أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مرتضى العبيدي - صعود الفاشية في أوروبا ومهام الشيوعيين بقلم كارلوس هرميدا*، ترجمة مرتضى العبيدي















المزيد.....

صعود الفاشية في أوروبا ومهام الشيوعيين بقلم كارلوس هرميدا*، ترجمة مرتضى العبيدي


مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6433 - 2019 / 12 / 9 - 04:08
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إن صعود حزب "فوكس" (VOX ) في انتخابات 10 نوفمبر ، سواء من حيث عدد الأصوات أو عدد النواب كقوة سياسية ثالثة في اسبانيا، يجب أن يدعونا إلى تفكير عميق حول ما يحدث في بلدنا على وجه الخصوص وفي أوروبا كلها.
وعلينا أن نتساءل لماذا في حالة الأزمة الاقتصادية، وكلما تدهورت الظروف المادية للطبقات الشعبية ، وانكشفت حقيقة التنظيمات الإصلاحية، تعجز الأحزاب الماركسية اللينينية على استقطاب الجماهير وجذبها إليها في حين تتقدم المنظمات الفاشية أو القريبة من الفاشية بشكل واضح ؟
وللإجابة على هذا السؤال، أورد فيما يلي بعض القضايا التي يجب علينا نحن الشيوعيين تحليلها بعناية، عوض الوقوف عند باب النقاوة الأيديولوجية فحسب.
أولاً ، من الضروري معرفة الواقع المادي للطبقة العاملة، ووضعها الموضوعي، ولكن أيضا الجوانب الذاتية، والعناصر العاطفية والنفسية ، والتي تدخل أيضا في الحسبان، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر قضية الهجرة.
يجب أن ندرك أن الهجرة مسألة معقدة للغاية وهي تؤثر على العمال، والطبقات الشعبية. ولا يمكن معالجتها فقط من خلال إدانة كره الأجانب وعنصرية اليمين المتطرف. إن المهاجرين يعيشون في الأحياء الشعبية ويحدث فيها عدة مرات صدامات اقتصادية وثقافية مع الجيران، إنها حقيقة واقعة. ونحن الشيوعيون، ومن أجل معالجة هذا الواقع، علينا أن ننخرط في مشاكل تلك الأحياء وأن نقترح الحلول، لأنه بخلاف ذلك ـ ونحن نرى ذلك بالفعل منذ سنوات ـ فإن الفاشية هي التي تنتشر بين العمال.
فالقول بأن العمال هم الذين يجب أن يكونوا داعمين للمهاجرين تبقى عبارة فارغة، إذ يتعين علينا شرح المشكلة في مجالس الأحياء والتشهير برجال الأعمال الذين يشغلون المهاجرين بطريقة غير قانونية، ونشرح ذلك لهم، ونحثهم على تنظيم أنفسهم وعلى المقاومة وعلى الاندماج ثقافيا واجتماعيا في المناطق التي يعيشون فيها. الشيء نفسه ينطبق على المهن المنزلية. علينا أن ندعم كذلك احتلال الأراضي الفارغة التي تحتكرها البنوك، لكن علينا معارضة المافيا التي تحتل المؤسسات الاقتصادية.
وعلى الشيوعيين أن يشاركوا مباشرة في النضالات الشعبية، ولا أعتقد أنهم اليوم في إسبانيا يشاركون بعمق في الحراكات المناهضة لعمليات الإخلاء مثلا. هناك طبقة واسعة جدا من البرجوازية الصغيرة وما يسمى بالطبقات المتوسطة في البلدان المتقدمة، نحن بحاجة للوصول إليهم. هل نعرف كيف نفعل ذلك؟ هل نعرف حقا الأوضاع الاقتصادية للمهندسين والأطباء أو التجار الصغار؟
وعقلياتهم؟ أن نشرح لهذه القطاعات الاجتماعية ما هي الشيوعية يبقى مسعى عقيما إذا كانوا لا يعرفوننا في الحياة اليومية.
من الضروري أيضًا التمسك بالراية الوطنية، لأن الفاشية تتلاعب بها لصالحها. ومن الواضح أن هذه المسألة معقدة وصعبة المعالجة للشيوعيين. ولكن يجب ألا ننسى أن هذا العنصر العاطفي له حضور وازن لدى القطاعات الشعبية. كيف نجعل الأممية البروليتارية غير متناقضة مع الوطنية؟ يبدو وكأنه تناقض غير قابل للحل ، خاصة إذا كنا نتذكر الصيغة الماركسية: العمال لا وطن لهم. لكننا اليوم، نعتقد أن هذه العبارة تتطلب تدقيقات معينة. ما قصده ماركس هو أن العمال لديهم نفس العدوّ في كل مكان ألا وهو البرجوازية. ووفقا لذلك، لا يمكن لعمال بلد ما أن يتماثلوا مع مصالح البرجوازية في بلدهم، إذ أنهم يشكلون طبقات متناقضة. فالادعاء بوجود مصالح مشتركة يُستعمل دائما لفائدة الطبقات الحاكمة. وكطبقة مهيمن عليها ومستغلة ، يجب على البروليتاريا أن تبقى متحدًة وداعمًة لبعضها البعض بقطع النظر على انتماءاتها الوطنية.
ولكن هذا لا يعني أن العمال لا يتماهون مع الثقافة، والفن والأدب أو بعض الحقائق التاريخية للبلد الذي ولدوا ويعيشون فيه. فالقومية تختلف عن الوطنية. فإذا كانت الأولى تقوم على رفض الآخر، وعلى تمجيد بعض القيم الخاصة التي من المفترض استعمالها في مواجهة الآخر (الأجنبي)، الذي يُعتبر بمثابة العدو، فإن الوطنية، على العكس من ذلك، لا تؤكد في جوهرها على الفروق مع الآخرين، ولا تعتبر نفسها في مواجهة مع الشعوب الأخرى.
بل إنه يمكننا الحديث عن نوع من الوطنية الشعبية، مرتبطة بالصراع الطبقي بين الطبقات المهيمن عليها والطبقات الحاكمة، أو بالنضال من أجل السيادة الوطنية. في حالة اسبانيا مثلا، هناك الوطنية الجمهورية التي دافع عنها خوسيه دياز ، دولوريس إباروري ، خوان نيغرين ، أذانا ، وغيرهم كثير، أمام الفاشية. وبهذا المعنى، ليس هناك تناقض بين الأممية البروليتارية والوطنية ، لأنه بهذا المفهوم لا يمكن أن تكون الوطنية دفاعا عن المصالح المشتركة بين البرجوازية والبروليتاريا، لكنها ترتبط بالدفاع من المصالح الشعبية وحماية التراث الثقافي والتاريخي للبلاد.
هذه هي القضايا المحددة التي من الضروري معالجتها إذا ما كانت المنظمات الماركسية اللينينية تريد النمو. إن الصرامة الإيديولوجية يجب إظهارها في الممارسة العملية وليس فقط في الاقتباسات من الكلاسيكيات الماركسية وفي الوثائق. فالأمر واضح: إذا كانت تحليلاتنا صحيحة ونحن لا نصل إلى الجماهير، فهناك خلل ما يجب معالجته بالجدية اللازمة حتى نتجنب الفشل. إن العديد من الرفاق لديهم رؤية مثالية للطبقة العاملة. إن الطبقة العاملة ليست كتلة متجانسة بل إن لها عديد التناقضات الداخلية ، ومصالح متنوعة، وأحيانا مقاربات رجعية تماما لكثير من القضايا. ولا يجب الخلط بين الدور التاريخي للبروليتاريا و الوضع الملموس الذي تكون عليه تلك الطبقة في مرحلة ما أو منعطف معين. للوصول إلى العمال علينا أن نعرفهم في حياتنا اليومية ، وليس بمجرد قراءة الكتب وتذكر الأفعال البطولية.
ولمحاربة الفاشية لا يكفي أن نذكّر بالجرائم المروعة الذي ارتكبتها في القرن العشرين؛ بل إنه على قوى اليسار تقديم بديل سياسي واضح ومتماسك للطبقات الشعبية، والتحدث إليها دون تعقيد ولا مراوغة. بل عليها طرح قضايا الدفاع عن الحق في تقرير المصير، والتنديد بالإرهاب الاجتماعي المتمثل في أشكال التشغيل الهش، وعن شرعية العنف الشعبي الذي تمارسه الجماهير في مواجهة العنف الهيكلي للرأسمالية، عن الصراع الطبقي، وعن الحاجة إلى بناء الاقتصاد الاشتراكي ... هذه هي لغة اليسار الحقيقي، هذه هي لغة الشيوعيين. أما ما عدا ذلك فهو الارتباك والغموض الذي يؤدي في النهاية إلى الإحباط الذي ينتج عنه عدم وضوح الرؤية بخصوص المستقبل، وهو أمر يشغل اليوم قطاعات اجتماعية عديدة، وهو ما يسهّل انتشار الدعاية الفاشية بينها.
* مناضل شيوعي وأستاذ التاريخ المعاصر في الجامعة الاسبانية.
** نشر هذا المقال بجريدة "أكتوبر" اللسان المركزي للحزب الشيوعي الاسباني الماركسي اللينيني، العدد 130، ديسمبر 2019



