أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نهى نعيم الطوباسي - المرأة الفلسطينية بين المطرقة والسندان














المزيد.....

المرأة الفلسطينية بين المطرقة والسندان


نهى نعيم الطوباسي

الحوار المتمدن-العدد: 6948 - 2021 / 7 / 4 - 13:37
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


جديرة بالتأمل مقولة جبران خليل جبران " وجه أمي وجه أمتي" عبارة تحمل دلالات مهمة على عظمة المرأة، ودورها الجوهري في بناء الأمة، وتؤكد أن المرأة ليست مجرد وعاء لاحتواء طفل، بل هي أمّة وحضارة بأكملها. وما يثير الاستغراب والاستهجان، هو ضعف ردات الفعل والتفاعل على تزايد حالات العنف والتعذيب والقتل للنساء، والذي يعتبر بصمة عار وتخلف في حياة الأمم، حيث أصبحت هذه الظاهرة، كجائحة عالمية مستمرة كما وصفها الأمين العام للأمم المتحدة، خلال احتفال الأمم المتحدة بحملة مناهضة العنف القائم على النوع الإجتماعي، تحت شعار "لوّن العالم برتقاليا: تمويل، استجابة، منع، جمع!" العام الماضي حيث أعلنت الأمم المتحدة حينها أن 243 مليون سيدة وفتاة قد تعرضن للعنف عام 2020. وهو ما يثير القلق على مستقبل الأمم والشعوب الإنساني والإجتماعي، أما المرأة في فلسطين فحالها حال من يقع بين المطرقة والسندان، فمن جهة ما تواجهه من الإحتلال الإسرائيلي وسياساته الجائرة، ومن جهة أخرى التمييز والعنف الأسري والمجتمعي، الذي يصل إلى حد القتل في بعض الحالات.
وفي السنة الأولى لجائحة كورونا بلغ السيل الزبى، وتفاقمت حالات القتل والتعنيف بكل فلسطين بما فيها مناطق الداخل المحتل، وفقا لمركز المرأة للإرشاد القانوني والإجتماعي، بلغ عدد النساء اللواتي قتلن العام الماضي 21 امرأة وفتاة، في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعلى الرغم من أن أصابع اللوم والاتهام وجهت نحو جائحة كورونا والحجر المنزلي، إلا أن الجائحة لم تكن السبب الرئيسي، بل كشفت عن تلك التشوهات الإجتماعية والثقافية في العالم، وفي المجتمعات العربية، التي تم مداراتها وتجاهلها كثيرا بدليل أنه في عام 2016 أشارت الإحصائيات الرسمية في فلسطين، إلى مقتل ثلاث وعشرين امرأة وفتاة، على يد أحد أقارب الدرجة الأولى الذي يفترض به أن يكون، مصدر الأمان والحماية، والجدار المنيع الذي تستند إليه المرأة أو الفتاة. وعلى الرغم من بذل الجهود لمحاربة العنف ضد النساء، لكن مازال إعدام النساء يتم بدم بارد داخل أسرهن، بعد سنوات من الموت البطيء نتيجة الإيذاء والتعنيف، والنسبة آخذة بالتزايد، وهذا يدل على أن المعالجة لم تصب جذور المشكلة، القائمة على المعتقدات السلبية، والفكر الأبوي السائد، وأساليب التربية القائمة على التمييز بين الجنسين، خصوصا في بعض المناطق المهمشة والقرى.
ألم يئن الأوان لإقرار قانون حماية الأسرة من العنف، وإقرار مسودة قانون العقوبات الفلسطيني، وتوفير بيئة آمنة للنساء وللنساء المعنفات؟
على الرغم من انضمام فلسطين في السنوات الأخيرة لعدة اتفاقيات خاصة بالمرأة، آخرها اتفاقية "سيداو". إلا أنه مازال معمولا بقوانين عفا عليها الزمن، حيث ما يزال قانون الأحوال الشخصية الأردني نافذاً في الضفة الغربية، وقانون أحكام العائلة المعمول به في قطاع غزَّة والذي يتضمن أحكاماً مميزة ضد المرأة، وإجراء تعديلات على بعض هذه القوانين لا يعني أن المشكلة قد انتهت، كالمرسوم الرئاسي عام 1918، الذي صدر لتعديل المادة 99 من قانون العقوبات لسنة 1960 لمنع تخفيض العقوبة على الجرائم الخطيرة ضد النساء والأطفال، فالتعديل على القانون لا يعتبر كافيا، إذا لم يتم العمل بالتوزاي بخطة استراتيجية على المستوى المؤسساتي والقانوني والمجتمعي، يكون هدفها الأساسي تغيير برمجة المجتمع السلبية السائدة تجاه المرأة، من أساليب التربية والتعليم والمناهج، وغرس المفاهيم والقيم الأخلاقية والدينية، القائمة على المساواة والعدل، ومساءلة ومحاسبة كل من يتطاول على المرأة، ويحيي زمن الجاهلية من جديد، ويشوه صورة المجتمع الفلسطيني، المجتمع الأصيل الذي يكرم المرأة ويحترمها ويثمن نضالها ويقدر وتضحياتها. وإلا ما ضمان تطبيق القوانين وإن عدلت أو غيرت، إذا لم يتم تغيير النظرة السلبية السائدة في أغلبية الأسر، هل سيتم وضع شرطي أمام كل منزل لحماية المرأة من العنف أو القتل؟
لا ننسى أن المرأة الفلسطينية ومعاناتها في زخم الأحداث، تستحق أن يسلط الضوء عليها ليس فقط كضحية، وإنما كأيقونة الإنجاز والنضال، من يديها ينبعث نور الحياة والمجد، فهي تستحق أن يكون لأجلها، موجة مفتوحة من وسائل الإعلام، تنديدا بقتل النساء، ورفع الوعي بحقوق المرأة، والتغني بإنجازاتها ومخاطبة الناس من خلال منابر المساجد ودور العبادة، ودعوتهم إلى احترام المرأة وإكرامها، والأخذ بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم " استوصوا بالنساء خيرا". مع فرض رقابة على تطبيق الاتفاقيات الدولية الخاصة بالمرأة وحقوق الإنسان، ومحاسبة من ينتهكها ودمجها بمناحي الحياة الإجتماعية والسياسية.
بالـتأكيد إن معركة التحرر من المعتقدات السلبية، وتلك المفاهيم السلبية السائدة التي تقوض الشكل الحضاري والديمقراطي والرقي المجتمعي، لفلسطين يجب أن تكون جزءا لا يتجزء من معركة الشعب الفلسطيني ضد الإحتلال، وإنهاء كل مظاهر التخلف التي يمكن أن تكون عقبة للازدهار والتطور حتى بعد الإستقلال.
فالقصة لن تنتهي عند إغلاق ملف الجريمة وطي صفحتها، قد ينسى مجتمعنا تلك القصة مع الزمن، لكن ماذا عن حسرة الفقد؟ ماذا عن الأطفال الذين يتموا؟ والطموحات، الذكريات والأحلام التي اغتيلت والفراغ الذي لا يمكن أن يملأه أحد، ماذا عن السلم الأهلي والأمن المجتمعي، هل يمكن تصور مدى كارثية الوضع في المجتمع الفلسطيني في عام 2030، مع ازدياد عدد الأسر المفككة وتراكم مشاعر العدائية والانتقام بين الأسر الفلسطينية نتيحة القتل والعنف ضد النساء، إنه قتل للمجتمع بأكمله، وتفكيك لنسيجه الإجتماعي، وانهيار لمنظومة القيم الأصيلة وصورة المجتمع الراقية والمشرفة، لقد آن الأوان للاستنفار الحقيقي حول ذلك التهديد الحقيقي للمرأة وكرامتها، وكل سبب حولها من ابنة الحياة إلى مشروع قتيلة.



