أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق حجي - العقل العربي مكبلاً ...














المزيد.....

العقل العربي مكبلاً ...


طارق حجي
(Tarek Heggy)


الحوار المتمدن-العدد: 6910 - 2021 / 5 / 27 - 14:01
المحور: الادب والفن
    


هذه هى ترجمتى (من الإنجليزية للعربية) للمقدمة التى كتبتُها لطبعة جديدة لكتابي "العقل العربي مكبلاً" THE ARAB MIND BOUND الصادرة فى لندن.
————————————-


للعقل العربي سمات هى منتجات ثقافية طبيعية لجغرافية وتاريخ شعوب البوتقة العربية الأساس وهى شبه الجزيرة العربية. وبما أن الإسلام قد جاء من نفس العاملين (القرن السابع الميلادي وشبه الجزيرة العربية) ، فقد تأثرت بسمات العقل العربي (بدرجات متفاوتة) الشعوب التى "أصبحت" تتحدث باللغة العربية عقب غزو العرب لبلدانهم.

ونظراً لأن "التغيير" هو حقيقة الحقائق (وشكراً للديالكتيك الهيكلي) ، فإن سمات العقل العربي (مثل كل الظواهر الثقافية) تشهد فى زماننا تغيراً جذرياً. ولكن هذا التغيير والذى تسبب فيه الإقتراب من الحداثة هو فى صراع مع مفرزات التاريخ و الجغرافيا.

وقد جاءت الثروة النفطية لتحدث إبطاءاً نسبياً لعملية إقتراب العقل العربي من مفردات الحداثة.

ولكن مراقبة ما يشهده واقع مجتمعات عربيان مهمان هما المجتمع الإماراتي والمجتمع السعودي تجعلنا نشهد " إنتصاراً" نسبياً للحداثة و "إنحساراً" موازياً "للموروث الثقافي التاريخي العربي".

منذ أربعة عقود وقعت مصرُ أول إتفاقية سلام عربية مع إسرائيل. فإجتمع رؤوساء وملوك الدول العربية وقرروا قطع علاقات دولهم مع مصر. ولم يكن أحدٌ يتصور أو يتخيل يومها أن بعد أربعين سنة ستكون لإسرائيل سفارة بعواصم سبع دول عربية هى مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان والمغرب وموريتانيا.

وأنا شبه متأكد من أن المستقبل سيشهد مزيداً من إنتصار الحداثة فى المجتمعات الناطقة بالعربية. وإن كنت فى نفس الوقت أري أن هذه المجتمعات قد أفرزت خلال نصف القرن الأخير عدواً للحداثة لا يُستهان به وهو الإسلام السياسي الذى يعمل بكل جزئياته على الرجوع بمجتمعاته (ثقافياً) لما قبل العصور الوسطى.

ولكن ، هل يحق للإنسان غير العربي فى قارات العالم الست أن يقول : مشكلة العقل العربي ليست مشكلتي ؟

كل الشواهد تقول أن هذا مستحيل عملياً.

فأبناء مجتمعات عربية عديدة موجودون فى كل مجتمعات أوروپا وأمريكا الشمالية وأستراليا.

وأفكار أبناء المجتمعات العربية تلعب أدواراً غير خافية فى كل قارات العالم.

وتكفي (على سبيل المثال) إلقاء نظرة على مجتمع أوروبي هو المجتمع الفرنسي لنرى حجم تأثر هذا المجتمع بسلوكيات وأفكار مواطنين يحملون اليوم الجنسية الفرنسية ولكنهم جاءوا من مجتمعات عربية.

فمن تداعيات العولمة : سقوط الأسوار بين البلدان المختلفة.

ولننظر للصراع الفلسطيني/الإسرائيلي. ولاشك أن إنعكاساته على كل منطقة الشرق الأوسط وأيضاً على كل العالم هى إنعكاسات سلبية يستحيل إنكار وجودها.

وقد أثبتت أحداث كبيرة مثل ضرب أفغانستان سنة 2001 وغزو العراق سنة 2003 وغيرها أن التعامل مع العقل الجمعي الذى أفرز أفكاراً شديدة العدائية للحضارة الحديثة بالوسائل الأمنية فقط : لم يكن مجدياً.

فالفكر الهدّام لا يُحارب بالبندقية إلاّ عندما يمسك هو بالبندقية. وحتى فى هذه الحالة ، فإن الفكر الهدّام المناقض لقيم الإنسانية الحديثة سيستمر فى الوجود وفى التأثير.

لماذا ؟

لأن التعامل معه لم يكن بالوسيلتين الوحيدتين القادرتين على الحد من إنتشاره والحد من تأثيره وهما :

* التعليم.
و
** الثقافة.

وهذه المهمة ، أي مكافحة العقل الجمعي المضاد لقيم الإنسانية الحديثة ، لم تنل أي إهتمام من الجهات والمؤسسات القادرة على أداء هذه المهمة. ومن أسباب هذه الظاهرة السلبية كون هذه المهمة بطبيعتها "طويلة المدى" ، وهو ما يتناقض مع حقيقة أن معظم المشتغلين بالسياسة يهتمون بما هو عاجل وليس بما هو آجل.



#طارق_حجي (هاشتاغ)       Tarek_Heggy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأعظم : نوال السعداوي.
- لبنانيات ...
- خواطر عن المواطنة والدولة المدنية فى مِصْرَ
- من المتهم ؟
- الطاعون قراءة في فكر الإرهاب المتأسلم
- مقتطفات من دفتر يوميات طارق حجي - المجموعة الأولى.
- خواطرٌ مصريةٌ صرفٌ.
- هوامش على دفتر الإنتخابات الأمريكية.
- التعليم ... ولاشيء غيره
- حقائق المجتمعات العربية السبع.
- نظرة ماكرو للثقافة الذكورية.
- ذكريات كردستانية.
- مصرُ بين مصيرين ...
- لبنان فى الميزان ...
- إشكالية الهوية المصرية.
- من خواطر طارق حجّي
- دانات من أقصي الشمال البريطاني - مقالات قصيرة.
- ذكريات ...
- من أهم جذور محنة المسلمين التاريخية.
- المرأة فى أبشع تراث ...


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق حجي - العقل العربي مكبلاً ...