أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهيم - شرق أوسط جديد مأزوم














المزيد.....

شرق أوسط جديد مأزوم


محمد الحاج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1621 - 2006 / 7 / 24 - 06:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ زمن غير قليل لم نعد نسمع بمشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي تم الترويج له منذ زمن غير بعيد حتى عادت هذه الأيّام وزيرة الخارجية الأمريكية طرحه، وذلك بعد المُفاجأة التي صعقت إسرائيل والغرب معها بآلية عسكرية سياسية نفسية جديدة لم يعهدانها، أنبتها الصراع، والتجربة، والهزائم لهذه الأمة المحبطة، والتي كان من دلالاتها حالة الإحباط لدى الأنظمة التي حمّلت المقاومة اللبنانية خطأ ومسؤولية ما يحدث، وذلك نتيجة قناعات رؤوس هذه الأنظمة بضعف إمكانيات الأمة بتحقيق أي تقدم في هذا الصراع.
يبدوا أن الإدارة الأمريكية سارعت بطرح هذا الموضوع قبل الحسم العسكري الذي على ما يبدو أنهم قلقون من نتائجه/رغم الفارق في القدرات العسكرية كما كانت بين أمريكا والفيتكونغ/، وذلك في حال خسرت اسرائيل المعركة البرية حسبما يتوعد حزب الله، الذي ينال ثقة الإسرائيليين والأمريكان معهم لمصداقيته النوعية المتميزة،والملاحظ أن مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يتم إحياءه، قادم من الولايات المتحدة الأمريكية مع القنابل الموجهة ضد شعوب المنطقة، فهل سيتحقق هذا المشروع على أطلال هذه الشعوب، وهل يمكن لهذا المشروع أن يكون طالما هناك غبن أو ظلم أو قهر.
كيف سيكون هذا المشروع على الصعيد الاقتصادي،أو السياسي،أو الأمني،ومن سيكون رائده في المنطقة؟
بالتأكيد هم يرسمون للمنطقة سياسيا واقتصاديا وحتى عسكريا تكون اسرائيل فيه شاويش هذا المشروع التي ترسل جزء من أرباحه للمستفيدين من أصحاب القرار الأمريكي،ويُلقوا ببعض الفتات لممثليهم من وجهاء بني عريب، دون معرفة بالتحولات الثقافية في المنطقة العربية باتجاه المقاومة وثقافتها النزيهة النظيفة التي أبدعتها المقاومة اللبنانية،ودون معرفة بأن رهانهم على حمل السلاح ضد المقاومة فشل، بل حل محله لحمة نوعية بين أبناء الشعب اللبناني من جهة وبين أبناء الشعب اللبناني وأشقاءهم في سوريا من جهة أخرى يُضاف له المد الشعبي العربي وليس الرسمي.
اسرائيل خلال خمسين عاماً لم تتمكن من الانغراز في المنطقة إلاّ عن طريق القتل،لذلك هناك شرخ نفسي قبل السياسي والمصالح بينها وبين شعوب المنطقة،فهم لم يتمكنوا من الحضور بوعي ناس المنطقة إلا بمواصفات غاية في السلبية، وذلك نتيجة الهمجية والكذب والتعامل مع أعداء شعوب المنطقة وهذا مشهود له تاريخيا،وإن كان هناك من مشروع للمنطقة مهما كان سيكون مشروع قسري لن يُكتب له النجاح،فلا تقوم المشاريع الاقتصادية/وهو الهم الغربي/على دماء الناس وكرامتهم.
من خلال تعامل الرئيس الأمريكي بوش مع ما يدور في منطقة الشرق الأوسط على الساحتين الفلسطينية واللبنانية، يتبين أنه جاهل بمكوّن المنطقة الثقافي أي وعي الناس وبنيتهم النفسية،فعندما يجد أنّ من خسر بيته وأولاده وأمواله يقول بكل إيمان:نحن فداء المقاومة، يجب أن يعرف بوش أن هذا مؤشر لظلم وقهر كبيرين مصدره إدارته وإسرائيل، وهذا أحد أسباب الكراهية الحقيقية لأمريكا في هذه الديار ،كما في كل الديار التي تواجه ظلما منهم في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.
علّ كونداليزا رايس أن تُدرك مع سيدها أن التأسيس لمشاريع اقتصادية حتى لوفي المريخ لاتقوم على الكراهية والحقد،ولا على أُصولية دينية قدمت مع الموت من أصقاع الدنيا إلى شرقنا الأوسط، فخلقت أصولية سياسية زرعها القتل الذي مارسته هذه الأصولية الدينية، جعلت شرقنا الأوسط يتحول إلى ثقافة نوعية راسخة في الذهن والوجدان الشعبي، ونبعت من المعرفة والإحساس بالظلم في هذا الصراع، وعززتها مواقف إدارتها من شعوب هذا الشرق الأوسط، وإن كان لديها مع سيدها مشروع شرق أوسط جديد مُنتج يتم التأسيس له على التقارب بحدوده النفسية الدنيا بين الشعوب وهي المفقودة هنا في ديار العرب بين ربيبتهم وبين شعوب هذا الشرق الأوسط القديم والجديد، وذلك نتيجة الاحتلال والاغتصاب الذي يُعطّل كل المشاريع التوافقية والقسرية، وهم المسؤولون مع مخفرهم المُتقدّم عن خلق هذا الحقد وهذه الكراهية لهم،وهذا التعطيل لكل مقومات التنمية وبكل أشكالها.



#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذروة إلى أين؟حزب الله × إسرائيل
- يابسطاء العرب اتحدوا
- نخوة الأمة بين الماضي والحاضر
- جندي مأسور-وشهيدة العراق اغتصاباً
- المعارضة السورية:أمر واقع، أم فقدان رؤيه؟!
- قراءة خاصة للعلمانية
- هزيمة أم سباحة فوق الرمال
- لكل شهم في الحياة
- البروليتاريا من الديكتاتورية إلى الديمقراطية
- الهدر بين الدم والحريه
- السيرورة المسلكية المباشرة للمسؤول المُكلّف
- أين الثقافة البرلمانية من العقل السياسي المعارض؟!!
- الكرة الاسرائيلية بين الهدافين الأمريكي والإيراني
- المنتمي
- اشكالية المثقف في الاوساط الشعبية البسيطة
- أساسيات للحوار الديمقراطي
- جدلية الاستبداد
- المندوب
- المرأة من المشاع إلى الحرية
- إلى الدكتور عارف دليله


المزيد.....




- واشنطن بوست: الاستخبارات اخترقت اتصالات بين مسؤولين إيرانيين ...
- مخاوف دولية حول مصير السجناء الأجانب.. إيران تعترف بمقتل 71 ...
- القضاء التركي على موعد مع قرار حاسم: هل يطيح بزعيم المعارضة؟ ...
- نتنياهو: -النصر- على إيران يوفر -فرصا- للإفراج عن الرهائن في ...
- من أجل سوسيولوجيا معادية للصهوينة
- مستشار كوفي أنان: إدارة ترامب تفكك الحكومة الفدرالية وتقوض ا ...
- رئيس صربيا يرفض الرضوخ لمظاهرات المعارضة
- غسان سلامة: الشعوب العربية تخاذلت عن نصرة غزة
- التحقيق بتحطم الطائرة الهندية يطرح جميع الفرضيات
- تسريب جديد يقلل من أضرار البرنامج النووي الإيراني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهيم - شرق أوسط جديد مأزوم