البنك الدولي

ناجي سابق

الحوار المتمدن-العدد: 6954 - 2021 / 7 / 10 - 20:45
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

ماهية البنك الدولي ونشأته

لم تكن مسألة تمويل الإنماء على نطاق الكرة الأرضية تطرح في نظام قاعدة معيار الذهب، حيث كان حي السيتي (حي المال) في لندن يلبي حاجات التمويل العالمية عبر دفوقات التوظيف الرئيسية. حسب تعبير المكرس جان ويللر. وحيث كانت حاجات إعادة البناء السريعة للإقتصاديات الغربية التي دمرتها الحرب تتطلب معونة كبيرة لم يكن بوسع السيتي تأمينها. في شباط فبراير ١٩٢٠ شرع المجلس الجديد لعصبة الأمم المتحدة بعقد مؤتمر دولي لدراسة الأزمة المالية ووسائل معالجتها فقررت الدول المجمتمعة ترميم وشروط مؤسسات عالم ما قبل الحرب وكبح التضخم وتحقيق التوازن للموازنات الحكومية وأن تعود جميع البلدان إلى نظام قاعدة الذهب (Gold Standard). كما تقرر إنشاء بنوك مركزية، وإلغاء عمليات الرقابة على القطع والحواجز التجارية.
وقبل زمن من المؤتمر المالي الدولي الذي لم ترسل إليه الولايات المتحدة سوى مراقبين دعيت مختلف الحكومات لأن ترسل اقتراحات إلى الأمين العام لعصبة الأمم، وكان أهم هذه الإقتراحات الخطة التي اقترحها السيد ديلاكروا (Delacroix) رئيس وزراء بلجيكا ووزير ماليتها وهي تتلخص بإنشاء بنك دولي تتمثل فيه جميع الدول دون تمييز وتديره لجنة تضم عدد من المندوبين ويكون هدفه إصدار سندات ذهبية ذات فائدة لقاء قيم مضمونة في الولايات المتحدة التي اهتمت بإعادة الإعمار بعد تحديد الأرباح العائدة لها مقابل المساعدة المقدمة إلى الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية ظهرت مجموعة من المؤتمرات والمشاريع وكان أهمها مشروع كينز الإنجليزي ومشروع (وايت) White الأميركي الذي اقترح مشروعاً يضم صندوقاً لتثبيت العملات، وبنكاً لإعادة التعمير والإنماء وكان ذلك في عام ١٩٤١ وقد صادق روزفلت في أيار ١٩٤٣ على ما عرف باسم (اللجنة الإمركية الفنية لصندوق الإستقرار وبنك الإنشاء والتعمير)

بريتون وودز وولادة البنك الدولي:
في تموز ١٩٤٣ وعلى الرغم من أن الحرب العالمية الثانية لم تكن قد وضعت أوزارها، فقد اجتمع نحو (٧٥٠) شخصاً من الماليين والإقتصاديين والمشتغلين بالبنوك والسياسيين الذين يمثلون (٤٤) دولة من القوى المتحالفة التي شاركت في الحرب. اجتمعوا في مؤتمر برييتون ووذز في مقاطعة نيوهميشاير شمال شرق الولايات المتحدة وذلك لتتويج مجهودات نحو ثلاث سنوات من العمل التحضيري والمفاوضات وذلك من أجل وضع وصياغة هيكل التقارب الإقتصادي الدولي في فترة ما بعد الحرب. وقد أسفر المؤتمر المالي والنقدي عن اتفاقية بإنشاء صندوق النقد الدولي (IMF) والبنك الدولي للتعمير والتنمية (IBRD)
وقد وقع على هذه الإتفاقية نهائياً بواسطة أغلبية الدول الأعضاء في ٢٧/ ديسمبر/ ١٩٤٥، وبعد ستة أشهر من تاريخه بدأ البنك الدولي ممارسة نشاطه في عمليات إعادة التعمير والتنمية الإقتصادية( ) وكان هدف صندوق النقد الدولي هو إعادة تثبيت أسعار الصرف الأجنبي والتي تعتمد عليها التجارة والإستثمار الدوليين والحد من مشاكل ميزان المدفوعات في الأمد القصير، أما هدف البنك الدولي فكان يتمثل في إعادة إعمار الدول التي خربتها الحرب وتوفير الإعتمادات الأطول أجلاً( ) للإستثمار في المشروعات الإنتاجية ومن ثمن تشجيع التنمية الإقتصادية( ) وأعضاء البنك كما هي الحال بالنسبة للصندوق فلا بد لكي تصبح الدولة عضواً في البنك الدولي من أن تكون عضواً في صندوق النقد الدولي، كذلك فإن اكتتاب الدول الأعضاء في رأسمال البنك يتحدد وفقاً لحصة كل دولة في صندوق النقد الدولي، وذلك بوصف هذه الحصة هي مؤشر على المقدرة الإقتصادية لكل دولة وأخيراً فإن حقوق التصويت في البنك الدولي تكون مرتبطة بالمساهمة في رأسماله.

#ناجي_سابق (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل