أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مرتضى العبيدي - نضالات الشباب الشعبي في منطقة الساحل والصحراء ضد التدخلات العسكرية للقوى الإمبريالية: رفض للهيمنة الاستعمارية الجديدة (ترجمة).















المزيد.....

نضالات الشباب الشعبي في منطقة الساحل والصحراء ضد التدخلات العسكرية للقوى الإمبريالية: رفض للهيمنة الاستعمارية الجديدة (ترجمة).


مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6890 - 2021 / 5 / 6 - 04:21
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ترجمة مرتضى العبيدي

ففي الآونة الأخيرة، نمت الحركات النضالية بشكل كبير على الرغم من سياق الأزمة الصحية لـ كوفيد19 التي استغلتها القوى الاستعمارية الجديدة لخنق النضالات الشعبية. إذ تشهد مختلف البلدان مظاهرات في الشارع للتنديد بالتدخل العسكري للقوى الإمبريالية تحت غطاء محاربة الهجمات الإرهابية للجماعات الجهادية. فالشعوب في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، إلخ، بناءً على تجاربهم، يعيشون بمرارة عودة الهجمات وعواقبها المأساوية على السكان الذين أجبروا على مغادرة قراهم إلى مخيمات اللاجئين حيث يواجهون المجاعة والمشاكل الصحية وانعدام الأمن.
فالناس يدركون جيدًا أنه رغم وجود هذه القوات الأجنبية، المقدّرة اليوم بنحو 5100 جندي على الرغم من ترسانتها العسكرية، منذ عملية سرفال (Serval) وبرخان (Barkhane) وتأسيس مجموعة الدول الخمس (G5) تحت إمرة الإمبريالية الفرنسية، تستمر الهجمات الإرهابية بما فيها من عمليات القتل الوحشية ضد السكان المدنيين، والقوات المرسلة كوقود للمدافع يبقى كبار ضباط "قوات الدفاع والأمن" مختبئين في العواصم حيث يمارسون الأعمال التجارية من خلال جميع أنواع الاتجار والجرائم الاقتصادية.
وفي هذه التعبئة للمطالبة برحيل القوات العسكرية الأجنبية من الساحل وأفريقيا، ينشط الشباب بشكل خاص ويواجهون قوى قمع الدول في هذه المستعمرات الجديدة.
بعض الأمثلة التوضيحية: في مالي، تم تنظيم عدة مظاهرات للمطالبة برحيل القوات العسكرية الفرنسية، مثل تلك التي حدثت في 23 سبتمبر 2020 في شوارع العاصمة باماكو. كان الشباب يلوحون بلافتات تحمل شعارات معادية للإمبريالية الفرنسية. وفي المناطق الشمالية والوسطى التي تواجه هجمات إرهابية، نظم السكان، ولا سيما النساء والشباب، مظاهرة أمام مقر بعثة الأمم المتحدة المتعددة الجنسيات لتحقيق الاستقرار في مالي(MINUSMA)، في سيفاري (Sévaré) بالقرب من موبتي (Mopti). هاجموا مستودعات المخيم واستولوا على بعض الطعام والمعدات.
وفي النيجر، يتم تنظيم اجتماعات ومسيرات، على الرغم من الحظر الحكومي، من قبل العديد من المنظمات الديمقراطية: "فضاء المواطن البديل"، "اقلب الصفحة في النيجر"، و"الأفريقانية عاجلا". تجري هذه الاحتجاجات في العاصمة نيامي وفي مدن أخرى من البلاد. ويشارك فيها الشباب، ولا سيما التلاميذ والطلاب، بنشاط ويرفعون لافتات كتب عليها شعارات ضد الوجود العسكري للقوى الإمبريالية على التراب الوطني: "لا لوجود قواعد عسكرية أجنبية على أراضينا ..."
وفي بوركينا فاسو، أصبحت تظاهرة "الأيام المناهضة للإمبريالية" على مر السنين إطارًا للتجمع الدولي للشباب من مختلف البلدان الأفريقية وكذلك البلدان الأوروبية، وخاصة فرنسا، ضد الهيمنة الإمبريالية. وقد وضعت "الحركة الديمقراطية الثورية" و"منظمة الشباب الديمقراطي الثوري" النضال ضد التدخلات العسكرية تحت غطاء مكافحة الإرهاب على جدول أعمال الاجتماعات الأخيرة. لقد أعربوا بوضوح وبقوة عن الحاجة إلى ربط مكافحة الإرهاب بالحرب ضد الإمبريالية. وأصبح شعار "القوات الأجنبية المسلحة خارج بوركينا فاسو وخارج إفريقيا" يتردد علنا بشكل متزايد في المظاهرات. ويرتبط وجود الجماعات الجهادية المسلحة ارتباطًا عضويا بمناورات وأفعال القوى الإمبريالية التي تستخدمها في تلك إستراتيجيتها لاحتلال الأراضي. ويتزايد إدراك شعوب منطقة الساحل والصحراء في غرب أفريقيا لتواطؤهم من خلال أعمالهم الملموسة على الأرض. وكما عبر الحزب الشيوعي الثوري الفولتايي بوضوح: "إن الحركات الإرهابية الجهادية هي نتاج السياسات الدولية والإقليمية للإمبريالية الدولية، وخاصة الفرنسية. تم تشكيل المجموعات الأولى في مصر مع جماعة الإخوان المسلمين ومجموعة بن لادن في أفغانستان، وتم تدريبها وتمويلها من قبل وكالة المخابرات المركزية والمديرية العامة للأمن الفرنسي لمحاربة الإمبريالية ـ الاشتراكية السوفيتية في أفغانستان والنظام الوطني لعبد الناصر في مصر. واستعادت الجهادية الحالية في قطاع الساحل والصحراء قوتها بفضل التدخل الفرنسي والأمريكي والبريطاني لتدمير الدولة الليبية التـي كانت تعرقل خططهم. "

