أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - إمبراطورية داود وقصور سليمان التوراتية، خرافة أم حقيقة؟















المزيد.....

إمبراطورية داود وقصور سليمان التوراتية، خرافة أم حقيقة؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 6895 - 2021 / 5 / 11 - 20:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حسب الباحث الدنماركي نيلز لمكة فإنَّ سُميَّ إمبراطورية داود وسليمان لم تستمر أكثر من أربعين عاما، ثم عادت مملكتا إسرائيل ويهوذا إلى مساحتهما الطبيعية والتي تقارب مساحة جزيرة غوتلاند الصغيرة "ثلاثة آلاف كم² تقريبا" من مجموع مساحة فلسطين البالغة 27 ألف كم²!
يرد الباحث الدنماركي "نيلز لمكة" على مزاعم الحركة الصهيونية التي وردت في ورقة "نشرة" رسمية وجهتها الوكالة اليهودية في عام (1946) بفلسطين إلى سلطات الاحتلال البريطانية في القدس المحتلة، وكتبوا فيها: "لقد كان اليهود أول سكان في فلسطين يجلبون معهم الحضارة إلى هذه البلاد. وقد أصبحوا جزءاً من هذه البلاد وحكموا فترة أطول بكثير من أي حكام جاؤوا بعدهم. وفي أثناء هذه الفترة أنشأوا دولتهم الخاصة في فلسطين، وهي الدولة القومية الوحيدة التي وجدت في فلسطين في أي وقت. لقد طوروا البلاد سياسياً واقتصادياً وثقافياً. وفي أثناء هذه العملية تأثروا بالبلاد وأصبحوا أمة تحمل طابعها الخاص المميز".
*يرد نليز لمكة على هذه الفقرة في نشرة المنظمة الصهيونية وغيرها ردا تخصصيا كباحث آثاري بلهجة تهكمية، أقتبس الفقرات التالية مما قاله:
*"هذه النشرة، تمثل علامة فارقة واستغلالاً غير عادي للعهد القديم. "..." المثال التالي - للرد على هذه المزاعم - ليس من الأدب، بل من خرائط لإسرائيل نشرتها دار النشر كارتا في القدس في عام 1974 ت ش. إضافة إلى مقدمة قصيرة، هذه المنشورة مكونة من سلسلة من الخرائط تبين حدود إسرائيل في فترة المملكة (بين عامي 1000 و600 ق تش) وفي فترة ما بعد السبي (بين عامي 500 و300 ق ت ش/ ق.م) والفترة الهيلينستية والرومانية (بين عامي300 ق تش/ ق.م، و300 تش/ م) وحتى العصور الحديثة. وقد يكون مشروع كهذا معقولاً، مع أن بعضهم قد يفكرون باستخدام مشابه للخرائط في التاريخ الأوربي الحديث ولم يكن ذلك مفيدًا إلا نادراً [المقصود هنا استخدام النازيين خرائط تاريخية. زياد منى/ المترجم]. *لكن الخريطة التي تبين حدود إسرائيل في فترة المملكة غير أكيدة. وقد جرى رسم تلك الخريطة على نحو رئيس على أساس حدود "إمبراطورية داود" كما وصفها العهد القديم "التوراة"، التي شملت أكبر مقدار ممكن من الأراضي. كما نجد على خريطة إسرائيل هذه، إضافة إلى فلسطين، سوريا الغربية والقسم الصالح للزراعة من المملكة الأردنية الحالية، والجزء الجنوبي من لبنان وصولاً إلى صور، والجزء الشمالي من شبه جزيرة سيناء حيث تسير الحدود من العريش في الشمال الغربي إلى إيلات في الجنوب الشرقي. تؤلف هذه الخريطة أساس المناقشة التالية عن "حق إسرائيل في حدود آمنة"، مع أن الخريطة تبيّن أن هذه المملكة لم تدم أكثر من أربعين عامًا في أحسن الأحوال، في زمن الملكين داود وسليمان في القرن العاشر قبل التأريخ الشائع. وحتى في تلك الأيام كانت المملكة الإسرائيلية على نحو ما تضم جميع الأراضي التي كانت تعدُّ إسرائيلية في هذه الخريطة. وقد فُقد معظمها بعد جيل واحد في أحسن الأحوال (الجيل يقدر بين 23 و30 عاما تقريبا ويصعد به بعضهم إلى ثلث القرن أي 33 عاما)، وتقلصت الأراضي "الإسرائيلية"، التي كانت وقتها مقسمة بين مملكتي إسرائيل ويهوذا، إلى حجم شبه جزيرة جوتلاند ( Jutland ) الدنماركية.
