أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مرتضى العبيدي - الوضع الدولي ومهام الماركسيين اللينينيين















المزيد.....



الوضع الدولي ومهام الماركسيين اللينينيين


مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6837 - 2021 / 3 / 11 - 22:37
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مقرّر صادر عن الدورة 26 للندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية

ترجمة مرتضى العبيدي

I- التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لوباء فيروس كورونا
1ـ تميز عام 2020 بظهور جائحة فيروس كورونا واندلاع أزمة اقتصادية عالمية جديدة للرأسمالية ؛ على الرغم من أن السبب الرئيسي وراء الأزمة هو التناقضات المتأصلة في الرأسمالية، إذ أن نمو الإنتاج الرأسمالي كان أسرع من حركة الأسواق، إلا أن احتمال حدوثها كان توقعه عديد المحللين منذ عام 2018 ، فجاءت متزامنة مع الوباء الذي ساهم في تعميقها وتطوّرها.
1.1 ـ في عام 2019، انخفض نمو الإنتاج الصناعي العالمي، مقارنة بالعام السابق، من 3.1٪ إلى 0.9٪، وانخفضت التجارة من 3.4٪ إلى -0.4٪. على الرغم من هذا الانكماش بنسبة 0.4٪ في التجارة العالمية ، ظل نمو الإنتاج الصناعي إيجابيًا، حتى وإن انخفض بنسبة نقطة مئوية. لكن ظهرت بوادر ركود اقتصادي. فأوروبا، على سبيل المثال، دخلت فترة من الركود وتراكمت فيها بوادر الأزمة. وشهدت أسواق الأسهم العالمية تقلبات، لكن التأخير الأول بدأ في الربع الأول من عام 2020 مع انتشار الوباء.
1.2 ـ مع تفشي الوباء، انخفض الإنتاج الصناعي العالمي بنسبة 3.8٪ و 6.6٪ في الربعين الأول والثاني على التوالي؛ وأعقب هذا الانخفاض انخفاض بنسبة 2.7٪ و 12.2٪ في التجارة العالمية. وفي عام 2020، عندما لم يكن هناك أي استثمار جديد وكان استخدام كامل المقدّرات منخفضًا على نطاق واسع، انخفض حجم التجارة العالمية بنسبة 5.3 ٪ والإنتاج الصناعي بنسبة 4.2 ٪ مقارنة بالعام السابق - نمو سلبي.
2ـ وعلى الرغم من أن الوباء ليس سبب هذه الأزمة، إلا أنه زادها اتساعا وعمقا. فقد أثر الوباء بسرعة كبيرة على جميع البلدان تقريبًا وجميع القطاعات الاقتصادية في نفس الوقت، وزاد من تدمير المكون الرئيسي للقوى المنتجة، القوة العاملة، وهي ظاهرة متأصلة في النظام الرأسمالي. وعلى أرض الواقع، أدى ذلك إلى إغلاق المؤسسات على نطاق واسع (تم إغلاق 1.6 مليون شركة) وتسريح جماعي للعمال. فوجد الملايين من الرجال والنساء أنفسهم عاطلين عن العمل، مع أجور مخفضة للبعض وبدون أجور للآخرين، وبدون ضمان اجتماعي أو أيّ ضمان للمستقبل، لأن الرأسماليين يتراجعون كذلك على مكاسب الطبقة العاملة والحقوق الاجتماعية المنتزعة بالنضال. وبالتالي، زاد عدد العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة على سبيل المثال بمقدار 10 ملايين شخص بعد ستة أسابيع فقط من تفشي الوباء (خلال أزمة عام 2008، لم تبلغ الولايات المتحدة هذا الرقم إلا بعد مرور 18 شهرًا). ففي مذكرة حول واقع سوق الشغل نُشرت في أبريل 2020، أفادت منظمة العمل الدولية (ILO) أنه من بين يد عاملة عالمية نشطة يبلغ تعدادها 3.3 مليار شخص، تأثر 81٪ (2.67 مليار شخص) بالإغلاق الكلي أو الجزئي لأماكن العمل، من خلال جعل ساعات العمل أكثر مرونة وبتخفيض الأجور. وحذرت منظمة العمل الدولية من أن "الوباء له تأثير كارثي على وقت العمل والدخل، على نطاق عالمي" ، مقدرةً أن آثار هذا الوباء أكبر بكثير من آثار الأزمة الرأسمالية في 2008-2009.
3ـ من ناحية أخرى، زادت بعض القطاعات الرأسمالية، وخاصة تلك المرتبطة بالاتصالات، من ثرواتها بطريقة فاضحة. وزاد أكبر 12 مليارديراً في وول ستريت ثرواتهم بنسبة 40٪ منذ بداية الوباء.
