أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد الحسناوي - العود الأبدي عند نيتشه














المزيد.....

العود الأبدي عند نيتشه


عماد الحسناوي

الحوار المتمدن-العدد: 6893 - 2021 / 5 / 9 - 22:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعد فكرة العود الأبدي إحدى أهم القضايا التي يطرحها الجزء الثالث من مؤلف “هكذا تكلم زرادشت” وهي المركز الذي تدور حوله أفكاره، لأنها تأتي بعد فكرتيه الأخيرتين عن “الإنسان الأعلى” وعن” إرادة القوة”، وبذلك فهي قلب الكتاب النابض.

لقد بدأ زاردشت بالتبشير بالإنسان الأعلى “أنا أعلمكم الإنسان الأعلى”، الإنسان الأعلى، هو معنى الأرض، هو الصاعقة، والإنسان شيء ينبغي التفوق عليه فهو حبل مربوط بين الإنسان والحيوان، وهو وسيلة لا غاية.

غير أن الإنسان الأعلى الذي يطالب به زاردشت لا يمكن أن يتحقق حتى تتحطم الميتافيزيقا كلها،وينهار صرح المثالية الأفلاطونية- المسيحية بأسرها.

فإذا عرف الإنسان أن كل ما يعلو عليه من آلهة وأخلاق مثالية هو سبب شقائه وغربته عن نفسه وعن الأرض، أمكن للمثالية أن تنقلب رأسا على عقب، وتجاوز الميتافيزيقا وانتهاؤها، لا سبيل إليه إلا إذا سأل زاردشت كل موجود، وتسلل إلى قلب كل حي، ليكتشف هناك إرادة قوة .سوف يعرف أن إرادة القوة هي حقيقة الموجود وسر حياته وحركته “الصيرورة”.

ومادام كل موجود يتحرك داخل وعاء العالم، والعالم محكوم بحركة دائمة، فان الإنسان نفسه منجرف في دورة لا نهائية أو في ما يسميه نيتشه “بالعود الأبدي” .ولكن فكرته هاته سر يتهيب من الكلمة، ولغز يخشى التعبير عنه، إن زاردشت يتردد في الإفصاح عنه، ويحيطه بجدار من الكتمان ما بعده جدار، ذلك انه وليد الرؤية والإلهام، بعيد عن المنطق والعقل، انه يتخفى في ظل الرهبة والسكون، ويرتعش بحمى الكشف والجنون .فكرة العود الأبدي زحفت إلى زارادشت كما تزحف الحية إلى جوف الإنسان، أنها فكرة خانقة تلك التي تهمس له بأن كل شيء سيعود، سيرجع إلى ما لانهاية، وأن الحياة في ترحال وتجدد دائم .

العود الأبدي هو التحول العام في حياة الإنسان، الذي سيحول الجد مرحا، والثقل خفة، والتشاؤم رقصا وفرحا، كما أنه فضاء للحركة والحيوية الدائمين، ومجال يتسع للجسد حتى يعبر عن طبيعته المتحولة والمنفعلة؛فالعود الأبدي هو الذي سينتزع الجسد من تقوقعه وجموده ليلحقه بعالم التحول والصيرورة، حيث كل الأشياء في دينامية ونشاط، انه قانون الحياة . وهنا لا يخفي نيتشه إعجابه بقول هراقليطس “لا يمكن أن نستحم في النهر مرتين”، ولما كان جوهر الوجود هو الصيرورة، فستنتهي الفروق بين الروح والجسد، بين الماضي والمستقبل، عندئذ يكون الجسد هو ما كان في عمق التاريخ وهو ما سيشكل مستقبله، الجسد المشتاق هذا الشوق العظيم ليعانق العالم بكليته، يغمر ذاته في النور الشامل، يقف تحث سماء البراءة والاحتمال.

يعتبر نيتشه أن الحياة المستقبلية هي حياة الإنسان المبدع، الراقص والمرح، وهي ما ستتخذ فيها الأشياء أسماء جديدة، وينتصر فيها ديونيزوس على أبولون، ويحل الجسد مكان العقل، وستشهد الإنسانية عصر أفول الأصنام وميلاد الإنسان الأعلى (superman).

يقول نيتشه على لسان زاردشت:

“أواه .كيف ا أحن إلى الأبدية وأضطرم شوقا إلى خاتم الزواج ودائرة الدوائر، إذ يصبح الانتهاء عودة إلى الابتداء، أنني لم أجد حتى اليوم امرأة أريدها أما لأبنائي إلا المرأة التي أحبها لأني احبك أيتها الأبدية، أيتها الأبدية.



#عماد_الحسناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نموذج تحليل السؤال -هل وجود الغير ضروري للذات- ؟
- لماذا قال ميشيل فوكو أن مشروعه لن يطول؟
- كتاب -الضحك- للفيلسوف هنري برغسون
- المغرب ضد الفيروس الشائع -كورونا-
- -غاية الدولة هي الدولة نفسها- منهجية تحليل القولة
- من موت الإله إلى موت المؤلف
- نقد العقل الإسلامي عند -محمد أركون-
- سيكولوجية الطفل
- نظرية العدالة عند جون رولز
- هل يمكن للمرء أن يكون سعيدا
- قراءة في كتاب ابن مسكويه -تهذيب الأخلاق و تطهير الأعراق-
- الحق عند حنة أرندت
- التعليم الفلسفي عند كانط
- الفلسفة كحل لتحرر من الوعي الشقي
- تفكيك مفهوم الحب (عند ألان باديو)
- لدولة تجليات و لحراك الريف تداعيات
- نادي الفكر والثقافة (بومية)
- نادي الفكر والثقافة
- لا شيء أكثر رداءة من تسليع الثقافة والفن
- و يستمر الاستهتار يا حماة اليسار


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد الحسناوي - العود الأبدي عند نيتشه