أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الكبير الداديسي - الناقد السوري عمر عزت يقرأ رواية قهوة بالحليب ....














المزيد.....

الناقد السوري عمر عزت يقرأ رواية قهوة بالحليب ....


الكبير الداديسي
ناقد وروائي

(Lekbir Eddadissi)


الحوار المتمدن-العدد: 6894 - 2021 / 5 / 10 - 09:26
المحور: الادب والفن
    


رواية جديدة للكبير الداديسي
بقلم عزت عمر (ناقد وكاتب سوري)

(قهوة بالحليب على شاطئ الأسود المتوسط ) عنوان لافت يلخّص مقاصد الروائي والناقد المغربي الكبير الداديسي من خلال ثلاثة رموز ينفتح كلّ منها على حكاية ولكلّ حكاية شخصية تمثّلها بما في ذلك البحر المشخصن لتتضافر جميعاً لتقديم رواية ترتبط بالواقع المعاش وبشكل أساسي قضية لجوء السوريين والأفريقيين إلى الشاطئ الشمالي للمتوسط تبعاً لما حلّ ببلدانهم من خراب سببتها حروب واستبداد ومنازعات سياسية محلّية وإقليمية لم تخل من تدخلات للقوى الكبرى التي دخلت بدورها صراعات في مناطق مختلفة فعادت الحرب الباردة لأجل تقاسم النفوذ ولأجل ذلك تمّ الاعتماد على ميليشيات مقاتلة تمّ تسليحها كي تقوم بمهمة الحرب بالوكالة، وبالتالي عصفت رياح الحرب بالسكان الذين هاموا في أصقاع الأرض المختلفة للخلاص من شرور الحرب التي لم تبق ولم تذر وبحثاً عن الأمان.
البنية الرمزية تكاثفت كما أسلفنا في عنوان الرواية الطويل: "قهوة بالحليب على شاطئ الأسود المتوسط"، إذ تشير مفردة الحليب إلى امرأة سورية (بيضاء) تدعى "ميّادة"، وتشير مفردة القهوة إلى "مامادو" الأفريقي القادم من الكوت ديفوار (ساحل العاج) يمتزجان معاً ليشكلا المشروب المعروف "قهوة بحليب"، واللون الناجم عن هذا المزيج سيكون لون الطفلة التي سينجبانها. أما البحر الأبيض المتوسط فقد تمّ وصفه بالأسود، ولعل روائيين آخرين وصفوه بالأحمر لكثرة الضحايا التي قضت في لجّته خلال رحلتها نحو بلاد الشمال، ولعلّ الوصف بالأسود هنا دلالة بالغة عنن حزن مركّب وعميق توخّاه الداديسي لخبرته بهذا البحر وبتاريخه، فلطالما كان واسطة تفاعل حضاري تعود إلى أزمنة قديمة تحدّث عنها هيرودوت في تاريخه وبخاصة أسطورة الأميرة الفينيقية أوروبا، وهي الأسطورة الأكثر انتشاراً ما بين شاطئي المتوسّط كتعبير عن مقدار عملية التفاعل الحضاري ما بين الفينيقيين واليونان في وقت مبكّر لم تكن في حينه القارة الأوربية قد سمّيت بهذا الاسم قبل اختطاف الأميرة السورية وكان على كاتب الأسطورة أن يؤرّخ هذه الواقعة في سردية الكبرى التي شملت في ما شملته مناطق عدة من حوض المتوسط كدلالة على التفاعل وتبادل المنافع الذي ظلّ قائماً على مدار القرون ونشوء الحضارات على رماله البيضاء، ولكن مع الأسف استحالت مياهه الآن إلى السواد كدلالة غلى انقطاع هذه العلاقات وإعلاق باب اللجوء بوجه النازحين الموجوعين في الوقت الذي احتاجوا فيه إلى حضن دافئ.
وبذلك فإننا نعتقد أن حكاية "ميادة" السورية الحموية هي نوع من إعادة إنتاج الأسطورة رمزياً بالرغم من واقعيتها وإمكانية وقوعها في خضم هذا البحر الشاهد على تاريخ الحراك التجاري والعسكري وسوى ذلك من وقائع تاريخية ما بين مدّه وجزره فأغلقت أوروبا بوّابات العبور وفضلاَ عن ذلك لم تساهم لإيجاد حلّ للأزمة أو الأزمات الناجمة عن استعمار الشرق الأوسط وأفريقيا.
الأميرة السورية الجديدة لم يختطفها زيوس كبير آلهة الأولمب وأنجب منها ثلاث فتيات، وإنما تمثّلت في شكل لاجئة غرق مركبها فقذفتها الأمواج على السواحل المغربية فبتحدد مصيرها على نحو يغاير الأسطورة، فتبدأ بسرد حكايتها ذهاباً وإياباً من الماضي القريب إلى زمان الحكاية وكذلك فعل مامادو (محمد) الأفريقي كساردين يتناوبان تقديم حكايتهما بالتساوي.
قسّم الروائي نصّه مابين الشخصيتين وأعطى لكلّ واحد منهما ستة فصول سردت ميّادة الستة الأولى بضمير المتكلّم على شكل فلاش باك أو بالأحرى مونولوج طويل استرجع مأساتها وما أوصلها إلى المغرب ولقائها بمامادو، وكأننا بالروائي أراد هذا اللقاء كي يوضح رؤيته ومقاصده الفكرية والإنسانية فلا فرق بين لون ولون أمام وحدة المشاعر اُلإنسانية وتبلها.
يبدأ المشهد الأوّل مع لحظة وصول جسد "ميّادة" إلى البرّ المغربي وهي ما بين الحياة والموت ما بين غيبوبة وأخرى لا تعرف ماذا جرى لها متسائلة عن مصير ابنتها وفق مصفوفة احتمالات بشعة فيما إذا نجت، وثمة أصوات مبهمة للسكان المحليين الذين أنقذوها: "مكومة أرتجف ملفوفة بلحاف صوفي بيدين مرتعشتين متعبتين ارتجاف شديد تصطك له أسناني، لا أكاد أتحكم في أي عضو من جسدي، كل يرقص على إيقاعه الخاص، أحاول جاهدة تخفيف الارتجاف بلف البطانية بألوانها البراقة على جسدي فأشعر بها تمتص بلل ما بقي عالقا على جسمي من ملابس لا أكاد أدرك ما يجري حولي، مجرد أصوات تنبعث كأنها صادرة من غيابات بئر عميقة بلكنة مغربية متسارعة:
- مسكينة رماها البحر...
- إنها سورية شاهدناها طيلة هذه الشهور الأخيرة تتردد بين تطوان المضيق الفنيدق وباب سبتة
- ليست وحيدة... فهناك أفارقة آخرون تم العثور على جثتهم على سواحل تطوان"
(للقرااءة بقية)
منشورات جامعة المبدعين المغاربة، فاس، 2021



