أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - احمد الحمد المندلاوي - أمثال من مندلي /1














المزيد.....

أمثال من مندلي /1


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6943 - 2021 / 6 / 29 - 14:09
المحور: القضية الكردية
    


# المقدمة:إذا جعل الكلام مثلاً،كان ذلك أوضح للمنطق وأبين في المعنى وأنَقُ للسمع واوسع لشُعُبِ الحديث *
فالمثل العامي هو خلاصة تجربة الأمة في معاشها ومعادها،يعبر عنها بجمل قصار بليغة يقتصر المسافات الطويلة من الحديث والسجال،وخلاصة يكون فيه الدرس الأول للأجيال والموعظة الحسنة للسمع والقارئ، يؤتى به في الوقت المناسب و ينال رضى المستمعين و إعجابهم والأمثال هي حكم ونصائح ومواعظ قالها حكماؤنا المجهولون - الا ما ندر- تتناقلها الاجيال،وقد تقابلها أمثال من أُمم أخرى لوحدة التفكير لدى الانسان ،والمثل في كل لغة خلاصة الحكمة فيها،يتجلى فيه القول المأثور في ايجاز ،كثيراً ما يبلغ حدَّ الاعجاز ، و من ثمة سريانه على الألسن ،و شيوعه في الناس ،وتكاد هذه الأمثال الدارحة لا تكون وقفاً على الشعب الكوردي ،بل قد يجد الشغوف بالمقارَنة نظائر لها ،لا في البلدان العريبة فحسب ، بل حتى في اللغات الحيَّة الاخرى.ولا بدعَ في ذلك فاللمحات الروحية والومضات الذهنية عالمية المدى ، والمجتمع المندلاوي له قاموسه المثلي أيضاً مستخلص من بيئته وأبنائه ،حاولتُ أن أجمع من تلك الأمثال نتفاً من أفواه قائليها سيما كبار السن منهم ،و لاحظتُ بأنّ لها مثيلات في آداب الأمم الأخرى فلا أدري أية أمة أخذت من أختها فهذا ما يحتاج الى بحث و تدقيقٍ، لا سيما ان تاريخ مندلي يعود الى أكثر من ستة آلاف سنة ،وهنا نأتي بباقة من تلك الأمثال الكردية التي يتداولها أهالي مندلي لما فيها من عبر وأثر في الحياة مأخوذة من طبيعتها الجميلة ،و تاريخها العريق :-
* الأدب الصغير – لابن المقفَّع
1- ( زوان شرين مار وة كونا دةركةيط )
ويعني:"اللسانُ الطيبُ يخرجُ الثعبانَ من جحرِهِ "،وورد بصيغة أخرى1: (زوان شرين مار ده كونا درارى) يدعو هذا المثل الى الكلام الطيب ومعاملة الآخرين بالرفق واللين،ويقابله المثل البغدادي:
"اللسان الطيب يطلّع الحية من الزاغور"2 والزاغور:الجحر في الدار.
وجاء في الحديث المأثور عن النبي "ص":"الكلمة الطيبة صدقة".
وعن الامام جعفر الصادق"ع" في هذا الباب:
عوّد لسانك قول الخير تحظ به إنَّ اللسان لمـا عودتَ معتادُ
ويعادله المثل الإنكليزي3:"الجواب الرقيق يسكت الغضب" ،
وقال أمير الشعراء أحمد شوقي :
يَنالُ باللينِ الفتى بعضَ ما يَعجَزُ بالشَّدةِ عنْ غَضبِـهِ
ومن احسن ما قيل في هذا المجال بل مطابقاً لمثلنا أعلاه قول بعضهم4:
لم أرَ مثل الرفق في يمنِـهِ يستخرجُ العذراءَ من خدرِها
من يستعنْ بالرفقِ فِي أمره يَستخرجِ الحيَّـةَ من جحرِها
وما أجمل ما ورد في القرآن الكريم في هذا الباب:{ألم ترَ كيفَ ضربَ اللهُ مثلاً كلمة ًطيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلُها ثابتٌ وفرعُها في السماءِ*تؤتي أكلَها كلّ حين بإذنِ ربِّها ويضربُ الله الأمثالِ للناسِ لعلهم يتذكّرون*} 5
*****
2- ( نان خوةر وسفرة درِ )
ويعني:"يمزّقُ الخُوانَ الذي تناولَ الطعامَ عليه"،و يطابقه المثل الفارسي6:"نمك خوردى نمكدان شكستى"أي:"تناولت الملح وكسرت المملحة" ،وبصيغة أخرى:"هرجا نمك خورى،نمكدان مشكن"