*غوتلاند جزيرة دنماركية صغيرة تبلغ مساحتها نحو 3140 كيلومترًا مربعاً، أما مساحة فلسطين فهي قرابة 27 ألف كيلومتر (26,990 كم²).
**يستعمل الباحث مختصر "ق. تش" ويعني به قبل التاريخ الشائع، ويقابل ق.م في الكتابات الأخرى ويعني قبل ميلاد المسيح.
***تعليقي للتوضيح: لم يتأكد أركيولوجياً حتى الآن الوجود التأريخي لشخصيتي داود وسليمان التوراتيين باعتراف علماء "إسرائيليين" معروفين، أما مملكتهما فكانت من الصغر والهشاشة وقصر العمر بحيث لا يفضل هؤلاء العلماء المعاصرون الكلام عنها كثيرا بشكل رسمي في مؤلفاتهم باستثناء فنكلشتاين الذي أكد عدم وجود أية أدلة آثارية أو حتى شظايا آجورية صغيرة تؤكد أنَّ أورشليم القدس كانت مأهولة بكثافة في زمن الملكين المذكورين "حوالي القرن العاشر ق.م" ولم يتأكد قط أن بها عمرانا متميزا عهد ذاك، وليست هناك أية أدلة على وجود تلك الإمبراطورية الداودية السليمانية / صورة الجدول من كتاب فنكلشتاين أعلاه. أما القصور والبوابات والاسطبلات التي نسبت لداود أو لابنه سليمان فقد تم التأكد بالفحص الشعاعي الكاربوني لأدلة عثر عليها فيها أو قربها أو من خلال المقارنات التاريخية والانثروبولوجية - كما يشرح فنكلشتاين طوال صفحات وصفحات من كتابه - من أنها تعود لفترة زمنية طويلة بعد عهد الملكين المذكورين في التوراة فقط أي أن لا علاقة لهما بها. ويؤكد فنكلشتاين مرارا على سيادة الأثار واللقى الكنعانية القديمة واللاحقة لعهد تلك الإمبراطورية المزعومة في تلك المناطق لأهل البلاد الأصليين الفلسطينيين/ ص 188 "التوراة مكشوفة على حقيقتها"؛ ثم ينتهي المؤلف إلى الاستنتاج و الحكم النهائي التالي "لبضع سنوات مثَّلت بوابات سليمان أكثر اكتشافات علم الآثار أهمية في دعم الكتاب المقدس. إلا أن أسئلة أساسية من المنطق التاريخي طرحت في النهاية وقوضت أهمية تلك لاكتشافات... كانت دولة يهوذا وطن داود وسليمان، دولة متخلفة بشكل واضح، وليس هناك دليل مهم على وجود ثروة لإمبراطورية عظيمة / ص186" ثم يشرح المؤلف كيف أن نموذج قصور بيت حيلاني الذي اعتقدوا أن قصور سليمان بنيت على أساسه في مدينة مجدو الفلسطينية إنما ظهرت للمرة الأولى في سوريا ولكن بعد نصف قرن من عهد سليمان ويتساءل: "فكيف أمكن لمعماريي سليمان أن يتبنوا هذا النمط المعماري الذي لم يكن قد وجد بعد؟".
