أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهيم - أمّةٌ تتزلزل














المزيد.....

أمّةٌ تتزلزل


محمد الحاج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1633 - 2006 / 8 / 5 - 04:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شعوب،حكام،مثقفون،سياسيون،موالاة،معارضات كل هذه صمتت وتسمّرت أمام شاشات التلفزة في العالمين العربي والإسلامي لهول مايجري من فعل جديد كل الجدية علينا، إذ أننا أبناء ثقافة الهزيمة طوال خمسين عاماً .
كلنا دهشتنا المفاجأة حيث البعض لم يُصدّق/وأنا منهم/ ما يسمع ويرى لأسباب هزيمته التاريخية، التي شكلت كيانه النفسي والمعرفي/وهو بريء/ ،والبعض الآخر لم يُريحه ذلك لأسباب التخلف من جانب،والهزيمة المُتأصلة في البنيان الذاتي من جانب آخر.
لغة لم نعهدها من قبل ،بل أنّ ما اعتدنا عليه لغة لم تُنتج غير ما أنتجت من هزائم وتسالي ببعضنا البعض كلنا دون استثناء،هذه اللغة التي اسمها لغة العمل الذي أجابني على سؤال بخصوصها الأمين العام لحزب الله بما قدّمه على الأرض، وكان سؤالي الضمني :لماذا يترفع هذا الرجل عن المهاترات مع من يُسمّون أنفسهم خصوما له.
الآن أدركت أن هذا الرجل بحزبه كان يُفكّر ويعمل ولم يكن يُفكّر ليتصيّد وينام ، لم يكن يتسلى بقضايا الوطن والأمة، ولا بكرامات الناس ،وأعتقد أن كل المواطنين العرب يعيشون مثلما أعيش بين مكون الهزيمة، ولغة الحداثة الجديدة التي يصنعها المقاومون في جنوب لبنان وفلسطين،فسقط الفكر السياسي والسياسة والأداء،وسقط معه الحزب السياسي الذي لم يُنتج غير الاجتماع التقليدي وثرثرات هنا وهناك،وسقط معه الأدب المقاوم الذي تعلمناه وقرأنا عنه، لأن الأدب الذي فرض نفسه اليوم وأسس لمستقبل غير مستقبلاتنا السابقة التي كانت تُبنى على حلم لم يتجاوز الحلم بكل مكونه،الأدب الجديد الذي فرض نفسه اسمه الأدب الواقعي، الأدب المباشر، هذا الأدب لوتمكنت الأمة/حكام ومحكومين/ من تعلمه ستحفظ كرامتها وأرضها وأبنائها من أي عدوان مهما كان،وسقطت القصيدة التوصيفية وحلت محلها قصيدة الدم والمقاومة، وقصيدة الدمار والمقاومة، وقصيدة الحرائق والمقاومة،وقصيدة خط النار والمقاومة، وأفرزت المرحلة حاكم رخيص مُبتذل يعيش ليأكل، وحاكم شريف يأكل ليعيش ويعرف معنى المرحلة التي تعيشها الأمة، قائد مُنتصر بدون نياشين، وقائد مهزوم مُنيشن ومُأوسم.
أمة تتعرى وتموج شعبيا نحو المقاومة التي ترد الاعتبار،وأنظمة تهتز ولاينام قادتها المُنيشنين خوفا من التعرية، لأن اللواطة السياسية التي شكّلت ثقافتهم لا تولد نصراً، بل هزائم دائمة في البناء الاجتماعي والسياسي والاقتصادي،وكذبا لبطولات لم تكن إلاّ على الشعوب، و(ندالات) أمام اسرائيل/جيش مصر لن يدافع إلاّ عن مصر- حسني مبارك/.