4 ـ ولم يسلم صغار المنتجين من الأزمة أيضا، إذ تأثر الكثير منهم أثناء الوباء، ناهيك عن جزء كبير من العمال في القطاع غير الرسمي: ففي بداية الحجر والإغلاق ، فقد نصف السكان العاملين في العالم – وجميعهم من العمال غير الرسميين ـ (1.6 مليار من جملة 3.3 مليار عامل) فقدوا 60٪ من دخلهم (وسجل العمال في إفريقيا والأمريكتين انخفاضًا يصل إلى 80٪).
5 ـ علاوة على ذلك، وكما في أي أزمة، فإن الضحايا الرئيسيين هم العمال والشعوب، إذ نزل 256 مليون شخص إلى مستوى الفقر المدقع. ومن بين نتائجها أيضا ، ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي من 149 مليونًا قبل أزمة كوفيد -19 إلى 270 مليونًا أثناء الوباء، وشمل ذلك بالخصوص سكان البلدان التابعة التي سجلت زيادة رهيبة في الفقر والفقر المدقع. لقد أظهر الوباء أن جزءًا كبيرًا من سكان هذه البلدان لم يعد بمقدورهم تلبية احتياجاتهم الأساسية بسبب فقدان موارد رزقهم الهشة أصلا.
6ـ وتجدر الإشارة إلى أن الجائحة حلّت في وقت وجدت فيه المنظومة الصحية ـ بحكم تهميشها وتدميرها بفعل سياسات الخصخصة النيولبرالية ـ نفسها عاجزة عن الاستجابة لطلبات العلاج الملحّة لعدد متزايد من السكان وخاصة الأكثر فقرا منهم. وبالفعل، فقد أثرت التداعيات الصحية والاجتماعية للأزمة بشكل رئيسي على الفقراء الذين سرعان ما شعروا بوطأة إغلاق المؤسسات وتعليق جميع أنواع الأنشطة لفترات تقصر أو تطول وبنتائج الحجر الصحي لجميع السكان تقريبًا. وقد ساعد ذلك على الكشف عن الوجه الحقيقي للسياسة الاجتماعية للحكومات البرجوازية في جميع أنحاء العالم، إذ تم التخلي عن الفئات الأكثر هشاشة من السكان، مثل كبار السن وفاقدي السند وذوي الاحتياجات الخاصة.
7ـ كما تجدر الإشارة أيضا إلى أن النساء العاملات أثناء الجائحة، زيادة على كل أشكال الاستغلال التي كنّ عرضة لها، تعرّضن إلى كمّ متزايد من العنف داخل العائلة وفي أماكن العمل كما في المجتمع. وإذا كانت تدابير الحجر تساعد على الحد من انتشار الفيروس، فإن النساء والفتيات ضحايا العنف المنزلي عُزلن بشكل متزايد عن الأشخاص والموارد التي يمكنها مدّ يد المساعدة إليهن. وفي الوقت الذي استنزف فيه انتشار الوباء إمكانيات المنظومة الصحية، بلغت الخدمات الأساسية الخاصة بضحايا العنف المنزلي مثل الملاجئ والخطوط الهاتفية لمراكز الإنصات والنجدة إلى أقصى طاقتها.إذ تشير الإحصائيات إلى أن واحدة من كل ثلاث نساء في العالم تواجه عنفًا جسديًا أو جنسيًا بشكل رئيسي من الشريك الحميم. ويعتبر العنف ضد النساء والفتيات انتهاك لحقوق الإنسان.
8 ـ ولأول مرة في التاريخ الحديث، حُرم مئات الملايين من الأطفال من الالتحاق بالمدارس لفترة طويلة من الزمن بسبب الحجر. وحتى بعد إعادة الافتتاح الجزئي، تواصل تدهور الحالة النفسية والاجتماعية لهؤلاء الأطفال. ولم يكن طلاب المدارس الثانوية والكليات أفضل حالا. فقد فرض عليهم الحجر والعزلة التي تسببت لهم في مشاكل نفسية جماعية، وعرّضت مستقبلهم لخطر جسيم، ناهيك عن تزايد البطالة بين الشباب الوافدين إلى سوق الشغل. هذه الزيادة، وكذلك اللامساواة الاجتماعية القائمة في معظم البلدان، دفعت العديد من الشباب إلى التنديد بالوضع الذي يفرضه عليهم المجتمع والإعلان عن رفضهم بأن يكونوا ضحايا الأزمة.
9 ـ على الصعيد الاقتصادي ، تسبب توقف حركة الأشخاص والبضائع بين البلدان وإغلاق الحدود البرية والجوية والبحرية لمكافحة انتشار الفيروس في إلحاق ضرر شديد ليس بالتجارة الدولية فحسب، بل وأيضاً بالاقتصاد عموما، والسياحة المحلية والدولية ، وكذلك القطاعات ذات الصلة (الحرف والخدمات وغيرها)، مع تداعيات اجتماعية هائلة، إذ تم اللجوء إلى تقييد التنقل حتى بين المناطق داخل نفس البلد.