وعلى ص 189 يخرج فنكلشتاين بالاستنتاج المفند لكل ما قيل حول مملكتي داود وسليمان في صبغة تساؤل فيقول "إذا لم تكن هناك إمبراطورية كبيرة - في عهد الملك التوراتي داود ع.ل- ولم تكن هناك أبنية تذكارية ضخمة، ولم تكن هناك عاصمة رائعة - في أورشليم القدس - فماذا كانت طبيعة مملكة داود إذن؟!" هذا السؤال المهم وجدنا الإجابة عليه في الاستنتاج التالي الذي خرج به فنكلشتاين وشريكه في تأليف الكتاب سليبرمان وقالا فيه "أكثر التقييمات تفاؤلا لهذا الفقدان لأي دليل عن آثار تعود للقرن العاشر قبل الميلاد - فترة داود وسليمان - هو أن أورشليم "القدس" لم تكن في تلك الفترة أكثر من مجرد قرية صغيرة نمطية في المرتفعات/ ص 178"، أما على الصفحة 187 فيخلص إلى القول الفصل والحاسم "أصبحنا اليوم نعرف أن الشواهد الآثارية حول المدى الواسع للفتوحات الداودية وعظمة المملكة السليمانية إنما جاءت كنتيجة لتواريخ مخطئة تماما".
وأخيرا، فربما لا يعرف الكثيرون أن المناطق التي يسميها الصهاينة اليوم "يهوذا والسامرة" والتي كانت المملكتان المنقرضتان وقصيرتا العمر على أرضهما هما اليوم في الضفة الفلسطينية المكتظة بالسكان الفلسطينيين منذ قرون في حين أقامت الحركة الصهيونية دولتها المفتعلة بقوة السلاح والمجازر والتصفية العرقية في مناطق فلسطينية خارجهما، وهذا ما ينفي ويفند الأكذوبة الصهيونية القائلة "فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"! ع.ل
*الصورة للصفحة 176 من ترجمة كتاب فنكلشتاين "التوراة مكشوفة على حقيقتها"
رابط لتحميل كتاب "الجديد في تاريخ فلسطين القديمة" وفيه دراسة الباحث الدنماركي نيلز لمكة:
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7...



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل باع الفلسطينيون أرضهم أم خضبوها بدماء شهدائهم؟
- مقتبسات من كتاب إسرائيل شاحاك: - التاريخ اليهودي، الديانة ال ...
- محاولة لفضِّ الاشتباك الاصطلاحي بين القومي والعروبي والوطني
- بابا الفاتيكان في أور السومرية: الحجّ إلى بيت إبراهيم! (1من ...
- ما معنى مليشيا (militia)، ولماذا تستفز هذه الكلمة المليشيات ...
- أخطاء تراثية مريبة منها تنسيب علماء ولدوا وعاشوا في العراق إ ...
- قصة الأرقام العربية الغبارية والأخرى الهندية الهوائية
- الكاظمي يرسم العلم مقلوبا وبرهم يطالب -الفاسدين- بتطبيق مشرو ...
- من هم الحشوية، وكيف أنقذهم ابن تيمية من الانقراض؟
- الاتفاقية العسكرية الجديدة بين أميركا والأردن لتطويق العراق!
- عقد بنصف مليار دولار تقريبا مع شركة اميركية لحفر 96 بئرا نفط ...
- تركيا التي صادرت غالبية مياه الرافدين تعرض وساطتها لحل الخلا ...
- نسأل في يوم الأم: ماذا قالت أم الشهيد مهند القيسي ولماذا تخت ...
- بانتظار الجولة القادمة من الاقتتال بين -بطات- النظام المليشي ...
- ج2/التزوير الصهيوني لأحداث -الفرهود- وتهجير اليهود العراقيين
- موشيه مكوفر الاشتراكي الصلب في مواجهة الكيان الصهيوني في زمن ...
- تراثيات: حول خصوصية اليهود العراقيين قديما
- مقدمة كتابي الجديد -نقد الجغرافيا التوراتية خارج فلسطين ودرا ...
- النسخة كاملة / كاظم حبيب يميط اللثام تماما عن فكره الممالئ ل ...
- -الفرهود- وتهجير اليهود العراقيين: قراءة جديدة في الخلفيات!


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - إمبراطورية داود وقصور سليمان التوراتية، خرافة أم حقيقة؟