أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سحر حويجة - الدور القومي العربي وأزمة الفكر القومي















المزيد.....

الدور القومي العربي وأزمة الفكر القومي


سحر حويجة

الحوار المتمدن-العدد: 1636 - 2006 / 8 / 8 - 12:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنشر النعوات على مصير الموقف القومي العربي كلما حلت كارثة ، على هذه الدولة أو تلك من الدول العربية، و ما تشهده الساحات العربية المختلفة من حروب تعد من أخطر هذه الكوارث، تستحوذ على الاهتمام العربي ، حكاماً وشعوباً، التي تخرج عن صمتها، لكن يبقى العجز سيد الموقف، يتحول كل واحد من الحكام إلى حكم وفق ما تمليه عليهم مصالح كل منهم ، تقف الشعوب في الجانب الآخر غاضبة يحكمها اليأس، وتظهر عدم قدرتها على دفع حكامها لاتخاذ موقف، يتناسب مع الحدث، وفق الالتزامات الوطنية، بحكم سوء العلاقة بين الحكام والمحكومين ترفع الشعوب شعارات التنديد والاستنكار ، مبدية استعدادها للتضحية والدعم.
وهكذا تظهر المواقف من القضايا العربية في مستويين متعارضين الحكام، والشعب في الحالات التي يسمح للشعب أو يستطيع فيها الشعب التعبير عن موقفه. كل ما تقدم يشير إلى واقع الموقف القومي العربي، ومستوى حركته التي أقل ما يقال بها، إنه يعيش أزمته التاريخية منذ أمد طويل ، على صعيد الفكر والممارسة.
بالعودة إلى مراحل تطور الفكر القومي في العصر الحديث وأشكال ممارسته كما ظهرت في الواقع نجد أنه:
إن أولى مراحل ظهور فكرة القومية العربية في العصر الحديث ، بدأت مع ثورة تركيا الفتاة، التي حصلت في تركيا، بقيادة الاتحاد والترقي، تلك الثورة التي ساهمت في رفع الوعي الدستوري، في الولايات العثمانية المختلفة ، لم تكن المنظمات الحاملة للفكرة القومية العربية، سوى امتداداً للأحزاب التي تشكلت في تركيا، طالبت القوى العربية في البدء بالحكم الذاتي، ولكن بسبب ممارسات تركيا الفتاة القائمة على العنصرية والتتريك، أخذت الحركة القومية مساراً آخر تدعو إلى الانفصال عن تركيا، تبلورت الفكرة القومية مع ثورة الشريف حسين ، وتم طرح شعار ، تشكيل اتحاد فيدرالي بين الولايات العربية، كان حامل المشروع القومي طبقة الملاكين والتجار، لم يكتب له النجاح لأسباب ذاتية وموضوعية، من أهمها إنه ما إن خرج الوطن العربي من تحت سيطرة العثمانيين، حتى وقع تحت نفوذ البريطانيين والفرنسيين وفقاً لاتفاقية سايكس بيكو، وتم فرض الجغرافيا والحدود.

بقي الشعار القومي العربي جزءاً من شعارات الأحزاب التي قادت الاستقلال ، لكن عجزت قواه عن ترجمته، ولعل هزيمة 48 في فلسطين كان جزءاً من هزيمة للفكر القومي وقواه التقليدية، شكلت مرحلة الخمسينات مرحلة المد القومي، التي نفذت إلى الشارع، حامله الاجتماعي كان البرجوازية الصغيرة التي صعدت للسلطة عبر انقلابات عسكرية، كانت أهم شعاراتها الوحدة القومية والتحرير، هذه الشعارات القومية لم تتعد حدود رغبات السلطة، لزيادة نفوذها ، لم تخرج من إسر سلطة العسكر ، كانت تجربة الوحدة السورية المصرية ، التي فشلت شاهدة ، كان من أهم أسباب الفشل هي: هيمنة العسكر على السياسة والمجتمع، وإقصاء الجماهير عن المشاركة في السياسة، حيث تم تهميش الشعب وأخذ ينمو العداء للديمقراطية كانت كل السياسات الاقتصادية والاجتماعية تتعارض مع الوحدة، بل سياسات عززت تناقض المصالح بين القوى ومصالح الفئات المختلفة بين البلدين ، التي لم يستطع لجمها قوة العسكر، حيث تضررت مصالح البرجوازية السورية وتضاربت مع مصالح البرجوازية المصرية المسيطرة، وأثبتت هذه التجربة إن الوحدة لا يمكن أن تتم خارج المشروع والحل الديمقراطي، وإن صيرورتها لا تنفصل عن صيرورة المجتمع المدني الذي يشمل مجموع القوى والأحزاب السياسية والفاعليات الاقتصادية والاجتماعية، ضد المرجعيات الفئوية والأيديولوجية، وحدة تبنى على مفهوم الأمة كفعالية شاملة اقتصادية واجتماعية وسياسية.
التجربة السورية اللبنانية لم تختلف عن التجربة السورية المصرية، على الرغم من أنها لم تقوم على شعار الوحدة ، لكنها قامت على الأسس نفسها سيطرة العسكر، وتهميش الشعب، سيطرة منطق القوة، أبعدت بين المصالح المختلفة في البلدين ، و بين القوى في البلدين. كل مشاريع الوحدة كانت موجهة ضد الاستعمار .
فشلت التجارب وبقيت شعاراتها ملازمة للأنظمة تعيش عليها وترمي التهم على أعداء الوحدة، اللذين قضوا على مشروع الوحدة بسبب رجعيتهم أو انفصاليتهم. ولا تخرج تجربة الكويت العراق عن هذا السياق رغم الاختلاف. في المحصلة فشلت كل أشكال الدمج والاتحاد والالحاق القسري بالقوة أو تحت سلطة الاستبداد.
ظهر التضامن العربي، وفكرة الأمن القومي ، و الدفاع المشترك ، أشكال من التنسيق و التقارب بين الدول العربية، وتجسدت هذا الشعارات على الأرض في حرب 73 حيث شاركت مختلف القوات العسكرية العربية بالحرب، على ثلاث جبهات ، ودخل سلاح المقاطعة وسلاح النفط بقوة في المعادلة، الذي أدى دوره بنجاح، كقوة ضغط ، ارتفعت أسعار النفط، وازدهرت الدول النفطية، في ظروف وجود الأقطاب الدولية ، حيث كان هناك دور لدول عدم الانحياز حديثة العهد، كان من نتائج تلك الحرب، الدخول في عملية التسوية المنفردة التي ساهمت في انفراط شعار التضامن العربي والدفاع العربي، وعززت الدولة القطرية بمصالحها المتنابذة مع المصالح القومية، سواء على صعيد الأنظمة أم على صعيد الشعوب، أخذت تسير نحو دول منغلقة في حدود قطرية يعيش فكرها القومي أزمة حادة ، إضافة إلى ذلك ازداد الارتباط بالخارج وتعزز من خلال المعاهدات الأمنية الثنائية، في مواجهة ا لمخاوف المتصاعدة من دول تسعى للنفوذ العسكري إيران والعراق، اجتياح الكويت وحرب الخليج الأولى، متزامنة مع سقوط القطب السوفيتي، شكلت مرحلة جديدة في معادلة العلاقات العربية، زاد نفوذ القواعد العسكرية للحلف الأطلسي، وتعززت الأدوار الإقليمية لهذا النظام أو تلك وفق المصالح الخاصة الاقليمية والدولية، وسارت المواقف العربية ومنظمتها الجامعة العربية، نحو التفكك و الارتهان.
برز المد الديني بقوة حيث المشروع القومي ليس جزءاً من مشروعه السياسي، واكتست المواقف الشعبية طابع ديني وليس طابع قومي ، حتى لو أنه غالباً ما يختلط الديني بالعروبي، مثل قضية اللبنان فلسطين، العراق، وأفلست الأنظمة العربية القومية، والفكر القومي العربي ، وبقيت الأفكار تدور في حلقة مفرغة، وغابت الرؤية مع الفشل والعجز المتتالي للقوى القومية، مما زاد في أزمة الفكر القومي ، لم تقم القوى القومية سواء التي في السلطة ، أم في المعارضة، بنقد ذاتي والبحث في أسباب فشل المشروع القومي، وإيجاد بدائل قابلة للحياة تأخذ التطورات اللاحقة في بنية الدولة العربية القطرية، التي هي واقع لا يمكن تجاوزه، التي تقطع مع تجارب الاندماج القسري، وغير قابلة للحياة مع السلطة الاستبدادية ومع منطق القوة، ويبقى الأفق القومي الوحيد مفتوح لمشروع ديمقراطي تقوم به مؤسسات المجتمع الاقتصادي والسياسي وتنمية هذه العلاقات ووضع برامج إحياء وتعزيز هذا الدور كونه السبيل الوحيد لبناء أشكال مختلفة للتقارب العربي، مشروع تشارك قوى المجتمع الفاعلة وليس شعارات أنظمة تتستر بها لتبقى على عروشها بدون مضمون وبدون أي قابلية للحياة.
ولكن مع اشتعال الحروب التي تبدأ بالهدم، يتم إحياء المشروع الأمريكي، على إن بناء ما هدم سوف يتم من خلال مشروع الشرق الأوسط الكبير، وهنا السؤال يفرض نفسه إذا كان هناك قابلية للحياة لهذا المشروع أو لنفترض وجوده القسري، كيف يتعايش مع الدولة القطرية هل يتم هدم الحدود القطرية اقتصادياً، مع سيادة الحرية والديمقراطية، هذا يفترض أن يتم فتح المجال لبناء مجتمع مدني عربي متحرر من قيود الأنظمة الاستبدادية مما يعزز التقارب، والتلاحم، بين الشعوب العربية، هذا يتناقض مع المشروع الأمريكي، ولا أحد يصدق أن أمريكا تسعى إليه، ولو عن غير قصد . أم أن المسعى الأمريكي يقوم على ربط قوى المجتمع الاقتصادي والسياسي بأمريكا أو قوى إقليمية تتنابذ مع أي تقارب مدني عربي ، هذا يفسح المجال للتفتيت والانقسام على أسس فئوية طائفية ، مذهبية، متحاربة ، وفق البنية التقليدية التي تنمو مع الاستبداد . أي هل الشرق الأوسط الكبير سيكون عبر دمج مختلف الأقطار على المدى البعيد تحت ضغط الظروف الموضوعية، أم مجرد زيادة عدد الدول الموجودة وتكاثرها؟ أم هو إعادة تشكيل المنطقة ديمغرافياً؟ أي يعطي المجال للتفكيك واعادة البناء على أسس أخرى أثنية ، أو طائفية مما يعني ظهور دول وغياب دول؟ ورسم جديد للجغرافيا، وهو الأقرب للمنطق.
سحر حويجة




