أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - ناجي سابق - مفهوم التحكيم وخصائصه














المزيد.....

مفهوم التحكيم وخصائصه


ناجي سابق

الحوار المتمدن-العدد: 6909 - 2021 / 5 / 26 - 19:57
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


التحكيم هو أحد وسائل الفصل في المنازعات، فهو النظام الذي بمقتضاه يمكن الفصل في المنازعة بواسطة أفراد عاديين بعيداً عن قضاء الدولة.
فالأصل أنه لا يجوز للشخص أن يقتضي حقه بنفسه وأنه يجب التوجه إلى شخص محايد للفصل في النزاع. والأصل أن هذا الشخص المحايد هو القاضي التابع للدولة. واستثناءً على هذا الأصل يعترف المشرع أيضاً بالمحكم، حيث يسمح بأن يكون شخص طبيعي محايد من آحاد الناس يختاره الخصوم عادة، لحل نزاع قابل للصلح ناشئ بينهم عن طريق تحكيم شخص أو عدة أشخاص.
لقد عرفت البشرية التحكيم قبل أن تعرف القضاء العام. بمجرد أن بدأت إرهاصات المجتمع المنظم فإن ضميره الجماعي قد اهتدى إلى ضرورة الالتجاء إلى "ثالث" لفض المنازعة التي تنشأ بين الاثنين. فكان نظام التحكيم الاختياري في هذه المرحلة يستقل بالوظيفة القضائية أو يكاد، ولكن بعد أن ظهرت الدولة صار التحكيم إجبارياً. ثم بدأ التطور يسير في اتجاه قيام الدولة نفسها بالفصل في المنازعات واحتكارها لهذه المهمة من خلال سلطتها القضائية.
إن القرن العشرين أعاد فكرة التحكيم للظهور، لكي يحتل دوراً متزايداً وموازياً لقضاء الدولة، بحيث يمكن القول بأن الوظيفة القضائية تتوزع اليوم بين قضاء الدولة الأصل وبين القضاء الاستثنائي قصدت به التحكيم.
نخلص إلى أن التحكيم هو عبارة عن وسيلة قضائية استثنائية لتسوية وفض النزاعات العقدية والغير عقدية، يتم اللجوء إليه بموجب اتفاق بين الأطراف حيث يتم النظر في تلك المنازعات من خلال إجراءات تحكيمية نص عليها المشرع وصولاً لإصدار قرار تحكيمي حاسم للنزاع يرقى إلى درجة الأحكام القضائية بعد حصوله على الصيغة التنفيذية وفقاً للأصول.
وعلى هذا النحو يلخص مفهوم التحكيم بأنه أوله اتفاق، وأوسطه إجراء وآخره حكم كحكم القضاء.