#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب بوليفيا يقاتل ضد الفاشية ترجمة مرتضى العبيدي
- من أجل تثوير عمل الحزب، نص بابلو ميراند* ترجمة مرتضى العبيدي
- بصدد حزب البروليتاريا بقلم بابلو ميراندا / ترجمة مرتضى العبي ...
- بابلو ميراندا* : ثورة أكتوبر والحزب الثوري للبروليتاريا
- ميلاد حزب العمال الاشتراكي الثوري بجنوب إفريقيا(SRWP)
- هل يمكن الحديث اليوم عن تعبيرات سياسية للطبقة العاملة في بلد ...
- البيان الختامي للدورة 24 للندوة الدولية للأحزاب والمنظمات ال ...
- عاشت ثورة أكتوبر*
- دور النساء خلال ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى
- تقديم كتاب: الإرهاب في تونس، الآباء والأبناء للأستاذ عميرة ع ...
- المغرب: حراك الريف 2017 امتداد لحركة 20 فبراير2011
- قمة الناتو المقبلة: قرع لطبول الحرب
- مقاومة الفساد: الشعار الذي يوحّد الشعب في البرازيل
- الامبريالية الأمريكية تواصل مخططاتها لإخضاع فنزويلا
- بعد مرور سنة على الانتخابات الرئاسية، الشعب البينيني يعود مج ...
- البلدان الإفريقية في كمّاشة صندوق النقد الدولي
- هل يستعيد اليمين الليبرالي الحكم في الإكوادور؟
- هل يضع المؤتمر الثاني لحزب -بوديموس- الإسباني حدّا للصراعات ...
- هل هي نهاية الديكتاتورية في غامبيا؟
- هل يقدر ترامب على تنفيذ ما جاء في خطاب التنصيب؟


المزيد.....




- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مرتضى العبيدي - صعود الفاشية في أوروبا ومهام الشيوعيين بقلم كارلوس هرميدا*، ترجمة مرتضى العبيدي