أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى العبيدي - هل ستتغيّر السياسات الأمريكية بصعود دونالد ترامب؟














المزيد.....

هل ستتغيّر السياسات الأمريكية بصعود دونالد ترامب؟


مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5348 - 2016 / 11 / 21 - 13:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا حديث في الآونة الأخيرة في وسائل الإعلام العالمية بشتى أصنافها إلا على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي أفرزت، خلافا لجميع التوقعات، صعود المرشح الجمهوري دونالد ترامب. ولن نتناول في هذه الورقة جميع مظاهرهذه الانتخابات بل سنركّز عن استقراء المتغيّرات الممكنة في السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية "الجديدة". فهل يحقّ لنا أن نتصوّر تغييرا فعليا في هذه السياسة؟ وفي أيّ اتجاه يمكن أن يحصل ذلك؟
لقد حرص الرئيس المنتخب خلال حملته الانتخابية الظهور بمظهر المختلف جوهريا مع سلفه ومع منافسته لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية هيلاري كلينتون وهما من الحزب الديمقراطي. لكن المتتبع للسياسات الخارجية الأمريكية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية لا يلاحظ تغييرا جوهريا في طبيعتها العدوانية والتوسعية رغم تداول الديمقراطيين والجمهوريين على سدة الحكم بشكل شبه منتظم ومتساو (ستة رؤساء من الحزب الديمقراطي ومثلهم من الحزب الجمهوري منذ 1945). وإذا ما خاضت أمريكا حربي الخليج الأولى والثانية تحت حكم الجمهوريين (جورج بوش الأب، وجورج بوش الابن)، فإننا لم نر خلفيهما من الديمقراطيين (بيل كلينتون بالنسبة للأول وباراك أوباما بالنسبة للثاني) يسلكان سياسة خارجية أقل عدوانية أو مختلفة في جوهرها عن سياستهما.
وقد أشار عالم اللسانيات والمفكر اليساري الأمريكي نعوم تشومسكي في تعليقه على نتائج الانتخابات الأخيرة بأن الولايات المتحدة الأمريكية لا يحكمها منذ عقود خلت ـ كما تروّج لذلك آلة الدعاية الجهنمية ـ حزبان بل حزب واحد ذو وجهين أو واجهتين، "ديمقراطية" و "جمهورية" هو "حزب رجال الأعمال". فانحدرت أمريكا بذلك من الديمقراطية إلى "البلوتقراطية"(la plutocratie) ي حكم طبقة الأثرياء ،حيث لا تحصل الغالبية العظمى من الشعب الأمريكي على أدنى تمثيل. فالأحزاب التي تحصل على المرتبة الثالثة لا وزن لها باعتبار النظام التمثيلي الموروث على النموذج البريطاني والذي يحصر اللعبة السياسية بين الحزبين الأولين فقط ويهمّش البقية الباقية، وهو ما تحاول بعض الأطراف تمريره في المشهد السياسي الحالي عندنا للإجهاز نهائيا على المكاسب الضئيلة التي تحققت في خضمّ المسار الثوري.
وأوضح نعوم تشمسكي كيف تحوّلت القاعدة الانتخابية للديمقراطيين والمتكوّنة أساسا من الطبقة الوسطى أو "أصحاب الياقات البيضاء" رويدا رويدا للتصويت لصالح الجمهوريين بعدما أنهكتها وفقرتها السياسات النيوليبيرالية الجديدة التي عرفت انطلاقتها الحقيقية في ظل حكم "الديمقراطي"جدّا رونالد ريغن. وهي طبقة أصبحت تشعر بالمرارة والتهميش وبتخلي الديمقراطيين عليها حتى أنّ أنها أصبحت تحت طائلة وتأثير الشعارات الشعبوية والعنصرية كالتي بنى عليها دونالد ترامب حملته الانتخابية لهذه السنة.
فما الذي ننتظره ـ والحالة كما ذكرنا ـ من تغيّرات في السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية الجديدة؟
إنّ ما جاء على لسان ترامب في حملته الانتخابية لا يبعث البتة على الاطمئنان. فهو لم يتطرّق البتة لمصير القوات العدوانية الأمريكية المنتشرة عبر العالم والتي يقدرها المراقبون بـ 150 ألف جندي يرابطون في القواعد العسكرية القارّة منها والتي تستضيفها البلدان "الصديقة" أو المتنقلة عبر البحار والمحيطات لتكون قريبة من جميع بؤر التوتر الساخنة. ولم يقدّم بدائل لسياسات سلفه باتجاه تحسين العلاقات الدولية من أجل كبح جماح التوجه نحو الحرب وإحلال السلم، بل إن خطابه جاء مخالفا تماما لذلك. إذ هو وعد بالتراجع على الاتفاق النووي المبرم مع إيران، وما قد ينجرّ عن ذلك من قلاقل إضافية في منطقة الخليج المشتعلة أصلا، كما وعد بمزيد دعم إسرائيل ماديا ومعنويا كعزمه على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة والاعتراف بها عمليا كعاصمة للكيان الصهيوني الذي يتقاسم معه حسب قوله " الكثير من القيم المشتركة ، مثل حرية التعبير وحرية العبادة، وخلق فرص لكل المواطنين من أجل تحقيق أحلامهم"، مضيفا أنّ "إسرائيل هي الديمقراطية الحقيقية الوحيدة والمدافعة عن حقوق الإنسان في الشرق الأوسط، ومنارة أمل للعديد من الأشخاص". فإذا كانت هذه هي وعوده بالنسبة لهذين الملفين الحارقين، فهل نصدّق ادّعاءه العزم على محاربة الإرهاب؟



