أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد المحسن - حتى لا تطال نيران كورونا..كل بيت..















المزيد.....

حتى لا تطال نيران كورونا..كل بيت..


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 6884 - 2021 / 4 / 30 - 22:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تصدير : "إن عدم الجدّية في أخذ الحيطة،واتّباع التعليمات القانونية والإرشادات المتخصّصة،والعمل المسؤول،هو شكل من أشكال الاستخفاف بحرمة الناس والإنسانيّة،وتوهين لما يمكن أن تؤول إليه المصائر الخطيرة للأمور.."

"إنَّ الخوف السّلبي أخطر على الأفراد والشعوب من الوباء نفسه،لأنَّه بمثابة الاستسلام وعدم السعي لمواجهة التحدّي الذي يفرضه على الناس.."

مع كل جائحة تَضرب العالم يُكتَب تاريخ جَديد للبشريّة وتَرتَسم خارطة مُختلفة للتّوازنات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للبُلدان. وما يعيشه العالم اليوم إثر تفشي فيروس كورونا (Coronavirus (COVID-19 هو صُورة مُمَاثلة لتداعيات أكثر الجائحات والأوبئة التي ضَربت البشريّة عبر حقبات تاريخية مختلفة.
تعدى انتشار المرض الحُدود الجُغرافية للصين ليَشمل جميع أنحاء العالم وليَفرِض على الدول مجموعة من التَّراتيب الصّارمة لوقف تفشيه القاتل بين البشر إلا أن تداعِياته كان لها الأثر العميق على إقتصاديات البلدان وسِياساتها من الداخل والخارج.
تسبّب فيروس كورونا المُستَجد في تغيير لمسار البلدان السياسي والإقتصادي وبَرزَت النّقائص التي كانت تنخُر القطاع الصحي والإجتماعي للبلدان، وعلى الرغم من صُمود بعض الدول أمام تفشي الوباء السريع إلا أنها تعاني اليوم من نُقص حاد في الإمكانيات المالية واللوجستية لاستكمال حربها الضَّروس ضِدَّ مُخلفاته على القطاع الإقتصادي والإجتماعي. وبدا التأثير الاقتصادي الفوري للجائحة واضحا مما ساهم في وضع خطة طوارئ عالمية وتفعيل الإجراءات الاحترازية والتضامنية التي من شأنها حماية الاقتصادات من الأضرار المحتملة.
لم يكن للجائحة تأثيرا من حيث العلاقات الخارجية فقط بين البلدان بل هَدَّدَت تماسُك المجتمع المَحلي في حدّ ذاته. وقد حاولت الدول المُتضررة من الفيروس أن تلجأ إلى جميع الأساليب المُمكنة لتوعية المواطنين بخطورته، فاعتمدوا في البداية أساليب التَّوعية والتعريف بالوباء ثم لجؤوا إلى أساليب أكثر صَرامة كالحَجْرِ الصِّحي الوُجوبي والزَّجْري والعِقاب للمخالفين للنصائح الوقائية المُعتَمَدة، وهذا ما سبب حالة من الفزع والخوف.
وكان المُجتمع المدني كغيره من الفاعلين يجهَل ما سَتؤول إليه الأمور وخاصة مع إلغاء الدولة لجميع الفعاليات الثقافية والرياضية والمسابقات الأدبية والمهرجانات والنَّدوات والمعارض وغيرها.فكان يقف عاجزا،مُتفرجا لا يَعرف أي السِّياسات التي يَجب اتباعُها أمام هذا الوضع الكارثيّ العالميّ.
إلا أن أصواتا تعالت من داخل المجتمع تُنادي بوُجوب تظافر الجُهود وتوفير الإمكانيات الماليّة واللوجستيّة الضّرورية لمُجابهة خطر هذه الأزمة العالمية. وانطلقت مُكونات المجتمع المدني في تحديد الأولويات مُعتمدة في ذلك على تجارب البلدان التي فتك بها الفيروس،لتصحح الخطأ في الإجراءات وتصوِّب تدخُّلاتها لتكون فعَّالة في تطويق الأزمة.
من هنا وجب التّحرك وفتح أبواب التّضامن والتآزر الذي تدعَمُه مُنظمات ومُكونات المجتمع المدني والاكتفاء بالمُراقبة الجادّة لأنشطتها. وبدأت الحاجة إلى انخراط العديد من الجمعيات التَّنموية والتَّضامُنية في هذه المُبادرة وحُدِّدت أدوارها مُسبقا لتُباشر النقائص الموجودة،تقيِّمها، وتُعالجها بأفضل الطرق المُمكنة.
فالمجتمعات لا تبحث عن جمعيات ومنظمات تتواجد فقط عند الرخاء والسِّلم الاجتماعي،بل هي في حاجة ماسَّة لها لتتدخَّل سريعا عند الأزمات والمصائب.
وتَكمُن إضافتها البَناءة حقا في أدوارها الإنسانية النبيلة..
أخيراً وليس آخراً،وأمام انهيار المنظومة الصحية فان الرِّهان الحقيقي اليوم يقع على عاتق المواطن،على وعيه والتزامه بتداعيات الأزمة،وضرورة احترام التدابير الوقائية لحماية نفسه أولا والإحاطة ببقية مكونات المجتمع. فالوعي المُجتمعي بمشكلات المرحلة الراهنة هو أساس الخروج من براثن الأزمة والتّفاعل الإيجابي يساعد الدولة على توفير لا فقط الإمكانيات والطاقات البشرية بل أيضا مجموعة من الأفكار المتجددة والآراء التي يمكن لها أن تساهم في استنباط حلول فعالة تساعد الدول التي لا تمتلك كل الضروريات لمجابهة الأزمات.
ختاما أقول :
إنَّ الخوف السّلبي أخطر على الأفراد والشعوب من الوباء نفسه،لأنَّه بمثابة الاستسلام وعدم السعي لمواجهة التحدّي الذي يفرضه على الناس .
من هنا،لا يجوز بحالٍ من الأحوال أن تتحوّل الأزمة من كارثة على البشرية جمعاء تستهدف الجميع،إلى حالةٍ من التراشق بين الأمم وتبادل التهم،أو أن ينطلق البعض لاستغلال الظروف للتشفّي،أو الشماتة،أو ممارسة شكلٍ من الكيديّة الأيديولوجية أو السياسية بين الشعوب على خلفيّة نشوء المرض،لتصفية حسابات أو تعبير عن آراءٍ مُغرضة مشبوهة.
فكما أنَّ الأزمات تصنع الشّعوب،فإنها تدفعها في الوقت ذاته إلى الابتكارات والإبداعات والتطوّر التجريبي والمعرفي والاستراتيجي بصورة مهمّة تعلو على مرحلة الأزمات،وتعبر بالشّعوب إلى برّ الأمان والازدهار،فلا ينبغي أن تنحصر الرؤية بالسلبيّة القاتمة.
وإذن؟
ينبغي إذا،للشّعوب الحيّة التي انتهجت ثقافة المقاومة والصمود في الأزمات والمواجهة لكلِّ ما هو وبائيّ ودخيل على عافية أفرادها،سواء بالنسبة إلى الصحّة أو الثقافة أو الأمن أو الاقتصاد أو السياسة أو ما إلى ذلك،التكاتف بواقعيةٍ وشجاعةٍ وأمانةٍ، لاتخاذ كل إجراءٍ لازمٍ وفقاً لما يقرّره الخبراء المتخصّصون المعنيّون.
المُراد والمأمول هو أن تحوّل الشعوب الأزمات والاختبارات التأريخيَّة إلى فرص للبناء، وتجدّد الهمّة،والتعافي من الكسل والخنوع والجمود،وأن لا يكون ذلك مدعاةً للتراجع والإحباط، بل التقدّم الواثق.
وهنا أحذّر :
إنّ التقاعس في هذا المسعى واللامبالاة يُعدان تجاوزاً دينيّاً وإنسانيّاً وأخلاقياً وقانونيّاً،فعدم الجدّية في أخذ الحيطة،واتّباع التعليمات القانونية والإرشادات المتخصّصة،والعمل المسؤول، هو شكل من أشكال الاستخفاف بحرمة الناس والإنسانيّة،وتوهين لما يمكن أن تؤول إليه المصائر الخطيرة للأمور.
ففي الوقت الَّذي يُنتظر من الشّعوب الناهضة أن تكون على قدر الصمود العالي عند التحديات الجسام، وعدم الخوف ممّا سيأتي من الأقدار،والتسليم للأمر الواقع الَّذي لا يمكن دفعه بعد إنجاز ما يمكن من الواجبات، كذلك عليها المضيّ بالتعلّم والتثقيف والوعي والبناء الذاتي، لتحصين عُرَى المواطنة الصالحة، وحماية النسيج الاجتماعي من الاهتراء،من خلال الخوف الإيجابيّ المسؤول الباعث على الحركة،واجتناب الخوف السّلبي الكابح للصّمود،فما يفوق الوباء خطورةً،هو الخوف المُعطِّل في مواجهته.



