كبيرة السن يعينها احدى العاملات ومعهم اخي الذي جاء من خارج البلاد لزيارة الوالدة ايضا . لقد وصلت الى قناعة باني الشخص الذي سيكون سبب وفاة الوالدة بعد ان انتظرت كثيرا للقائها والتأكد على صحتها وقضاء وقت قبل رحيلها .
انا وزوجتي بخير , الاخ والوالدة والعاملة بخير ايضا . لقد انقضت عشرة ايام من الاصابة ولم اشكو الا من ذهاب حاسة الشم والتذوق مع تعب , الزوجة تشعر بتأثير اقل , الوالدة والاخ و العاملة في البيت لم يصابوا بالوباء .
ما هو سر انتصارنا على الوباء؟
1. انا وزوجتي من الذين لا ينقطعون من المشي المنتظم ( حوالي اربع كيلومترات يوميا)
2. اخذ حبوب الفيتامين بانتظام مثل فيتامين دي و سي و المتعدد
3. اخذ اللقاح مرتين
4. استمرار اخذ الفيتامينات خلال وبعد المرض
5. مراجعة واتباع ارشادات الطبيب
6. عدم الاختلاط بالأخرين
7. الوالدة والاخ والعاملة كانوا من المصابين بالوباء سابقا
8. الوالدة والاخ والعاملة من الذين اخذوا اللقاح مبكرا
لا ادعي ان تجربتنا مع الوباء كانت سهلة , ولكن بنفس الوقت لم تكن قاهرة والفضل يعود الى اخذ اللقاح مبكرا . اللقاح سهل طريقنا الى الشفاء , ومن يعاني من الوباء وصعوبته على اغلب الاحيان انه لم يأخذ اللقاح , وعليه اذا كان لك شخص مقرب وتحبه اقنعه بأخذ اللقاح وقل له ان 95% من موتى الوباء هم من غير الملقحين .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق نخلة باسقة حتى بلا طلعا هضيم
- ازدهار قطاع الخدمات في العراق ليس مؤشرا للسعادة والرفاه
- امريكا سوف لن تربح الباردةالقادمة
- تجارة الدواء في العراق
- lماذا قال صاحب كتاب -وعاظ السلاطين- حول الانتخابات؟
- في امريكا ..كورونا تتراجع و النفايات تتراكم , وانجاب الاطفال ...
- مقاطعة الانتخابات العراقية المبكرة خيانة لدماء ضحايا تظاهرات ...
- العالم من جائحة كورونا الى نار الاسعار
- يا عرب ..الانسانية تدعوكم لنصرة فلسطين
- العداء للشيعة و ايران لا يمنع الوقوف بجانب الحق الفلسطيني
- تظاهرات تشرين 2019 والتي سوف لن تنتهي
- كيف فسرت النظرية الكلاسيكية تفاوت الاجور ؟
- ايار بداية موسم الحرائق في العراق
- الحكومة العراقية و - اكلات الشوارع-
- هل من اسم يطلق على الاقتصاد العراقي؟
- اهمية المصاريف الاهلية و الحكومية في الاقتصاد الحر
- احتدام المنافسة الدولية على اختيار دالاي لاما جديد
- تاثيرات وباء كورونا على الطبقة الوسطى في العالم
- فاجعة مستشفى ابن الحطيب ..من انتاج المحاصصة والفساد والاهمال
- لماذا تعاني الدول المصدرة للمواد الاولية عدم الاستقرار الاقت ...


المزيد.....




- الأردن: مستوطنون إسرائيليون اعتدوا على قافلتي مساعدات في طري ...
- فيدان .. تركيا ستنضم إلى استئناف جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بمح ...
- -معلومات مضللة-.. موسكو تنفي اتهامات بروكسل لها بانتهاك حقوق ...
- مراقب الدولة في إسرائيل يبدأ تحقيقا عسكريا بهزيمة الجيش أمام ...
- شاب سعودي يقتل أخته لعدم رضاه عن عملها وقيادتها السيارة
- صاحب -ثلاثية نيويورك- و-4 3 2 1-.. بول أوستر يودع الحياة عن ...
- فيضانات كينيا تجبر السلطات على إجلاء السياح من محمية ماساي م ...
- فيديو: وزير الخارجية الفرنسي يستكمل جولته الإقليمية بلقاء نظ ...
- شجب حقوقي لإدانة الناشطة السعودية مناهل العتيبي بـ-الإرهاب- ...
- السعودية.. جريمة مروعة في نجران تثير غضبا كبيرا والسلطات تتح ...


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - محمد رضا عباس - تجربتي مع فايروس كورونا في العراق