أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - كورونا بين السياسة والعلم والدين ..!














المزيد.....

كورونا بين السياسة والعلم والدين ..!


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 6763 - 2020 / 12 / 17 - 21:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


مع مرور عام على بداية الجائحة كورونا وما احدثته من ازمات واشكالات صحية واقتصادية واجتماعية لايزال الجدل محتدم بين اطراف ثلاثة كل منها عمل ولايزال لاستغلال الجائحة بطرقه الخاصة خدمة للنخبة المعبرة عن هذه الاطراف التي تتداخل وتتقاطع مصالحها ماديا ومعنويا ..ففي السياسة شكلت الجائحة ركنا هاما في السجال بين مختلف الحكومات ومعارضيها وبين اوساط شعبية وحزبية ومدنية والعامة ايضا .. بل انه بسببها خسر ترامب منصبه الرئاسي اذا جاز القول ..وتزايدت الاتهامات بين امريكا والصين ، وبين الدول المتطورة وغيرها من دول العالم ، ناهيك عن اصوات هامة من داخل امريكا واوروبا تتهم الدول الصناعية بانها سبب رئيسي في هذه الجائحة التي يؤكد الخبراء انهم يعرفون حجم انتشارها واضرارها لكن لا يعرفون بالضبط كيف بدأت وماهو مسببها الرئيسي .
وكانت ولاتزال محل خطاب شعبوي من غالبية الحكومات التي تتفاخر بانها ستقدم اللقاح مجانا في حين هناك الكثير من الحكومات والدول لاتزال غير قادرة على توفير الحد الأدنى من الخدمات الصحية .. في هذا الاطار تفاوتت الادوار الحكومية في التعامل مع الجائحة بين الشدة واللين ، الاهتمام والتهاون وفق معادلة غير دقيقة بين الاقتصاد والصحة ،بين الشركات المعولمة وبين المجتمعات والشعوب..
وهنا ظهر عشرات من الاطباء والمتخصصين في معاهد ومراكز طبية يشرحوا ويحللوا طبيعة الجائحة و مخاطرها وسبل الوقاية منها وكل واحد فيهم يطرح رؤى وافكار تتناقض مع الاخر ..حتى خبراء منظمة الصحة العالمية اللذين تعددت تصريحاتهم وبالأخير يشددوا القول انه حتى مع اللقاح لامجال للتأكيد ان الجائحة ستختفي لانهم غير متأكدين من مسبباتها الأولى ..
ومن هنا كان التعاون الكبير بين الساسة ومراكز الابحاث الطبية (غالبيتها تمول من شركات رأسمالية) بهدف الاسراع بإعادة الحياة الطبيعية لمختلف مجالات الاعمال وفقا لمطالب الرأسمالية بالربح او انها ستعمل على طرد ملايين الموظفين وهذا الامر يلقي بظلال قاتمة على مستقبل الساسة وحكوماتهم ناهيك عن تزايد احتمالات المظاهرات الناقمة تجاه الحكومات والمؤسسات الرأسمالية..
في هذا السياق كان الخبراء في سباق مع الزمن وتحت ضغوط شركاتهم من ناحية وتجاه مسؤولياتهم الإنسانية وتعزيز قوة العلم ومنطقه ، فكان الاسراع بإعلان اكتشاف اللقاح في أمريكا والصين وروسيا وألمانيا وبريطانيا ، مع الإشارة الى ان بعض الاطباء يؤكد ان اللقاح لايزال يحتاج الى وقت اطول بعد الاختبار السريري من اجل ملاحظة دقيقة لنتائجه ومظاهره واثاره الجانبية ، وهذه الأخيرة محل نقد كبير تجاه اللقاحات المعلنة حيث يرى عدد من الخبراء في مجال الأوبئة انهم غير متأكدين من حجم الاثار الجانبية واضرارها .. لكن القرار بسرعة الإعلان عن اللقاح جاء تلبية لطب اقتصادي وسياسي ، من اجل خلق أجواء إيجابية وتفاؤل كبير في أوساط المجتمعات قاطبة وداخل بلدانهم خاصة .. وللعلم ووفق بعض الاستطلاعات داخل أمريكا هناك نسب عالية لبعض الجماعات من أصول عرقية مختلفة تتشكك في جدوى هذه اللقاحات الامر الذي يعكس تحديات كبيرة امام الحكومات التي يجب ان تعمل على تطعيم 70%من السكان للوصول الى ما يسمى بمناعة القطيع .
