أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عقراوي - ثورات التحرر و الوقت المناسب... تجربة غربي كوردستان و أشياء أخرى















المزيد.....

ثورات التحرر و الوقت المناسب... تجربة غربي كوردستان و أشياء أخرى


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 6950 - 2021 / 7 / 6 - 09:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مضت سنوات طوال و الشعب الكوردي بمثقفية يحاولون الرد على أسباب فشل الثورات الكوردية في التحرر و أسباب عدم قدرة الشعب الكوردي على تأسيس دولته المستقلة و الاهم من كل هذا عدم وحدة الشعب الكوردي و الاقتتال الذي بين قواه السياسية.

و هنا نتطرق الى بعض البديهيات التي يناساها الكثير من أبناء الشعب الكوردي و منها على سبيل المثال لا الحصر:

يمكنك البدء بالنضال و تشكيل الاحزاب السياسية و لكن هذا لا يعني أبدا أن تلك الثورات ستنجح أو انها في مرحلة التحرير العملية. و السبب بسيط جدا و هو أن نجاح الثورات يحتاج الى الوقت المناسب من جميع النواحي.  فمن المستحيل الاطاحة بحكومة قوية عسكريا و سياسيا و لديها علاقات دولية متشعبة أقوى من علاقات الشعب الكوردي بالدول العظمي. و كمثال فمن المستحيل الاطاحة بالحكومة التركية الان لذا فالثورة فيها هي من أجل تهيئة الوضع لحين توفر العامل الذاتي و الموضوعي و من السذاجة أن يتم التضحية بثورة كوردية أخرى و في جزء اخر من كوردستان من أجل ثورة في مرحلة البناء الذاتي و تحت ظل دولة قوية عسكريا و سياسيا و ظروف دولية تميل أكثر لصالح تركيا.

الثورة في غربي كوردستان هي الثورة الانجح في التاريخ الكوردي من ناحية التوقيت و الاستعدادات و الخسائر. بعيدا عن شكل النظام السياسي و القوى الحاكمة في غربي كوردستان و الخلافات بين القوى الكوردية هناك فأننا نستطيع تسجيل ما يلي:

الشعب الكوردي في غربي كوردستان لم يبدأ بثورة مسلحة و لا حتى ثورة مظاهرات و لم يستنزف قواة في وقت كان النظام السوري قويا و يتمتع بدعم عربي و حتى عالمي روسي و صيني و بدأ بالثورة في وقت مناسب جدا حيث بدأ السوريون بالثورة على النظام و فقد النظام تأييدة العربي و الدولي و بناء على ذلك نجحت الثورة هناك الى درجة بثت الرعب في نفوس النظام التركي الذي بدأ بنفسة  يحاول أضعاف تلك الثورة بدلا من الحكومة السورية. و لو كان الكورد في غربي كوردستان قد بدأوا بالثورة المسلحة في سبعينات أو ثمانينات أو تسعينات القرن الماضي أو حتى مباشرة بعد سنة 2000 لكان الشعب الكوردي هناك سيدفع تضحيات كبيرة و دون جدوى أو فوائد على الارض. و كلنا رأينا أحداث القامشلي سنة 2004 و كيف أنتهت.  الظروف في سوريا الى الان مناسبة للاستمرار في الثورة و لكن أذا قوى النظام السوري مرة أخرى أو تم تشكيل حكومة قوية في سوريا قبل حصول الكورد على حقوقهم في غربي كوردستان أو حصولهم على أعتراف دولي فأن أنحلال الثورة و فقدان المناطق المحررة قد يصبح أمرا واقعا وليس غريبا.

و لدينا من جنوب كوردستان و شرقها تجارب كثيرة لثورات بدأت في أوقات مناسبة و لكن بمجرد تغيير الوضع الدولي أو وضع الحكومة العراقية أنتهت الثورات و رجع الكورد الى نقطة الصفر.  فبعد أنهيار النظام الملكي في العراق تكونت حكومة ضعيفة في العراق تلك الحكومة وافقت على الحكم اللامركزي للكورد، و لكن بمجرد أن قوى ساعد تلك الحكومة المدعومة  من روسيا و بتغلغل أمريكي مناهض  تراجعت الحكومة العراقية و بدأت حرب بين تلك الحكومة و بين الثورة الكوردية أنذاك. و بعد أنهيار تلك الحكومة و مجئ حكومة البعث التي كانت ضعيفة في بداياتها فأنها و افقت على الحكم الذاتي للكورد في جنوب كوردستان و لكن ما أن قوى ساعد الحكومة البعثية  أيضا و بالتعاون الدولي أنتهت الثورة الكوردية حيث أنهتى الوقت المناسب للثورة بعد أتفاق الشاة الايراني مع صدام حسين سنة 1975. البعض من الكورد أعتبروا أنتهاء تلك الثورات الكوردية هزيمة  لهولاء القادة و لكنني أعتبرها مرونة سياسية و عسكرية بعيدة عن التعصب الفكري الانتحاري.

بعد نجاح الثورة الاسلامية في أيران تولد ظرف دولي أخر حاول الكورد أستغلاله في العراق  و لكن الثورة أنتهت بأنتهاء المصالح الدولية و وصول الحكومة العراقية الى درجة قوية عسكريا و سياسيا. و تكررت التجارب بنفس الطريقة في جنوب كوردستان بين صعود للثورة و فشل للثورة ليس بسبب الكورد و تشكيلة أحزابه بل بسبب أنتهاء الظرف المناسب للثورة قبل حصول الكورد على حقوقهم في جنوب كوردستان.

و هنا نصل الى مربط الفرس و هو أن فشل الثورات الكوردية لا علاقة له ببسالة الكورد و شجاعتهم و لا حتى أحزابهم بالدرجة الرئيسية بل له علاقة مباشرة بأنتهاء الوقت المناسب دوليا و محليا و على الكورد تجميد الكفاح المسلح بشكله التقليدي عندما يرون حكومة قوية في المركز تتمتع بتأييد دولي و محلي. كما فعل القاضي محمد سنة 1947 و البارزاني الاب سنة 1975 و البارزاني و الطالباني سنة 1988.

و بما أن كوردستان مقسمة بين أربعة دول فعليهم التركيز على الجزء أو الاجزاء التي ظروفها تساعد على الكفاح العسكري و الاكتفاء بالنضال السياسي فقط في الاجزاء الاخرى.  حروب الكورد في جميع أجزاء كوردستان سواء كانت الظروف مناسبة أو غير مناسبة و في نفس الوقت نجمت عنه أقتتال داخلي  استغلته الدول المحتله لكوردستان لصالحها.

لذا على الكورد ايقاف بعض الحروب أو تجميدها على الاقل في الوقت الحالي لحين تغيير الظروف الدولية و المحلية  فمن المستحيل تحرير جميع أجزاء كوردستان مع بعض و في ان واحد. الكورد لا يعرفون الاثار النفسية التي تولدها فشل تلك الثورات و الى الان لا يستوعب الكورد أسباب الفشل و هل هي فشل أو حتمية عسكرية بعكسة يكون الامر أنتحارا.

الحرب في الوقت الحالي في شرقي كوردستان  هو تناطح مع الجبل و لا فائدة منه سوى التضحة بأبناء الشعب الكوردي حيث الظروف غير مناسبة و تجبر حكومة الاقليم على تقديم التنازلات للنظام الايراني وتقوي مركز أيران في جنوب كوردستان.  ايقاف الحرب لا يتعني أبدا أيقاف العمل السياسي الثوري. و الحرب في شمال كوردستان ايضا يستفيد منه النظام أكثر من الكورد و الظروف غير مناسبة أبدا للحرب المسلحة حيث النظام يتمتع بتلك القوة العسكرية و التأييد الدولي. صحيح أن شمال كوردستان هو أكبر جزء من كوردستان و لربما يكون تحرير كوردستان الكامل يأتي بعد تحريرها و لكن العامل الموضوعي لا يسمح بذلك. لماذا أستطاعوا تحرير غربي كوردستان و فشلوا في تحرير نصيبين أو شرنخ؟ الجواب هو الظرف و الوقت المناسب.  لو لم تكن هناك روسيا لما كنت هناك حكومة شيوعية في كوبا و لا في فيتنام أو كوريا الشمالية. و لو لم يفشل النظام السوفيتي لما أنهارت بلغاريا و رومانيا و باقي دول أوربا الشرقية.  أذن لسنا الوحيدون في هذه المعادلة. فأذا انهارت دول بسبب تغيير الظروف الدولية فكيف لا تنتهي ثورات كوردية؟