اما خصائص التحكيم فتتمثل في ان التحكيم يحقق العدالة الناجزة لأنه مرهون بحد زمني للفصل في النزاع، إضافة إلى سرعة الفصل وسريته ضمن الأصول القانونية.
أ - حكم سريع يفصل في النزاع ويقبل التنفيذ، فالمحكم يكون متفرغاً تماماً للفصل في النزاع خلال مهلة محددة تكون قصيرة بدلاً من تطبيق أصول المحاكمة العادية وما تنطوي عليه من شكليات زمنية طويلة. والمحكم يكون عادة من أهل الخبرة في موضوع النزاع، ويعرف الأعراف والعادات والممارسات المهنية التي تحكمه. لذلك فهو لا يضطر عادة إلى تكليف خبير، ومن ثم يمكنه اختصار الوقت بينما قاضي الدولة لا يستطيع الفصل في مثل هذا النوع من المنازعات إلا بعد انتظار الوقت الذي يحتاج إليه الخبير المنتدب من قبله؛ والقرار التحكيمي يمكن أن يكون على درجة تقاضي واحدة - ومن ثم يقبل التنفيذ بعد استنفاد هذه الدرجة- وهذا ما لا ينطبق على قضاء الدولة الذي يكون التقاضي فيه على عدة درجات لضمان الحقوق وإرساء العدالة.
ب - الحفاظ على السرية: يكون أطراف النزاع حريصين على مصالحهم المماثلة مع الغير، أو في مواجهة الغير المنافس. فإذا ما تعلق الأمر مثلاً بتنفيذ متأخر أو معيب، فإن المدعى عليه يعلق أهمية كبيرة على بقاء أمر التأخير أو العيب محجوباً عن منافسيه وعن عملائه. ثم إنه في العقود الأكثر تعقيداً والتي يكون محلها في الغالب منتجاً جديداً، تكون السرية أكثر لزوماً لاعتبارات عدة، منها أن المنتج الجديد معرض دائماً لظهور عيوب التقدم العلمي الفني السريع. فالسرية أساس لاختيار التحكيم، ولا شك أن اللجوء إلى التحكيم يضمن للخصوم تحقيق هذه الرغبة لأن جلساته تتم عادة في سرية تامة بينما الأصل في جلسات قضاء الدولة وأحكامها هو العلنية.
ج - استقرار العلاقة الودية بين الأطراف رغم نشوب النزاع: التحكيم يمكنه تحقيق هذه الرغبة نظراً لأنه يسمح بالاتفاق على أن يعفى المحكم من التطبيق الصارم للقانون وأن يكون الحل بمقتضى الإنصاف. أما اللجوء إلى القضاء فإنه يفرض على القاضي التقيد بقواعد القانون فقط، تطبيقاً لمبدأ المشروعية حيث لا عقوبة ولا جريمة دون نص.
د - إن العلاقات الخاصة الدولية تستقل باعتبار خاص بها ويمثل الدافع الرئيسي نحو التحكيم. فالطرف الأقوى في العلاقات الخاصة الدولية يفرض على الطرف الآخر نظام التحكيم كوسيلة لتسوية المنازعة.
والغاية التي يبتغيها هذا الطرف القوي من التحكيم هي إمكانية استبعاد تطبيق أي من القوانين الوطنية والاكتفاء بتطبيق قانون التجارية الدولية الذي يتمثل في الأعراف والعادات السائدة في التجارة الدولية بالإضافة إلى المبادئ العامة التي يقوم عليها التعامل في الدول المتحضرة . فبذلك يضمن الطرف القوي - وهو عادة من الشركات متعددة الجنسية- وجود نظام قانوني موحد يحكم علاقاته في الدول المختلفة. أما اللجوء للقضاء فإنه لم يكن يحقق دائماً هذا الهدف، علماً أنه يقوم باحترام مبدأ سلطان الإرادة، رغم أن القاضي الوطني قد يستبعد قانون الإرادة لعدم وجود صلة بينه وبين العقد محل النزاع، كما أنه قد يستبعد بعض قواعد هذا القانون بحجة وجود قواعد وطنية ذات تطبيق مباشر على المنازعة أو لمخالفة قواعد قانون الإرادة للنظام العام الذي يبطل أي تصرف أو التزام قانوني.(*)



#ناجي_سابق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القانون الدولي الانساني
- ازالة الخطأ تعادل كتابة الصواب
- الدستور واستقلالية القضاء
- قوانين الحرب تحمي الجيوش والمليشيات المسلحة
- الضمانات الاساسية في النزاعات المسلحة الدولية
- المبادئ التي تحكم حقوق الدول وواجباتها
- الاتفاقية الانسانية المصغرة التي وافقت عليها كل دول العالم
- قواعد الاشتباك
- تحول اعمال الشغب والتوترات الداخلية الى نزاع مسلح دولي
- الاثبات
- علمتني الحياة...فنجحت
- المبادئ الجوهرية في التحكيم التجاري الدولي
- المحاكم الجنائية الدولية لعدم الافلات من العقاب
- اهمية المقارنة بين محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الد ...
- من لا يتقدم يتقادم
- لا طاعة لرئيس في معصية القانون
- اهم المبادئ في القانون الدولي الجنائي
- العدل سبيلا- للعدالة
- مسؤولية الرؤساء والمرؤوسين عن جرائم الحرب


المزيد.....




- مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يبعث رسائل لمسؤولين أمميين حو ...
- اقتحام رام الله والبيرة واعتقال 3 فلسطينيين بالخليل وبيت أمر ...
- عودة النازحين.. جدل سياسي واتهامات متبادلة
- الخارجية الأردنية تدين الاعتداء على مقر وكالة -الأونروا- في ...
- برنامج الأغذية العالمي يحذر من شلل جهود الإغاثة في لبنان
- مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يبعث رسائل لمسئولين أمميين حو ...
- الأونروا: استمرار غلق المعابر ومنع دخول الوقود سيصيب العمليا ...
- رأي.. جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان لـCNN: السلام يبدأ بعضوي ...
- رسالة تهديد من مشرعين أمريكيين للمدعي العام بالمحكمة الجنائي ...
- الأمم المتحدة: لم تدخل أي بضائع إلى غزة اليوم عن طريق المعاب ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - ناجي سابق - مفهوم التحكيم وخصائصه