10 ـ لقد تعطلت سلاسل التزويد العالمية وانخفضت الصادرات بشكل كبير بسبب الافتقار إلى الاحتياطيات الاستراتيجية لضمان استمرارية العمل؛ إذ تقوم العولمة على ما يسمى بسلاسل "في الوقت المناسب" (just in time)، التي تتكون من شبكة نقل لا تتوقف نظريا عن العمل في أي ظرف، لكن اتضح أن الآليات الموضوعة لضمان استمرارية الإنتاج في جميع الظروف لم تكن موجودة وأن العمل عن بعد لا يمكن أن يضمن تشغيل المحركات الحقيقية للإنتاج. فتم تسجيل خسائر فادحة في جميع القطاعات الاقتصادية ، ولا سيما في قطاع الطاقة، الذي هبطت أسعاره قبل انتشار الوباء إلى مستويات لا يمكن تصورها. وينطبق الشيء نفسه على النقل الجوي الذي يعاني من خسائر فادحة.
11 ـ بلغ الدين العام أعلى مستوى له منذ الحرب العالمية الثانية، ومثل جزء كبير منه ديون الشركات متعددة الجنسيات. ومن ناحية أخرى، يتم استخدام مليارات الدولارات لأغراض المضاربة في أسواق الأوراق المالية والملاذات الضريبية. ومع تقلص النشاط الاقتصادي، بدأت الشركات تصطفّ أمام البنوك ليتم إنقاذها. بالإضافة إلى ذلك، أصبح الفساد ظاهرة منتشرة لم تنجُ منها حتى الموارد المخصصة لمكافحة الوباء، إذ تقدر الخسارة في هذا الباب بمبلغ 1.3 تريليون دولار.
12 ـ تأثرت البلدان التابعة بشدة من جراء اعتمادها على رأس المال المالي الدولي. لقد ذهب البنك العالمي وصندوق النقد الدولي إلى حد اقتراح تعليق سداد ديون بعض هذه البلدان وقاموا بتعبئة الأموال لهذا الغرض. لكن السياسيين الأثرياء أجبروا نادي باريس (الدائنين الرسميين) ونادي لندن (الدائنين الخواص) على رفض أي تأجيل أو إلغاء كبير لديون دول الجنوب، وذلك لضمان سلامة الهيكلة الأساسية للعبودية الناتجة عن الديون.
13 ـ اتخذت حكومات البلدان الإمبريالية إجراءات إنقاذ لصالح الاحتكارات من أجل تجنب الإفلاس . ومع تطور الوباء العالمي، خصصت الحكومات مرة أخرى مبالغ كبيرة من المال لحماية مصالح رأس المال، بينما خفضت البنوك المركزية - مثل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي - سعر الفائدة لتوفير السيولة لأسواق الأسهم.
14 ـ سياسيًا، نشهد تدخلًا متزايدًا من الدولة، حتى في أكثر الدول ليبرالية، لاحتواء انتشار الفيروس، ولكن أيضًا لفرض الإغلاق الشامل وانتهاك بعض الحقوق الأساسية. ففي الهند، على سبيل المثال، كما هو الحال في العديد من البلدان الأخرى، سحبت الحكومة القوانين التي تحمي العمل وأطالت يوم العمل، كما هو الحال في ألمانيا حيث تم سن قانون لتمديد يوم العمل إلى 12 ساعة في بعض القطاعات ذات الصلة بالصحة. وفي البرازيل وجنوب أفريقيا، أصبحت عمليات طرد أفقر العمال والفلاحين من أراضيهم أو منازلهم ممارسة شائعة.
15 ـ أثبتت المجموعات الإقليمية الكبيرة مثل الاتحاد الأوروبي أنها غير قادرة على اعتماد سياسة مشتركة في مواجهة الوباء. على سبيل المثال، لم يتمكن الاتحاد الأوروبي من مساعدة إيطاليا المتضررة من انتشار الفيروس. وهذا يؤكد الفكرة السائدة بين الناس بأن هذا الاتحاد ليس أكثر من كارتل لرأس المال والشركات متعددة الجنسيات، بعيدًا عن كونه اتحادًا لشعوب أوروبا. بعد الموجة الأولى، تحرك الاتحاد الأوروبي لتوفير رأس المال تمشيا مع مشروعه الإمبريالي، وركزت دول الاتحاد في سياساتها على السعي وراء الربح من أجل رأس المال بدلاً من التركيز على صحة وحياة الطبقة العاملة والشعوب بشكل عام. وقد هب العديد من المراقبين إلى حد توقع انهياره الوشيك.
16 ـ في العديد من البلدان، فرضت البرجوازية "حالة طوارئ صحية" تقيد بشدة الحريات الديمقراطية. وتعددت قوانين الطوارئ، وأصبحت القرارات تتخذ في "مجالس مضيّقة"، وتم تعزيز صلاحيات ومهام قوات المراقبة والقمع. وأصبح عنف الشرطة ظاهرة شائعة، كما أصبحت الدولة البوليسية هي النموذج. في العديد من البلدان، يتزايد الهوس بالعمل بسبب الوباء، مما أدى إلى ظهور حركات احتجاجية قوية ينشط فيها الشباب على وجه الخصوص، وكذلك النقابيين وقطاعات أخرى مثل المحامين والمدرسين والعاملين في المجال الثقافي.
17 ـ أظهر الوباء أن الدول والحكومات لا تهتم كثيرا بـ "التضامن الدولي"، بل إن هذا المصطلح لا يعدو أن يكون لديهم مفهوما أجوف. وحتى المساعدات التي تلقتها بعض البلدان، فإنها لم تأت في إطار التحالفات التقليدية أو ضمن نفس التجمع الجغرافي أو السياسي، بل وجب النظر إليها من منظور مستقبل العلاقات الدولية. هكذا نفهم المساعدات الضخمة التي قدمتها الصين وروسيا لإيطاليا وإسبانيا والعديد من الدول الأفريقية. لذلك كانت المساعدات الدولية مناسبة إضافية للصراع الامبريالي من أجل النفوذ بين القوى العظمى.
18 ـ استخدام الأزمة البيئية لإنقاذ الرأسمالية: هناك توجّه لحصر "الأزمة البيئية" في "تغير المناخ" وتقديم "الرأسمالية الخضراء" أو - على وجه الدقة - "الصفقة الخضراء الجديدة" (Green New Deal ) كحلّ للأزمة ". هذه "الصفقة الخضراء الجديدة" هي ببساطة استخدام الأموال العامة لضمان انتقال شركات الطاقة الخاصة من الكربون إلى الوقود المتجدد، دون التفكير في عمال مناجم الكوبالت والليثيوم والمعادن الأخرى اللازمة للبطاريات وشاشات التكنولوجيا الخضراء، ولا في تأثير هذه السياسة على العديد من القطاعات الأخرى، بما في ذلك قطاع النفط.
19 ـ إذا كانت الأزمة قد أظهرت شيئا، فهو أن جميع الإجراءات التي اتخذتها الحكومات في ذلك الوقت لم تهتم كثيرا بصحة مواطنيها بل كانت تهدف فقط إلى حماية رأس المال ونشاط الشركات والبحث عن أسرع السبل لعودة الإنتاج والأرباح، بغض النظر عن العواقب على صحة العمال وحياة الإنسان.
II ـ اشتداد حدة الصراعات بين القوى الامبريالية
20 ـ يتسم النظام الرأسمالي العالمي باشتداد الصراعات بين القوى الامبريالية. فنجد الإمبريالية الأمريكية اليوم في صراع مفتوح مع العديد من المنافسين الإمبرياليين في نفس الوقت، وليس فقط مع الصين. إذ لا تزال الصراعات تضع وجها لوجه الولايات المتحدة مع خصومها الكلاسيكيين مثل الاتحاد الأوروبي وفدرالية روسيا واليابان. إن التوازنات السياسية والاقتصادية الهشة تتعرض بالفعل للاضطراب بشكل متزايد. ويُفرض الموت السريري على المعاهدات والاتفاقيات متعددة الأطراف المبرمة في إطار منظمة التجارة العالمية. وقد لجأ الطرفان الأمريكي والصيني إلى الإجراءات الحمائية من خلال فرض رسوم جمركية عالية، وساد منذ عام 2017 منطق الحرب التجارية. ولا يقتصر هذا على الحرب الصينية الأمريكية، بل يمتد إلى التجمعات الاقتصادية الأخرى، مثل الاتحاد الأوروبي الذي يجد نفسه هو أيضا في صراع مع الولايات المتحدة والصين. وفجأة، تمّت العودة إلى إبرام المعاهدات الثنائية في ظل عدم تنفيذ الاتفاقات المتعددة الأطراف المبرمة في إطار منظمة التجارة العالمية. فأبرمت الصين اتفاقيات تجارة حرة في عديد بلدان من آسيا ومع الاتحاد الأوروبي. لذلك تأثرت التجارة العالمية بهذه الحرب. لكن هذا لا يمنع الصين من الاستمرار في تصدير رؤوس الأموال والسلع ومنح القروض والقيام باستثمارات على نطاق واسع في العديد من مناطق العالم، بما في ذلك أمريكا اللاتينية، والتي كانت تعتبر حتى وقت غير بعيد الحديقة الخلفية للولايات المتحدة، وهي لا تعير اهتماما لطبيعة الأنظمة التي تتعامل معها.
21 ـ في خضم هذه التناقضات الإمبريالية، تعجّل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو تعبير عن التناقضات بين قطاعات البرجوازية في المعسكرين (بريطانيا / باقي دول الاتحاد الأوروبي)، وعن مصلحة الولايات المتحدة الباحثة عن تحقيق تأثير أكبر في اقتصاد المملكة المتحدة.
