أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - حينما باع التجّار سيف ذو الفقار














المزيد.....

حينما باع التجّار سيف ذو الفقار


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 6919 - 2021 / 6 / 5 - 03:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الفجر كنت ارى جدّتي وانا صغير تتوضأ وصوت المؤذنّ ينادي (الله اكبر)، فكنت اراقبها وهي في رحاب الله تبسمل وتحوقل وتسجد له خاشعة باكية، علما انني لم اراها يوما تعصي ربّها طرفة عين، فعشقت الله معها وهمت في حبّه. واليوم انا فرح لرحيلها قبل ان ترى حزبه وهو يقتل وينهب ويخون، وأصبحت أخاف رصاصات من مسدسات كاتمة أن تغتالني غيلة لتنتقم منّي، لماذا؟ لأنّ الله منتقم كما يقول أعضاء حزبه .. يا إلهي الم تجد غيري وانا الباحث عن وطن أعيش فيه بكرامة لتنتقم منه!!

كانت جدّتي وانا صغير دائمة الصلاة على محمّد وآله، ومن خلالها أحببت محمّدا وكنت أقسم به صدقا وأتوسّل إليه أن يعينني ويساعدني، وعندما كبرت ورحلت جدتي حسدتها على رحيلها كونها لم ترى كما رأيت وأرى جيشه اليوم يسلب اموال الفقراء ويقتل على الهويّة ويسبي خيرة نساء بلدي.

كنت أذهب مع جدّتي مواسم الأعياد لزيارة القبور في مقبرة وادي السلام بالنجف الأشرف، وكانت قبل زيارة المقبرة تصطحبني الى ضريح ومقام الإمام علي للتبرك والدعاء، فكنت الهو بفرح طفولي على بلاط الحضرة الأملس وأحببت عليا معها، وأحببته اكثر وانا استمع الى سجاياه واخلاقه وبطولاته من خطيب معمّم. وحينما كبرت ورحلت جدتي أصبحت أخاف كتائبه وهي توجه فوّهات بنادقها لصدور ابناء شعبي، وأهرب مذعورا كلمّا أصادف معمّما في مكان ما.

كانت جدّتي تقصّ عليّ بفخر وحب كبيرين بطولات علي والحمزة في معركة بدر الكبرى، فكنت أتخيّل نفسي في تلك الفلوات حيث الرمال الحارقة والإيمان بطلا من ابطال تلك المعركة. وحينما كبرت أصبحت أتحاشى حتّى البدر ليلة تمامه كونه يذكّرني بمنظمة سليلة للخيانة وباعت العراق للأجنبي.

كنت أحلم دوما بسيف ذو الفقار المعلّقة صورته في غرفة جدّتي وهو بيد علي في معاركه المختلفة، حالما أن يكون مثله في يدي يوما لأدافع به عن حقوق الفقراء. وحينما كبرت أصبحت ابتعد عن تلك الصورة بعد أن رأيت ذو الفقار مُهدى للمحتلين من قبل التجّار والمرابين مرّة، و من معمّم لقوّاد ثانية، ورمزا لقتل العراقيين تحت مسمى لواء ثالثة.

كانت جدّتي دائمة البكاء على فاطمة الزهراء وتصيح بها اثناء الشدائد بلهجتها البغداديّة المحببّة "دخيلچ يا أم الحسن والحسين"، فكنت انتظر الفرج الذي لا بدّ أن يأتي سريعا لثقتي بجدتي وحرارة دموعها وصدق دعواتها وهي تناجي إبنة محمّد. وحينما كبرت أصبحت أرثي لجدتي حالها بعد أن جاءت لنا سرايا الزهراء بالمصائب والنوائب والشدائد ولتنهمر الدموع أنهارا من عيون ثكالى العراق اللواتي قتلت السرايا ابنائهن.

في عاشوراء كانت تتشّح جدّتي بالسواد وتجلس في ركن تقرأ فيه القرآن بصوت شجي، و كنت أراها ليلة العاشر من محرّم باكية حتّى مطلع الفجر جزعا وحزنا على الحسين وهو مجندلا في صحراء كربلاء، وكانت تحدثّني عن الظلم الذي وقع على سيّد شباب اهل الجنّة وآله وعياله وصحبه، وكنت ابكي لبكائها وأخرج لاطما صدري حزنا عليه في المجالس التي تقام بتلك المناسبة. وأصبحت اليوم أهرب من تلك المجالس، بعد أن حوّلت كتائب سيّد الشهداء بلدي الى مسلخ بشري.