#سحر_حويجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معادلات جديدة نتيجة الحرب الدائرة على الساحة اللبنانية
- العلمانية ما بين فصل الدين عن الدولة وفصل الدين عن السياسة
- مشاركة المرأة حق أم منحة؟
- محاولة في إضاءة جوانب الوحدة والتعارض بين الليبرالية والديمق ...
- مهازل الديكتاتورية عندما تتهم وتحاكم، وعندما توضع في قفص الا ...
- عينك على السفينة: رواية عن معتقلات الرأي في سوريا بقلم مي ال ...
- أهمية استقلال العمل النقابي للطبقة العاملة
- وصول حماس إلى السلطة خطوة باتجاه التنازل
- من أجل مستقبل أفضل للمراة والوطن
- الأزمة مستمرة رسوم هزت العالم
- إنهم يطالبون بتشكيل لجنة تحقيق دولية باستشهاد عرفات :؟
- خدام والصراع على السلطة في سوريا
- المسار السوري، بين السلطة والمعارضة وبين الخارج
- كيف نحارب الفساد
- جرائم الإرهاب السياسي في لبنان إلى أين؟
- هل ميليس ينصب فخاً للنظام السوري؟
- إعلان دمشق تناقض ومسار غير واضح
- خطاب الرئيس الأسد، غياب الرؤية الديمقراطية
- ما بعد تقرير ميليس النظام السوري في عنق الزجاجة
- شروط نجاح الديمقراطية


المزيد.....




- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- بايدن على قناعة بأن ترامب لن يعترف بهزيمة في الانتخابات
- قائد -نوراد-: الولايات المتحدة غير قادرة على صد هجوم بحجم ال ...
- أبرز مواصفات iPad Pro 13 الجديد من آبل
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- الجيش الإسرائيلي: معبر -كرم أبو سالم- تعرض للقصف من رفح مجدد ...
- -يني شفق-: 5 دول إفريقية قررت إنهاء عمليات الشحن البري مع إس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سحر حويجة - الدور القومي العربي وأزمة الفكر القومي