أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى العبيدي - مقاومة الفساد: الشعار الذي يوحّد الشعب في البرازيل














المزيد.....

مقاومة الفساد: الشعار الذي يوحّد الشعب في البرازيل


مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5519 - 2017 / 5 / 14 - 04:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد تنحية ديلما روسيف في نهاية شهر أوت 2016، وصعود ميشال تامر إلى سدّة الرئاسة، لم تهدأ الأوضاع في البرازيل لا شعبيا ولا قضائيا، إذ أثبتت التحقيقات القضائية تورّط عدد كبير من المسؤولين السياسيين في قضايا فساد مرتبطة بصفة مباشرة أو متفرعة عن ما يعرف بقضية "بيتروبراس" الشركة الوطنية للبترول بالبلاد. وقد أمكن للقضاة المباشرين للتحقيق فيما عرف بمنظومة "لافا جاتو" (التنظيف السريع) توجيه تهمة الفساد أو شبهة الفساد إلى الرئيس الجديد ذاته، وإلى رئيس مجلس النواب الذي برع في حبك الإجراءات للتسريع بتنحية "ديلما روسيف" ، فاضطُرّ إلى الاستقالة من منصبه، وكذلك إلى رئيس مجلس الشيوخ وهو الشخصية الثالثة في الهرم السياسي بالبرازيل المؤهلة لخلافة رئيس الدولة في حالة شغور المنصب. كما أن تهم الفساد أجبرت ستة من وزراء ميشال تامر على الاستقالة بين أوت وديسمبر 2016.
ورغم تضامن مجلس الشيوخ مع رئيسه ورفضه لقرار المحكمة العليا المخوّلة بمقاضاة النواب الشيوخ المتمتعين بالحصانة واتهامهم لهذه المؤسسة بالسعي إلى زعزعة استقرار البلاد، فإنه أمكن لهذه الأخيرة إقرار حرمانه من تولي رئاسة البلاد في حالة الشغور. وبوفاة رئيس المحكمة العليا في حادث طائرة يوم 19 جانفي 2017، فإن سير التحقيقات قد تعطّل نسبيا ليُستأنف على أشدّه مؤخرا، إذ أعلنت المحكمة العليا يوم 11 أفريل استئنافها لأعمال التحقيق وتوجيهها التهمة إلى ما لا يقل عن 108 من الشخصيات السياسية العليا من بين المباشرين وغير المباشرين، ينتمون إلى معظم الأحزاب البرازيلية، من بينهم ثمانية وزراء حاليين في حكومة ميشال تامر ، وخاصة منهم وزير "البيت المدني" وهو بمثابة الوزير الأول في النظام البرازيلي والكاتب العام للرئاسة ورئيسي مجلس النواب ومجلس الشيوخ. وقد تعهد ميشال ثامر بحمايتهم وعدم السماح بإقالتهم ما لم تثبت بصفة قطعية التهم الموجهة إليهم وصدور أحكام قضائية نهائية ضدهم.
والمتمعن في القائمة المذكورة يستخلص أن قضايا الفساد التي كثر اللغط حولها خاصة بداية من سنة 2014 وبصفة أدق مع انطلاق حملة الانتخابات الرئاسية التي ترشحت لها ديلما روسيف للفوز بمدة ثانية، والتي حاولت وسائل الإعلام الجبارة أن الفساد مرتبط أساسا بإطارات حزب العمال الحاكم آنذاك، لم تكن كذلك. فالأغلبية الساحقة من الذين هم اليوم مدعوون للتحقيق ينتمون لأحزاب أخرى يمينية أو وسطية وخاصة إلى "حزب الحركة الديمقراطية البرازيلية" أي حزب الرئيس الحالي، الذي تمكن دوما، رغم عدم فوزه ولو مرّة واحدة بالأغلبية البرلمانية أو حتى بالمرتبة الأولى، من الفوز دائما بأهمّ المناصب نظرا إلى استعداده لعقد التحالفات والصفقات يمينا أو يسارا، غايته الوحيدة قيمة الكسب الذي سيجنيه.
ففي الانتخابات التشريعية لسنة 2014، لم يحصل حزب ميشال تامر إلا على 66 مقعدا من 513 (12,87℅) في البرلمان وعلى 19 مقعدا من بين 81 في مجلس الشيوخ، إلا أنه تمكن من الفوز بأهم المناصب في السلطتين التنفيذية والتشريعية: نائب رئيس الجمهورية، رئاسة البرلمان ورئاسة مجلس الشيوخ. وهو ما فسح له المجال بعد بضعة أشهر فقط، مستغلا حالة الانكماش الاقتصادي الذي من بين أسبابه تراجع أسعار النفط في السوق العالمية، لتنحية "ديلما روسيف" وإحلال رئيسه ميشال تامر محلها، رغم الرفض الشديد الذي يُحظى به في الأوساط السياسية والشعبية على حدّ السواء.
وعن هذه العملية الأخيرة، علق "جيلبارتو مارينغوني" أستاذ العلوم السياسية بجامعة "ساو بولو" أنه أمكن اليوم للقضاء بعد مرور ثلاث سنوات عن بدء التحقيقات أن يصل إلى "قلب النظام السياسي". فلم يعد أحد من النافذين في مأمن، خاصة وقد تضمنت القائمة كوادر عليا من أكبر الأحزاب التي تحكمت في مصير البلاد في العشريات الأخيرة، إلا وهي حزب العمال، حزب الحركة الديمقراطية البرازيلية، وحزب الديمقراطية الاشتراكية البرازيلية. لكنه شكك في النتائج المرجوّة من مثل هذا التحقيق القضائي، معللا ذلك ببطء إجراءات التقاضي في البرازيل لما يتعلق الأمر بأطراف سياسية وخاصة بأشخاص منتخَبين، مذكرا بأن القضايا السابقة التي تعهدت بها المحكمة العليا استوجبت فترة تحقيق لا تقل عن أربعة عشر شهرا كمعدّل وأن ثبوت التهمة وإصدار أحكام نهائية لم يشمل سوى 1℅ من المعروضين على أنظار هذه المحكمة خلال السنوات الخمس الأخيرة.
وهو ما يفسّر أن تهم الفساد الموجهة للرئيس السابق "لولا" لم تُدرج على قائمات المحكمة العليا بل أسندت إلى محاكم من الدرجة الأولى لسرعة الإجراءات فيها، أملا في إصدار إدانة سريعة ضدّه لحرمانه من الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة التي تدور سنة 2018، وهو الذي ترشحه استطلاعات الرأي إلى حدّ الآن للفوز بها رغم حملات التشويه التي يتعرّض لها منذ سنوات.
فهل يصمد ميشال تامر وحكومته أمام هذه العاصفة القضائية الجديدة ويثبت في كرسي الرئاسة حتى الانتخابات القادمة، أمّا أن الجماهير الشعبية ستقول كلمتها مجددا إزاء استشراء الفساد وتقلب الطاولة على الماسكين بالحكم، حماة الفساد والفاسدين قبل حلول موعد الانتخابات؟



