أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى مجدي الجمال - عتاب على شيوعيي السودان














المزيد.....

عتاب على شيوعيي السودان


مصطفى مجدي الجمال

الحوار المتمدن-العدد: 6893 - 2021 / 5 / 9 - 09:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يلاحظ من يتابعني أنني مشغول لأذنيّ بمسألة السد الإثيوبي.. وبقدر ما كانت لي ملاحظات جوهرية على سلوك الإدارة المصرية في الأزمة.. بقدر ما صدمت كثيرا في اللامبالاة السودانية، بل وحتى الانحياز صراحة وعمليا لإثيوبيا.. والميل العام إلى حل الأزمة ثنائيًا مع إثيوبيا رغم أن هذا من باب الخيال الوردي.. خاصة من جانب ما تسمى القوى المدنية التي تسيطر عليها مخاوف عودة الجيش إلى الانقلابات..

قلت لنفسي اليوم لأبحث عن موقف الحزب الشيوعي السوداني من الأزمة.. فهو من أعرق الأحزاب هناك وأكثرها وعيًا وثورية.. فصدمت صدمة مروعة.. فكل صفحات الحزب تهتم بكل ما تتخيله من قضايا سياسية وحركية ونظرية.. أما مسألة السد فيتم تناولها بشكل نادر وعلى استحياء.. وبعد ساعات من البحث والتدقيق، وجدت أن هذا الحزب منشغل بالكلية في مسألة الديمقراطية الليبرالية والحفاظ على الثورة بينما لهب الحرب أوشك أن يمسك بتلابيب الجميع.. بل إنه لا مانع لديهم من إثارة مسألة حلايب وشلاتين في وقت يرونه مناسبًا للضغط حيث تحتاج مصر إلى التعاون مع السودان.. ويتوجسون من التدريبات العسكرية المشتركة مع مصر لأنها تقوي نفوذ الجناح العسكري في مجلس السيادة الانتقالي..
ولعل الأسوأ أن يجد المرء ترديدًا لكثير من الحجج الإثيوبية مثل أن عبد الناصر قد بنى السد العالي دون اكتراث بدول حوض النيل.. وأن السد مشروع كهربائي محض.. الخ هذه الترهات التي لا تدرك الخطر الوبيل الذي يهدد وجود الأمة السودانية كلها.. والتي لا تدرك دور القوى الاستعمارية والصهيونية والرجعية العربية والشوفينية الأمهرية في التخطيط والتنفيذ لهذا المشروع، بل وتغض الطرف نسبيًا عن احتلال الأراضي السودانية نفسها..
انظر إلى هذه الفقرة المطولة السيئة على موقع الحزب منذ شهرين:
(( لقد أكتمل بناء نحو ثلثي السد في الخمس سنوات الماضية، ولا تملك مصر فعل أي شيء تجاه السد ووقف بناءه عدا اتخاذ اجراء عسكري، الأمر الذي سيكون خطيراً على منطقة القرن الأفريقي وربما مجمل القارة.
وهذا هو السبب الذي يجعل من الدبلوماسية والحوار والتعاون السبل الوحيدة الكفيلة بحل هذا الإشكال المعقد.
لكن حينما يتعلق الأمر بقضايا القومية والأمن القومي والقوة النسبية وأهمية الدول فإن ذلك قد يعكر صفو "المياه" والعلاقات))
ترى هل تنجح الدبلوماسية كما يتصورون في إيجاد حلول بينما إجراءات فرض الأمر الواقع الكفيلة بزرع "قنبلة مائية" على بعد كيلومترات من سد الروصيرص.. وما الذي يمنع الأمهرة من تمزيق أي ورقة اتفاق براجماتي بعد التمكن من الملء والإملاء.. وهل سيكون للثورة السودانية نفسها مستقبل حينئذ؟ بل هل ستظل الأمة السودانية موحدة وذات سيادة بعد امتلاك إثيوبيا لصنبور المياه؟
انظر إلى الحل الذي يقدمه الحزب:
((في النهاية فإنه يمكن تجنب حدوث أول حرب في العالم على المياه في حوض نهر النيل ، إذا ضغطت شعوب البلدان الثلاثة على حكوماتها لحل المشاكل العالقة بالطرق السلمية وطالبت بالمزيد من الجهد من اجل التوصل لاتفاق الحكوامت الثلاث بما يراعي مصالح الشعوب ويضمن تقدمها ورفاهيتها.
ان الحرب في اثيوبيا سيكون لها الأثر علي السودان، وتجربته الديمقراطية الهشة أصلا بسبب سيطرة اللجنة الأمنية، وعلي شرق السودان المتوتر اصلا، بسبب الفتن القبلية، وتدهور الأوضاع الأمنية، و الانتشار الواسع لعصابات النهب المسلح والاتجار بالبشر والتهريب.
كل ذلك يتطلب أوسع حراك جماهيري شعبي ورسمي من أجل وقف الحرب والحل السلمي الديمقراطي للمشكلة، بتسوية النزاع عن طريق التفاوض، وفقاً لما جاء في ميثاق الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية ومواثيق بعض المنظمات الإقليمية الأخرى))
صفوة القول: منذ متى يتسم شيوعيون بهذه الرومانسية والاستسلام لأمر واقع يفرضه عدو متعصب تحركه إسرائيل وأمريكا بهذا الوضوح والإجرام؟ وهل يتخيلون أن هناك عونًا سيأتي في هذا الشأن من جانب "الشعوب" الإثيوبية، أم أنها ستتخدر بحلم التنمية وبيع المياه وبناء الإمبراطورية العظمى في شرق أفريقيا؟
في النهاية هل تختلف هذه الأفكار عن سياسات البشيرتجاه إثيوبيا والسد.
أنتظر من الرفاق أداءً أفضل..