سياق وتحديات تعبئة الشباب الشعبي والنضالات في منطقة الساحل والصحراء بغرب إفريقيا.
إن هذه التحركات والنضالات الشبابية الشعبية تجري على خلفية أزمة النظام الإمبريالي العالمي المتفاقمة وتداعياتها الخطيرة في المستعمرات الجديدة. إذ يواجه الشباب في المدن والأرياف البؤس وانعدام الرعاية والأمية والجوع والعطش وعدم الاستقرار وآلام البطالة الهائلة دون أفق واضح في إطار هذا النظام الاستعماري الجديد المفلس. إنهم يعيشون في أجسادهم عنف هذا النظام، الذي يثبت كل يوم بشكل أكبر عجزه على ضمان حياة كريمة للشعب وللشباب في ظل الوضع المتفاقم لوباء كوفيد 19.
إن الشباب في مختلف البلدان الإفريقية يقف في الخطوط الأمامية في التحركات والتظاهرات في الشوارع للمطالبة بتحسين ظروف المعيشة والدراسة، والحق في العمل، والحريات الديمقراطية، وحرية التنقل، والحق في الصحة. إنهم يدينون جرائم الدم والجرائم الاقتصادية التي ترتكبها الفصائل البرجوازية الحاكمة وغير الحاكمة، والتي، في إطار تنافسها من أجل الاستيلاء على سلطة الدولة الاستعمارية الجديدة أو الحفاظ عليها، تغرق البلدان في حروب أهلية رجعية وفوضى عامة.
ويسلك بعض الشباب طريق الهجرة إلى أوروبا مخاطرين بحياتهم عبر البحر الأبيض المتوسط أو الصحراء، بين براثن شبكات التهجير التي تسيطر عليها المافيا. وهم أيضًا هدف الإجراءات القمعية والشرطية التي اتخذتها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والتي تجرم المهاجرين من خلال الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
في مواجهة هذه المشاكل الاقتصادية والاجتماعية المتعددة، يخوض الشباب في دول غرب إفريقيا مثل الشباب الشعبي عالميًا نضالات متعددة الأوجه للمطالبة بالحقوق الديمقراطية والاجتماعية. تأخذ هذه النضالات على نحو متزايد طابع التمرد من خلال الاشتباكات العنيفة مع "قوات الدفاع والأمن". وكانت النتيجة اغتيالات وجرح العديد جراء إطلاق القوات القمعية الذخيرة الحية على المتظاهرين، وبينهم شبان تتراوح أعمارهم بين 12 و 14 سنة. هناك العديد من الأمثلة على العنف الإجرامي، كما حدث خلال المظاهرات القوية في السنغال في مارس 2021 ضد الاعتقال التعسفي لأحد المعارضين للنظام الرجعي لماكي سال، من أجل الدفاع عن الحريات الديمقراطية وتحسين ظروف الحياة. وفي مالي، كان الشباب في طليعة حركات التمرد ضد النظام الدمية والفاسد لإبراهيم بوبكر كيتا والسيطرة الإمبريالية، ولا سيما فرنسا. وقد شهدت هذه النضالات إيقاف زخمها بسبب الانقلاب العسكري.
في بوركينا فاسو، ينفذ نظام "حركة الشعب من أجل التقدم " (MPP) بقيادة روش كابوري، مع وجود فرق الموت في خدمته، تهديدات بالقتل واغتيالات تستهدف النشطاء والديمقراطيين والثوار. وقد تم إعدام ناشطين من منظمة الشبيبة الديمقراطية فهد سيسي وحماة باليما ببرود في ولاية ياغا إثر تهديدات بالقتل من قبل السلطات المحلية وعناصر معينة من قوات الدفاع والأمن.
إن نضالات الشباب الشعبي هذه هي في الأساس نضالات ضد النظام الاستعماري الجديد الفاشل. إنها تتخذ بعدًا مناهضًا للإمبريالية على الرغم من طبيعتها العفوية في العديد من المناسبات. إنها بحاجة إلى القيادة بعيدة النظر لحزب الطبقة العاملة لتجنب احتوائها من قبل المنظمات الإصلاحية والانتهازية من جميع الأطياف أو السطو عليها من قبل فصائل البرجوازية الرجعية. فحركة الشباب من أجل توجه ديمقراطي عادل مناهض للإمبريالية وثورية تحتاج إلى قيادة حزب الطبقة العاملة الماركسي اللينيني.
وقد عمل الحزب الشيوعي الثوري الفولتايي (PCRV) منذ تأسيسه في 1 أكتوبر 1978 بلا كلل من أجل تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي في فولتا العليا (UJCHV) في 1 أكتوبر 1980. وقد ترجم ذلك بوضوح في برنامجه بقوله: "يكافح الحزب الشيوعي الثوري الفولتايي، وسوف يناضل بكل قوته ليجمع بين زخم الشباب وتطلعاته الثورية مع زخم وتطلعات الطبقة العاملة لتعليمها وقيادتها - من خلال المعارك الطبقية والنضال ضد الإصلاحية التحريفية بكل أشكالها والانتهازية والوظيفية - على الطريق الصحيح الذي يؤدي إلى التحرر الوطني والاجتماعي ". UJCHV هو الذراع اليمنى للحزب ويحمل بديل الحزب داخل طبقات الشباب المختلفة في بلدنا (شباب الطبقة العاملة، الفلاحون، التلاميذ، الطلاب، الشباب االعامل من مختلف القطاعات، الشباب من القطاع غير المهيكل، التلاميذ والطلاب). مع اتحاد الشباب الشيوعي، يجب على الشباب الشعبي أن يضع نضاله في منظور الثورة الوطنية والديمقراطية والشعبية (RNDP). يقود UJCHV العمل لمساعدة الشباب على ملاءمة برنامج العمل السياسي من أجل التغيير الثوري الذي اقترحه PCRV في دعوته للشعب والشباب الشعبي للتنظم معه "لطرد الإمبريالية على وجه الخصوص الفرنسية، والإطاحة بالطبقات والشرائح الاجتماعية التي تشكل قاعدة دعمها في بلدنا، وتدمر جهاز الدولة الاستعمارية".
وينطبق هذا البديل أيضًا على شعوب منطقة الساحل والصحراء الواقعة في غرب إفريقيا في مواجهة هجمات الجماعات الإرهابية الجهادية والتدخلات العسكرية واحتلال القوات العسكرية للقوى الإمبريالية لأراضيهم. وهو ما يجعل من الضروري تطوير تضامن النضال بين الشعوب والشباب الشعبي في غرب إفريقيا من خلال مبادرات مثل أيام مناهضة الإمبريالية في غرب إفريقيا.

