أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - خمس ملاحظات في ازمة كورونا وتداعياتها في الواقع العربي















المزيد.....

خمس ملاحظات في ازمة كورونا وتداعياتها في الواقع العربي


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 4 - 02:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


1- كل يوم تتكشف لنا بعضا من صفات الجائحة كورونا حيث يؤكد بعض المختصين من المؤسسات الصحية العالمية او الاقليمية ان كثيرا من خصائصه غير معروفة لديهم وانهم انما يختبرون لقاحات وعلاجات لبعض اعراضه ، وانه قادر على التحول والتغير ، وكان اخرون قد اكدوا انه لا يصيب الاطفال ثم اتضح العكس ، وانه يدوم ساعتين على الاسطح ثم اتضح انه يدوم اكثر ..والسؤاال ماذا بالضبط تعمل مراكز الابحاث الطبية التي تتسابق مع بعضها ..هل الهدف لقاح جزئي لتخفيف الاعراض ثم اعلانه عبر تضخيم اعلامي لامتصاص غضب الرأي العالمي مما يخلق وهم لديهم خاصة وان الغالبية بل الجميع يرغبون بوهم يتمسكون به لانهم بحاجة الى يقين كمعتقد طبي وعلمي يخفف ويقلل الحالة النفسية السيئة . ام انهم يعملون للوصول نحو علاج شامل وهذا يتطلب اكثر من عام هنا يكون انتشار كورونا قد ساد العالم وحصد من البشر ما يخلق الرعب في ارجاء المعمورة .
2- - الصراع الاقتصادي الحقيقي يستمر جهارا نهارا ويوظف هذا الوباء من اجل معارك الاقتصاد الرأسمالي بين كبرى الشركات المدعومة سياسيا او التي تجعل من السياسة احد دواليبها وفق التمويل للأشخاص والقادة والاحزاب وغيرهم .. والخطير هنا ان السباق الراهن اقتصاديا يؤسس لنمط انتاجي يعتمد على المعرفة والتكنولوجيا اكثر من المواد الاولية التي كان الاقتصاد الرأسمالي يعتد عليها منذ بداية الثورة الصناعية حتى سنوات قليلة ماضية ..وهذا يخلق تحديا كبيرا لكل الدول والمجتمعات خارج المركز الاوربي والاطلسي لأنها دول هشة ومجتمعات فقيرة ذات مستويات تعليم متدنية عدا بعض الدول التي لها افق في مسار صناعي قادم مثل اليابان وكوريا والهند وجنوب افريقيا. اذا المعركة هنا اقتصاديا وسياسيا وعلميا بين الكبار في الاقتصاد والبحث العلمي والابتكارات وهؤلاء قلة يخططون لتقاسم العالم كله كمجالات نفوذ وأسواق حتى لو أدى هذا الامر الى حروب حقيقية عبر الجيوش اضافة الى الاوبئة . فالشركات الرأسمالية المعولمة لا يهمها الانسان ولا القيم يهمها الربح اولا ولهذا فالوباء الراهن تستفيد منه شركات التأمين عبر موت كبار السن وتستفيد منه النخب السياسية في اجراءات صارمة لتعديل السلوك السياسي والمجتمعي ينعكس لاحقا في جولات انتخابية للزعامات الشعبوية وتأسيسا لمرحلة جديدة يتولى اليمين السياسي السلطة في عموم اوربا وامريكا وكنداء مما يزيد من نهم وتوحش الشركات الرأسمالية . الجدير بالذكر ان استمرار العزل الاجباري يزيد من الخسارة الاقتصادية مما قد يدفع الى تحول في ادوار الدولة نحو اعادة تأميم الشركات الكبرى طبيا وصناعيا مقابل الدعم المالي الذي ستقدمه الدولة لرفع واقعها الانتاجي .
3- على العرب دول ونخب ومثقفين ومراكز ابحاث رصد ومتابعة المتغيرات الدولية والتفكير بجدية في كيفية الولوج الى هذا السباق العالمي من منظورات البحث العلمي والابتكارات والصناعة وهو الامر الذي يتطلب التحول من الانتاج الريعي الى الانتاج الصناعي والمعرفي حيث المعرفة جزءا رئيسيا في هذا التحول هنا يكون للبحث العلمي اهمية كبيرة مما يتطلب معه موازنة مالية تتجاوز ما هو مرصود حاليا وجعل العلم والعقل مصدرا المعرفة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وحياتيا ايضا ..وهنا كل الجامعات و المراكز البحثية التي تعمل في المجالات الطبية والبيئة والتكنولوجيا ومختلف العلوم الاجتماعية والانسانية مدعوة لتقوم بدورها خدمة للمجتمع ودعما لمسارات التطور والتحديث وتعزيزا لحضورنا في السياق الدولي من بوابة العلم والمعرفة وليس من بوابة الخرافات ومرجعياتها الثقافية التي يتم تعميمها تعزيزا لأوهام أصلانية المجتمع بتكويناته القبلية والمذهبية .
4- في سياق ازمة عالمية ومتغيراتها بل وتبعاتها سلبا وايجابا يعيش قسم من بلاد العرب في أتون معارك دونكشوتيه لامعنى لها في عالم الواقع الا تدمير ممكنات الحياة المجتمعية واساليب التطور التي كنا قد امسكنا بها ..في حين يتحرك العالم بدافع العلم والعقل وتحد الاوبئة والطبيعة متمسكين بأمل الانتصار واعادة بناء اقتصاد وسياسة تعزز التفوق الغربي -الرأسمالي- وتمكنه من استمرار الهيمنة على العالم .,في المقابل بلاد الخريف الثوري تعود الى حروب داحس والغبراء ورفع الرماح من اجل نواة تمرٍ لم تعد صالحة للأكل ولا للاستنبات ..والاشكالية تكمن ليس في جهل الشعوب واستدراجها الى اصطفاف عصبوي وفق اوهام سياسية مفارقة لواقع العصر بل ايضا في نخب سياسية وحزبية متنكرة للوطن تمارس السياسة وفق مفهوم البيزنس المرتبط بقانون العرض والطلب ومع هؤلاء متنططين يمثلون فئات حديثة كالشباب ودكاكين المجتمع المدني ..زد في ذلك غياب رؤية وطنية جامعة تشكل مشروع سياسي بديل يلتف حوله نفر من المؤمنين بالوطن والدولة والجمهورية تأسيسا لمرحلة قادمة تعيد الاعتبار للجغرافيا وللنضال الوطني في تشكلاته الحديثة والمعاصرة ..وهذا هو التحدي الحقيقي لبلادنا العربية ولكل النخب والجماعات ذات التوجه المدني الديمقراطي صفوة القول ..البلاد التي ليس لها دولة محترمة من الداخل و الخارج هي دولة فاشلة تتعرض جغرافيتها لغزو من الخارج وفق اطماع اقليمية ودولية وتدار في اراضيها معارك لحسابات خارجية عبر افراد وجماعات تتحول بنادقهم للإيجار من اجل تعميم الفوضى والعبث السياسي .. وهو امر كتبناه واشرنا اليه غير مرة وفي اكثر من دراسة وبحث ...!
5- عالم منفلت من القيم الانسانية بفعل مطامع الرأسمالية في مراكمة الارباح والثروات وهو اليوم امام امتحان عسير مع الجائحة الوبائية كورونا فهل ينقذ العالم المتطور الانسانية كلها عبر سرعة ابتكار العلاج وتعميمه ، فالكلمة الاولى في هذا المسار للعلم والعقل وابداعاتهما .. واذا توصل هذا العالم المتطور الى العلاج هل سيتم تعميمه الى ارجاء المعمورة ام ان الاولوية ستكون لشمال العالم كما هول الحال في كل الاختيارات التنموية والتحديثية ..صحيح ان الجنوب يتحمل مسؤليته نفسه من خلال بناء الدولة وتقليل الفساد او غيابه تماما وانفاق المال العام على التنمية بالتركيز على الصحة والتعليم ..لكن دول الجنوب كلها - رغم الاقرار بجزء كبير من المسؤولية عليها فالجزء الاخر من المسؤولية يقع على الشمال الغربي المتقدم الذي يمتلك اسرار التطور العلمي والذي يتم تهريب الاموال من الجنوب الى بنوكه الامنة والذي يبيع الاسلحة للفقراء في دول كثيرة بدلا من بيعهم القمح والعلاج وادوات التعليم ، الغرب يدعم انظمة غير ديمقراطية لأنها تحقق لشركاته مصالحها حتى في نهب الثروات الوطنية ..دول الجنوب ومنها بلادنا تقع على عاتق حكوماتها مسؤولية وطنية واخلاقية في خروج بلادها من نفق الازمات والمشكلات وفي معالجة الفساد وتأسيس دولة مسؤولة يتم احترام موظفيها من الدرجة الاولى والثانية وفق توجيه اهتماماتهم للخدمة العامة وهو امر سهل المنال الا على الدهريين .. اولئك الذين لا يخشون الناس ولا الله وهم من قالوا سابقا لن يميتهم الا الدهر ..؟