#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مقالب الناشرين في المترجمين
- أصعب أيام مصر
- الشكلانية الديمقراطية ووهم تمثيل المستضعفين
- انزلاقات يسارية
- المشبوه أيمن نور والمعارضة المزوَّرة
- التهمة إدمان المنشورات
- حوارات ثورية
- وتظاهرنا في ميت أبو الكوم
- ويبقى أنيس مورقًا فينا
- كيف أحرجنا رجال السادات
- أركيوبتركس
- الأم جونز
- كنت ضيفًا على المخابرات السودانية
- عشر سنوات على خطاب أوباما الثقافي
- كرهت أستاذي.. والسبب ناصر
- رفيقي الملاكم اليساري
- حوار خصب مع سمير أمين
- حقارة أن تتهكم على شعبك ولا ترى عيبك
- الكيماوي الأمريكي الحلال
- آخر أوراق سمير أمين


المزيد.....




- غانتس يعلن أن إسرائيل لم تتلق ردا عن موافقة حماس على الصفقة ...
- باكستان تتعرض في أبريل لأعلى منسوب أمطار موسمية منذ عام 1961 ...
- شاهد: دمار مروع يلحق بقرية أوكرانية بعد أسابيع من الغارات ال ...
- خطة ألمانية مبتكرة لتمويل مشاريع الهيدروجين الأخضر!
- بوندسليغا: بايرن يتعثر أمام شتوتغارت ودورتموند يضرب بقوة
- الداخلية الألمانية تحذر من هجوم خطير
- روسيا.. 100 متطوع يشاركون في اختبارات دواء العلاج الجيني للس ...
- ملك المغرب يدعو إلى اليقظة والحزم في مواجهة إحراق نسخ من الق ...
- تأهب مصري.. الدفع بهدنة في غزة رغم تمسك إسرائيل باجتياح رفح ...
- تونس.. وزارة الداخلية تخلي مقر المركب الشبابي بالمرسى بعد ال ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى مجدي الجمال - عتاب على شيوعيي السودان