أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - عن القضية الفلسطينية -2-














المزيد.....

عن القضية الفلسطينية -2-


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 6903 - 2021 / 5 / 19 - 16:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


قضية تمتد لأكثر من قرن من الزمان وفق تحيز الغرب الرأسمالي وامريكا خصوصا تجاه إسرائيل ورفض الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني بارضه ودولته رغم اعتراف عدد كبير من الدول الأعضاء في المنظمة الأممية الا ان مجلس الامن -مجلس الكبار ومعه الاخرون من نفس الصفة – يرفضون الاعتراف بدولة فلسطين او انهاء النزاع المتبقي من القرن الماضي الذي شهد نهاية الحقبة الكولونيالية ..
المسألة اليهودية تاريخيا لم تكن مشكلة عربية او شرقية بل كانت مشكلة غربية حيث كانوا يعيشون في كنتونات منعزلة لا يتبادلون الثقة مع عموم المجتمع الا قليلا ومن هنا كثير من دول اوروبا تعاملت معهم بطريقة مختلفة فيها الشك والريبة والعنف أحيانا و تم تصدير هذه المشكلة الى منطقتنا ورعايتها وفق للمصالح السياسية والاستراتيجية للغرب ..
هذه القضية اخذت تعبيرات متعددة ومظاهر متنوعة ومعقدة أيضا خاصة منذ سبعينات القرن الماضي وتزايد تعقيدها مع الالفية الجديدة التي ظهر معها اتفاق أوسلو وسبقه اتفاقات وتلاه اتفاقات أخرى دونما مبررات حقيقية ذات صلة بالقضية الفلسطينية الا من زاوية سلبها شرعيتها العربية بمنحاها الشعبي والرسمي .
والبعد الأكثر اثارة للمأساة الفلسطينية انقسام وتشظي الموقف الفلسطيني وفق محددات ايدولوجية وتنافس على السلطة ومكاسبها وفق ارتباط قادة الفصائل - وهي متعددة ومتنوعة بدرجة تفوق حاجة الشعب والقضية الفلسطينية - بمحاور تمويل وارتباط سياسي في سياق انقسام عربي وتمييع الموقف الذي كان متماسكا في حدوده الدنيا . وهنا يغيب راس المال الفلسطيني المتضخم لثرواته في بلاد المهجر من أي دعم حقيقي للقضية ولأبناء فلسطين مثلما يفعل الرأسمال الغربي واليهودي من تقديم الدعم اللامحدود . نخبة سياسية وحزبية بائسة تدير قضية عادلة لكنها ببؤسها الفكري والسياسي تخسر كل مرافعات الدفاع عنها وفق الانقسام والارتباط بمحاور لا تؤمن بالقضية الفلسطينية قدر تقديمها دعما لتلك القيادات ..
تحولات المشهد السياسي العربي والفلسطيني في السنوات الأخيرة دفع بالقضية الى زاوية محصورة بدلا من كونها قضية عربية يتم الحديث عن قضية فلسطينية معزولة عن سياقها العروبي والإنساني ايضا ، وبدلا من كونها قضية تحرر وطني يتم الحديث عن مظلومية حقوقية ، وبدلا من الحديث قضية تاريخية لشعب وارض يتم الحديث عن لاجئين .. وفي الوقت تسعى امريكا لتقليل الاهتمام العالمي وتغييب الاهتمام الإنساني من خلال وسائل اعلام مهيمنة في ظل غياب موقف رسمي عربي او إسلامي موحد .
اليوم الانتفاضة الشعبية في فلسطين إعادة الاهتمام الدولي للقضية ووضعت العالم امام مشهد انساني وسياسي لامجال فيه للتحيز ضده او تجاهله وتشكل وعي عام داخل اوروبا ذاتها منحاز للقضية الفلسطينية ومع ذلك تستمر الحكومات الغربية بتعنتها وانحيازها الأعمى تجاه إسرائيل بل وتتواصل هذه الحكومات مع قادة هذا الكيان لتعرب عن تضامنها معه بل وتقرر الإدارة الامريكية الجديدة بيعه أسلحة بقيمة 750 مليون دولار في وقت كان الأولى بها ان تدعو لوقت العدوان الاسرائيلي وتهدئة الموقف والعودة الى طاولة الحوار لإيجاد حل سياسي لأطول ازمة احتلال لاتزال فاضحة للتحيز الغربي والتردي العربي. الشباب الفلسطيني كان ولايزال يقدم أروع البطولات وبانتفاضاته الشعبية يعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني لشعب اغتصبت أراضيه بتواطؤ بريطاني امريكي ودعم اوربي وفق انحياز بعيد المنظور الإنساني لكنه انحياز يجسد الصورة الكولونيالية القبيحة التي لاتزال ترسم وعي النخب السياسية والإدارات الحكومية في منظومة الرأسمالية المعولمة خاصة إدارة البيت الأبيض التي تجاهر بانحيازها لإسرائيل بل وتفاخر بذلك .
شباب فلسطين إضافة الى هذا الزخم الرائع في تحريك القضية وهز الكيان الإسرائيلي يحتاج الى ان يلعب نفس الدور تجاه السلطة الحاكمة له في الضفة وغزة بل وهز الأطر المؤسسية للأحزاب أيضا بدءا من نقد النظام السياسي المنقسم على نفسه ونقد النخب الحزبية والسياسية التي تشرعن لذلك الانقسام واعتادت عليه بل واعتادت على السلبية دونما فعل سياسي تجديدي تجاه القضية وتجاه الداخل الشعبي وتطوير المؤسسات الإنمائية التي تسهل ممكنات الحياة والنضال لعامة الشعب .الجدير بالذكر ان اقل قيادي في السلطة والفصائل لا يقل عمره عن سبعين عام او اقل قليل في حين الشباب الذين هم وقود النضال الفلسطيني ودينامو الانتفاضات الشعبية خارد دوائر سنع القرار السياسي الرسمي والحزبي أيضا .
الانتفاضة الشعبية الراهنة التي اشتعلت في حارة الشيخ دراج وانتشرت في القدس وداخل الأقصى وصولا الى ماهي عليه اليوم من مواجهات انما يشكل الشباب مرتكزها الأساسي ومعها تشكل وعي عالمي جديد بالقضية وعدالتها ووفقا لذلك يجب على القيادة الفلسطينية الارتفاع بمسؤوليتها الى مستوى النضال والتضحيات الشعبية والعمل بجد في استثمار هذا الدعم العالمي بشكل إيجابي سياسيا وفي الداخل لتحقيق إنجازات إيجابية تخدم عدالة القضية واستحقاقها التاريخي . تحية للشباب المناضل في فلسطين ومعه التزاما وتأييدا منا بالقضية وعدالتها .