يمكن أن يكون قد بدأ مخاض الأمة الذي صنعه فعل مقاوم غيّر في الوعي العام للأمة، وأعاد الحسابات من جديد للمقارنة بين مايحدث بهذه الإمكانيات المتواضعة لهذه المقاومة من صمود،وبين إمكانيات أمة بأكملها بالتسلح من هزائم صارت تاريخ وذاكرة،فأبسط مواطن صار يسأل كيف كانت تُصرف تلك الأموال على التسلح الذي لم يُجدي،بل كان حريا صرفه باتجاه التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتعليم المتطور بشكل أساسي للوطن العربي وهذا لم يحدث، ولم يتحقق النصر أيضاً.
مخاض بُني على زلزال إيجابي في القاع الشعبي،وزلزال سلبي مُتخبّط في التيجان المُزيّفة التي لاتعرف كيف تُجيب على أسئلة أبسط المواطنين:لماذا تتسلّحون ولمن تُعدّون العدة،هل يمكن أن يكون الهدف غير شعوبكم طالما لن تقاتلوا اسرائيل؟.
(سقط القناع) عبارة تحقق مناخها اليوم فتململ الحاكم الضعيف وبدا خائفاً،وزال الخوف من الخائفين منه ومن مخابراته التي لم يكن همها غير المواطن، بينما مخابرات المقاومة كان تركيزها على تحصيل أدق المعلومات عن العدو الذي لم يتمكن من معرفة أعم الأشياء عنها،هذه المقارنة بين هاتين المؤسستين تجعلان العضو في هذه المؤسسات ضعيفاً بين أهله حين يُحرجوه بالأسئلة عما صنعته مؤسسته مقارنة بما صنعته مثيلتها المقاومة،كل ذلك سيصنع تغييراً في الذهن العام للمواطن البسيط ومواطن المؤسسات الحكومية وغير الحكومية،للسياسي البسيط والسياسي في المؤسسات الحاكمة والمعارضة.
زلزال أصاب الأمة في عمقها التاريخي والمباشر،فزلزل مكونها الثقافي،وزلزل معرفتها وفلسفتها وفكرها السياسي، وفرض عليها المخاض الذي أشار إلى ولادة طبيعية لصالح الانسان المقهور في هذه الديار، فتجلى مخاضها الإيجابي بولادة بدأت بإسلام واحد[وحدة الشيعة والسنة] وإسلام في رسالتيه [وحدة المسيحيين والمسلمين] ويسار ويمين واحد[اليسار واليمين مع المقاومة] وعربي واحد[من المحيط إلى الخليج مع المقاومة]،وتم استثناء البعض الذي لم يتزلزل والذي قُدّر له أن يكون خارج مستقبل بلاده وأُمته.
المطلوب أخيرا:
إعادة النظر وبعمق بكل مؤسسات المجتمع العربي كلها نظريا وعمليا بدءاً من الحزب السياسي في السلطة والمعارضة بكل تفاصيله، ونهاية بأبسط المنظمات الأهلية العاملة،هذه الإعادة يقوم فيها أهلها على إدخال الذهنية المؤسساتية العملياتية لإنتاج فعلاً حقيقيا على الأرض.



#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتائج الهجرة المدنية اليهودية على إسرائيل
- هل يستمر حزب الله.. ؟
- شرق أوسط جديد مأزوم
- من الذروة إلى أين؟حزب الله × إسرائيل
- يابسطاء العرب اتحدوا
- نخوة الأمة بين الماضي والحاضر
- جندي مأسور-وشهيدة العراق اغتصاباً
- المعارضة السورية:أمر واقع، أم فقدان رؤيه؟!
- قراءة خاصة للعلمانية
- هزيمة أم سباحة فوق الرمال
- لكل شهم في الحياة
- البروليتاريا من الديكتاتورية إلى الديمقراطية
- الهدر بين الدم والحريه
- السيرورة المسلكية المباشرة للمسؤول المُكلّف
- أين الثقافة البرلمانية من العقل السياسي المعارض؟!!
- الكرة الاسرائيلية بين الهدافين الأمريكي والإيراني
- المنتمي
- اشكالية المثقف في الاوساط الشعبية البسيطة
- أساسيات للحوار الديمقراطي
- جدلية الاستبداد


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهيم - أمّةٌ تتزلزل