أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد نبيل - التضامن الإنساني ممنوع في مغرب اليوم














المزيد.....

التضامن الإنساني ممنوع في مغرب اليوم


محمد نبيل

الحوار المتمدن-العدد: 1630 - 2006 / 8 / 2 - 11:31
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أصابني الذهول وأنا أتابع تفاعلات العدوان الإسرائيلي على لبنان و فلسطين عندما علمت أن التعبير عن التضامن الإنساني مع الشعبين اللبناني والفلسطيني ممنوع في المغرب. لقد اعتقدت أن الرياح الألمانية وجو التظاهر ببلاد الفلاسفة أثر في نفسي حتى نسيت ما كان يقوله لنا أحد المدرسين وهو يلعن اليوم الذي ولد فيه: إذا كنت في المغرب فلا تستغرب …!

ولفهم دلالات القمع المغربي أدعو القارىء إلى التأمل في سخرية هذه الصدفة الغريبة التي جمعت حدثين والتي يختزلها عنوان عريض: التظاهر بين الهنا و الهناك !

الحدث الأول بطله الرئيسي هو السلطات المغربية ومكان وقوعه هو الرباط حيث قامت قوات الأمن بممارسة العنف ضد متظاهرين قرروا تنظيم وقفة تلقائية يوم 30 يوليو المنصرم أمام مقر الأمم المتحدة احتجاجا على مجزرة قانا وعلى الموقف المتخاذل لهذه المنظمة الأممية. وإذا كان هذا المنحى السياسي العام الذي يتخذه أصحاب القرار المغربي يتناقض مع وجوب احترام الشعور الإنساني لدى المغاربة، فإنه يذكرنا في نفس الوقت بسنوات الرصاص و بالشعارات البراقة التي سرعان ما تتبخر تحت وقع مسلسل القمع والمنع وأحيانا القتل ـ كما وقع ضد مصطفى العرج الكاتب العام لقطاع البلديات بالاتحاد المغربي للشغل بمدينة تيفلت ـ الذي يطال كل من أراد التعبير عن مشاعره أو المطالبة بحقوقه.

وبما أن المشاعر الإنسانية تجاه شعب يذبح و يقتل على يد الجنود الإسرائيليين توجد في كل الأمكنة والبلدان، فإن الألمان والعرب قاموا بوقفة تلقائية بالعاصمة برلين في نفس اليوم الذي خرج فيه ثلة من المغاربة للتظاهر تلقائيا أمام مقر الأمم المتحدة بالرباط تضامنا مع الشعبين اللبناني و الفلسطيني. لكن الوقفة الألمانية لم تسجل لا اعتداءات ولا نزول هراوات البوليس على رؤوس المتظاهرين ولا اعتقالات ولا حتى أي شكل من أشكال مصادرة حق الإنسان في التعبير... فإذا وقع ببلد الثورات ما وقع بالرباط من مصادرة للحق في التظاهر والتعبير لتحركت قوى المجتمع الحية وحتى الميتة و الصحافة باعتبارها السلطة الرابعة لفضح مرتكبي القمع والمطالبة بمحاكمة المتورطين دون تنازل.

والانتقال من ألمانيا إلى بلاد المغرب كاف للقول بأن بلد الفكر والمناضلين و الشهداء والحركة الوطنية مازال يئن تحت وطأة حكامه الذين قرروا ذر الرماد في العيون ملوحين بالديموقراطية المغربية التي ينص أول فصل فيها على أن السكوت حكمة وعدم المطالبة بالحقوق والتضامن الإنساني مع المنكوبين و المهجرين والمقتولين يبعد المغاربة عن شبح الاعتقال والاختطاف و القتل. ولذلك، إما أن تكون ساكتا ومتواطئا بمغرب اليوم أو لا تكون !

محمد نبيل ـ صحافي مقيم بألمانيا
[email protected]



#محمد_نبيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وين الملايين... شعوب العالم وين ؟
- حكاية مغرب قاتل!
- هل ستجد الحكومة الألمانية مخرجا لإدماج المهاجرين ؟
- لو نظم المونديال في المغرب ؟
- أنا لست عربيا
- بكارة فطومة
- انهيار
- في ذكرى ميلاد سيغموند فرويد : محنة العالم
- مسابقة لأجمل حمار
- سؤال الهجرة بمغرب اليوم
- رسالة من برلين
- من هو الألماني الصالح ؟
- سؤال الموت
- سؤال الصحافة بمغرب اليوم
- حقيقة مفهوم صراع الحضارات
- سكوت، نحن في تونس !


المزيد.....




- حاول اختطافه من والدته فجاءه الرد سريعًا من والد الطفل.. كام ...
- تصرف إنساني لرئيس الإمارات مع سيدة تونسية يثير تفاعلا (فيديو ...
- مياه الفلتر المنزلي ومياه الصنبور، أيهما أفضل؟
- عدد من أهالي القطاع يصطفون للحصول على الخبز من مخبز أعيد افت ...
- انتخابات الهند.. قلق العلمانيين والمسلمين من -دولة ثيوقراطية ...
- طبيبة أسنان يمنية زارعة بسمة على شفاه أطفال مهمشين
- صورة جديدة لـ-الأمير النائم- تثير تفاعلا
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 50 مسيرة أوكرانية فوق 8 مقاطعات
- مسؤول أمني عراقي: الهجوم على قاعدة كالسو تم بقصف صاروخي وليس ...
- واشنطن تتوصل إلى اتفاق مع نيامي لسحب قواتها من النيجر


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد نبيل - التضامن الإنساني ممنوع في مغرب اليوم