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يتناقض خط الإنكسار العربي بصورة مأساوية..مع صورة العالم ...
- على هامش الجنون الصهيوني المتدحرج : مساواة الصهيونية بالعنصر ...
- سؤال لجوج يقضّ مضجعي: هل كنا نحتاج إلى وباء مثل ال(كورونا) ل ...
- قراءة-متعجلة-في قصيدة مذهلة للشاعر التونسي الكبير جلال باباي
- حين ينتفض-الحجر الفلسطيني-على حالة الإستنفاع السياسي والإجتم ...
- استفحال ظاهرة العنف في زمن كورونا بتونس..ونواقيس الخطر تدَّق ...
- عود على بدء : العمد في تونس.. عين ساهرة على تنفيذ و دفع نسق ...
- على هامش المشهد-الغزاوي- الملتهب : حين يصوغ الدّ ...
- !!-بائع الملسوقة-..في زمن متخَم بالشدائد..نالت فيه المواجع م ...
- حتى لا تسقط بلادي (تونس التحرير) في وهاد الترجرج..والنخلّف
- رمضان في زمن كورونا :تداعيات دراماتيكية..على الفرد والمجموعة
- هنا تونس: تحية من خلف شغاف القلب لعمدة تطاوين الشمالية : محم ...
- (...)-حتى نؤسس لصحافة حرة ومستقلة..تكون بوق السلام وصوت الأم ...
- هل بإمكان العرب بناء النظام العربي وفق أسس تكفل التضامن والت ...
- الشعر -قرين العزلة وتوأمها الشقيق-..في مواجهة كورونا..!!
- تصبحون على ثورة اصدارات جديدة ل-رحاب الوجدان- تحت إشراف الشا ...
- جلال الشامخ..مترَع يالجلال
- ظاهرة نكراء تفاقمت في تونس.. ظاهرة التخلّي عن الأطفال الرضّع ...
- العنف بتونس ظاهرة مرَضية.. والمرأة أولى ضحاياه * (بحث)
- رمضان في زمن كورونا: “قسوة” الواقع وبوارق”الأمل”


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد المحسن - حتى لا تطال نيران كورونا..كل بيت..