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران و السعودية .. حوارات سياسية ام صفقات سياسية
- مناورات ايران مع امريكا والسعودية
- الاتجاه شرقا ...-مقدمة قصيرة -
- مسار متجدد لحرب باردة لم تنتهي
- السعودية في عين العاصفة الامريكية -2-
- نحو صناعة ايدولوجيا حداثية
- في بلادنا أزمات متراكمة تدفع ثمنها الطبقة الوسطى
- كورونا بين السياسة والعلم والدين ..!
- ملاحظة في مفهوم المثقف ..!
- ايران والخليج ..(مواجهة ام تخفيف التوتر ) :
- ظاهرة العنف بين السياسي والديني
- سيناريوهات المشهد الانتخابي الأمريكي ونتائجه
- السودان بين مطرقة الخارج وسندان الداخل
- كلمة عن القضية الفلسطينية
- اعادة بناء النظام الدولي وهيكلته -الضرورة والحاجة -
- انفجار بيروت ..المعنى والدلالات
- بؤس النخب السياسية والحزبية في دول الربيع العربي
- كلمة قصيرة عن الجامعة العربية
- نظرية الصدمة وازمات المنطقة العربية
- كورونا ووعي المشتغلين بالعلوم الاجتماعية


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - عن القضية الفلسطينية -2-