|
تعليق المشاركة ورقة احتجاج وضغط انتخابية ام نواة لمعارضة فعلية
نهاد القاضي
كاتب
(Nihad Al Kadi)
الحوار المتمدن-العدد: 6908 - 2021 / 5 / 24 - 00:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اندلعت ثورة تشرين المجيدة في الاول من تشرين الاول 2019 احتجاجا على حكم طائفي محاصصتي ونظام سياسي فاسد اهدر ثروات البلاد الاقتصادية والبشرية وانتشار الفقر والجهل وتفشي المخدرات وحالات الادمان وانتهاكات لحقوق الانسان وفقدان الامن، قدمت الثورة ضحايا بين 800 قتيل والالاف الجرحى والمفقودين، لكنها نجحت من انهاء حكم رئيس الوزراء د. عادل عبد المهدي واشترطت على من يتولى الوزارة ان يلتزم بالشروط التالية ندرج النقاط المهمة فيها بإجراء انتخابات مبكرة نزيهة، تغيير المفوضية العليا للانتخابات، وتغيير النظام الانتخابي، الكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاكمتهم ، انهاء ظاهرة السلاح المنفلت وبؤر الميليشيات غير المنضبطة، انهاء نظام المحاصصة الطائفية، ايجاد فرص عمل للخريجين وذوي الشهادات العليا وتحسين الخدمات ودخل المواطن. لم يحظى بعض من المرشحين لرئاسة الوزراء بقبول الشارع العراقي والمتظاهرين ولكن وسط توتر كبير استطاع السيد مصطفى الكاظمي ان يحوز على بعض من المقبولية لهدوء شخصيته ومظاهر توجهه المدني رغم ان الجميع يعرف ان الاستاذ الكاظمي ليس ببعيد عن هيكلية النظام السابق فهو رئيس المخابرات العراقية في زمن حكم السيد العبادي وتربطه علاقات عائلية بقيادات في حزب الدعوة وادارته لقنوات فضائية مرتبطة بتوجه طائفي. وللاسف رغم وعود السيد الكاظمي الكثيرة لجماهير تشرين لكنه لم ينفذ من شروط انتفاضة الشعب وثواره سوى تحديد موعد الانتخابات المبكرة دون تغيير المفوضية العليا للانتخابات واسلوب المحاصصة الطائفية التي فيها مما أثبتت حكومة مصطفى الكاظمي أن لا حول ولا قوة لها. فهي تجيد تشكيل اللجان التحقيقية دون الحصول على نتائج منها او ربما نتائجها سرية، وتجيد تخدير الشعب بمورفين الوعود العرقوبية. نتيجة لهذه الامواج السياسية المتلاطمة في بحر الانتخابات القادمة ونتيجة لصمود بعض الثوار وعدم انجرارهم وراء تشكيل الاحزاب وايمانهم الحقيقي بضرورة الوقوف ضد النظام مما زاد من غيض الاحزاب الاسلاموية والطائفية وصوت الحقد وتضاعف مخاوفهم من رفض الشارع العراقي لهم ، لتظهر عمليات اغتيالات واضحة مصحوبة برسائل تهديد ووعيد لكل من يقف في طريق الانتخابات المزيفة القادمة، اغتيالات ستلحق بكل من يحاول ان يصل مجلس النواب ولا يرتدي ثوب من اثواب الطائفية، رسائل التهديد هذه اوصلت القوى الوطنية وغير الوطنية شعور واضح ان الانتخابات وسط اجواء السلاح المنفلت لا يمكن ان تكون نزيهة وحقيقية تعكس طموح الشعب العراقي، مما دفع بالأحزاب الوطنية وعلى رأسها الحزب الشيوعي العراقي اعتق واعرق حزب يساري وملاذ الفقراء والمظلومين من الكادحين والفلاحين اعلان تعليق مشاركته في الانتخابات مشروطا بتأمين الحماية الكاملة للمرشحين وللمتظاهرين وايقاف اعمال القتل والاختطاف، تبعته في نفس التوجه بعض من الاحزاب والتكتلات الاخرى لتعلن عن معارضتها للانتخابات. وتعالت بين الاصوات الوطنية في الاونة الاخيرة دعوة الى دراسة مشروع مقاطعة الانتخابات بالكامل وتشكيل معارضة وطنية للانتخابات. وتواردت الاسئلة ترى هل هذا التعليق والمعارضة للانتخابات صحيح؟؟ ام سيخدم الاحزاب الحاكمة المتنفذة لتخلو لها الساحة وتتفرد بالهيمنة الكاملة على البلد وتتجذر اكثر في خراب الوطن؟؟، ام انها صرخة احتجاج للقوى الوطنية في وجه الحكومة والاحزاب الطائفية ومليشياتها لتصحو من غفوتها وتفي بوعودها الكثيرة في حماية مواطنيها وخاصة للناشطين والوطنيين والصحفيين وكل من يسعى الى انقاذ البلد من الخراب، وتوعدها في ملاحقة القتلة وانهاء مظاهر السلاح المنفلت ؟؟، هل ستصمد القوى الوطنية في معارضتها لحين ضمان امن وسلامة حياة المتظاهرين و المرشحين؟؟ ام هناك من سينجر وراء المغريات وينشد تحالفات مع قوى اخرى. لا شك ان موقف القوى الوطنية الداعي لتعليق الانتخابات ما لم تؤمن شروط الامن والامان للمرشحين موقفا وطنيا مهما يشير الى اتفاق بين القوى الوطنية وامل في توحيد الخطاب والقرار في الانسحاب ومقاطعة الانتخابات وربما يشير الى توجه نسمعه من البعض في معارضة وطنية للانتخابات، ولكن يطفوعند المواطن البسيط والمستقل من بنات وابناء الشعب وعند ثوار تشرين سؤال يطرح نفسه لماذا اتحدت القوى الوطنية على الانسحاب او المقاطعة من الانتخابات وربما امل تشكيل معارضة وطنية للانتخابات ولم تتوحد في الاشتراك بالانتخابات بصوت واحد وتسببت في تشتيت المؤيدين للحركة الوطنية بكافة مسمياتها؟؟؟؟ اليس من حق المواطنين ان يستفسروا من القوى الوطنية ما هي المعوقات التي جعلتكم لا تتفقون في تحالف وطني مدني ديمقراطي هل تجدون ذلك افضل من الانسحاب الموحد؟؟ وهذه المواقف الوطنية المشرفة للقوى الوطنية تقودنا الى الاستفسار الااكبر ماذا بعد المقاطعة للانتخابات؟؟ ما القصد من معارضة وطنية للانتخابات؟؟ ما الذي سيجنيه الشعب من ذلك ؟؟؟ ترى هل ستلجأ هذه القوى الوطنية وتغير معارضتها للانتخابات الى معارضة فعلية للنظام ؟؟ هل هناك امل ان تنسق المعارضة الوطنية للانتخابات مع المجموعات التشرينية التي تتهيء لتشكيل المعارضة الحقيقية للنظام حيث تبنت فكرة المعارضة الفعلية مجموعة من الرافضين للنظام الحالي بكافة مؤسساته واحزابه الفاسدة والمجربة طيلة الفترة ما بعد سقوط الحكم الدكتاتوري في 2003 وتشكيل معارضة رافضة للنظام وللانتخابات ومفوضيتها المشبوهة وقراراتها المفصلة بمقاس مصالح احزاب السلطة لأن نتائج الانتخابات معلنة قبل إجراءها، انها غير نزيهة بامتياز ولن تنتج عن نظام وطني صحي بل نظام عشائري طائفي محاصصي فاشل. أن تشكيل معارضة مؤمنة بتوعية المواطن العراقي بحقوقه والتمسك بالروح الوطنية وتعزيز مفهوم المواطنة بين طيف العراق المتنوع. نشر الوعي الوطني سيكون اقوى قوة ضاربة للفساد والتزوير ورفض الظلم والاستغلال. معارضة وطنية تستقطب كافة الايديولوجيات ولا تنفرد بايديولوجية واحدة تسعى الى خلق عراق ذو سيادة خالي من الفكر الطائفي والقومي والانتهازي، تسعى الى نظام ديمقراطي مدني بعيد عن المساومات من اجل الانتخابات معارضة ايديولوجيتها وطن ذو سيادة وطن للجميع دون مزايدة لا يميز بين الاديان والمذاهب بين القوميات سواء اغلبية كانت ام اقلية عددية وطن خيراته للشعب وليس لدول الجوار واشخاص وافراد هل ستسعى القوى الوطنية بخطوة اكثر جدية نحو المعارضة الفعلية
#نهاد_القاضي (هاشتاغ)
Nihad_Al_Kadi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خبر وتعليق // دورة تأهيلية دولية لتوثيق حقوق المتظاهرين
-
هل تبحثون عن اللب أم تشغلون العالم و انفسكم بالقشور ؟!؟!
-
صناديق الاقتراع بين البناء والصراع
-
الحبر الاعظم راعي السلام و قيادات التبليط والتزويق
-
خطاب الكراهية وصكوك الوطنية في منصات التواصل الاجتماعي
-
ومضات عن انتهاكات حقوق الانسان في العراق لسنة 2020
-
تقريرعن الدورة الثالثة عشر لمنتدى الاقليات في الامم المتحدة
...
-
جحوش الامس وأنواط الشجاعة في عمليات الانفال لأبادة الكورد
-
هولندا و سياسة الاعتذار المعلن
-
تطبيق الديمقراطية في السياسة -- اقليم زيلاند في هولندا نموذج
...
-
نداء وتهاني في نوروز كوردستان
-
أذا الوطنيةُ في العراقِ سُئِلَتْ بأي ذنبٍ اُطِمرتْ
-
تعدد الديمقراطيات في غابة العراق، ديمقراطية القرود و ديمقراط
...
-
رسالة إلى مسؤولي الاحزاب والمنظمات والمكتب التنفيذي والشخصيا
...
-
امسية تأبينية لشيخ الكادحين الاستاذ دانا جلال احمد
-
امسية تابينية واستذكار العزيز الأستاذ دانا جلال
-
تنامي قمع الحريات والاستبداد عالميا عام 2017 ---- ومضة في تق
...
-
شتاء دافئ للكورد في ايران
-
الى العالم اجمع
-
في الطريق نحو المؤتمر الثاني لهيئة الدفاع عن أتباع الديانات
...
المزيد.....
-
وثق لحظة تعرضهم لهجوم كثيف.. شاهد ما حدث لقائد وحدة أوكرانية
...
-
رأي.. جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان لـCNN: إطار لسلام عادل و
...
-
داعيًا إلى خارطة طريق.. حمد بن جاسم: الحرب في غزة أظهرت فشل
...
-
الدفاع الروسية تحذر من استخدام القوات الأوكرانية أسلحة بيولو
...
-
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بشأن -طوفان الأقصى-: فشلنا.. ستك
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 جنود إضافيين من وحداته في معارك
...
-
صحيفة عن مسؤولين مصريين وقطريين: وقف إطلاق النار طويل الأمد
...
-
معتز عزايزة: المصور الفلسطيني في غزة -رجل عام 2023- في مجلة
...
-
لم شمل فتاة تبلغ من العمر 9 سنوات يعتقد أنها قتلت على يد حما
...
-
كيف نتحقق من الأخبار قبل تداولها؟
المزيد.....
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو جبريل
-
كتاب مصر بين الأصولية والعلمانية
/ عبدالجواد سيد
-
العدد 55 من «كراسات ملف»: « المسألة اليهودية ونشوء الصهيونية
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
الموسيقى والسياسة: لغة الموسيقى - بين التعبير الموضوعي والوا
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
العدد السادس من مجلة التحالف
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
السودان .. أبعاد الأزمة الراهنة وجذورها العميقة
/ فيصل علوش
-
القومية العربية من التكوين إلى الثورة
/ حسن خليل غريب
-
سيمون دو بوفوار - ديبرا بيرجوفن وميجان بيرك
/ ليزا سعيد أبوزيد
-
: رؤية مستقبلية :: حول واقع وأفاق تطور المجتمع والاقتصاد الو
...
/ نجم الدليمي
-
یومیات وأحداث 31 آب 1996 في اربيل
/ دلشاد خدر
المزيد.....
|