أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اياد نجم - منبع الالزامية الاخلاقية














المزيد.....

منبع الالزامية الاخلاقية


اياد نجم
كاتب و باحث

(Ayad Najm)


الحوار المتمدن-العدد: 6919 - 2021 / 6 / 5 - 23:48
المحور: الادب والفن
    


يفترق الانسان عن غيره بثلاث فوارق رئيسة اهمها و اولها الوعي و ثانيها العقل و ثالثها الاخلاق و الفارقين الاخيرين منبثقين عن الوعي و يمكن القول انهما نتاجان له.
فالانسان على هذا كائن واعٍ و عاقل و اخلاقي و تلك فوارق تفصله و تميزه عن غيره من الكائنات .

ريما يصح القول ان الوعي و التعقل امران لا اراديان ومدمجان بالطبيعة البشرية و يشكلان احد ابرز سماتها التي لا تستطيع الانفكاك عنهما ، لكن ماذا عن الاخلاق هل هي الاخرى لا ارادية يُساق لها الانسان و لا يملك امامها خياراً ، باعتقادي ان الاخلاق امر ارادي يدخل ضمن خيارات الانسان و يمكنه مخالفة الواجب الاخلاقي .
ان مفهوم الواجب عادة ما يرتبط بمفهوم الاخلاق و يقول البعض ان الواجب الاخلاقي هو امر نسبي لا حقيقة له فتصور حالة الانسان وحيداً دون وجود اخرين معه يُفرغ كلمة الوجوب عن معناها اذ لا يصبح حينها للصدق او للشرف او النفاق او السفالة او الاحترام او غيرها من مفردات الاخلاق اي معنى ، ما هو معنى ان تكون وحيداً و ان توصف بالصدق و ما هو معنى ان توصف بالنبل وانت وحيد ، ذاك امر لا مبرر له و يخرج عن العقلانية.

الحقيقة نحن امام سؤال وجيه و لكنه يغفل عن سؤال مهم ، هل الانسان مُلزم اخلاقياً تجاه نفسه ؟ و هل هو مُلزم اخلاقياً تجاه الطبيعة ؟

انه لمن المهم ان نفكر ملياً في هذين الفرضين ، اذ اننا يمكن ان نفرض وجود الانسان لوحده و بالتالي تعتبر كل الاخلاقيات الاجتماعية عبارة عن لغو بالنسبة له لكن ماذا عن ذاته و ماذا عن الطبيعة التي تحيط به و تمنحه حاجاته.

ان عطية الحياة هي عطية عظيمة لا تترك امامنا خياراً للتفكير في التفريط بها ، كما ان انانيتنا التي هي عطية عظيمة اخرى تُلح علينا بتلبية حاجاتها و بالرغم من ان انانيتنا تتمتع بسمعة سيئة الا انها باعتقادي منحة عظيمة اساء الانسان توظيفها و لطخ بياض ثوبها .

فالانسان اذن ملتزم اخلاقياً تجاه نفسه اولاً و ذاك اهم التزام و هو الالتزام الذي يمكن وصفه بأنه بمثابة المنبع لبقية الالتزامات ، .

فأنانيتنا هي المحرك لكل اشكال و جوانب الحياة التي نحياها ، و ان اول منبثقات الوعي هو الوعي بالذات ان تعي ذاتك و تتحسسها و بالتالي ان تلتزم تجاهها و هذا الالتزام يشكل اللحظة التي تُطل الاخلاق برأسها علينا من خلالها و تفرض علينا حمايتها و المحافظة عليها وتعزيزها و تلبية حاجاتها .

بل ان هذه الالتزامية الاخلاقية المستبطنة تجاه الذات يمكنها ان تعلل لنا بغض الذات و و كرهها و ايذائها بل و اهلاكها ، اذ يمكن تعليل ذلك عبر استخدام مفهوم الحرية و مفهوم الالتزام ، فالحرية ليست قيمة اجتماعية تتشكل و تتداعى لمجرد قيام مجتمع تتشابك فيه المصالح و تتقاطع و تفرض تحديداتها بل هي التزام تجاه الذات اولاً و ان فلسفتها تنطلق من هذا الركن ، كما هي التزام الفرد تجاه ذاته ثم ان المجتمع يفرض بعض شروطه عليها لكن اطلاقها يأتي من هنا من هذا الركن الركين الذي يسندها ، من هنا يمكن ترجمة الانتحار بأنه محاولة تخليص النفس من آلام اشد من الموت وهو مدفوع بالالتزام تجاه النفس .

فالاخلاق اذن لها قيمتها الذاتية التي تبررها و اما الغطاء الكثيف من النسبيات الاخلاقية فهو ليس اكثر من تراكمات عرضية تعود بالتحليل الى قيمة ذاتية كبرى و اصيلة هي الالتزام تجاه الذات المدفوعة بانانيتنا ، و تتعدى هذه الانانية الى المحيط او الطبيعة لتحافظ عليها و تحميها بوصفها جزء من متطلبات حماية و حفظ الذات .

اياد نجم



#اياد_نجم (هاشتاغ)       Ayad_Najm#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليل قوانين الفكر الاساسية و اساسها المنطقي
- قراءة في نص من كتاب الصابئة المندائيين
- اعادة التفكير في قيمنا
- نحن بحاجة الى ...
- اوهام الوطن و الحدود
- ازمة الهويات
- في الوعي والمعنى
- حركة المسيح الاصلاحية
- الديانة الصابئية المندائية
- انا عبوة الديناميت
- نظرية في نشوء الدين


المزيد.....




- مصر.. السيسي يتصل بفنان شهير للاطمئنان عن صحته بعد إشاعة وفا ...
- بزشكيان: نسعى لتعزيز العلاقات مع الجيران على أساس القواسم ال ...
- بيت المدى يؤبن الكاتب الساخر والمسرحي علاء حسن
- في ذكرى رولفو: رحلة الإنسان من الحلم إلى العدم
- اضبط الريسيفر.. تردد روتانا سينما الجديد 2025 هيعرضلك أفلام ...
- مصر تستعيد 21 قطعة أثرية من أستراليا (صور)
- إدريس سالم في -مراصدُ الروح-: غوص في مياه ذات متوجسة
- نشرها على منصة -X-.. مغن أمريكي شهير يحصد ملايين المشاهدات ل ...
- رد حاسم على مزاعم وجود خلافات مصرية سعودية في مجال الفن
- أخيرًا.. وزارة التعليم تُعلن موعد امتحانات الدبلومات الفنية ...


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اياد نجم - منبع الالزامية الاخلاقية