أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي شاكر العبيدي - عمود الشعر العربي و محاولات ليِّه و كسره عبر الأجيال و العصور














المزيد.....

عمود الشعر العربي و محاولات ليِّه و كسره عبر الأجيال و العصور


مهدي شاكر العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6914 - 2021 / 5 / 31 - 17:42
المحور: الادب والفن
    


لست من الزارين و المعترضين يوماً ما على الحركات التجديدية في الشعر العربي ، أو ممن لديهم تحفظات إزاء ما يجترئ عليه بعض قالة الشعر ، كأن يستسهلوا الإخلال بالوزن و التفريط بالقافية و إن داخلني ثمة قرف و نفور و نعيٍ على نفرٍ منهم فرط إيغالهم في الإغراب و الغموض مسوغين ذلك بدعوى ترسم الرمزية و هي مذهب قديم أساء المحدثون فهم موجباته و الدواعي التي تهيب بالمنشئ عادةً شاعراً أو ناثراً على أن يلف و يحيط و يضفي على ما يبدعه و ينسجه من لقيات أدبية ، هالةً من التعتيم بحيث تتوارى الأفكار و المقاصد و المعاني فلا تكاد تبين لعين المجتلي ، و ذلك لا يغلب و يفشو إلا وسط مجتمعات كُتب عليها معاناة تسلط الفرد و تماديه في إذلالها و إرغام ذوي العقول المتفتحة من بنيها ، على أن يخلدوا للهمود و السكون فلا يفتكروا يوماً في الانفلات من هذا الهجوع المُطبق ، أو حتى يمن عليهم المتجبر المستبد بحق التعبير عن مكنوناتهم بمطلق حريتهم.

و دونك حكايات (كليلة و دمنة) لمؤلفها الفيلسوف الهندي (بيدبا) و مترجمها الى اللسان العربي عبد الله بن المقفع ، عن ديباجتها الفارسية بأسلوبه الفصيح و الموسوم بالسهولة و الابتعاد عن الابتذال و تحاشي الوحشي و المُعضل من الألفاظ و التراكيب ، فضلاً عن تقريبه المعاني من الأفهام لفرط ترسله و زهادته في تكلف التحسينات و الزخارف.

ويمثل هذا الكتاب أروع مثل و شاهد و دليل على الأدب الرمزي الذي يطغى على ثقافات الأمم و الشعوب في أحايين استفحال الجور و العسف و كبت الحريات ، أما هذا الغموض الذي نجتليه و نلفيه في بعض النتاجات الشعرية المتأخرة خصوصاً ما شاع منه بعد الحرب العالمية الثانية ، فيحار قارئه في إكتناه و استبانة ما ينتويه أربابه من دواعٍ و أغراض ، و استتبع شيوعه أن غري المبتدئون بتجريب قدرتهم على ابتداعه و مجاراة مَن سبقهم إليه في اصطناع (صرعة) الاستخفاف بالموروث الشعري على أساس أنه أقام طويلاً على أغراض تقليدية و لم ينصل من قوالب لفظية تتكرر من حقبة زمنية لأخرى أو يَتقْ ناسجوه لتنسم ما استجد في بيئاتهم من تحولات و متغيرات في الثقافة و الأعراف و التقاليد و أنماط المعيشة كذلك.
و ما بنا حاجة إلى تذكير القارئ بما نصح الفهامة الراحل الدكتور إحسان عباس لشعرائنا الشباب في مقالاته وكتبه وعبر ندوات ومحافل كثيرة ، أن لايسرفوا في تقليد الغربيين ويحاكوهم في الإغراب والتعمية ، فقد قطعت مجتمعاتهم في التطور الصناعي شوطاً كبيراً ، نجم عنه شعورهم بالاغتراب وإحساسهم بعدم التواصل مع سواهم ، بينا نحن لانزال نحيا في بيئة زراعية وقمين بنا أن نحافظ على ما يسود بيننا من أواصر التراحم والتواصل.
لكن لا بد من التنويه في ختام هذا الكلام المبتسر ، بما أرسلَه من رأيٍ و أفضى به لي ذات يوم المرحوم حكمت البدري و هو كاتبٌ و شاعرٌ و مترجم عن الفارسية ، و من انجازاته في هذا المجال نقله رباعيات الخيام عن نصها الأصلي إلى عربيتنا الأصيلة ، قوله "إن جميع محاولات ما يسمونه بتجديد الشعر العربي بدءاً من نظم الموشحات و انتهاءً بالشعر الحر ، و بعيدا عن دواعيه و مسوغاته و افتعال أسباب أخرى ، تتمثل في الأحداث الجسيمة و النوب الكثر التي اجتاحت العالم الوسيع ، و جنحت بالكائن الانساني للإحساس بالإخفاق و الخيبة و ضياع كل تأميل في تبدل الحال ، هذه الماجريات و المحاولات أخفقت كلها في لَيِ عمود الشعر العربي و كسره.

و السلام.



#مهدي_شاكر_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يُعَد الناقد الأدبي أديباً فاشلاً ؟
- تاريخ أعلام الطب العراقي الحديث
- الأدباء في مجالسهم
- الشاعر إبراهيم الشيخ حسون في مرثيته للمحامي علي القزويني
- (الاقتباس من القرآن الكريم في الشعر العربي) كتاب للأستاذ عبد ...
- مع إسماعيل مظهر حول قصيدة لديك الجن
- ثروة أباظة يدون بإجمال لسيرة طه حسين
- كيف سَلِم الدكتور إحسان عباس من لسان العقاد ؟
- من تعليقات القراء في هوامش الكتب
- (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)
- مؤسسو مصر الحديثة
- تعريف روفائيل بطِّي بعبد القادر البرَّاك
- عن الآداب العربية في شبه القارة الهندية
- مجموعتان شعريتان لخالد الحلي: لا أحد يعرف أسمي – مدن غائمة
- المدرسون والشعر والخطابة والتأليف
- عن الشعر العربي الفصيح الذي قيل في مدح الانكليز
- حارة كل من إيدو إلو
- مختارات سياسية من مجلة المنار
- استحضار المجتمع المدني في عمل روائي( غابة الحق)
- أشجان النخيل


المزيد.....




- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي شاكر العبيدي - عمود الشعر العربي و محاولات ليِّه و كسره عبر الأجيال و العصور