في هذا السياق دخل الطرف الديني معلنا عبر مجموعات تقليدية – ذات تفكير ماضوي - ربطت الجائحة بالشرور المتكاثرة في الارض وانها اختبار وبلاء من الله للمؤمنين ..ولان الفضاء العام مجالا لظهور النخب ونجوم المجتمع ، فان السياسي استغل الجائحة ووظف بعض رجال الدين في اجندته وخطابه ومعها جميعا تشكل تشتت في وعي العامة بين داعم للرأي العلمي ومنطقه باعتباره القول الاكثر اهمية .. في هذا الشأن ذهب اخرون نحو رفض اللقاحات تحت اوهام ما ينجم عنها من مخاطر وان المؤمن لا يحتاج الا للدعاء والصلاة ..مع العلم ان ملايين من البشر يؤمنون بهذه الفكرة لكنهم مع هول الاضرار من الجائحة سيتجهون تدريجيا نحو التطعيم كما هو السائد لديهم من حالات سابقة . لكن المشهد العام يجب ان يكون واضحا في محددات وادوار كل من الدين والعلم دون تناقض بينهما ،فالعلم سيد القرار في مجالاته وابتكاراته وباعتباره مرتكز الحداثة وناظمها الأول ، وللدين دوره في تعزيز حضور القيم والضمير الإنساني .
ومع تفاقم الازمة مع الموجة الثانية من الجائحة خاصة في امريكا ذاتها ومعها روسيا والهند وإيطاليا والبرازيل ودول اخرى في حين نجحت الصين وكوريا الجنوبية منذ الموجة الاولى ..هنا تسارع الاهتمام بضرورة الإنجاز الطبي الذي توجهت اليه كل الشعوب ، علها تتلقى خبرا سارا بنجاح الابتكار للقاح ، الامر الذي يخلق أجواء تفاؤل كبيرة وما تعكسه من ارتياح في الأسواق المالية وفي المجال الاقتصادي والإنساني عامة.. وتزايد معدل التفاؤل مع منتصف شهر ديسمبر حيث بدأت بعض الدول بتعميم اللقاح فعليا وفي نفس الوقت لاتزال معدلات الإصابة ترتفع نحو مؤشرات غير مسبوقة وهنا يكون الوعي بالزمن كمحفز للابتكار والمواجهة نحو الكوارث والمخاطر بما يعزز من دور العلم وابتكاراته .
واذا كانت الدول الغنية قد حجزت لنفسها حصص من اللقاحات فماذا عن الدول الفقيرة والدول ذات الازمات السياسية والحروب الاهلية ،، لان التفاؤل بصناعة اللقاح لا يمكن ان يكون حقيقيا الا اذا كان له وجه انساني في ممكنات الحصول عليه في مختلف ارجاء المعمورة .
هنا يتجلى الوجه الإنساني والضمير الإنساني ومدى تأثيره في خلق تآزر ودعم وتساند بين مختلف الدول الغنية والفقيرة ، او دعم الدول الغنية للدول الفقيرة ، فهذه الأخيرة ووفقا لمنظورات حقوق الانسان وميثاق الأمم المتحدة ومضمون الرسالة المعلنة لمنظمة الصحة العالمية ، يحق لها ان تحصل على حصص من اللقاحات كافية لسكانها او غالبيتهم على الأقل .. وهو اختبار أساسي للنزعة الإنسانية في ضمير العالم وسياسات الحكومات والشركات المعولمة ..!



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظة في مفهوم المثقف ..!
- ايران والخليج ..(مواجهة ام تخفيف التوتر ) :
- ظاهرة العنف بين السياسي والديني
- سيناريوهات المشهد الانتخابي الأمريكي ونتائجه
- السودان بين مطرقة الخارج وسندان الداخل
- كلمة عن القضية الفلسطينية
- اعادة بناء النظام الدولي وهيكلته -الضرورة والحاجة -
- انفجار بيروت ..المعنى والدلالات
- بؤس النخب السياسية والحزبية في دول الربيع العربي
- كلمة قصيرة عن الجامعة العربية
- نظرية الصدمة وازمات المنطقة العربية
- كورونا ووعي المشتغلين بالعلوم الاجتماعية
- فشل السياسي والحزبي والمثقف
- رئيس من العالم الثالث في البيت الأبيض
- الاقتصاد السياسي مدخل لفهم وتحليل الازمات الراهنة
- العالم غدا ...!
- العولمة اعلى مراحل الرأسمالية
- ما بعد الجائحة كورونا
- خمس ملاحظات في ازمة كورونا وتداعياتها في الواقع العربي
- نحو تعديل النهج الاقتصادي للرأسمالية المعولمة


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - كورونا بين السياسة والعلم والدين ..!