منتدى دافوس الاقتصادي العالمي والتحديات

عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6896 - 2021 / 5 / 12 - 10:50
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

منتدى دافوس , منظمة دولية غير حكومية وغير ربحية تضم نخبة من رجال السياسة والأعمال وممثلي الشركات متعددة الجنسيات الكبرى مثل : نستلي وميكروسوفت وبكتل وغيرها المنتمين لدول مختلفة من العالم للتباحث حول قضايا سياسية واقتصادية معينة . وسمي المنتدى بدافوس نسبة الى مدينة دافوس في سويسرا باعتبارها المضيفة للاجتماعات السنوية للمنتدى الاقتصادي العالمي .
تأسيس منتدى دافوس :
دعا الاستاذ في علم الاقتصاد في جامعة جنيف السويسرية الالماني ( كلاوس شواب ) في صيف 1971 ( 444 ) مديرا تنفيذيا من شركات اوربا الغربية مثل نستلي وبكتل ومايكروسوفت لعقد ندوة اوربية في مدينة دافوس السويسرية تحت رعاية المفوضية الاوربية والاتحادات الصناعية الاوربية في الوقت الذي كانت فيه اوربا ما تزال تعاني من تداعيات الدمار الكبير الذي تعرضت له نتيجة الحرب العالمية الثانية , حيث تقرر في الاجتماع تأسيس منتدى دافوس كمنتدى اوربي غير ربحي مقره جنيف , وهدفه وضع رؤية اوربية للنهوض بالاقتصاد الاوربي ليصل لمستوى الاقتصاد الأمريكي من خلال عقد المؤتمرات الاقتصادية في شهر كانون الثاني /يناير من كل عام . وبعد عامين على تأسيس المنتدى أي في عام 1973 انهارت اسعار الصرف نتيجة حرب 6 اكتوبر وارتفعت اسعار النفط بشكل كبير نتيجة تهديد دول الخليج العربي بتخفيض الصادرات من النفط الى الدول الاوربية الداعمة لإسرائيل, وتبين للمجتمعين في دافوس في كانون الثاني من عام 1973 ان الاحداث السياسية ذات تأثير كبير على الاقتصاد العالمي , لذلك اتفق المجتمعون على دعوة القادة السياسيين للمشاركة في المنتدى حيث حضروا للمرة الاولى في مؤتمر دافوس المنعقد في كانون الثاني / يناير من عام 1974 , ثم تحول منتدى دافوس الى منتدى عالمي في عام 1987, هدفه وضع رؤية لتسوية النزاعات الدولية اضافة لمناقشة القضايا الاقتصادية الملحة. ولكن منذ سبعينات القرن الماضي والى اليوم هل تمكن المنتدى الاقتصادي العالمي من حل المشاكل التي تواجه العالم ؟
في عام 2015 تحول المنتدى الى منظمة دولية يقع على عاتقها تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص.
شروط العضوية في المنتدى :
هناك شروط يتوجب على الشركات تحقيقها للانضمام للمنتدى وهي :
1. ان لا يقل دخل الشركة عن مليار دولار في السنة .
2. دفع اشتراك عضوية سنوي بقيمة 12,500 ألف دولار.
3. الاشتراك في المؤتمر السنوي بمبلغ قدره ( 6,250 ) ألف دولار .
4. الاشتراك في وضع اجندة هذا المؤتمر قبل انعقاده فتدفع (250 ) ألف دولار .
5. الاشتراك لكي تكون شريكا دائما من خلال دفع ( 78 ) ألف دولار .
من هذا نرى ان الشركات الرأسمالية الكبرى هي القادرة على المشاركة في هذا المنتدى والذي هو من اجلها وليس من اجل كل المجتمع .
اهداف منتدى دافوس :
يسعى المنتدى لتحسين اوضاع العالم الاقتصادية ( حسب رأيه, وهو بعيد عن هذا الهدف ) من خلال اشراك رجال الأعمال والسياسيين والأكاديميين وغيرهم من قادة المجتمع لتشكيل جبهة عالمية واقليمية تضع خططا وجداول اعمال للمرحلة المقبلة .ويعقد المنتدى نوعين من الاجتماعات :
سنوية , مرة في السنة في فصل الشتاء ولمدة خمسة ايام لمناقشة القضايا الأكثر الحاحا التي تواجه العالم كالإرهاب والأزمة المالية العالمية في عام 2008 .
واجتماعات اقليمية, تعقد من 6 - 8 مرات في السنة في اماكن محددة كأمريكا اللاتينية وشرق آسيا .
فهل يتمكن منتدى دافوس الاقتصادي العالمي من تحقيق شعاره المعلن وهو ( تحسين حال العالم ) في ظل تصاعد الاستياء حيال اجندة دافوس الداعمة لقطاع الأعمال وميل الناخبين للتصويت لقادة شعبويين؟ لقد وصف بعض النقاد منتدى دافوس الاقتصادي العالمي بأنه (( لم شمل للأشخاص الذين حطموا العالم )) , وترى صحيفة الغارديان البريطانية انه بعد عقود من دعم العولمة يخشى المنتدى الاقتصادي العالمي الان من ان عدم المساواة المتزايد والسياسات المناهضة للعولمة والتوجهات القومية يمكن ان تدفع الاقتصاد العالمي الى ازمة اخرى .
وهل ننتظر من المجتمعين في دافوس ان يحلوا المشاكل التي تواجه مجتمعات العالم المختلفة؟, فهؤلاء لن يفعلوا أي شيء بالمرة عدا ما ينفع مصالحهم بالدرجة الاولى , وسوف لن تسفر المباحثات في المنتدى الا عن صفقات كبيرة تصب في مصلحة اطرافها وربما تترتب على تلك الصفقات الكثير من الأضرار مثل الصفقات التجارية بين البلدان .
ان منتدى دافوس الاقتصادي العالمي يقف دائما الى جانب مصالح الشركات الكبرى متعددة الجنسيات التي تدفع مبالغ كبيرة للمشاركة بالمنتدى ولا يقف الى جانب فقراء العالم. فهل يستطيع منتدى دافوس الاقتصادي العالمي من تحسين حال العالم ؟ أشك بذلك .

#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل