أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - ماذا يريد منا الله؟















المزيد.....

ماذا يريد منا الله؟


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6893 - 2021 / 5 / 9 - 18:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التساؤل الثاني والأساس التالي بعدما عرفنا صورة الله في العهد القديم والجديد، وبالتأكيد ففي العهدين قد تكون الفكرة واحدة أو مختلفة ولكن قبل أن نستعرضهما علينا أن نتذكر حقيقة واحدة أن الله لم يخلق عبثا ولم يكون بطرا ولم يسعى لنظام الكون دون غاية محددة وهدف معلوم، تلك أساسيات أيضا في النقطة الثانية من أسياسيات الدين ولنسميها أصول الدين، وأصل هذه الأساسيات ورثها المسيحيون من اليهود وتحديدا الوصايا العشر التي جاء بها موسى عليه السلام (في العهد الجديد حين سُئل المسيح: "أي عمل صالح أعمل لأرث الحياة الأبدية؟"، أجاب "احفظ الوصايا"، وقد اعتبرت "خلاصة القوانين الأساسية للتصرف لإنساني، فاليهود والمسيحيون يرجعون إليها لكي يتعلموا منها كيفية التصرف في الحياة الأخلاقية")، فكل ما يريده الرب منا تحديدا موجود في الوصايا العشر، وكل عقيدة أو مطلب أخر لا يتصل بها أو يتفرع منها لا ينال الدرجة ذاتها التي عليها الوصايا.
الوصايا العشر تنقسم حسب أهدافها إلى ثلاثة مجموعات نوعية، الأولى موقف المؤمن مع الله وكيف له أن يتصرف في قضية الإيمان به، أما يسمى بدعامة التوحيد الأساسية، وهي كما جاءت في العهد القديم:.
أولا _ الوصايا تجاه الله
• لَا يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.
• لَا تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، وَلَا صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لَا تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلَا تَعْبُدْهُنَّ.
• لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلًا، لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلًا.
• اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ.
ثانيا _ الوصايا تجاه القريب.
• أكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.
ثالثا _ الوصايا تجاه المجتمع.
• لَا تَقْتُلْ.
• لَا تَزْنِ.
• لَا تَسْرِقْ.
• لَا تَشْهَدْ شَهَادَةَ زُورٍ.
• لَا تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لَا تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلَا عَبْدَهُ، وَلَا أَمَتَهُ، وَلَا ثَوْرَهُ، وَلَا حِمَارَهُ، وَلَا شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ.
هذه مجمل الوصايا العشر التي وردت في العهد القديم وألزم العهد الجديد المؤمنين به على أتباعها كما ذكرنا في المقدمة، ويمكن أيضا تقسيمها إلى مبدأين أساسيين، الأول أعلان التوحيد التام من خلال حظر الشرك بالله وهما ما ورد بالوصيتين الأولى والثانية، أما القسم الأخر فهي نواهي أخلاقية وتوجيهات لنوعية الروابط التي تبني مجتمع فاضل تبدأ من تحريم الصورة للتعبير عن المشاكلة الوحدانية أو جعلها أداة عبادة أو تقريب منه الله، ثم الوصية الرابعة التي توصي بتقديس يوم السبت التي وردت في العهد القديم لأعتباراتها المعنوية المقدسة عند الشعب اليهودي (يذكر يوم السبت في العهد القديم في بداية سفر التكوين في قصة الخلق. "وهكذا اكتملت السماوات والأرض بكل ما فيها، وفى اليوم السابع أتم الله عمله الذي قام به فاستراح فيه من جميع ما عمله وبارك الله اليوم السابع وقدسه، لأنه استراح فيه من جميع أعمال الخلق")، فالتقديس المطلوب هنا هو تعبير عن أحتفال الشعب اليهودي بمضمون تقليدي مستمد من عقيد الخليقة التي روت قصتها في كتبهم وأدبيات الدين، ويشمل التقديس على مجموعة من التوصيات التي ترجمت إلى أعتبار هذا اليوم يوم راحة وعبادة وتذكير (تم تخصيص فصول كاملة فى المشناة "فصل السبت " لشرح وتوضيح الوصايا والأحكام الخاصة بيوم السبت والحفاظ عليه، ويتضح منها تفرد يوم السبت وروحه الخاصة، أما فى المدراشيم فقد كثر الحديث عن أهمية وقيمة يوم السبت ويذكر المدراش "قال الله تقدس اسمه لإسرائيل: لو استطعتم الحفاظ على السبت فإنه عندي كأنما حافظتم على جميع وصايا التوراة ولو دنستموه فإنه عندي كأنما دنستم جميع الوصايا") .
