أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى العبيدي - قمة الناتو المقبلة: قرع لطبول الحرب















المزيد.....

قمة الناتو المقبلة: قرع لطبول الحرب


مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5529 - 2017 / 5 / 23 - 02:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دعت الأحزاب الأوروبية الأعضاء في الندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية إلى تنظيم تحركات شعبية عارمة بتزامن مع انعقاد قمة حلف الناتو بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يومي 24 و25 ماي القادمين في بروكسيل.
وذكرت في بيان أصدرته للغرض أن هذا الحلف الذي أنشأ سنة 1949 لمواجهة المعسكر الاشتراكي، والطبقة الشغيلة وقوى المعارضة الشعبية في جميع أنحاء العالم، شكل منذ ذلك الحين أداة استفزاز وتهديد للسلم العالمي وآلة حرب حقيقة في داخل البلدان المكوّنة له وخارجها. كما أنّه مثل منذ تأسيسه الأداة الرئيسية لهيمنة الامبريالية الأمريكية وبسط نفوذها على الشعوب الأوروبية ذاتها والحد من سيادتها.
وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وعوض تفكيك هذه المؤسسة العدوانية، فقد شهدت تطويرا لإمكانياتها العسكرية الهجومية وقدرتها على التدخل خارج مجالها وخاصة باتجاه الشرق، حسب استراتيجية "وضع اليد على كامل القارة الأوروبية" من أجل تشديد الحصار على روسيا وعزلها عن محيطها، وهو ما جعل هذه الأخيرة تلجأ إلى وضع برامج لتجديد ترسانتها العسكرية والقيام ببعض العمليات العسكرية لكسر الحصار وتقويض أسس وحدة خصومها. كما طوّر حلف الناتو كذلك أوجه الشراكة مع بلدان مثل الكيان الصهيوني ومصر وكولمبيا، ويطالب ترامب اليوم بدور أكبر للحلف في "الحرب ضد الإرهاب". والمعلوم أن التدخل العسكري للناتو في عديد مناطق العالم (أفغانستان، ليبيا...) لم يساعد على حل أي من المشاكل القائمة بل إنه ساهم في تعقيدها مخلفا آلاف الضحايا في صفوف المدنيين، والفضاعات بأنواعها والدمار وانتشار الحروب الأهلية الرجعية وموجات الهجرة واللجوء.
إن قمة بروكسيل المقبلة، بما صاحبها من حملة إعلامية، تسعى في حقيقة الأمر إلى توسيع مجال التدخل العسكري لهذا القطب العدواني. فالناتو وحليفه الأوروبي ينشرون جيوشهم في بولونيا وبلدان البلطيق والمجر في نفس الوقت الذي يطوّرون فيه قدراتهم النووية وآلاتهم العسكرية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط بدعوى محاربة الإرهاب، هذه الظاهرة التي هي وليدة السياسات العدوانية للامبريالية الساعية إلى نهب خيرات الشعوب والسيطرة على مقدراتها.
كما يتضمن جدول أعمال قمة بروكسيل النظر في تطوير الترسانة النووية للحلف وإقامة قواعد جديدة ودروع نووية "وقائية" طبقا للتوجه الذي سطره بيل كلينتون وباراك أوباما و يواصله اليوم دونالد ترامب، تحت الشعار الشوفيني والعدواني "جعل القوات العسكرية الأمريكية الأقوى والأنجع في العالم". فالناتو كما صرح به مؤخرا "ماتيس ماد دوغ" وزير الدفاع الأمريكي الجديد هي الركيزة الأساسية للولايات المتحدة الأمريكية. وهي كذلك بالفعل إذ أمريكا تستعملها كأداة للمحافظة على تفوقها العسكري في العالم في الوقت الذي بدأت تبرز فيه قوى منافسة.
وقد أكد ترامب مجددا دعم الولايات المتحدة لحلف الناتو لكنه طالب بقية الأعضاء بتسديد التزاماتهم المالية، وهو ما يعني الترفيع في نفقاتها العسكرية إلى حدود 2℅ من ناتجها القومي الخام، الذي ستتحمّل تبعاته الطبقة العاملة وباقي الفئات الشعبية في هذه البلدان والرازحة أصلا تحت وطأة الأزمة الاقتصادية المستمرة وسياسات التقشف.
وقد لاقت سياسات ترامب قبولا من الأنظمة الأوروبية التي التزمت بالمضيّ قدما في وضع سياسات "للدفاع الأوروبي" بما يعني تأسيس قوة عسكرية أوروبية مشتركة تكون خاضعة ومكمّلة لقوات الناتو حتى تتمتع أوروبا بنصيبها من الغنائم المأمولة. إن حكومات الاتحاد الأوروبي ، تساندها في ذلك الأحزاب النيوليبرالية والاشتراكية الديمقراطية والإصلاحية، تضع اليوم اليد في اليد مع قوات الناتو في جميع مناطق التوتر (أوكرانيا، البلقان، أفغانستان، البحر المتوسط، السودان، الصومال...). وقد طوّر هذا التعاون النزعة العدوانية للبلدان الأوروبية التي أصبحت تلجأ للتدخل الخارجي للتغطية على أزماتها الداخلية وفشل سياساتها التي تناهضها الجماهير في بلدانها.
فاليوم، وفي الوقت الذي يتواصل فيه الركود الاقتصادي وينتشر الفقر، فإن شعارات "العولمة" تترك مكانها شيئا فشيئا إلى السياسات الحمائية، والرسوم الجمركية والحروب الاقتصادية، وهو ما سعّر التنافس بين القوى الامبريالية ذاتها من أجل بسط نفوذها على الأسواق الجديدة والطرق التجارية بغية الحصول على المواد الأولية ومصادر الطاقة والمياه والأراضي الخصبة ومناطق النفوذ الإستراتيجية.
وعلى هذه القاعدة تتطور سياسة الحرب والسباق نحو المزيد من التسلح التي يرفع رايتها حلف الناتو للدفاع عن مصالح أعضائه وخاصة منهم الولايات المتحدة الأمريكية. وهي سياسات لم تؤدّ إلا إلى بث الدمار الشامل والضحايا وموجات التهجير في عديد المناطق من العالم مثل أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وبحر الصين الجنوبي، وشبه الجزيرة الكورية والمتجمّد الشمالي والسعي إلى التحكم في الفضاء ممّا رفّع في وتيرة السباق نحو التسلح وإلى بروز بوادر تكتلات امبريالية جديدة وهو ما يؤشر إلى إمكانية اندلاع الحرب الشاملة في أي لحظة. فجميع القوى الامبريالية هي بصدد الاستعداد إلى تقسيم جديد للعالم بواسطة الحرب. ويؤشر على ذلك الصعود المتزايد للنزعات القومية والشوفينية والعنصرية، وكذلك للأحزاب الشعبوية اليمينية والفاشية، وهي قوى تحرّض على الحرب باسم "القومية" وتنشر الكراهية بين الشعوب.
فالبورجوازية وخدمها من الانتهازيين يروّجون دوما لضرورة تقوية الموازنات العسكرية وإلى مزيد عسكرة المجتمعات بدعوى "حماية الديمقراطية ونمط العيش الغربي" في مواجهة الإرهاب القادم من الشرق متغافلين عن أسباب الظاهرة التي هي في الواقع إحدى نتائج السياسات والحروب الامبريالية ذاتها. ولم تؤدّ هذه الحلول إلا إلى مزيد التضييق عن الحريات وعن حقوق العمال والشباب وإلى مواصلة سياسات التقشف التي تعود بالفائدة على حفنة المستغلين. وهم يسلكون سياسة التخويف حتى تتقبل الجماهير سياسات العسكرة وتضييق مجال الحريات.
وعلى أساس هذا التحليل، توجهت الأحزاب المذكورة بنداء إلى العمال والمكونات الديمقراطية والتقدمية في تلك البلدان للخروج بأعداد غفيرة للتنديد بانعقاد قمة الناتو وللتعبير عن رغبتها في العيش في سلام، وإلى رفع شعارات معاداة قيام الأحلاف العسكرية، والسياسات العدوانية التي تدفع ضريبتها شعوب العالم ، ودعت إلى سحب القوات العسكرية المنتشرة في أنحاء العالم، وإلى وقف السباق نحو التسلح، والتقليص من الموازنات العسكرية، وتوظيف تلك الأموال لصالح الطبقات والفئات الشعبية في مجالات الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية. كما طالبت بعالم خال من الأسلحة النووية بفتح الحدود أمام المهجرين نتيجة الحروب بالوكالة التي تشعلها الامبريالية في أكثر من بقعة من العالم. وعبّرت في الختام عن مساندتها المطلقة لنضالات الشعوب المضطهدة من أجل حقها في التحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي.