#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملة النهج الديمقراطي تكشف الوجه الحقيقي لمهزلة الانتخابات ف ...
- ما الذي يعيق توحّد اليسار في تونس؟*
- النهج الديمقراطي على طريق تأسيس الحزب المستقل للطبقة العاملة ...
- ماذا يعني فوز حركة النجوم الخمسة برئاسة بلديتي روما وتورينو ...
- من المستفيد من الانتخابات المُعادة في اسبانيا؟
- قراءة في كتاب حسين الرحيلي -الاقتصاد التونسي بين فشل الساسة ...
- ماذا يجري في جمهوريات يوغسلافيا السابقة؟
- تاريخ الحركة النقابية التونسية بين قراءات المؤرخين وقراءات ا ...
- هل انتهى الإفلات من العقاب في جرائم التعذيب والجرائم ضد الإن ...
- إفريقيا حبلى بثورة ديمقراطية معادية للامبريالية وللرجعية وال ...
- النضال ضد الانتهازية ، شرط لانتصار قضية البروليتاريا
- هل يساعد الانقلاب على ديلما روسيف البرازيل في الخروج من أزمت ...
- الكتابة السجنية، كتابة ضدّ النسيان
- اليونان: هل تعصف الأزمة الحالية بحكومة تسيبراس الثانية؟
- عيد العمّال العالمي، موعد متجدّد للنضال
- الطبقة العاملة تستقبل عيدها العالمي بمزيد من النضال
- الندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية بيان غر ...
- إقامة الأسوار حول أوروبا تتسبّب في موت المزيد من مواطني البل ...
- لينين... ذهن متقد وإرادة فولاذية – ألكساندرا كولونتاي
- البرازيل: المعارضة اليمينية تلجأ للبرلمان لتنحية ديلما روساف


المزيد.....




- الأردن.. ميلاد ولي العهد الأمير حسين وكم بلغ عمره يثير تفاعل ...
- -صفقة معادن-.. ترامب يرعى اتفاق سلام بين رواندا والكونغو الد ...
- الولايات المتحدة: المحكمة العليا تحد من صلاحيات القضاة في تع ...
- فجوة -صارخة- في توزيع الملاجئ في القدس
- احتجاجات في إسرائيل للمطالبة بصفقة تبادل ووقف حرب غزة
- الاحتلال يواصل اقتحام مدن الضفة ويدمر منازل بجنين
- هل انتهى حلم إيران النووي بضربة واحدة؟
- ماذا أرادت إسرائيل من الغارات على جنوب لبنان؟
- في حال التطبيع مع سوريا.. ساعر يتحدث عن -شرط الجولان-
- بينها الكركم.. أفضل 5 أطعمة لتخفيف آلام التهاب المفاصل


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى العبيدي - هل ستتغيّر السياسات الأمريكية بصعود دونالد ترامب؟