#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامبريالية الأمريكية تواصل مخططاتها لإخضاع فنزويلا
- بعد مرور سنة على الانتخابات الرئاسية، الشعب البينيني يعود مج ...
- البلدان الإفريقية في كمّاشة صندوق النقد الدولي
- هل يستعيد اليمين الليبرالي الحكم في الإكوادور؟
- هل يضع المؤتمر الثاني لحزب -بوديموس- الإسباني حدّا للصراعات ...
- هل هي نهاية الديكتاتورية في غامبيا؟
- هل يقدر ترامب على تنفيذ ما جاء في خطاب التنصيب؟
- الحاكم بأمره رجب الطيب أردوغان يُدستر الدكتاتورية
- الاتحاد العام التونسي للشغل: مؤتمرات ومؤتمرات
- هل تؤشر تصريحات دونالد ترامب على أزمة قادمة مع الدول الأوروب ...
- هل تقطع عملية اسطنبول نهائيا حبل الود بين النظام التركي وتنظ ...
- أحداث 2016 تكشف عمق أزمة النظام الرأسمالي العالمي
- ماذا وراء اغتيال السفير الروسي في أنقرة؟
- ما الجدوى من مواصلة تنظيم انتخابات رئاسية في البلدان الإفريق ...
- قراءات جديدة لمعركة بنزرت في العدد الأخير ل-الفكرية-
- مانديلا، أيقونة المقاومة والصمود في القرن العشرين *
- هل ستقضي نتائج استفتاء 4 ديسمبر في إيطاليا على أحلام رئيس حك ...
- اليمين الفرنسي ينظم صفوفه استعدادا لانتخابات 2017
- هل ستتغيّر السياسات الأمريكية بصعود دونالد ترامب؟
- حملة النهج الديمقراطي تكشف الوجه الحقيقي لمهزلة الانتخابات ف ...


المزيد.....




- -كابوس لوجستي-..أمريكي يزور جميع بلدان العالم للتأقلم مع الو ...
- 7 نجمات ارتدين الفستان الأسود الضيّق بقصّات مختلفة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية 4 مسؤولي استخبارات بإيران بينهم ...
- ولا تزال السماء تمطر غارات وصواريخ في معركة كسر العظم بين إي ...
- دمار واسع وارتفاع في حصيلة القتلى.. استمرار التصعيد العسكري ...
- ألمانيا تستضيف محادثات دولية حول المناخ قبل قمة البرازيل
- الوحدة الشعبية: الرفيق الدكتور عصام الخواجا حر كما عهدناه
- إيران: على أمريكا أن تعلن موقفا واضحا من العدوان الإسرائيلي ...
- وأطلق الكوريون الشماليون النار على الطائرات الأمريكية!
- انفجار بمصنع ألعاب نارية في هونان جنوب وسط الصين (فيديو + صو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى العبيدي - مقاومة الفساد: الشعار الذي يوحّد الشعب في البرازيل