أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - عشيقُ الليدي تشاترلي وإنتصار الجسد ..














المزيد.....

عشيقُ الليدي تشاترلي وإنتصار الجسد ..


هاتف بشبوش

الحوار المتمدن-العدد: 6943 - 2021 / 6 / 29 - 12:45
المحور: الادب والفن
    


في زمنٍ رديءٍ كان هناك ما يُسمّى( حق الليلة الأولى) التي تعني بأن الإقطاعي الغربي له الحق المطلق في أن يفض بكارة زوجة الفلاح الذي يعمل في قطاعه في الليلة الأولى قبل أن يدخل عليها زوجها . في تلك الحقبة الظالمة والعصيّة نشأت ثقافة مغايرة مناهضة ضد كل ماهو باطل ، فكان هناك فتىً قوي البنية من الطبقة المسحوقة وكان منتمياً للحزب الشيوعي في إنكلترا وقعت في حبه إمرأة إرستقراطية ونبيلة في عمر العشرين ( كونستانس ريد) متزوجة من (السير كليفورد تشاترلي) هو الآخر من الطبقة الثرية العليا التي كانت تحتقر الخادمين والفلاحين في كل ممارساتها الفعلية والسلوكية بمؤازرة الرهابنة . هذا الزوج الثري مصاب بالعجز الجنسي لكن زوجته رغم ذلك تبقى على إحترامها وحبها له ومع مرور الوقت تصاب بالإكتئاب حتى تلتقي بهذا الشاب الفتي الذي يعمل بستانياً في حديقة زوجها فتجد به ضالتها الجنسية الصادية العطشة منذ زمن . الشاب الفقير كان مثقفا عاليا مدركا بمدى إحتقارها هي و زوجها للفئة المجتمعية المعدمة التي ينتمي اليها . كانت تذهب اليه خلسة في كوخه الواقع في أقاصي الحديقة وكلما تحدثه عن حبها له لايصدق أقوالها بل يتهمها من أنها تتخذه سلعة من سلعها الرخيصة تلهو بها ماتشاء ثم ترميها عند الشبع والإرتواء . تعرض له حبها وعشقها الصادق لكنه الأبي الذي لاتهزه هكذا أقاويل من نبلاءٍ ينعتونه بالغباء وضحالة الإنتماء الطبقي لكنها تستمر في عشقها وإشباع رغبتها الجسدية التي لايمكن أن ترتوي مع زوجها العاجز حتى تعشق كل مافيه من كلام جميل عن البروليتاريا والرومانسية وحب الناس على إختلاف مشاربها حتى يغدو حبها له حبا نقيا صافيا لاغبار عليه فتعرض عليه فكرة الطلاق من زوجها والتخلي عن بلاط النبلاء ثم الزواج منه . وبعد جهدٍ وعناء لم تتمكن من إقناعه . في النهاية تجد الكونتيسىة نفسها حاملاً منه فتذهب الى زوجها الثري وتلقي عليه الحقيقة الكاملة بكل جرأة وشجاعة طالبة الطلاق . لكنّ زوجها بدلاً من أن يجد نفسه مُهاناً ذليلاً لسماع خبر حملها من البستاني الذي يعمل عنده ، يتفق معها أن تحتفظ بالطفل وكإنه من صلبه وما من أحدٍ يعلم بذلك ، فتصعق الكونتيسة وتنكشف لها زيف الثقافة النبلائية التي نشأت عليها وحقارة زوجها وتفاهته فتنفصل عنه وتترك كل الملايين والجاه والسلطة وأباطيل المجتمع المحافظ وأقاويل الكنيسة ضدها أنذاك وتتزوج من حبيبها الفقير والدُ مَن في أحشائها . وبهذا ينتصر الجسد وتنتصر الشهوة على المال وعلى كل ماهو زائف لايحقق لنا الحب والجنس والتناسل وإحترام الآخرين وإجلال الإنسانية. ( عشيق الليدي تشاترلي) رواية واقعية ممتعة وقعت أحداثها للمؤلف نفسه الإنكليزي ( ديفيد هربرت لورنس) ، واجهت الممانعة من قبل الإقطاعية والكنيسة الحاكمة أنذاك في بداية القرن العشرين وإعتبروها إباحية تناقض عاداتهم وتقاليدهم لمافيها من المشاهد الفاضحة لثورة إشتهاء الجسد ، ومحاكاتها لصراع الجنس والحب وكفاح المعدمين ضد الأثرياء ، لكنها بعد عقود وعقود أصبحت من الروايات العالمية التي ناصرت العدالة الإنسانية و نالت العديد من الجوائز والترجمات لمعظم لغات الكون .
هاتف بشبوش/شاعر وناقد عراقي



#هاتف_بشبوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيكاسو ، موديلياني ، وحظوظ الحياة ..
- مخدرات صديقٌ عربي وبعضُ عشائر الجنوب..
- ضيفانِ على سيلين ديون ..
- جعفر حسن .. باي ..باي
- أحمد مطر فهد بلان .. أغنيةٌ وصرخة
- وفاء عبد الرزاق ، التقطيع السينمي ، غرائبية الصور المستحيلة ...
- بابلو نيرودا — غابرييل غارسيا ماركيز ..الرومانسية والثورية
- عادل إمام ..كنتُ شيوعياً
- عبد الرحمن الأبنودي أمل دنقل عبدالحليم حافظ ..شيوعيون
- الممثل الشيوعي كيرك دوغلاص
- وفاء عبد الرزاق ، التقطيعُ السينمي غرائبيةُ الصِورِ المستحي ...
- المثليّة الجنسيّة لدى العبّاسيين ..
- حال العرب (12) ..صورُّعاريةُّ على الماسنجر والخاص
- رماح بوبو، في شذرات الشمع المُحترِق ..جزءُّ ثانٍ
- محسن الخياط ـ نوال الزغبي
- الإبتسامة الدنماركية ..
- صندوقُ الحبِّ وحوضِ الطين ...
- رماح بوبو، في شذرات الشمع المُحترِق ..جزءُّ أول
- حالُ العرب ( 11) ..الهلاكُ في العُرفِ والتقليد
- بيكاسو موديلياني وحظوظ الحياة .


المزيد.....




- صَرَخَاتٌ تَرْتَدِيهَا أسْئِلَةْ 
- فيلم -خلف أشجار النخيل- يثير جدلا بالمغرب بسبب -مشاهد حميمية ...
- يسرا في مراكش.. وحديث عن تجربة فنية ناهزت 5 عقود
- هكذا أطلّت الممثلات العالميات في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- أول متحف عربي مكرّس لتخليد إرث الفنان مقبول فدا حسين
- المسرحيون يعلنون القطيعة: عصيان مفتوح في وجه دولة خانت ثقافت ...
- فيلم -أحلام قطار-.. صوت الصمت في مواجهة الزمن
- مهرجان مراكش: الممثلة جودي فوستر تعتبر السينما العربية غائبة ...
- مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة يصدر دليل المخرجات السينمائي ...
- مهرجان فجر السينمائي:لقاءالإبداع العالمي على أرض إيران


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - عشيقُ الليدي تشاترلي وإنتصار الجسد ..