22ـ ولهذه التناقضات مظاهر مختلفة، من بينها سباق التسلح المحموم. فوفقًا للتقرير السنوي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) ، الذي تم تقديمه في افتتاح مؤتمر ميونيخ للأمن، ارتفع الإنفاق العسكري بنسبة 4 ٪ في عام 2019، وهي أكبر زيادة في العقد الماضي. في افتتاح هذا الاجتماع السنوي، دق الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير ناقوس الخطر قائلا: "عاما بعد عام ، نحن نبتعد عن هدف التعاون الدولي لخلق عالم سلمي". وأعرب عن أسفه لأن "فكرة التنافس بين القوى العظمى [...] تتغلغل في واقع الكوكب بأسره. ويجب أن يضاف إلى ذلك وفاة معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى (INF) في العام الماضي - والتي يتراوح مداها بين 500 و 5500 كيلومتر - بين الولايات المتحدة وروسيا ، والانقراض المحتمل لمعاهدة "نيو ستارت" (New Start) بشأن الأسلحة العابرة للقارات في عام 2021، الأمر الذي يهدد بزعزعة النظام الدولي. كما يؤكد معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) نفس النتائج إذ يقرّ أن سباق التسلح لم يكن بهذه الحدة منذ عشر سنوات، وأن إجمالي الإنفاق العسكري العالمي وصل إلى 1917 مليار دولار في عام 2019، حسب آخر البيانات، وأن أكبر ميزانيتين عسكريتين في العالم، ميزانيتي الولايات المتحدة (685 مليار دولار) والصين (181 مليار دولار)، تواصلان النمو بآطّراد، مع زيادة كلا البلدين بنسبة 6.6٪ في عام 2019 مقارنة بـ 2018. وقد زاد الإنفاق الأمريكي وحده بمقدار 53.4 مليار دولار في العام الماضي. وقال مدير المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية: "في أوروبا، تستمر المخاوف بشأن روسيا في تغذية نمو الإنفاق بزيادة قدرها 4.2٪ عن 2018"، شعور يعززه الخوف من انسحاب أمريكا التي أصبحت تركز بشكل متزايد على منطقة آسيا والمحيط الهادئ. تقوم القوى الإمبريالية بتسليح نفسها وإجبار حكومات البلدان التابعة على المشاركة في هذه اللعبة العسكرية، وإثارة حروب محلية رجعية، وحروب احتلال، كما يحدث في سوريا و اليمن و ليبيا، من أجل توسيع مناطق نفوذها أو الحفاظ عليها.
23ـ تشعر واشنطن بقلق متزايد إزاء الحشد الهائل والمتسارع للقوة العسكرية للصين، عززتها المخاوف من طموحات بكين لتطوير أسلحة تفوق سرعة الصوت، والتي يمكن أن تحبط الدفاعات المضادة للصواريخ. وبينما تعزز الصين وجودها العسكري في المحيط الهادئ، تقوم السفن الحربية الأمريكية بدوريات عدوانية في منطقة البحر الكاريبي والخليج العربي وبحر الصين الجنوبي. بعبارة أخرى، اهتز الهيكل العام للإمبريالية ، وليس من المتوقع أن يتبدد التوتر في وقت قريب في البؤر التقليدية (الشرق الأوسط ، الخليج الفارسي، أمريكا اللاتينية، بحر الصين، المحيط الهادئ ...)، بل على العكس من ذلك، من المرجح أن تظهر بؤر توتر جديدة في أي وقت.
24ـ بعد تأكيد انتصاره في الانتخابات الأخيرة في تشرين الثاني / نوفمبر ، كان الرئيس جو بايدن حازما في إعلانه أن "الولايات المتحدة عادت إلى التعددية ". إنها تسعى إلى إعادة بناء هيمنة الإمبريالية الأمريكية، مع استعادة العلاقات مع المراكز الإمبريالية الأخرى التي كانت ضعيفة في ظل رئاسة دونالد ترامب. وتحدث عن زيادة التركيز على المنافسة مع الصين وروسيا، وإعطاء الاهتمام اللازم لتقوية تكتل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي داخل الناتو.
25ـ ومن مظاهر هذه المنافسة كذلك النزاع للسيطرة على القطب الشمالي، ولا سيما غرونلاند ( Groeanland) وجزر باروي (Paroy)، حتى أن صلف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ذهب إلى حد طلب شراء غرونلاند.
26ـ ينبغي أن نولي الاهتمام اللازم إلى مسألة تركيز رأس المال في قطاع التكنولوجيا. فهي تثير القلق على مستويين: أولاً، تولد فقاعة أصول مضاربة تركز على شركات التكنولوجيا الفائقة، وثانيًا ، تنشر تأثير الرأسمالية العالمية في جميع أنحاء العالم وتسمح بالتحكم في البيانات التي تُستخدم في توجيه الناس.
27ـ إن النمو المتسارع للمنصة الرأسمالية - حيث تشكل الأنشطة الاقتصادية ، المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمنصات الإنترنت، فرصة لجمع وتحليل "البيانات الضخمة" التي يمكن على أساسها خلق منطق جديد للاستهلاك.
28ـ تزداد التناقضات بين القوى الإمبريالية حدة. فلم يعد مثلا الإبقاء على العقوبات ضد فنزويلا وإيران يحظى بإجماعها. فينضم الاتحاد الأوروبي إلى الصين وروسيا في إدانة الموقف الأمريكي الذي يشكل انتهاكًا لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن. كما أن قرارات الأمم المتحدة بشأن فلسطين تنتهك من قبل الأمريكيين، وتطالب "صفقة القرن" الدول العربية بـ "التطبيع" مع الكيان الصهيوني وإقامة علاقات دبلوماسية معه، متجاهلة الحقوق التاريخية المشروعة للشعب الفلسطيني. لكن علينا أن لا ننسى أن القوى الإمبريالية الكلاسيكية لم تفقد أيًا من عدوانيتها ولا تزال نشطة للغاية في مناطق معينة من العالم، مثل الإمبريالية الفرنسية في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، في منطقة الساحل والصحراء ، كما يتضح ذلك من تدخلاتها الأخيرة في مالي ولبنان في خضم الأزمة. كما أن دولا أخرى تستغل هذه الصراعات لتثبت نفسها كقوى إقليمية، مثل تركيا، التي تدخلت لسنوات في سوريا وليبيا ومؤخراً في الصراع بين أذربيجان وأرمينيا.
29ـ إن "الحرب على الإرهاب" لم تتضاءل، بل على العكس، فهي ذريعة للتدخلات الإمبريالية في بعض بلدان العالم، ولا سيما في أفريقيا. إن القوى الإمبريالية العظمى، المنخرطة في هذه الحروب، مسؤولة عن مقتل آلاف المدنيين وتدمير البلدان التي تتدخل فيها، وتسعى أحيانًا إلى خوض هذه الحروب القذرة بالوكالة بالاعتماد على عصابات محلية في تلك البلدان. إن من بين نتائج هذه الحروب زيادة غضب شعوب هذه البلدان ضد الجيوش الأجنبية والدعوة إلى رحيلها.
30ـ إن البرجوازية الاحتكارية تكثف بحثها عن مخرج للأزمة لضمان استدامة هيمنتها. وكما أشرنا في مقرّر سابق للندوة (صدر في يونيو 2020)، فإنها أمام سيناريوهين محتملين: إما أن تنجح في الحفاظ على خيارها الرئيسي وهو النموذج الليبرالي الجديد للاستغلال الرأسمالي، مع هيمنة السوق باعتباره المنظم الرئيسي للاقتصاد والنشاط الاجتماعي، وبالاعتماد على رأس المال المالي باعتباره المستفيد الرئيسي، وفي هذه الحالة، لا ينبغي استبعاد لجوئها إلى الأشكال الفاشية للسيطرة السياسية ؛ وإما أن يلجأ رأس المال إلى سياسات كينيزية جديدة، تمنح دورا أكبر للدولة في الاستثمار وفي تعديل النشاط الاقتصادي، مع منح بعض الفُتات للطبقة العاملة والشعب عامة. يبدو أن هذا ما يفضله مؤسس منتدى دافوس ورئيسه الدائم، الاقتصادي الألماني كلاوس شواب، الذي يقترح "إعادة التهيئة الكبرى" (The Great Reset). على أية حال، فهم يريدون بأي ثمن استبعاد البديل الثالث المحتمل، وهو احتمال تطور الخيار الثوري، البديل الذي نعمل من أجله و نسعى إلى التموقع ضمنه كأحزاب ماركسية-لينينية.
III ـ المقاومة الشعبية ومهام الماركسيين اللينينيين
31ـ خلال جلستنا العامة الأخيرة (نوفمبر 2019)، رحبنا باستمرار الاحتجاجات الشعبية (إكوادور، فرنسا، السودان، لبنان، العراق، الجزائر، تشيلي، إلخ) التي كانت تبشر بما سيكون عليه العام المقبل. وبالفعل حدثت في الولايات المتحدة، بين مارس وأبريل، حركة إضرابية كبرى شملت مؤسسات عملاقة مثل أمازون، هول فود، وجنرال إلكتريك. وفي أوائل عام 2020، قبل الوباء وفي الهند، شارك 250 مليون عامل في إضراب عام، وأعادوا الكرّة من جديد في نهاية نوفمبر. إن هذه النضالات لا تتوقف أبدًا، بل هي تنمو وتتعزز، ولا توجد منطقة في العالم بمنأى عنها. وقد تحدث بعض المراقبين عن موجة ثانية تبشر بعقد جديد من الحركات الشعبية الكبيرة وربما بسيرورات ثورية جديدة. ومثلها مثل حركات العقد الماضي، فإن الاحتجاجات الجديدة تدين العواقب الوخيمة للسياسات النيوليبرالية، والفشل الهيكلي في جميع مجالات الحياة، وتطالب بتعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ولكن أيضًا بمنح الحريات الديمقراطية التي اغتصبتها الأنظمة التسلّطية والديكتاتورية. وبدون أي تنسيق فيما بينها، نجد نفس المطالب المعلنة في كل مكان: إدانة ارتفاع تكلفة المعيشة، والبطالة، وعدم المساواة الاجتماعية والإقليمية، وسياسات التقشف، والصعوبات في الوصول إلى الخدمات الاجتماعية (التعليم، والصحة، وتغطية الضمان الاجتماعي)، والفساد والمحسوبية وقمع الاحتجاج الاجتماعي بسبب انتشار الأنظمة البوليسية.