كنت أرى جدّتي ترتجف في اليوم السابع من شهر محرّم وهي لا تجرأ على لفظ إسم كفيل زينب وساقي عطاشى كربلاء ابا الفضل العبّاس، لما للعباس بن علي من وقع في المخيّلة الشعبية عند عوام الشيعة. لكنني اليوم اريد العودة اليها لأخبرها من أنّ لواءه ولواء كفيل زينب مساهمان في موت العراقيين عطشا، كونهما يتكلمان لغة دولة قتلت ارض الرافدين عطشا.

كانت جدّتي تقول لي أنّ علي مع الحق والحقّ مع عليّ ويدور معه أينما كان، وأنّ اتباع علي هم أهل الحقّ، فصدّقتها إيمانا منّي بصدقها ولكثرة ما سمعته عن عدله، وأصبحت اليوم أخاف أهل الحقّ وعصائبهم التي تفتك بشابّات وشبّان العراق وتنهب وطنهم وتبيع ما تقدر عليه لإيران الفقيه.

كانت جدّتي تصطحبني أحيانا لسامرّاء حيث مقام الإمام المهدي، وكانت تنتظر موعد ظهوره المنتظر ليملأ الأرض قسطا وعدلا، فكنت أحلم على الأقل بعراق يسوده القسط والعدل وفيه كل هذه المراقد وليست الأرض بأكملها، فأصبحت وأنا أشعر بالرعب حالما أسمع بجيشه وهو يصرخ أن (قتلانا في الجنّة وقتلاكم في خلف السدّة)، أصبحت اليوم أشعر بالخوف من جيشه وهو يقتحم ساحات التظاهر فيقتل الشابات والشباب بدم بارد، أصبحت اليوم أرتعب من حفيده ساكن الحنّانة لجرائمه بحق العراق والعراقيين.

كانت جدّتي تحدّثني وهي مليئة بالأسى والحزن عن الشورى التي لم تنصف الإمام عليّا وسرقت منه الخلافة، وكنت أشاركها حزنها وأساها لعدالة عليّ وطيبته، وأصبحت اليوم وانا أرى شورى العمائم تسرق بلدا بأكمله وتذلّ شعبا بأكمله حزينا لحزنها وحزني وقتها.

أنبئك جدتي أنّ لله اليوم ربع ومعهم ثار بإسمه ولا يعرفون الا قتل الابرياء، زوري أمّهات الشهيدات والشهداء في أحلامهن ليقصّوا عليك كيف قتلت سرايا السلام في عراقنا المبتلى بفتاوى الشياطين الأمن والسلام في ربوعه. وأنت في ملكوت الله تقدّمي اليه وأمّهاتنا الطيبات وأطلبن منه أن يكفّ أيادي حزبه وربعه وثاره عنّا، فقد بلغ السيل بنا الزبى فخربت بهم بلادنا وأصبح الموت يحيطنا من كل جانب...

لقد إستبدل قادة الأحزاب والميليشيات الشيعية وعمائمهم سيف ذو الفقار بسيف عبد الرحمن بن ملجم، وها هم يضربون به قرن رأس العراق وشعبه لقتلهما، كما ضرب إبن ملجم قرن رأس الإمام علي في الكوفة وأرداه قتيلا.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفوضيّة غير المستقلة للإنتخابات تكذب كعادتها
- لتخرس طهران الفقيه وميليشياتها
- السيد روحاني.. بلادكم اكبر ثقب أسود إبتلع العراق
- هل العراق بحاجة الى ليلة سكاكين طويلة ..؟
- فشلت وستفشل محاولات مكافحة الشيوعية بالعراق
- ليتعلّم المؤمنون بالعراق محاربة الفساد من فرنسا
- العراق .. سمفونية الموت!!
- الإنتخابات ثقافة لايمتلكها الشارع العراقي
- حينما صمتت البرنو
- مقتدى الصدر يحرّض الغوغاء على القتل العلني
- الصدريّون .. طاعة عبودية ذُلْ
- ما العمل ..؟
- سائرون تبدأ تجارة الإنتخابات من النبي محمّد
- مقتدى الصدر .. انا الدولة!!
- ثلثين بلاسخارت عالخال
- هل نجحت إنتفاضة اكتوبر في تحقيق أهدافها ..؟
- الفاشيّة الدينية المشوّهة .. العراق مثالا
- السلطة كانت هدف الإمام الحسين ولتكن هدف دعاة الإصلاح
- الكاظمي وتراث بهجت العطية
- سترون يد إيران القويّة ... أين!؟


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - حينما باع التجّار سيف ذو الفقار