الحزب الشيوعي الثوري الفولتايي (بوركينا فاسو)
أفريل 2021



#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يستعيد يوم الفاتح من ماي مغزاه الحقيقي؟
- في الأول من مايو / أيار، فلنخض معركتنا في كل العالم من أجل ت ...
- قبل مائة عام خلت، ولدت أول خلية شيوعية في تونس
- المرأة العاملة في تونس وجدلية الحضور والغياب في الحركة النقا ...
- نداء الكومونة لا يزال يحتفظ براهنيته
- بيان الحزب الشيوعي الثوري بكوت ديفوار (PCRCI ) بخصوص نتائج ا ...
- الوضع الدولي ومهام الماركسيين اللينينيين
- نداء الندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية إل ...
- ما الذي يعيق مساهمة العاملات الزراعيات في المسار الثوري في ت ...
- البيان الختامي للجلسة العامة السادسة والعشرين للندوة الدولية ...
- راهنيّة البديل الاشتراكي في مدوّنة حزب العمّال التونسي
- قيام منظومة ثورية ممكن وضروري / ترجمة مرتضى العبيدي
- مغامرة الكتابة وكتابة المغامرة*
- سقوط حكومة الفخفاخ وتداعياته على المشهد السياسي بتونس
- لهيب المواجهة في ملحمة الحوض المنجمي*
- الانفجار الاجتماعي في قلب النظام الرأسمالي الإمبريالي
- إفريقيا بين الأمن الغذائي المفقود والإصلاح الزراعي المنشود
- هل تستقيم الفلاحة التونسية وعمودها الفقري أعوج؟
- الحكومات العميلة في أمريكا اللاتينية لا تختلف عن مثيلاتها في ...
- وباء الكورونا: ماذا عن البلدان الإفريقية؟


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مرتضى العبيدي - نضالات الشباب الشعبي في منطقة الساحل والصحراء ضد التدخلات العسكرية للقوى الإمبريالية: رفض للهيمنة الاستعمارية الجديدة (ترجمة).