ايها القمر البعيد

ثناء عبد الامير سميسم

الحوار المتمدن-العدد: 6892 - 2021 / 5 / 8 - 01:23
المحور: الادب والفن
    

ايها القمر البعيد
صغيرتك لم تعد تلك البرعمة الرقيقة
كبرت وازهرت واصبحت لها احلام النوارس
وتتسابق مع فراشات الحدائق لتصبو لعشقها الهارب من وجع لوطن جريح نازف
ايها القمر البعيد.. صغيرتك
كبرتها الاحداث والايام
وسنوات من الانتظار
لعلك تظهر من جديد
لتنير طريقها الطويل الموحش
لم تمهلها بشيء من الوصال
لتعاهد نفسها ان هناك يوما لقاء
رغم بعد المسافات واختلاف الازمان
ولكن يوجد في اعماق قلبها يقين
ستأتي يوما وتزرع الامل من جديد
ايها القمر البعيد.
لم تعد صغيرتك كما كنت تعهدها
اختفت معالمها المعروفة
كبرت وشاخت معها افكارها
افكار صاخبة وقلق دائم
لايقف عندها حد ولا عند فكرة صغيرة تأتي وتذهب بخاطر.
مضطربة الهواجس و الاحوال
كضطراب الاحداث السريعة
لاوضاع بلادي التعيسة
يتسابق معها الزمان.
ليقطع كل اوصالها
دون رحمة او اي خوف
من مستقبل مجهول قادم
وانت ايها القمر مازلت بعيد
ورغم هذا وذاك. انها
واقفة على ارضها الصلبة
بكل كبرياء وشموخ الاشجار
رغم قيد المكان
وسوء الاحوال المناخ
لانها عنيدة ومصرة على البقاء والتألق. رغم قهر الظروف
تبحث عن الائنماء و الوجود
من بين كل الصخور
ترتدي اجمل فساتين الربيع
بالوان اخضرار البساتين وزهور البنفسج الرائعة.
وفي المساء تنتظهر ظهور القمر
لتقلب آيات الجفاف وسنوات الابتعاد
تتصفح كل هذه الاقدار
وتغير جميع المواسم والفصول
التي دونت فيها كل تواريخ الغياب
في عالم ليس له عبق التاريخ
ولا روح الخلود
انها صغيرتك ايها القمر
لم تعد كما كانت.
قبل الهروب. من زمن رافض
كل القضايا ومن زيف الشخوص
وحتى هذا التاريخ اصبح به تزوير ولبس بالمصدر الموثوق
اعطني اشارة واحدة من ذاك التاريخ
او اي خبر يعرف
حكايتي وطول انتظاري
ايها القمر لاعلن فيه شغفي منذ ولادتي الاولى
لاثبت فيه يوم ميلادي ويوم انبعاثي
من جديد. رغم كل الظروف
ايها القمر البعيد
قل لي اني اعيش في عالمي الصحيح
ليطمئن قلبي انا لم اكن اعيش في
وهم الشغف لوطن غائب
وبعيد عن الحدود.
اعطني اشارة واحدة
تكفيني لاعيش فيها
ماتبقى من عمري
باني انا كل هذا الوجود
وانا رغم قيدي هذا
اقول وطني هو ملاذي الوحيد

#ثناء_عبد_الامير_سميسم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل