أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - أغاليط التهوين من الجريمة التي تعرض لها نزار















المزيد.....

أغاليط التهوين من الجريمة التي تعرض لها نزار


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 6949 - 2021 / 7 / 5 - 20:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ناجح شاهين
استشهد الناشط نزار بنات على يد قوة أمن فلسطينية كبيرة دون أن يكون هناك أي تهديد لحياة أي من أفرادها. كان نزار نائماً، ناهيك عن واقعة أنه شخص مدني لم يتعاط العنف في حياته أبداً. لذلك يبدو جلياً أن عملية القتل كانت "هادئة" و"سلسة" و"طبيعية" وأنها لم تنجم عن توتر القوة أو أحد أفرادها أو عن اضطرابهم...الخ. بعبارة شائعة لقد نفذوا فعلهم بدم بارد وأعصاب مسترخية.
لكن هناك من يصر على أن يجد طريقة للتلطيف من بشاعة الجريمة التي وقعت. وقد تلسمنا على نحو سريع مجموعة من المغالطات المستخدمة في هذا النطاق يمكن أن نلخصها فيما يلي:
1. إن الأخطاء جزء من طبيعة البشر، ويجب أن "نتفهم" هذا الخطأ مثلما نتفهم أو تفهمنا غيره. هذا الرأي يقف عند هذا الحد، ولا يطالب أصحابه بأن تعترف الجهات المعنية ب "الخطأ" وتشرع في محاسبة شفافة ونزيهة ومعلنة لمن قام به وصولاً إلى إصدار الأحكام القضائية المستحقة بخصوصه. كأن أصحاب هذا الرأي يقولون شيئاً من قبيل الأخطاء تحصل وعفا الله عما حصل، ودعونا نكمل مسيرة حياتنا كأن شيئاً لم يكن. ترى أية دوافع أو مصالح يمكن أن تنحط بالإنسان إلى اللجوء إلى هذا النوع من المغالطة؟
2. استدعاء "أخطاء" الماضي أو الإخوة والجيران في سياق أغلوطة "الجميع يفعلون ذلك". كأن قيام "الجميع" بأي نشاط يجعله مشروعاً. مثلاً معظمنا يلقي النفايات من نافذة سيارته، لكن ذلك بالطبع يظل فعلاً خاطئاً يفترض أن يحاسب عليه القانون وتنبذه الأخلاق القومية مهما كانت نسبة الذين يقترفونه. في موضوع الجريمة التي تعرض لها نزار يذكرنا من يرغب في "تسويغ" ما لحق بنزار بأن حماس قد فعلت ذلك أحياناً في غزة، أو أن سورية قد قامت به في حماه، أو أن أمريكا تقتل السود بين الفينة والأخرى. وهكذا يسن هؤلاء سنة مبتكرة في القضاء فحواها أن يرد المتهم بجريمة القتل على سؤال القاضي: "لماذا قتلت الضحية يا فلان." بجواب من نوع: "لست أول من قتل يا سيدي، وقد قتل شخص آخر في شنغهاي جاراً له بالطريقة ذاتها." وهكذا يصبح وقوع الجريمة في مكان آخر مسوغاً لوقوعها هنا أو مسوغاً لإعفاء القتلة الملطخة أيديهم بالدم من مسؤوليته الجنائية من بين مسوؤليات أخرى. إن من يستدعي سوريا أو حماس أو أمريكا أو أي بلاد أخرى إنما يقوم بوعي أو بدون وعي بخيانة العدالة والتواطؤ الضمني مع المجرمين. بإمكاننا أن ننتقد أي جهة أخرى ولكن دون ربط ذلك بموضوع الجريمة الراهنة. هذه الجريمة يجب أن تظل تصرخ من خلال حناجرنا حتى تتحقق لها العدالة ومن يشوش على صوت صراخها يكون متواطئاً وإن حسنت النوايا.
3. تعليق إصدار الحكم أو تأجيله حتى تأخذ العدالة مجراها وتقول رأيها. من البدهي أن العدالة تحتاج إلى حشد الأدلة وتحليلها وتقييم الدوافع والظروف من أجل إصدار حكمها النهائي. لكن مطالبة الرأي العام بأن يتبنى طرق العدالة قبل إصدار حكمه هو مغالطة تهدف إلى تمييع القضية والالتفاف عليها. بالنسبة للمواطن العادي ليس هناك من أسرار تحتاج إلى بحث. إننا في مواجهة جريمة واضحة كالشمس، حتى أن أحداً لم يحاول أصلاً أن يدافع عن نفسه من فئة من ارتكبوها. وذلك ممتنع أصلاً من حيث المبدأ بالنظر إلى ضخامة القوة المهاجمة للشهيد وهو نائم وعدم تعرضها لأي تحد في تنفيذ المهمة التي جاءت من أجلها. وهكذا فإن حكم الشارع لا يحتاج إلى انتظار العدالة الرسمية بل إن عليه أن يطلق حكمه الأخلاقي/السياسي على ما حصل بوصفه جريمة مكتملة الأركان يجب أن يحاسب عليها أي مستوى شارك فيها عن طريق التنفيذ أو التخطيط أو إعطاء الأومر والتعليمات.
4. أغلوطة تجاهل المطلوب وإزاحة النقاش باتجاه مواضيع لا صلة لها بالجريمة. على سبيل المثال تبدأ حملة ضجيج وصراخ تتحدث عن عظمة الحزب أو قيادته أو تاريخها النضالي أو أن هناك أجندات خارجية تعمل في الساحة...الخ. غني عن البيان أن هذه أغلوطة تحاول أن تصور أن هناك صلة ما بين الأجندات وبين من يطالب "بدم" نزار. وللرد على هذه الأغلوطة نقول: إن بطولات العالم كلها، وتهم الارتباط بالخارج عن بكرة أبيها، لا صلة لها بجريمة قتل نزار أو من كان في مثل وضعه، ولا تسوغها ولا تخفف من بشاعتها إنسانياً وأخلاقياً وقضائياً.
5. أغلوطة الهجوم على الشخص: يتم التشكيك في أخلاق أو انتماءات الذين يطالبون بالعدالة لنزار، وذلك عن طريق ربطهم بالقوة المنافسة "حماس" أو ربطهم بالمنحلين والمثليين والخارجين على تقاليد المجتمع. وكأن إقامة الدليل على ارتباط المرء بحماس أو الجهاد أو الجبهة الشعبية أو حتى إقامة الدليل على أن صبية ما لا تلتزم بمعايير المجتمع الاجتماعية أو الجنسية...الخ يشكل أسباباً لبراءة قتلة نزار. إن قتلة نزار يجب أن يذهبوا للعدالة ولا فائدة من مماحكة المنتقدين عن طريق ربطهم بالمعارضة أو الرذائل.
6. اللجوء إلى الخوف: وهذه ممارسة أغلوطية شائعة في العالم الثالث، وتمارس هنا في سياق تخويف المعارضة لتكف عن المطالبة بالعدالة عن طريق التلويح بسياقات الشرف للبنات أو لقمة العيش للرجال والنساء على السواء...الخ.
7. أغلوطة غياب الإجماع أو الشارع مقابل الشارع: كأن قدرة الفريق المرتكب للجريمة على تحريك عدد من الناس ليهتفوا له يشكل مدخلا للبراءة من دم الشهيد. أو كأن الجريمة موضوع للتصويت أو لصندوق الانتخابات: هلموا نصوت هل كان قتل نزار جريمة أم لا؟ وهذا بالطبع ينم عن تدمير مقصود لفكرة العدالة وبدهياتها الأساس.
8. ارتكاب أغلوطة التناقض: وتتمثل في التذرع المستمر بأهمية أجهزة الأمن وضرورتها لحماية ممتلكات الناس وأعراضهم...الخ مع تجاهل واقعة أن هذه الأجهزة أو أحدها قد قامت بسلب مواطن فلسطيني أعزل حياته ذاتها بدون حق قانوني أو أخلاقي.

