أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - هل القروض التي يلجأ اليها العراق هي حل مثالي للاقتصاد العراقي المتأزم ؟















المزيد.....

هل القروض التي يلجأ اليها العراق هي حل مثالي للاقتصاد العراقي المتأزم ؟


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6892 - 2021 / 5 / 8 - 08:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في كثير من الاحيان تلجأ الدول النامية ومنها العراق الى القروض كوسيلة لسد العجز في الموازنة وتغطية النفقات العامة. ولهذه القروض كما هو معروف آثار سلبية على اقتصاد البلد وعلى الاجيال الحالية والاجيال القادمة. وقد لجأ العراق الى الاقتراض من صندوق النقد الدولي لأسباب تتعلق بانخفاض موارده المالية نتيجة انخفاض أسعار النفط الخام في الاسواق العالمية . واقتصاد العراق اقتصاد وحيد الجانب يعتمد كليا على تصدير النفط الخام وان اي تذبذب في أسعار النفط عالميا ينعكس على انخفاض الايرادات النفطية التي تمثل المورد الرئيس في تغطية النفقات العامة , لذلك يتم اللجوء الى القروض. كذلك فان من الاسباب الاخرى لقلة الموارد المالية للعراق هو انخفاض حجم الايرادات الضريبية حيث أن هذا الجانب غير مفعل حاليا , وتعد الايرادات الضريبية مؤشرا على مدى تطور الاقتصاد من عدمه. كذلك الحال فيما يتعلق بتهميش العديد من القطاعات الاقتصادية المهمة كالزراعة والصناعة والتعدين والسياحة وغيرها والتي يمكن أن يساعد تفعيلها على زيادة الموارد المالية للعراق وتغطية النفقات العامة دون اللجوء الى القروض. الا أن العراق مع الاسف يفتقد للاستراتيجية الاقتصادية والى التخطيط معتمدا على سياسة اغراق السوق المحلية بالمنتجات الزراعية والصناعية الاجنبية على حساب منتجاتنا الوطنية والتي ليس لها القدرة على منافستها. كما أن العراق لم يعمل على زيادة النفقات الاستثمارية بل بالعكس خفضها من 39,81 % في عام 2013 الى 34,49 % و27,14 % من اجمالي النفقات العامة في عام 2015 و 2016 على التوالي واستمر في زيادة حجم النفقات التشغيلية من 60,18 % في عام 2013 الى 75,68 % من اجمالي النفقات العامة في عام 2016 وخصوصا النفقات العسكرية لمواجهة داعش الارهابي . وهذا سيبقي حالة العجز في ميزان المدفوعات. لم يساهم العراق الجديد بعد 2003 في بناء قاعدة انتاجية متنوعة فاعلة وتفعيل الضرائب العادلة وتنويع مصادر الدخل القومي في ظل انخفاض اسعار النفط حتى يستطيع مواجهة انخفاض العائدات النفطية التي تعتبر في الوقت الراهن الممول الرئيس للموازنة العامة. ومن جانب آخر فإن عامل الفساد الاداري والمالي والاقتصادي والقانوني تسبب هو الاخر بهدر الموارد المالية وعدم فرض الحكومات المتعاقبة منذ 2003 والى اليوم العقوبات الرادعة بحق كبار الفاسدين ومافياتهم مما شجعهم على الاستمرار في هذا النهج المدمر لاقتصادنا الوطني ولقيمنا الاخلاقية . القروض التي يلجأ اليها العراق من صندوق النقد الدولي لها آثارها السلبية على اقتصادنا الوطني حيث أن هذه المؤسسة الرأسمالية الدولية تفرض شروطا من حيث الفوائد وحجم الاقساط السنوية والشروط الواجب تطبيقها من قبل الحكومات من أجل الحصول على القرض . ويكمن خطر هذه الشروط في خضوع الاقتصاد العراقي للمؤسسات الدولية وفقدان استقلاليته. غير أن القروض التي حصل عليها العراق , من يضمن استغلالها بالشكل الامثل لانعاش وتطوير الاقتصاد العراقي دون أن تمتد اليها يد السياسيين المتنفذين وكبار الفاسدين ؟ وهل توجه القروض نحو الانشطة الاستثمارية التي يحتاجها البلد حاليا ؟ أم يتم توجيهها نحو الجانب التشغيلي ؟؟ ثم لماذا أصبح العراق بالقروض التي اقترضها أكثر فقرا؟ فعلى الرغم من المساعدات والقروض التي حصل عليها العراق سابقا وحاليا فإنها لم تستغل في تحسين مستوى المعيشة للسكان ولم تحسن مستوى التعليم وبناء المزيد من المدارس ومحو الامية وبناء المصانع وتطوير الزراعة والنهوض بالسياحة والقضاء على البطالة وحل ازمة السكن وتحقيق التنمية الاقتصادية –الاجتماعية...الخ, فأين ذهبت الاموال اذاً؟
ان المؤسسات الرأسمالية الدولية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي والدول الرأسمالية الكبرى لا يقدمون المساعدات والقروض للدول الاخرى الا لتستفيد منه الدول الكبرى . فبرامج صندوق النقد الدولي قد يترك البلد في بعض الاحيان فقيرا كما كان من قبل لكن مع مديونية أكبر وصفوة سياسية حاكمة أكثر ثراءً . كما تشير الى ذلك تجارب الدول الافريقية مع هذه المؤسسة . اضافة لذلك فإن لهذه المؤسسة الرأسمالية وصفة جاهزة تطبقها على كل البلدان على الرغم من اختلاف ظروف كل بلد عن الاخر. وبالطبع تجعل هذه القروض العجلة الاقتصادية في البلد تدور ولكنها تخرب الاقتصاد نهائيا وتجعل الديون أعلى وأكبر, الى جنب ذلك ما الذي يدفع أية دولة غنية لمساعدة دولة فقيرة؟ اذا لم تكن ستستفيد منها ؟ اذا كانت دولة غنية تريد تقديم المساعدات لدولة اخرى فيفترض أن تجعلها تمتلك زمام أمورها وأن تعلمها كيف تدير نفسها وكيف تصنع وكيف تقود وكيف تنتج. ولكن اذا صرفت الاعانات والقروض على الجوانب الاستهلاكية غير المنتجة , عندها فلن تكون الدولة الفقيرة قد استفادت بأي شيء . وهذا ما تفعله المساعدات والقروض . في الاقتصاد الريعي كما هو حال اقتصادنا الوطني يعتمد على مصدر طبيعي واحد وهو النفط حيث ليس للتخطيط والتصنيع دور فيه بعكس الدول ذات الاقتصاد الانتاجي , وبطبيعة الحال تكون الدول المحتاجة للمساعدات والقروض من الدول الريعية , فالقروض والمساعدات فيها تصرف ولن تعطي أية أرباح , وبهذا تظل الديون تتراكم وتتراكم حتى تبدأ الدول في الاقتراض من اجل سداد القروض القديمة , وهكذا تدخل الدول المدينة في دوامة لانهائية من الديون وفوائدها . ولهذه الاسباب لا تفيد المساعدات والقروض التي تقدمها الدول الغنية بأي شكل حيث يظل الاغنياء يزدادون غنىً والفقراء يزدادون فقراً . والعراق اليوم بحاجة الى تجنب القروض من خلال تنويع مصادر دخله وتفعيل القطاعات الاقتصادية غير النفطية وتفعيل دور الضرائب العادلة ووضع حد لسياسة اغراق السوق بالمنتجات الاجنبية المختلفة واصلاح القطاع العام المنتج واعادة تأهيله ودعم القطاع الخاص وتحسين وضع الطاقة الكهربائية ومحاربة الفساد ومراجعة رواتب ومخصصات الرئاسات الثلاث وتقليص حماياتهم والتي ستوفر مبالغ كبيرة للموازنة العامة . ويبقى المهم : لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف أصطاد وكيف اصنع وكيف انتج وكيف استثمر مواردي الطبيعية وكيف ادير اقتصاد البلاد لتحقيق النهضة والتقدم الاقتصادي الاجتماعي .



