أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال رزق - معزوفة -المشروع الإيراني- السوري- والحجة المنقذة














المزيد.....

معزوفة -المشروع الإيراني- السوري- والحجة المنقذة


كمال رزق

الحوار المتمدن-العدد: 1636 - 2006 / 8 / 8 - 07:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في لحظة خضوع ... تأتي التحليلات والتأويلات والآراء والمواقف ملتفة حول عنق الحقيقة .. فالجميع يريد لها الموت السريع..كيف لا وهي الفاضحة ... كيف لا وهي الشاهد على عمالة أصبحت إيديولوجيا جديدة في شرق أوسط جديد.
تأتي التحليلات طويلة ، مملة ، دون أن تهدف لفضح جرائم العدو طبعاً ولا لوصف مجازره ؛ ولكن فقط كي تثبت بكل الرياء السياسي أن وراء ذلك العدوان هو مشروع ليس إسرائيلي- أمريكي كما يفهمه البسطاء بل هو مشروع آخر سمي المشروع الإيراني – السوري على الأرض اللبنانية وأن هذه القضية ليس قضية لبنانية أصيلة..وأن الذين قاموا بعملية أسر الجنديين هي ميليشيات إيرانية سورية وليست مقاومة لبنانية...وهم يدركون أن هذه المواقف لن توقف العدوان بقدر ما تبرره؟ ولن تصب في خانة الوحدة الوطنية(التي يتشدقون بها) بقدر ما تؤدي إلى نسفها .
هذه الكلمة السحرية أنقذت- بالطبع- ماء وجه الكثيرين( بخلطها للأوراق) داخل لبنان وخارجه وأصبح كل من يرددها وطنياً حتى لو ساند المعتدي؛ حتى لو وقف في الخندق المواجه لخندق المقاومة؛ على قاعدة إذا كنا نحن عملاء لأمريكا وإسرائيل فأنتم عملاء لإيران وسوريا.. بل أن العمالة الأولى أخف وطأة على اللبنانيين من الثانية( طبعاً كما يروجون لها).
وأما هؤلاء الوطنيون في الداخل فيتحدثون عن خوفهم من احتمال العودة السورية إلى لبنان( هذه الهواجس التي لا تسكن سوى أذهانهم) وأما وجود خمسة عشرة ألف جندي إسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية بالفعل فهذا لا يدعو للخوف أو حتى الحرج.
يتحدثون عن التدخل السافر لوزيري خارجية إيران وسوريا في الشؤون الداخلية اللبنانية حين يعلنا فقط عن دعمهما لكل ما يتوافق عليه اللبنانيون جميعا( وكلمة جميعا هذه هي التي تزعجهم!!) وأما جون أبي زيد أحد جنرالات الجيش الأمريكي المحتل للعراق فيحق له تخويفنا من حرب أهلية قادمة على لبنان.
ونسمع أن وزير الخارجية السوري والذي تستضيف بلده الآن أكثر من ثلاثمائة ألف مواطن لبناني هجر من بلده أنه شخص غير مرغوب به في لبنان وبالمقابل يستقبلون بالأحضان وزيرة خارجية أمريكا التي تصنع قنابلها المجازر والدمار بل ويجتمعون معها على مائدة عشاء ممزوجة بدم الضحايا اللبنانيين.
وحين يخرج بعض اللبنانيين بمظاهرة عفوية إلى مبنى (الإسكوا) بعد مجزرة قانا الثانية المروعة والتي استطاعت أن تهز مشاعر العالم( وهذا نجاح بحد ذاته في هذا الزمن الرديء!! ) يأتي أحدهم بكل بلاهة( إذا افترضنا حسن النية) ليتهم النظام السوري بأنه وراء تلك المظاهرة ..
يتصيدون أي زلة لسان لأي مسؤول سوري بينما يتغاضون بكل محبة عن تصريح أحد الذين منحوه وسام الأرز" جون بولتون" سفير أمريكيا لدى الأمم المتحدة بأن دم الأطفال الإسرائيليين هي أغلى من دم أطفال لبنان .
نسمع بعضهم يردد وبحسد حقيقي غبي وتافه أن السياح الأجانب في لبنان وبعض اللبنانيين هم من انتقلوا إلى سوريا( وليس ثلاثمئة ألف نازح) وبالتالي فإن أهداف تلك الحرب أصبحت واضحة الآن وهي لطش السياح الأجانب من لبنان وبعض السياح اللبنانيين من قبل سوريا ( هذا الإسفاف هو ما سمعته فعلا من بعض المحللين السياسيين اللبنانيين الكبار) .
لست هنا بمعرض الدفاع عن النظام السوري أو النظام الإيراني طبعاً ولكن ما كان يصح قوله في الأمس أصبح اليوم مبرراً للقتل والتدمير والتهجير وعلينا جميعاً أن نعي ذلك... لم تعد هذه آراء سياسية..لم تعد تحليلات تقفز عن الواقع؛ فكل من يحول الأنظار عن المعتدي الحقيقي هو مشترك في الجريمة .
لا يكفي أن ندين العدوان الإسرائيلي ثم نسرع لأقرب تحليل من شأنه أن يعطي مبررا ًأو ذريعة له فيصبح وقعه أخف وطأة على اللبنانيين والحقد عليه يتحول إلى الحقد على كل ما هو سوري أو إيراني.. فحتى انطوان لحد والذي لا يختلف اثنان على عمالته لإسرائيل أدان ذلك العدوان بل كان تصريحه أكثر وطنية من تصريحات بعض هؤلاء وبالمناسبة فإن الإذاعة التي كانت تتبع له هي أول من كانت تصف المقاومة اللبنانية بأنها( ميليشيات العدو الإيراني السوري) وهذه الجملة يرددها الآن هتافو 14 آذار بالسر وبالعلن بعد كل قنبلة أو صاروخ يسقط على رؤوس المدنيين...

لم ننس بعد أن المقاومة ضد الاحتلال هو حق مقدس مهما حاول العقلاء أن يثبتوا عكس ذلك ولو كانت المقاومة من جماعة راديكالية فهذا لا يدينها بقدر ما يدين هؤلاء الذين تربوا من خلال أدبياتهم الحزبية على النضال ضد مشاريع الإمبريالية والاستعمار لكن كل هذه التربية لم تنفع معهم .
نقول لهؤلاء: من الذي يؤمن أكثر بالتعددية والعيش المشترك؟ الذي يبرر القتل الجماعي ويدعو إلى معاقبة شريحة كبيرة من النسيج الإجتماعي اللبناني ؛ أم الذي سيهدي انتصاره لكل اللبنانيين ؟
فقط أخفضوا أصواتكم قليلاً كي نستطيع سماع أصوات القنابل وعويل المنكوبين
فقط تواروا قليلاً عن الأنظار كي يتسنى لنا رؤية المجازر بحق الأبرياء
فقط دعونا بكل سذاجتنا نميز أعدائنا من أصدقائنا ووطنيونا من عملائنا
وأخيراً فحتى لو قال حسن نصر الله أنه سيهدي انتصاره لكل اللبنانيين .. فإن التاريخ قطعاً لن يهديه لغير الوطنيين الحقيقيين في لبنان والعالم.



#كمال_رزق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق مخبأة تحت أسوار دمشق
- غارودي وابن عربي: كافر يعتنق الإسلام على يد زنديق
- رقية
- أرجوكم.. لا تطالبوننا بالديمقراطية
- .. شرق الجنة
- على مرمى الذاكرة..بغداد وأخواتها
- عائد من بغداد
- هاجس التكفير الوهابي؟
- الوهابية.. غزو البداوة للحضر


المزيد.....




- علقوا في مستنقع مليء بالتماسيح.. لن تصدق سبب نجاة ركاب طائرة ...
- حماس تعلق على صاروخ الحوثي وأمور تتكشف بفشل إسرائيل باعتراضه ...
- مصر.. اندلاع حريق في كنيسة بمحافظة قنا والداخلية تكشف السبب ...
- بوتين يؤكد أنه يفكر باستمرار بخصوص خليفته المقبل
- وكالة PTI: الهند تقطع عن باكستان مياه نهر تشيناب
- السيسي يتلقى دعوة من بوتين للمشاركة في احتفالات عيد النصر 
- شركات طيران أوروبية تعلق رحلاتها إلى إسرائيل بعد استهداف مطا ...
- بوتين: عدم اعتراف الغرب باستقلالية روسيا لسنوات تسبب بالعملي ...
- فصائل فلسطينية تعلق على استهداف الحوثيين مطار بن غوريون
- بوتين: الغرب يتحدث بشكل ويتصرف بشكل مغاير تماما


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال رزق - معزوفة -المشروع الإيراني- السوري- والحجة المنقذة