نستنتج مما سبق وبشكل مختصر تماماً أن السلوك القويم في مواجهة جريمة قتل الراحل نزار بنات على يد قوات إنفاذ القانون (يا للمفارقة!) هو المطالبة الحاسمة باعتقال الضالعين والمشتبه بهم وتقديمهم إلى محاكمة عادلة. أما أي كلام يدور حول الموضوع أو يذهب به شمالاً أو يميناً شرقاً أو غرباً، فإنه في خدمة التهرب من تحميل المسؤولية الجرمية لمستحقيها وإهدار لدماء المواطنين الأبرياء بغض النظر عن كون النوايا طيبة أو خبيثة.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاومة الإسلامية بين فلسطين والتنظيم العالمي
- قطر بين إيران وإسرائيل
- ماتياس شمالي
- أكذوبة الانتخابات السورية
- بين الانتصار والتظاهر بالانتصار
- غزة تسقط عقيدة الضاحية
- هابرماس الأسطورة يعانق جائزة الشيخ زايد للكتاب
- 6000 في المئة زيادة وفيات اللقاح
- قراءة في الثقافة السياسية الفلسطينية
- هل نحن على أبواب المملكة الهاشمية؟
- الإمارات بين إسرائيل وفلسطين
- الديمقراطية والفساد
- يزسوريا قبل عشر سنوات
- عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية
- التناقضات الرئيسة للتجربة الديمقراطية الفلسطينية
- حماية الأطباء من غضب الضحايا
- شروط الديمقراطية والأتوقراطية
- تونس عندما تغيب السكرة وتأتي الفكرة
- الولايات المتحدة، ترامب والديمقراطية وتسلية الجمهور
- الجنس وموت العقل والذات


المزيد.....




- شاب يهرب من الشرطة بسرعة ويتسبب بحادث مروري.. شاهد أين استقر ...
- مصر.. وزارة الأوقاف تعلن حظر تصوير الجنائز نهائيا وقت دخولها ...
- الجيش الإسرئيلي يعلن توسيع نطاق إخلاء الأحياء في شرق رفح، وت ...
- الاضطرابات النفسية في اليمن ـ بين المسكوت عنه وغياب الإمكاني ...
- علماء ألمانيا يقولون لك -اسمع كلام أمك- يطول عمرك!
- المبيدات في اليمن.. سموم تفتك بالبشر والكائنات وتدمر البيئة ...
- الإمارات تقدم لمشفى ميداني في غزة سيارة إسعاف وجهاز أشعة
- الجيش اللبناني يشتبك مع مهربين على الحدود مع سوريا ويقتل ويص ...
- ارتفاع حصيلة قتلى حرب غزة إلى 34971 فلسطينيا
- الحكومة المصرية: 80? من إجمالي المساعدات الإنسانية إلى قطاع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - أغاليط التهوين من الجريمة التي تعرض لها نزار