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو تعديل النهج الاقتصادي للرأسمالية المعولمة
- مقدمة في تحليل الازمات الراهنة
- جائحة وبائية واستغلال سياسي
- كورونا ..الخوف والتحدي في آن واحد
- مع الحراك الشعبي في نقد ورفض البنى المنتجة للازمات السياسية
- امريكا وزلزال سياسي في المنطقة
- الشعبوية ..تعبير خطابي وتوجه سياسي
- ايران وامريكا ...من التهيؤ للحرب الى الحوار
- مخاطر اليمين السياسي في امريكا واوربا
- ازمات المجتمع العربي وعجز العلوم الاجتماعية
- الدولة العميقة والمتخيل السياسي
- ممكنات التغيير السياسي ومعوقاته
- عن اليسار العربي مرة اخرى ..!
- السعودية في عين العاصفة الامريكية
- في معنى ودلالات مظاهرات باريس -قراءة اولية -
- ملاحظة اولية في اعادة تفعيل مجلس التعاون الخليجي
- قرأة في المشهد السياسي التركي ..!
- المجتمع عند درجة صفر
- هل تعلم العرب من دروس النهضة وبناء الدولة
- نحو تعدد الاقطاب في العلاقات الدولية


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - خمس ملاحظات في ازمة كورونا وتداعياتها في الواقع العربي