على الكورد الاستفادة من تجربة غربي كوردستان من ناحية التقييم الدولي و توقيت بدء بالثورة من عدمه حيث أنها الثورة الوحيدة  الكوردية القصيرة العمر و التي نجحت بأقل التضحيات لأنها بدأت في الوقت المناسب و لولا التدخل التركي و تدخل داعش لكانت ثورة دون خسائر.

ملاحظة : الموضوع تحليل سياسي مستقل لا علاقة له بالاحزاب الحاكمة أو المؤثرة في شمال أو شرق او جنوب أو غرب كوردستان.



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أستراتيجية الاستخبارات الامريكية: تقسيم الشيوعيين و المسلمين ...
- القوى الكوردية أسرى العامل الاقليمي و صعوبة الاعتماد على الع ...
- ماذا سيحصل في سوريا و ما هي الخطة الامريكية.. الجزء الثاني و ...
- فقاعة ترامب حول الشمال السوري الاسباب و الاحتمالات. هل فعلا ...
- مع الاسف لا أأمن بالبرجوازية -الوطنية- منها و غير الوطنية..
- ميثاق كوردي و أعتراف بأبادة الكورد المسلمين للايزديين.. أي ح ...
- أهداف الرعاية (العثمانية) المتواصلة لبعض القيادات الكوردية.
- الاستراتيجية الخاطئة للكورد تٌبعدهم دوما عن التحرير كلما أقت ...
- عقلية (المحتل) بدأت تسيطر على تصريحات أغلبية السياسيين العرا ...
- لهذه الاسباب ساندت أمريكا الحرب بين بغداد و أربيل و ضحت بالب ...
- نحو محاكمة قادة حزبي البارزاني و الطالباني و أبعادهم تماما م ...
- من 1975 الى 2017, العراق أسيرة بيد دولتين بدلا من دولة واحدة ...
- العنصرية العمياء: مقارنه بين عقل المثقف الكوردي و المثقف الع ...
- المعادلة الخاطئة، الكورد و قرار أستبدال الاصدقاء (الشيعة) با ...
- على الكورد عدم الاستهانة بقدرات حيدر العبادي فهو من طينة تخت ...
- الاستفتاء في جنوب كوردستان (لُعبه) من الالف الى الياء..
- الاستفتاء و العودة الى المربع الأول، بعد تغيير العقلية العرا ...
- الى حركة (نعم) للاستقلال و ضم كركوك و طرد قواعد الجيش التركي ...
- الاستفتاء و الاستقلال في جنوب كوردستان ما بين الموقف الرسمي ...
- رفض الاستفتاء و الاستقلال تركيا و دوليا، معادات للشيعة و اير ...


المزيد.....




- فوائد التدليك العلاجي للجسم
- نسخة صينية مقلدة من شاحنة ماسك المثيرة للجدل
- Beats تعلن عن سماعاتها الجديدة
- وسائل إعلام: خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات تتعلق بانعقاد ...
- بنما: إغلاق صناديق الاقتراع في انتخابات الرئاسة والرئيس السا ...
- قيادي كبير من حماس: النصر قاب قوسين أو أدنى وسننتصر ونهدي ال ...
- مصارعة الثيران: إسبانيا تطوي صفحة تقليد عمره مئات السنين
- مجازر جديدة للاحتلال باستهدافه 11 منزلا برفح ومدرسة للأونروا ...
- الجراح البريطاني غسان أبو ستة يتحدث عن المفاجأة الألمانية في ...
- العثور على جثث يُشتبه أنها لأستراليَين وأميركي فقِدوا بالمكس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عقراوي - ثورات التحرر و الوقت المناسب... تجربة غربي كوردستان و أشياء أخرى