#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاومة الفساد: الشعار الذي يوحّد الشعب في البرازيل
- الامبريالية الأمريكية تواصل مخططاتها لإخضاع فنزويلا
- بعد مرور سنة على الانتخابات الرئاسية، الشعب البينيني يعود مج ...
- البلدان الإفريقية في كمّاشة صندوق النقد الدولي
- هل يستعيد اليمين الليبرالي الحكم في الإكوادور؟
- هل يضع المؤتمر الثاني لحزب -بوديموس- الإسباني حدّا للصراعات ...
- هل هي نهاية الديكتاتورية في غامبيا؟
- هل يقدر ترامب على تنفيذ ما جاء في خطاب التنصيب؟
- الحاكم بأمره رجب الطيب أردوغان يُدستر الدكتاتورية
- الاتحاد العام التونسي للشغل: مؤتمرات ومؤتمرات
- هل تؤشر تصريحات دونالد ترامب على أزمة قادمة مع الدول الأوروب ...
- هل تقطع عملية اسطنبول نهائيا حبل الود بين النظام التركي وتنظ ...
- أحداث 2016 تكشف عمق أزمة النظام الرأسمالي العالمي
- ماذا وراء اغتيال السفير الروسي في أنقرة؟
- ما الجدوى من مواصلة تنظيم انتخابات رئاسية في البلدان الإفريق ...
- قراءات جديدة لمعركة بنزرت في العدد الأخير ل-الفكرية-
- مانديلا، أيقونة المقاومة والصمود في القرن العشرين *
- هل ستقضي نتائج استفتاء 4 ديسمبر في إيطاليا على أحلام رئيس حك ...
- اليمين الفرنسي ينظم صفوفه استعدادا لانتخابات 2017
- هل ستتغيّر السياسات الأمريكية بصعود دونالد ترامب؟


المزيد.....




- أضاءت عتمة الليل.. لحظة تفجير جسر لاستبداله بآخر في أمريكا
- إطلاق سراح محسن مهداوي.. كل ما قد تود معرفته عن قضية الناشط ...
- بسبب جملة -دمروا أرض المسلمين- والدعوة لـ-جحيم مستعر-.. القب ...
- من النكبة ثم الولاء للدولة إلى الاختبار -الأكبر-... ماذا نعر ...
- كلمة محمد نبيل بنعبد الله خلال اللقاء الوطني تحت عنوان: “ال ...
- سلطات تركيا تنفى صحة التقارير عن عمليات تنصت على أعضاء البرل ...
- بلدان الشرق الأوسط بحاجة إلى حلول
- تزايد معاناة عمال فلسطين بعد 7 أكتوبر
- إسرائيل تطلب مساعدة دولية جراء حرائق ضخمة قرب القدس وبن غفير ...
- المرصد السوري: 73 قتيلا غالبيتهم دروز في اشتباكات طائفية وار ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى العبيدي - قمة الناتو المقبلة: قرع لطبول الحرب