|
لم تشكو ؟؟؟
صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 1632 - 2006 / 8 / 4 - 10:30
المحور:
الادب والفن
حياتك سهلة هينة لا تنغيص بها ولا حرمان ، تمر بك طيعة وكأنها عروسة جميلة تقع بحبك ، وتستميت من اجل إرضائك ، وانت تطيل الشكوى والتذمر ، ماذا ينقصك وأنت تقطن بيتا وارف الظلال ، تحيطه حديقة غناء ، أطفالك حولك يغنون ويمرحون ، وأنت كالملك تتوسط تجمعهم ، تكلمهم وهم يصغون اليك ، لم تشكو ، وأنت لم تودع حبيبا ، ولم تفقد صديقا ، ولم تعان من الأيام ، ولم تخرج لك الليالي ألسنتها هازئة ساخرة ، لأنك أضحيت وحيدا ، بعد ان رحل الأحباب عنك دون وداع وادلهمت أمامك الخطوب ، ماذا ينقصك ولقمتك اللذيذة تأتيك صاغرة ، متلهفة كي تنطلق الى فمك ، لماذا تتضجر ؟؟، وتنطلق آهاتك متصاعدات وأنت لم تر سوءا ولم تصادف حرمانا ، ولم تبك كمدا ، ولم تقض لياليك سهدا ، وأنت تنظر الى الأشعة الفضية المنبعثة من قمرك الآفل ، وانت تحلم ان تقضي الليالي المقمرة وانت بين أحضان الحبيبة التي رحلت دون وداع لماذا تتأوه وأنت لم تعان من حرارة الوجد ، ومن تشظي الأحباب وتناثرهم ، كل فرد الى مكان مختلف ، لماذا اسمع نحيبك المتصاعد وأنت لم تبذل جهدا فيسرق ثمره منك ، او تشق نهرا ، فيرتوي منه أعداؤك ، لم تشكو ؟؟ وترتفع زفراتك الحرى ،، وأنت لم تبن بيتا ، وتضع به طابوقة طابوقة ، ويرتفع البناء ، ثم ليهده مخلوق غريب على رأسك ، انت لم تغرس نبتة في أعماق تربتك الغنية ، وتتعهدها بالرعاية والسقاية ، وتزيل الأشواك الضارة من طريقها ، فاذا ما خرجت برأسها ضاحكة من خلال التربة الخصبة ، فرحت بها وأخذت تنتقل بين أحبابك مبشرا بالنبأ السعيد ، ثم على حين غرة وبدون ان تتوقع شيئا ، تهب ريح صفصف هوجاء ، وتقلع شجرتك التي سقيتها من دموعك ، ورويتها من عرقك ، لماذا استمع الى نبرات صوتك الحزينة المتشائمة ، وأنت لم تحل بك اللعنة ، ولم تفارق الأصحاب والأحباب ، لتسهر ليل الشتاء الطويل لوحدك ، تتذكر أيامك الماضيات حبث كنت تسعد بمن يحبك ، ويستأنس بوجودك ، ويحدثك حديث ود عذب ويخفف ما عشته من تعب سرعان ما يذهب حين يضمك الحبيب الى صدره ويربت على كتفك بحنان لم تشكو وانت تحيا مع أحبابك ؟؟ ، لم تفارق احدا ، ولم تبعدك الخطوب عمن تحب وتهوى ، هل جربت ان تعمل شيئا ، ان تنال قمرا او شمسا مضيئة، فتفرح بها ، وتريها لأحبابك وانت تحدثهم حديثا مستفيظا عما بذلته كي تصل الى مرادك ، واذا بيد غريبة عنك تمتد لتأخذ ما حققته انت بعرقك وسهرك المتواصل والجميع نيام لم تشكو يا صاحبي ؟؟ وأنت لم تسق علقما ولم تشرب سما زعافا ، لم تعشق جلادك ولم تصفق طربا لمن اجتث أحلامك الطيبات قبل ان تتفتح أزهارها وتؤتي ثمارها لم تشكو ؟ افرح يا صاحبي وارسم السرور واضحا على محياك ، فأنت لم تفقد شيئا ولم تودع حبيبا ولم تستقبل عدوا استقبالك لحبيب جاءك بعد انقطاع
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التوافق بين الزوجين
-
تشابه واختلاف : قصة قصيرة
-
تمنيات
-
حركات المراة للتحرر
-
لماذا تكتب المرأة ؟؟؟
-
لماذا تتحمل النساء سوء المعاملة ؟؟
-
الطيبون للطيبات
-
كل شيء متهم
-
من يوميات عظم : قصة قصيرة
-
القناعة كنز لايفنى
-
من أطفأ شعلة تموز ؟؟
-
تاثير الهجران الزوجي على الاولاد
-
لنبتسم
-
جاذبية الكتاب المطبوع
-
اشتياق
-
يوم لك ويوم علينا
-
مناجاة
-
المراة في سورة البقرة
-
ضاع عمري : قصة قصيرة
-
لماذا تنتحر النساء؟
المزيد.....
-
توقعات ليلى عبد اللطيف “كارثة طبيعية ستحدث” .. “أنفصال مؤكد
...
-
قلب بغداد النابض.. العراق يجدد منطقة تاريخية بالعاصمة تعود ل
...
-
أبرزهم أصالة وأنغام والمهندس.. فنانون يستعدون لطرح ألبومات ج
...
-
-أولُ الكلماتِ في لغةِ الهوى- قصيدة جديدة للشاعرة عزة عيسى
-
“برقم الجلوس والاسم إعرف نتيجتك”رسميًا موعد إعلان نتيجة الدب
...
-
“الإعلان الثاني “مسلسل المؤسس عثمان الحلقه 164 مترجمة كاملة
...
-
اختتام أعمال منتدى -الساحة الحمراء- للكتاب في موسكو
-
عثمان 164 الاعلان 3 مترجم.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 الم
...
-
فيلم مغربي -ممنوع على أقل من 16 سنة-.. ونجمته تؤكد: -المشاهد
...
-
نمو كبير في الطلب على دراسة اللغة الروسية في إفريقيا
المزيد.....
-
سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان
/ ريتا عودة
-
أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة
/ ريتا عودة
-
صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس
...
/ شاهر أحمد نصر
-
حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا
/ السيد حافظ
-
غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا
...
/ مروة محمد أبواليزيد
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
المزيد.....
|