32ـ هذه الحركات تضم فئات اجتماعية مختلفة، تتزايد تتزايد وتتنوع يوما بعد يوم: الطبقة العاملة والجماهير الكادحة، والموظفون، والعمال غير المستقرون، وعناصر الطبقات الوسطى الفقيرة، والطلاب، والنساء، والخريجون العاطلون عن العمل، والطبقة العاملة المدينية، وقطاعات السكان الأصليين، لا سيما بالمناطق الريفية في أمريكا اللاتينية. ما يحركهم هو تدهور أوضاعهم المعيشية وهم يحمّلون الدولة المسئولية عن ذلك، ويتهمونها بالخضوع لأوامر المؤسسات المالية الدولية، بينما قادت هذه الإملاءات العديد من الدول التابعة إلى الإفلاس والفشل. أما في البلدان المتقدمة، تكتسب مشاركة الطبقة العاملة والموظفين في القطاعات المرتبطة بالإنتاج بشكل عام أهمية متزايدة في الحركات النقابية والاجتماعية ؛ نفس العمال في القطاع العمومي، ولا سيما في الصحة والنقل العمومي وغيرهم، الذين قاوموا لسنوات التفويت في هذه القطاعات الأساسية للجماهير العاملة وضد خصخصتها، نجدهم يتصدرون الحركات الاجتماعية والنقابية.
33ـ إذا استثنينا الإضرابات العمالية، هناك تشابه في وسائل النضال الجماهيري: المظاهرات، احتلال الفضاءات العامة، عرقلة الأنشطة الاقتصادية أو مقار السلطة العامة، العصيان المدني، إلخ. وفي نمط تنظيمها: المجالس القطاعية والمحلية، غالبًا على مستوى المقاطعات، والتي تعزز المشاركة المباشرة والتضامن الشعبي والتشبيك. في بعض الحالات، تعبر هذه الحركات عن عدم الثقة بالأحزاب السياسية وحتى بالنقابات أو الجمعيات ؛ في حالات أخرى، تتعاون معها دون إعطائها الفرصة للتأثير على قراراتها. إنهم يعتبرون هذه الأشكال من التنظيم قد عفا عليها الزمن وغير قادرة على تعبئة الجماهير. كما أن وسائل الاتصال المفضلة لديهم مع جمهورهم المستهدف هي الشبكات الاجتماعية والتقنيات الحديثة.
34ـ إذا كان الوباء قد أثر على هذه التحركات في ظل الحصار العام المفروض على السكان كافة، فإننا نشهد منذ عدة أشهر - وعلى الرغم من الموجة الثانية من الوباء - استئنافًا للحركة على الرغم من القمع الذي يحدث في بعض البلدان مثل الجزائر حيث تقام محاكمات رأي ضد نشطاء. ويواصل الشعب الصحراوي نضاله من أجل تقرير المصير بقيادة جبهة البوليساريو. وفي العراق، وعلى الرغم من القمع الدموي (الذي خلف أكثر من 300 قتيل) من قبل الدولة والميليشيات الطائفية، فإن الاحتجاج مستمر. أما في السودان و مالي، فإن تدخل الجيش لمنع تجذر الحركة، والإطاحة بالرئيس المباشر في كلتا الحالتين، فتح الباب لاستئناف الحركة. كما أن العودة التدريجية للحياة إلى طبيعتها بعد الموجة الأولى من الوباء مكنت من تحقيق بعض الانتصارات الجزئية المسجلة هنا وهناك، كما هو الحال في تشيلي، حيث أدت حركة احتجاجية كبرى إلى تنظيم استفتاء فرضت فيه الأغلبية (79℅ من الأصوات) انتخاب جمعية تأسيسية ستكون مهمتها صياغة دستور جديد للبلاد على أنقاض دستور بينوشي سيّء الذكر. أما في بوليفيا فقد مكنت المقاومة الشعبية للانقلاب من إلحاق هزيمة انتخابية مدوية بالرجعيين والمؤيدين للمواقف الإمبريالية والنيوليبرالية. كما شهدت الولايات المتحدة احتجاجًا كبيرًا ضد العنصرية وكراهية الأجانب، امتد إلى دول أخرى، وخاصة الدول الأوروبية، على إثر اغتيال جورج فلويد.