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المسؤول عن تهميش وتخلف الصناعة في العراق ؟
- الوحدة الجدلية بين الاشتراكية والديمقراطية
- هل توجد دولة مدنية ديمقراطية في العراق ؟
- ما الذي أدى الى انهيار الاتحاد السوفياتي ؟
- هل عالجت الحكومات العراقية المتعاقبة بعد 2003 مشاكل الاقتصاد ...
- هل يوجد خلل في الميزان التجاري العراقي وبالتالي في سياسة الد ...
- فوكوياما : (( الاشتراكية يجب أن تعود ))
- التعرفة الجمركية في العراق وسيلة مالية مهملة رغم اهميتها في ...
- في العراق , هل تم اهمال المحاصيل الصناعية كمورد مالي مهم ؟
- هل تراجعت حركة اليسار في العالم ؟
- التعليم عنصر أساسي لتعزيز التنمية المستدامة ولكنه مفقود في ا ...
- هل يمكن تحقيق التنمية الاقتصادية في العراق من دون مشاركة الم ...
- من المسؤول عن حرمان العراق من موارده المالية الضخمة؟
- هل يوجد تفاوت طبقي في العراق ؟
- ما الذي يعيق تحقيق التنمية الاقتصادية الاجتماعية في العراق ؟
- من المستفيد من اغراق السوق العراقية بالسلع والمنتجات المستور ...
- لماذا اعتبر العراق من اسوء بلدان العالم في مستوى التعليم
- بمناسبة الأول من أيار عيد العمال العالمي ( موقف الحزب الشيوع ...
- حصاد العراق الإقتصادي في ثمانية عشر عاما
- التصحر يتحدى العالم


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - هل القروض التي يلجأ اليها العراق هي حل مثالي للاقتصاد العراقي المتأزم ؟