أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد هادف - فكرة التحرر الفلسطيني: من حافز إلى حاجز














المزيد.....

فكرة التحرر الفلسطيني: من حافز إلى حاجز


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 6909 - 2021 / 5 / 26 - 17:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


الأحداث الدامية التي عاشها قطاع غزة، وتابعناها على المباشر، مؤخرا، أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، وبالموازاة أعادتها إلى نقطة الصفر؛ والمقصود بنقطة الصفر، هنا، هو ما حدث عام 1948. دعاة المقاومة والمناهضون للتطبيع يصرون على محو ما تم الاتفاق عليه في أوسلو، ويستنفرون الهمم إلى استئناف الثورة حتى تتحرر فلسطين من المحتل.
أصحاب هذه الأطروحة لديهم اليقين أن المقاومة المسلحة هي الوسيلة الوحيدة التي تحقق تحرير فلسطين وتزيل الاحتلال الصهيوني. وإذا كانت المقاومة المسلحة معلومة وهي باختصار قتال العدو بالصواريخ فما هو المقصود بتحرير فلسطين وإزالة إسرائيل؟ المسألة تحتاج إلى توضيح ورفع اللبس.
فهل يقصدون بالتحرير، أن إسرائيل حين تنهزم وتستسلم ستطلب من قادة المقاومة أن يمهلوها بعض الوقت ليجمعوا أغراضهم ويرحلوا؟
أم ستسلمهم زمام السلطة وتترجاهم أن يعيشوا تحت حكمهم؟
أم المقصود هو أن يكون للفلسطينيين دولة على جوار دولة إسرائيل؟ أم ماذا؟
السؤال مطروح على مناهضي التطبيع، لأن الوضع لم يعد محتملا بسبب هذا الغموض الذي كلما طال ازداد غموضا.
لا جدال في أن جماعة مغامرة سطت على أرض فلسطين، وحدثت الجريمة في غفلة من التاريخ عام 1948، حدثت باسم التوراة ولن يتحقق السلام باسم التوراة ولا باسم الإنجيل ولا باسم القرآن، لأن الجهات التي تقحم الديانات في هذا الصراع لا تريد للشعب الفلسطيني ولا للشعوب العربية أن تنعم بالسلام.
ومن الجهل والمغالطة أن تتم مقارنة "الاحتلال الإسرائيلي" بباقي الاحتلالات التي عرفها العالم، ولعل أقرب الحلول إلى هذه المعضلة هو الحل الذي عرفته جنوب أفريقيا إذا ما تعذر حل الدولتين.
لكن دعونا نعود إلى المقاومة المسلحة، والنصر والجهاد والصمود وما شابه من مفردات تحتار كيف تطابق بينها وبين واقع تراه رأي العين. وأنت تحاول أن تجد صلة بين الواقع ومعجم النصر تجد نفسك أمام أمرين: إما أن تُكذِّب الخطاب وإما أن تُشكِّك في قدراتك العقلية. إن هذا الخطاب وهو كأغلب الخطابات السياسية العربية مدجج بكل أساليب التضليل، وإذا ما سولت لك نفسك أن تتساءل فستكون عرضة إما للابتزاز أو للتخوين؛ بل تجد نفسك مستهدفا في قدراتك العقلية والأخلاقية والوجدانية.
وإذا استقرأنا الأحداث وفحصنا المرئي واللامرئي وحللنا المعطيات المتوفرة ومن ضمنها جهل النخب المتحيزة إلى أطروحة المقاومة المسلحة، لوجدنا أن هذا النفير لا يصب لا في مصلحة الشعب الفلسطيني ولا في مصلحة الشعوب العربية؛ ولوجدنا أن النخبة الحاكمة في إسرائيل من مصلحتها أن تعمل على تسويق خطاب كاذب يُرِسّخ الانطباع أن إسرائيل تعيش تحت التهديد، لماذا؟
أولا: لتبقي الرأي العمومي المحلي تحت السيطرة؛
ثانيا: لتوفر لحلفائها مبررات دعمهم اللامشروط لها؛
ثالثا: لتتخلص من المواطنين المتذبذبين سواء كانوا عربا أو يهودا؛
رابعا: لتوهم التيار المتطرف في فلسطين أنه على مشارف النصر بفضل المقاومة المسلحة، وبفضل هذا الوهم يحكم قبضته على الشعب الفلسطيني ويحرمه من الانخراط في المقاومة السلمية ومن الحياة السياسية الديمقراطية، ويزج به كل مرة في مجزرة لا يكاد يشفى من آثارها حتى يدخل في مجزرة أخرى.
وبالتالي، لم ينجح دعاة المقاومة المسلحة سوى في تقوية إسرائيل على تعطيل مخرجات أوسلو، بل جعلوا من القضية الفلسطينية عامل تعطيل وليس عامل تحرير، قد حولوها من حافز للتحرر إلى حاجز ضد التحرر ليس في فلسطين فحسب بل حتى في الأوساط العربية ذات النخب الضحلة.
ولأن ما حدث مؤخرا ليس حربا بل مجزرة، فإن المقاومة السلمية هي الحل، وهي التي تخيف أولئك الذين لا يريدون حلا سواء كانوا يهودا أو كانوا فلسطينيين أو كانوا عربا أو فرسا أو تركا، أو كانوا من جبل قاف.



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإمارات، هابرماس والمثقف المغاربي
- القضية الفلسطينية في المتخيل المغاربي
- كمال القصير: كراهية الغرب هدْمٌ -للحاضر- بينما كراهية التراث ...
- كأس شاي: في صحة المغرب الكبير
- من كان وراء مجازر 8 مايو 1945 في الجزائر؟
- ابن باديس في ذكراه: قراءة من زاوية أخرى
- قضية سعيد ناشيد: غياب الحكمة وطغيان الأهواء
- الأسبوع المغاربي يحييكم
- الأسبوع المغاربي بعد عام
- اليأس مدخلا إلى الأمل
- اليوم العالمي للثورة السلمية
- الدستور: محالة للفهم
- منظمات المجتمع المدني في الجزائر: رسملة مشروع -مشوار وحوار-
- دور الإعلام في بناء مدينة مواطنة
- الأزمة الخليجية في ضوء التاريخ
- عاصفة الحزم: السياق والمقاصد
- الجزائر: الخطاب الأخير
- ليبيا: صراع الأجندات
- غيتوهات تندوف: الذهول عن المقاصد
- الجهوية الموسعة أساس الاتحاد المغاربي


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون بدء المرحلة الرابعة من التصعيد: استهداف جميع ...
- روسيا: فتح قضية جنائية بعد حرق كتاب -العهد الجديد-
- كلوب يقول إن مشكلته مع محمد صلاح قد -تم حلها بشكل كامل-
- تركيا تعلن -الوقف التام- للتبادل التجاري مع إسرائيل.. من الف ...
- -ما الأسوأ: أكاذيب إسرائيل بشأن غزة أم تكرار هذه الأكاذيب من ...
- شاهد: يلتهم كل ما يعترض طريقه.. كاميرا ترصد تشكّل إعصار هائل ...
- شاهد: الاحتجاج الطلابي يمتدّ إلى المكسيك والجامعات تنتفض لوق ...
- ألمانيا تستدعي القائم بأعمال سفير روسيا بسبب هجوم إلكتروني
- بعد التهديدات الإسرائيلية بالانتقام.. الجنائية الدولية تصدر ...
- زاخاروفا ردا على كاميرون: أول اعتراف رسمي بالحرب ضد روسيا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد هادف - فكرة التحرر الفلسطيني: من حافز إلى حاجز