ويعني:"أين ما تناولت الملح ،لا تكسر المملحةَ" 7، والملح كناية عن الزاد،و عن ذكر الملح قال رسولنا الأكرم"ص" في وصف أصحابه:" مثل أصحابي مثل الملح في الطعام، لا يصلح الطعام الا بالملح" كنز- للعلامة المتقي الهندي ومثلنا يوافقه قول عبدالله بن الزبير:" أكلتم تمري،وعصيتم أمري"، ويدعو مثلنا الى إكرام الزاد و رد الجميل ؛ ويستقبح اللؤم و الاساءة الى من أحسن اليك .
وهناك مثل نيوزلندي يشبهه:" لا تكن كالبعوضة التي تعض صاحب المنزل الذي تعيش فيه "والمثل يدعو الى إحترام صاحب الزاد و هو نوع.
من مكارم الأخلاقِ،و طالما يُقال للأطفال و الصبيان الذين لا يهتمون بشؤون المنزل، بل يهمهم الأكل و اللعب،لذا يقول الأب هذا المثل لأولاده الصغار ممزوجاً بنوع من المزاح: (نان خوه ر و سفره درِ ) .
*****
3- (ئويشم نيرطة ئوشيد بدوشةى )
ويعني:" أقول له فَحْلٌ يقولُ إحلبْه"، يقال هذا المثل لمن لا يفهم ما يقال له ،ويصرُّ على فهمه الخاطئ للكلام .وثمة في العربية مثيل لذلك يقول المصريون 8 : "اقول له ثور ، يقول احلبه"،و هو ضرب من العناد و الغرورو الإصرار على الخطأ،و المثل يدعو الى ترك هذه العادة السيئة.
وقال أحد الشعراء ساخراً من موقف عايشه 9:
أنّ الذي يرتجي نداك كمن يحلبُ تيساً من شهوة اللبنِ
وأجمل ما قيل في هذا المضمار قول الإمام علي (ع):"من كذَّب ذهبَ بماء وجهه، ومن ساءَ خلقه كثر غمّه ،ونقل الصخور من مواضعها أهونُ من تفهيم من لا يفهمُ "و قال "ع"10في هذا الباب:"الجاهل صخرة لا ينفجر ماؤها،و شجرة لايخضرُّ عودها ،و أرض لا يظهر عشبها".
،و هناك مثل شائع لدينا في العراق إذ يقول:"عنز و لو طار "،ويدعو مثلنا الى عدم السجال في الأمور التافهة و الإذعان الى واقع الحال المدعوم بالعقل و البصيرة.
*****
4- (دةنط دوهلأ وة دوير خوةشة)
ويعني:" نقرُ الطبلِ جميلٌ من بعيدٍ"، يُضرب هذا المثل لمن يسمع عن أشياء سرعان ما يَنبهرُ و يؤمن بها و يحسبها جميلة ونافعة ويحاول تطبيقها دون رويّة وتفكير،أي يدعونا هذا المثل الكوردي الى التأني في اتخاذ القرارات ،وعدم حسم الأمور بسرعة،ويقابله المثل الفارسي في نفس المعنى11:"آواز دهول أز دور خوش است،"ويعني:"لحنُ الطبلِ جميلٌ من بعيدٍ" أو"موسيقى الطبل جذابة من بعيد"12،وكذلك يقال شعبياً في عراقنا الحبيب هذا المثل:
"على حس الطبل خفن يا رجليَّ "،و يطابقه هذا البيت من الشعر العربي :
شبيهُ الطبلِ يدوي من بعيدٍ وداخلُهُ من الخيراتِ خالِ
*****



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم صرخة مندلي..
- د.بيان عبد الجبار المندلاوي
- ذبابة ثريا ..
- يوسف عمر في الذاكرة
- محكمة نورمبرغ القسم3
- محكمة نورمبرغ القسم2
- محكمة نورمبرغ القسم1
- معرض بغداد ..و تحيا الثقافة
- عزيز الحاج في الذاكرة
- الأسد في التراث ..
- إختبارات حكيمة
- لا تلوموا المتحدث..1؟؟
- باقة من سيرة المندلاوي/ج1
- إنّه لا يستحقُّ الرّثاء!!..
- من أعلامنا ..التيموري
- المندلاوى
- أعلامنا - البياري المندلاوي
- محاضرة :فرهاد كما عرفته ،وفن الغناء في مندلي
- ماذا قال السياب في – سفر أيوب-
- ربُّ حبيب النجار


المزيد.....




- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...
- مسؤول أمريكي: قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار.. وقد ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - احمد الحمد المندلاوي - أمثال من مندلي /1