#نهى_نعيم_الطوباسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس تعيد قضية اللاجئين الفلسطينيين للصدارة
- إضراب عظيم وشعب عظيم
- ارتفاع الأسعار من زاوية مختلفة
- غياب دور الجامعة العربية تجاه القدس
- ظاهرة عمالة الأطفال في فلسطين
- التعليم أولوية وطنية وعماد النهضة
- باقون على أرضنا
- الشباب أمل المستقبل وقادة التغيير لا أدوات استقطاب
- القطاع الصحي وثقة المواطن الفلسطيني
- الثقافة في خدمة الاستيطان
- الانتخابات وإنهاء الانقسام الفلسطيني
- القدس والخناق الاقتصادي
- عمالنا في الداخل ونمط العبودية الحديثة
- تقصير الأمم المتحدة في تحقيق العدالة والسلام للفلسطينيين
- العشوائبات ومواجهة خطط التطهير العرقي في القدس
- ملح هذه الأرض: عن الوجود المسيحي الأصيل في فلسطين
- وفاء للمتقاعدين وكبار السن
- كورونا بنظرة تفاؤل
- في يوم الطفل العالمي: العدالة لأطفال فلسطين
- ماذا بعد الانتخابات الأميركية


المزيد.....




- قانون العمل الجديد واتفاقية 190 .. هل يمهد القانون الطريق لل ...
- ترامب يحرج لاعبي يوفنتوس بسؤال غريب عن النساء (فيديو)
- المرأة الفلسطينية تحت النار.. انتهاكات ممنهجة وجرائم ضد الإن ...
- دراسة: النساء العاملات ليلا أكثر عرضة للإصابة بمرض مزمن
- أين عدالة الإبلاغ من قانون الإجراءات الجنائية؟
- %40 من العاملين في أفغانستان أطفال.. والفتيات يعملن في الخفا ...
- مسؤول روسي: كييف تجتذب صغار السن والفتيات لتفرض عليهم التجني ...
- الولايات المتحدة.. وفاة امرأة صدمتها شاحنة تنقل دبابة من الع ...
- مبادرة تشريعية لتحويل إجراءات الطلاق من أروقة المحاكم إلى أن ...
- دراسة تظهر خطر العمل الليلي على صحة النساء


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نهى نعيم الطوباسي - المرأة الفلسطينية بين المطرقة والسندان