35ـ إن المهام الملقاة على عاتق الماركسيين اللينينيين في جميع أنحاء العالم واضحة: تقوية الأحزاب الموجودة والمنضوية اليوم تحت راية الندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركسيةـاللينينية CIPOML ، والعمل في بلدان أخرى على إنشاء أحزاب جديدة ، وتعزيز العلاقات بالطبقة العاملة وغيرها من القطاعات، والعمل على مراكمة القوى. إن الظروف الموضوعية مواتية اليوم، وإن الدفاع عن سياسة الأحزاب الثورية أسهل للمساهمة في تبديد حالة الحيرة التي تعيشها الجماهير الشعبية الباحثة عن إجابات لصعوباتها اليومية. يجب أن نشرح لها أن الرأسمالية ليست حتمية، وأنها ليست أبدية، وأن البديل الثوري ممكن. يجب أن تكون الدعاية لصالح البديل الاشتراكي على جدول أعمالنا اليوم. علينا أن نكون مستعدين للمشاركة في الحركات الشعبية العفوية، وتنظيم تحركات حول محاور النضال التي بإمكانها توحيد طاقات متعددة، والتي يمكنها أن تجمع كل ضحايا النظام الرأسمالي. يجب أن يكون الشيوعيون في طليعة النضال من أجل الدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للطبقات الكادحة وتعزيزها، من أجل النضال ضد خصخصة الخدمات الاجتماعية (التعليم والصحة والضمان الاجتماعي). هذه المطالب يمكن أن تعزز الأشكال المشتركة للنضال مع القوى الأخرى. ومن هنا تأتي الحاجة إلى العمل على بناء التحالفات وجبهات النضال. مهمة أخرى لا تقل أهمية تقع على عاتق أحزابنا هي الحاجة إلى تطوير النضال الأيديولوجي ضد الأيديولوجية البرجوازية السائدة، ولكن أيضًا ضد كل الأفكار الانتهازية والتحريفية المتسللة إلى صفوف الطبقة العاملة والتي تمنعها من إنجاز مهمتها التاريخية. يجب علينا أيضًا تطوير جميع أشكال التضامن الدولي مع القوى الثورية والتقدمية.
36ـ وفي هذا السياق الدولي، لا تزال سياسة الشيوعيين بخصوص الجبهة الشعبية المناهضة للإمبريالية والمناهضة للفاشية سارية، والتي يمكن أن تتخذ في كل بلد أشكالا مختلفة وفقًا لواقع كل منها، بحثًا عن الاستيلاء على السلطة السياسية. وبالتوازي، علينا التمسك بالنضال ضد الإمبريالية كنظام عالمي في إطار رؤية لا تميز بين الإمبرياليين على أساس أنهم أكثر أو أقل خطورة. فالإمبريالية هي نظام عالمي، وبالتالي فهي هدف لنضال الشيوعيين والثوريين



#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء الندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية إل ...
- ما الذي يعيق مساهمة العاملات الزراعيات في المسار الثوري في ت ...
- البيان الختامي للجلسة العامة السادسة والعشرين للندوة الدولية ...
- راهنيّة البديل الاشتراكي في مدوّنة حزب العمّال التونسي
- قيام منظومة ثورية ممكن وضروري / ترجمة مرتضى العبيدي
- مغامرة الكتابة وكتابة المغامرة*
- سقوط حكومة الفخفاخ وتداعياته على المشهد السياسي بتونس
- لهيب المواجهة في ملحمة الحوض المنجمي*
- الانفجار الاجتماعي في قلب النظام الرأسمالي الإمبريالي
- إفريقيا بين الأمن الغذائي المفقود والإصلاح الزراعي المنشود
- هل تستقيم الفلاحة التونسية وعمودها الفقري أعوج؟
- الحكومات العميلة في أمريكا اللاتينية لا تختلف عن مثيلاتها في ...
- وباء الكورونا: ماذا عن البلدان الإفريقية؟
- هل نجحت البورجوازية في -حجر- روح المقاومة لدى الطبقة العاملة ...
- ستالين والثورة بقلم راوول ماركو/ ترجمة مرتضى العبيدي
- الجيش الأحمر والشعب السوفييتي أنقذا البشرية من النازية/ ترجم ...
- صعود الفاشية في أوروبا ومهام الشيوعيين بقلم كارلوس هرميدا*، ...
- شعب بوليفيا يقاتل ضد الفاشية ترجمة مرتضى العبيدي
- من أجل تثوير عمل الحزب، نص بابلو ميراند* ترجمة مرتضى العبيدي
- بصدد حزب البروليتاريا بقلم بابلو ميراندا / ترجمة مرتضى العبي ...


المزيد.....




- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مرتضى العبيدي - الوضع الدولي ومهام الماركسيين اللينينيين