أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - مجاملة فن أم نفاق














المزيد.....

مجاملة فن أم نفاق


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 6956 - 2021 / 7 / 12 - 13:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كما هو الحب فن ، والتجارة فن ، والدبلوماسية فن ، فإن المجاملة أيضا فن وثقافة يجب الإلمام بها بطريقة لا تزعج الآخرين خصوصا أولئك الذين يبدون أكثر حساسية تجاه الصدق والصراحة في التعامل فيبدو استخدام الكلمات الوردية المعسولة نوع من النفاق والكذب لتحقيق أغراض أو الوصول لغايات شخصية ، لكن لماذا يبدو الأشخاص الذين يجيدون هذه الحرفة ويتقنون هذا الفن أكثر نجاحا بل يوصفون بأن تعاملهم ينم عن ذوق وكياسة يجعلهم يسلكون أقصر الطرق إلى قلوب الناس؟
وهل تصبح الحياة جافة وكئيبة فعلا إذا ما خلت من المجاملات؟
أين هو الخط الفاصل بين المجاملة والنفاق؟ وأين تكمن المِشكلة إذا ما كان هناك مشكلة؟
أتحدث هنا عن الدبلوماسية التي يجيدها البعض بل قد تكون أحد أسرار نجاحهم المهني والشخصي!
قد تكون المجاملة حقا فنا راقيا وبلسما تحتاجه القلوب كما تحتاج الكلمة الحلوة والمعاملة الطيبة لكن إذا ما تجردت من المواقف فهي تبقى جميلة بنظر الجميع إلى أن يقع أحدهم في محنة أو مشكلة فيحتاج إلى مد يد العون له حينها فقط يكتشف أن هذه المجاملة الخلاقة أكبر كذبة في الوجود.
وحينها فقط تصبح الصراحة راحة كما يقول المثل ، وهي بقسوتها أكثر لطفا بنا من الغرف في عسل الكلمات اللطفية حين تكون زائفة وتخلو من المنطق.
لكن كتاب ككتاب (كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس) لمؤلفه ديل كارنجي هو من أكثر الكتب مبيعا في العالم وقد مجد فكرة المجاملة الصادقة ودورها في اكتساب الأصدقاء في ضؤ النظريات الحديثة في علم النفس ، وفي هذا الكتاب نصيحة ذهبية تقول : ( عليك أن تدرك أن تسعة وتسعين بالمئة من الناس لا ينتقد أحدهم نفسه إطلاقا مهما كان مخطئا ، لا جدوى من الانتقاد الذي يضع الإنسان في موضع المدافع عن نفسه لتبرير أفعاله ، تذكر وأنت تتعامل مع الناس أنك لا تتعامل مع مخلوقات منطقية بل مع مخلوقات عاطفية)!
ويبدو أن شارلي شابلن كان قد أدرك هذه الحقيقة حين قال " لا تبالغ في المجاملة حتى لا تسقط في بئر النفاق ولا تبالغ في الصراحة حتى لا تسقط في وحل الوقاحة"
وبما أن خير الأمور أوسطها ومع بعض حسن الظن مثلا فإن المجاملة لا تعني أن نكذب بالضرورة بل أن نقول الحقيقة بطريقة لطيفة وعلى ما يبدو أن هذا المفتاح الذي يستخدمه من يملكون الذكاء الإجتماعي لفتح كافة أبواب ونوافذ القلوب المغلقة.
ثم إذا أخذنا بعض العبر من أقوال الحكماء فهناك حكمة تقول : " أن الرجل الدبلوماسي هو الرجل الذي يتذكر عيد ميلاد زوجته وينسى عمرها"، في هذه الحالة تخيروا ما تتذكرونه وما تتجاهلونه حتى تتقنوا مجاملتكم إذا ما قررتم المجاملة.



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيك انطوى العالم الأكبر؟
- هل نحن أشرارا أم خيرين بالفطرة؟
- لماذا نختلف ونتفرد؟
- حملة (القالوفة) الوحشية هل من يثور لأجل الأرواح المعذبة؟
- الوعي البيئي رفاهية أم ضرورة؟
- حرب الهاشتاغات في العالم الإفتراضي
- هل جعلتنا التكنولوجيا أكثر سعادة؟
- الإنجازات الطبية بين العلم والأخلاق
- هل مهمة إنقاذ الصحافة المطبوعة ممكنة أم مستحيلة؟
- الفائدة التطورية للنوم
- الصيام طقس ديني متأصل منذ آلاف السنين
- دلالة الكعب العالي
- عنصريتنا الأصيلة؟
- من تكون أيها الإنسان؟
- نوال السعداوي الكاتبة الملعونة بين النساء
- ماذا يفعل اللطف والعطاء فينا؟
- حملة (رفق) تحية شكر وتقدير للقائمين عليها
- الأبد هو الآن فلا تؤجله
- الأبد هو الآن فلا تؤجلوه
- فأر التجارب جندي مجهول


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - مجاملة فن أم نفاق