أما الوصية الخامسة فهي وصية أخلاقية تربوية تدعم تماسك الأسرة اليهودية والحفاظ على الروابط المقدسة التي عنوانها الدم اليهودي الواحد، أما الوصايا الخمس المتبقية فهي نواهي عن أفعال لا أخلاقية تتماشي مع العقيدة الكبرى عقيدة التطهر من الذنوب تبدا من منع القتل والزنى والسرقة وشهادة الزور لتنتهي في منع خاص لجهة خاصة من الممكن من خلال مفهوم المعاكسة أن يكون مباحا أيضا في غير محله حتما (لَا تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لَا تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلَا عَبْدَهُ، وَلَا أَمَتَهُ، وَلَا ثَوْرَهُ، وَلَا حِمَارَهُ، وَلَا شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ)، هذه المبادئ الأساسية التي يؤمن بها بني إسرائيل من اليهود والمسيح على أنها كل ما يريده الله من شعبه ولا بد من تأديتها تماما وعدم تدنيسها الذي يعني أرتكاب الخطيئة الكبرى التي تخرج المؤمن طريق الإيمان بالله.
أما العبادات الطقوسية المطلوبة والتي يؤديها اليهود فهي تنحصر في الصلاة بشقيها الخاص والعام والصوم الذي يعني حرمان النفس اليهودية من بعض الملذات والممارسات اليومية المعتادة التي تصل لحد الأمتناع عن لبس الأحذية، ثم الحج اليهودي والذي يجب على كل يهودي أن يحج ثلاث مرات في العام، في عيد الفصح وعيد الأسابيع وعيد المظال، ولذا تسمى هذه الأعياد بأعياد الحج، جاء في العهد القديم "تثنية 61/61 " ثلاث مرات في السنة يحضر جميع ذكورك أمام الرب إلهك في المكان الذي يختاره في عيد الفطير "الفصـح" وعيد الأسابيع وعيد المظال ولا يحضروا أمام الرب فارغين"، ولذلك كان اليهود في حجهم يقدمون قرباناً مشوياً يشوى حياً) وأخيرا ما يعرف الشماع هو آية التوحيد عند اليهود، وأول قسم من الصلاة اليهودية، وكلمة هي أول كلمة فيها، ومنطوق العبارة كاملاً وترجمتها " اسـمع يا إسرائيل الرب الهنا رب واحد" (تثنية 4/6) والشماع لابد وأن يقرأ كل صباح ومساء، وعلى اليهودي أن ينطق بعبارة التوحيد قبل موته، أو ينطق له بها أحد الواقفين بجواره).
في المسيحية با الإضافة لتقيدهم بالوصايا العشر فإن ديانتهم تعتبر من أكثر الديانات طقوسية وترتبط هذه الطقوس بعناوين تتعلق دائما بحياة السيد المسيح عليه السلام، على عكس عدد كبير من الديانات الأخرى، فإن المسيحية لا تحوي على شريعة محددة بممنوعات أو محظورات أو تفرض عادات معينة، غير أنها تدعو إلى حياة أخلاقية واجتماعية عادلة وبالتالي تحرم كل ما يعارضها، القتل بما فيه الإجهاض، السرقة، الحسد، الزنى وغيرها ما يشكل عمليًا الوصايا العشر،؛ إن شريعة العهد الجديد كما يرى المسيحيون تختصر في فعل المحبة، فالمسيحي مدعو لأن تكون جميع أعماله تجاه نفسه والمجتمع ناجمة عن المحبة، وذلك لأن المحبة تتفوق في اللاهوت المسيحي على الإيمان ذاته، وبالتالي فكل فعل صادر عن محبة هو ليس بخطيئة، يعتبر القداس الإلهي أشهر الطقوس المسيحية وأهمها، وهو يقام يوميًا في الكنيسة الكاثوليكية وأسبوعيًا أو بشكل نصف أسبوعي لدى سائر الكنائس، وإلى جانب القدّاس الإلهي تكثر الطقوس المرتبطة بمراحل حياة الإنسان، كالعماد وهو سر الدخول إلى المسيحية ويلحق به سر التثبيت باستخدام الميرون، الزواج استنادًا إلى ما ورد في الرسالة إلى أفسس 32/5، الجنازة وهناك أيضًا سر مسحة المرضى استنادًا إلى مرقس 13/6 و رسالة يعقوب 14/5؛ أو تلك المرتبطة بالمناسبات والأعياد الدينية كرتبة جمعة الآلام، درب الصليب وأربعاء الزيت..
تشترك المسيحية مع اليهودية بمشتركات أساسية منها الصلاة وإن أختلفت في طقوسها وأوقاتها وشكليتها وعنوانها، كما تشترك في طقس الصوم والحج وهذه العناصر الرئيسية في عنوان التهذيب الدال على إيمان المسيحي واليهودي بعقيدته حتى لو تأت نصوص خاصة فهي من جملة ما يجب على المتدين فيهما أن يؤديها بواجب الشكر والأمتثال للتعبير عن الولاء والأتباع في غالب الأحيان، وبالرغم من الأختلافات الكبيرة والكثيرة بين الطوائف اليهودية والمسيحية في تبرير الطقوس أو حتى في أدائها شكلا مضمونا وتوقيتا إلا أنها في النهاية إيمان شخصي لكل طائفة بما تظن أنها مطالب الرب.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البناء القصصي في العهد الجديد
- من هو الاه؟.
- أنتصار الإنسان
- فكرة الفادي وعلاقتها بالخطيئة الأولى _ ح3
- فكرة الفادي وعلاقتها بالخطيئة الأولى _ ح2
- فكرة الفادي وعلاقتها بالخطيئة الأولى _ ح1
- محبة الجميع
- النداء الأخير
- عيسى عبد الله ورسوله
- صورة الله في سفر أيوب، الرب الذي يستكرهه الشيطان
- ذاتيات فردية
- عيسى أبن الله ح2
- عيسى أبن الله ح1
- وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ
- بين رائحة النرجس والطين
- إلى الشهيدة الشاعرة سميرة الأشقر
- إنها الحرب يا أمي.....
- الحساب والمحاسبة كمفهوم ودلالات في النص القرآني
- إشكالية الخمس والمخمس في الفقه الإسلامي بعد الرسول
- وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ


المزيد.....




- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - ماذا يريد منا الله؟