أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحمن حسن الصباغ - قصة عاشقين














المزيد.....

قصة عاشقين


عبدالرحمن حسن الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 6881 - 2021 / 4 / 27 - 20:41
المحور: الادب والفن
    


كانا يأتيان كل يوم أمام شرفتي ويغرقان في عناق طويل ومداعبات ولمسات حنونة أرق من نسيم المساء .لايفترقان لحظة واحدة هو حيث هي وهي أين هو،حب وهيام فقط لايهمهما مايدور حولهما أو بما سيأتيه الغد.هكذا كانت حالهم منذ سنوات لاتقل عن ثلاثة .أطلقت عليه أسم شجاع وعليها وفاء، شجاع لأنه كان يدافع عنها بضراوة الأبطال كلما إقترب منها ذكر ولهيأته البدنية االجبارة ، ووفاء لأنها تحبه هو ولاتميل بطرفة عين لآخر.كان الأثنان حين عرفتهما بنضارة الشباب وبصحة جيدة وبنفس العمر ولكن مع الأيام عانت وفاء من مرض عضال برجليها لم يقعدها ولكنه جعلها أكثر تعلقا بشجاع. كانا يأتيان أمام شرفتي ليجلسان على سطح غرف المخازن في الساحة الخلفية للعمارة والتي يطل عليها شباك مطبخي ليمارسا هوايتها المفضلة من تنويعات في فنون العشق والهيام بإنتظار إطلالتي خلف الشباك عندها فقط يطيران بلهفة ليحطا على شرفتي وما أن أفتح الشباك حتى يسارع شجاع ويصعد على إطار الشباك مادا برأسه للداخل بعد أن يلقي علي نظرة سلام سريعة ،أما وفاء فهي أكثر تحفظا تبقى واقفة ببعد مناسب خلفه وهي ترمقني بنظرات مترددة وبحياء أنثوي.نعم إنهما زوجا من الحمام تعودا على رعايتي لهما منذ زمن بعيد.أكيل لهما قبضة كريمة من الرز كل يوم أفرشه أمامهما فيأكلان لحد الشبع ويتركان الباقي لغيرهم.ثم نعاود المشهد مساءا .ثم حدث أن إنقطعا عن المجيئ لأيام حتى جائت وفاء لوحدها وشكلها يدل على الحزن العميق فقلت لابد وأن حصل لشجاع شيئ فالطيور تحزن لحد الموت لفراق رفيق حياتها فإعطيتها لتأكل فنقرت نقرتين ثم توقفت كأنما أصابتها غصة ثم إستدارت وطارت مسرعة.لم أعد أراهما من وقتها .وفي ظهر يوم شتائي مشمس حط شجاع ومعه حمامة شابة فائقة الجمال تصغره كثيرا، عيون كبيرة ومنقار صغير، كسم مسقول كمغزل الحائك وريش رمادي فاتح ولامع ، أناقة وهيأة لاتقارن مع تلك التي لوفاء العرجاء القصيرة ذات الريش البني الغامق .وقفت مبهورا وقلت في نفسي ،،ويقولون بأن الحمام لاتخون وتصاحب خليلها لنهاية العمر،،.أسميتها فتنة نعم لقد فتنته بجمالها وشبابها فهجر وفاء وإتخذها عشيقة جديدة.لاحظت أنها كانت تفرط بمداعباتها له وتكرارها... أهو الحب الصادق أم الأعتراف بالجميل لأنه جاء بها لموضع رزق سهل المنال.بعدها بفترة عاودت وفاء بالظهور ويبدو أنها إتخذت قرارا بالمجاهدة وعدم الركون لليأس فكانت تأتي بنفس الوقت الذي تكون فيه فتنة وشجاع أمام الشرفة وتحاول أن تستعطف شجاع ولكن الأخير كان يصدها بقسوة ويطردها ولا يتأخر حتى عن إيذاءها إن لزم الأمر من أجل عيون عشيقته فتنة التي كانت تنظر بسرور وهي تواصل الأكل بنهم.مرت الأيام والنزاع بين الحمامتين على أشده فما أن ترى وفاء فتنة لوحدها حتى تلاحقها وتطردها وبدوره شجاع إزداد حنقا وكراهية لحبيبته القديمة فكان يلاحقها ويمنعها من الأكل معهم فكنت أضطر لأن أعطيها طعامها فيما بعد إنتهاء شجاع وفتنة من الأكل ومغادرتهما المكان فتعودت وفاء أن تنتظر وجبتها متأخرة ولكن هذا لم يكن يمنعها من أن تكون حاضرة وقت حضور حبيبها وفتنة ومجاهدتها المتواصلة دون إنقطاع تارة بالتقرب من شجاع أو بالعراك مع ضرتها الجبانة.لاحظت أن فتنة كانت تطلب من شجاع عناية أكبر في كل مرة ولاحظت بأن شجاع بدأ يتذمر من شدة إلحاحها عليه ضاربة بعرض الحائط فارق السن فهو بدا بالرغم من لياقته البدنية الظاهرية في الأيام الأخيرة هزيلا وحزينا ، وأنا هنا أروي لكم مشاهدات حقيقية وليست تكهنات أو تصورات غير واقعية ،نعم الحيوان أيضا يتذمر ويمتلك مشاعر تشبه تلك التي عند البشر.ورويدا رويدا بدأ المشهد يتغير فلم يعد شجاع يطرد وفاء إذا أرادت مشاركتهم بالطعام في حين أن وفاء إستمرت بعداءها لفتنة، أما شجاع فلقد كان بغضه الطرف عن تصرفات وفاء مع فتنة كمن يشجعها بالأستمرار وإنتهى الأمر بطرد فتنة نهائيا وعودة الأمور لمجاريها بين العاشقين،يأتيان كل يوم ويقفان عل سطح المخازن يفلي بعضهم ريش البعض بإنتظار فتح باب المطعم.



#عبدالرحمن_حسن_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيانة جبل
- فنون السرقة على زمن الكورونا
- السندباد الثاني
- خطيب سالونيكا
- حرب النعلان
- كيل كامش 𒄑𒂆𒈦
- مشكلة عويصة
- إعتماد [ الجزء الثاني ]
- إعتماد [ الجزء الأول ]
- غانية البلاط [ الجزء الرابع ]
- غانية البلاط [ الجزء الثالث ]
- غانية البلاط [ الجزء الثاني ]
- غانية البلاط
- لقاء مع سيدة النهر
- رسالة في أصل وفصل الكلمات
- الخرافة أقوى من العلم
- الأكتشاف الخطير
- كنز الخليفة المستعصم بالله
- هامبرغر وساكسفون
- جاري مجرم


المزيد.....




- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحمن حسن الصباغ - قصة عاشقين