أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - انفجار بيروت ..المعنى والدلالات














المزيد.....

انفجار بيروت ..المعنى والدلالات


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 6639 - 2020 / 8 / 7 - 17:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


في مجتمع المخاطر متوقع حدوث اي كوارث بيئية او سياسية او صناعية وغالبا ما تكون استثناء في سياق مستقر الى حد كبير ولا اقول مستقر تماما دون هزات او مخاطر محلية او داخلية ..في هذه المجتمعات تكون الدولة حاضرة وتستطيع مواجهة اي كارثة او خطر وتخفف من تباعاته ..لكن ..بالنسبة الى لبنان .. الدولة فاشلة لأنها مختطفة على الاقل منذ المصالحة التي انهت الحرب الاهلية حيث تم اعتماد نهج المحاصصة والغنيمة بين امراء الطوائف -زعماء الحرب - دونما استحقاق ومعه تم تهميش القوى الوطنية خاصة الشباب الذي رفع صوته بالدعوة الى نقد المجتمع الطائفي والخروج من اسره الى دولة مدنية تتسع معها فضاءات الحرية العامة والمواطنة المتساوية ..
ومع ذلك لاتزال النخب التي تقود الطائفية تختطف المجتمع المدني وفضاءاته العامة مع الإشارة الى ان احد اللاعبين متكأ على مصادر قوته يختطف الدولة برمتها .. وهنا يتساوى الاسلامي والليبرالي والاشتراكي والقومي في تعزيز الطائفية والتمحور حولها . وفي سياق هكذا دولة لا تتحقق العدالة ولا تظهر معها مواطنة متساوية ولا برامج تنموية بل تتزايد معدلات الفقر والبطالة والفساد وانهيار البنية التحتية نكون ازاء دولة فاشلة مثلها كثير في المنطقة العربية -اشرت اليها في مقالات متعددة سابقة .
.لكنها جميعا تتشابه في المسار الطائفي او الجهوي ، وتغييب مؤسسات الدولة ، وتضخم فاعلية مراكز القوى من زعماء الطوائف والحروب الاهلية والمليشيات مع تفاخرها بتحالفاتها الخارجية ..ووفقا لذلك تتعالى درجات الصبر لدى المواطن ظنا منه ان الظروف ستتحسن او تتغير ..
لكن السائد اهمال متكرر من الدولة للمواطن ومصالحه بل تذهب النخب السياسية الى المقامرة بالمجتمع وتعرضه لأخطار جسيمة و هذا معناه ان هذه الدولة الفاشلة تدمر مجتمعها وشعبها و لا تدرك مسؤوليتها في ذلك بل لا ترغب ان تتحمل هذه المسؤولية وتلقي تباعا بمبررات فشلها على اهمال موظفين صغار كما هول حال الطبقة السياسية اللبنانية التي ذهبت منذ الساعات الأولى للانفجار الكارثي تلقي بالمسؤولية على موظفي الميناء ..
ورغم ذلك هذه الطبقة السياسية المولدة للأزمات لن ترحل لان نهمها وجشعها بامتلاك السلطة والثروة لا حدود له ثم انها تمثل الوكيل المحلي لتحالفات اجنبية وهو التوصيف ذاته للنخب السياسية والحزبية في العراق واليمن وسوريا وليبيا والصومال وأفغانستان ..
نحن إزاء دول فاشلة تصر النخب السياسية فيها على استملاك المؤسسات العمومية رغم كل مظاهر الفشل في أدائها ولا يقف الامر عند ذلك بل يتعداه الى انها صانعة للكوارث المدمرة مثل انفجار مرفأ بيروت وما الحقه من اضرار جسيمة في الأرواح والممتلكات وسمعة البلد ومستقبلها .. وتتعدى الكوارث في بلدان أخرى الى تفجير المجتمع كله وتدمير الدولة والتفريط بالسيادة الوطنية ..
هذا الامر كنا قد كتبنا عنه غير مرة منوهين بأهمية الخروج الكامل من نفق الازمات ببديل سياسي يتشكل من لاعبين جدد ممن لم تلوث أيديهم ولا مسيراتهم ليشكلوا رافع سياسية تنقذ بلداننا من جحيم تتراكم مظاهره تباعا ..ومع أهمية هذا البديل الا ان واقع المجتمعات يؤكد استمرارية الطبقة السياسية المولدة للازمات لأنها جزء رئيسي من مخطط تعميم الفوضى والعبث السياسي ...
البديل السياسي اصبح ضرورة وطنية للخرج من نفق الازمات لكن روافع هذا البديل لم تتجمع في شكل تنظيمي يؤهلها للتعبير عن ذاتها ككتلة سياسية مهمتها انقاذ بلدانها وتتولى مسؤولية تاريخية الامر الذي يمنح الطبقة السياسية الحاكمة استمرارية بل ويمكنها من كبح مسار تشكل البديل السياسي . ولأهمية بيروت المدينة ورمزيتها للبنان الدولة والجغرافيا هب العالم كله للمساعدة في حين دول أخرى تتعاظم فيها النكبات والكوارث ولا اهتمام عالمي واحيانا يكون دون المستوى ... خروج هذه المجتمعات من أسر طبقات فاشلة سياسيا لا يكون الا من الداخل أولا وفق تكتل سياسي يشكل البديل يصل الى السلطة عبر انتخابات مباشرة او ثورة شعبية واسعة ، ولا مجال لانتظار حل يأتي من الخارج .لان هذا الخارج لا يهمه بناء دولة المواطنة بل صناعة نخبة سياسية يوكل اليها إدارة الشأن السياسي الاقتصادي الأمني بما يحقق مصالحة وهذا ما كانت تقوم به ولاتزال كل النخب والطبقات السياسية في الدول الفاشلة .
وايا كان السبب المباشر والرئيسي لانفجار بيروت فان الحكومة -الدولة - هي المسؤولة لان وظيفتها الرئيسية حماية المجتمع وتحقيق الامن والاستقرار لا ان تكون شريكا في صناعة الكارثة باهمالها او بقصد جماعات سياسية معينة لها حضور داخل مؤسسات الدولة .



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بؤس النخب السياسية والحزبية في دول الربيع العربي
- كلمة قصيرة عن الجامعة العربية
- نظرية الصدمة وازمات المنطقة العربية
- كورونا ووعي المشتغلين بالعلوم الاجتماعية
- فشل السياسي والحزبي والمثقف
- رئيس من العالم الثالث في البيت الأبيض
- الاقتصاد السياسي مدخل لفهم وتحليل الازمات الراهنة
- العالم غدا ...!
- العولمة اعلى مراحل الرأسمالية
- ما بعد الجائحة كورونا
- خمس ملاحظات في ازمة كورونا وتداعياتها في الواقع العربي
- نحو تعديل النهج الاقتصادي للرأسمالية المعولمة
- مقدمة في تحليل الازمات الراهنة
- جائحة وبائية واستغلال سياسي
- كورونا ..الخوف والتحدي في آن واحد
- مع الحراك الشعبي في نقد ورفض البنى المنتجة للازمات السياسية
- امريكا وزلزال سياسي في المنطقة
- الشعبوية ..تعبير خطابي وتوجه سياسي
- ايران وامريكا ...من التهيؤ للحرب الى الحوار
- مخاطر اليمين السياسي في امريكا واوربا


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - انفجار بيروت ..المعنى والدلالات