#الكبير_الداديسي (هاشتاغ)       Lekbir_Eddadissi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يصور كتاب آسفي علاقة مدينتهم بالبحر روائيا ج1 ؟
- الحلوى الشباكية الهوية المغربية المنصهرة من روافد شرقية أندل ...
- أحسن ما ننعي به نوال السعداوي وقفة مع -زينة- آخر رواياتها
- عندما ينبعث الفن من رماد الحرب قراءة في رواية قيامة البتول ا ...
- المقالع المهجورة بين القانون والواقع في المغرب
- احتفال شعبي برأس السنة الأمازيغية 2971 في غياب الدولة!!
- بين العبرية واليهودية في الهوية المغربية من خلال الدستور
- الثقافة والمثقف المعاصر 3 - المثقف والمؤسسة
- أحسن ما ننعي به نبيل فاروق قراءة في أحدى رواياته الأخيرة
- سلسلة الثقافة والمثقف المعاصر (2)
- زيارة وزير التعليم لثانوية
- سلسلة الثقافة والمثقف المعاصر (1)
- الواقعية الطبيعية من المنظر إلى البورتيه في تجربة الفنان الع ...
- الرمزية في فيلم كيليكيس دوار البوم
- كتاب جماعي : أطولوجيا آسفي زمن الحجر: صرخة ريشة وقلم
- التشكيل المعاصر7 -المرأة الريفية في لوحات صالح المالكي
- التشكيل المعاصر 6– واقعية عادل أصغر بين المحلية والعالمية
- التشكيل العربي المعاصر :5 الرسم بالقهوة وحرق الخشب في تجربة ...
- هل كانت -زينب- فعلا أول رواية عربية؟
- -وفاء الحمار-: مقطع من رواية انتقام يناير


المزيد.....




- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الكبير الداديسي - الناقد السوري عمر عزت يقرأ رواية قهوة بالحليب ....