أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال الحسين - رسالة إلى الأستاذ ناشيد : فلسطين مرآة كشف أقنعة ومساحيق الانتهازية














المزيد.....

رسالة إلى الأستاذ ناشيد : فلسطين مرآة كشف أقنعة ومساحيق الانتهازية


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 6876 - 2021 / 4 / 22 - 20:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تلقينا رسالتك وتجاوبنا معها إنسانيا ولم نبحث عن سيرتك الذاتية لأن التضامن مبدأ إنساني قبل أن يكون من منطلقات أيديولوجية وسياسية، اعتمدنا مضمونها الإيجابي من منطلق دعمنا للفكر التنويري الذي عبرت عن حمله وتحملت عواقبه في دولة تيوقراطية وحكومة ظلامية رجعية، واعتمدنا فيها كذلك مظلوميتك كأستاذ علم الأجيال وارتقى إلى درجات من العلم والمعرفة كلفتك الكثير من المعاناة الصحية والنفسية، وضاقت بك الحال فكنت وحدك تقاوم حتى تمت محاصرتك وصلت إلى قوت يومك المشروع، ولمسنا معاناتك انطلاقا من تجربتنا الخاصة في مثل نفس الشروط التي تعيشها اليوم، ولجأت إلى محيطك الذي كنت ربما غافلا عنه أو كنت اتخذت منه موقفا غير سليم بحكم إرادتك الفردانية التي اعتبرتها استقلالية عن الآخرين، إلا أن واقع الحال صدمك ورجعت إلى أصل صفة المجتمع الإنسانية الاجتماعية المبنية على العمل الجماعي والتضامن والتعاون ليس فقط في وقت الشدة بل هي مبادئ أساسية في الحياة.

تضامنا معك دون أن نفكر لحظة في محاسبتك عن مواقفك ومبادئك الخاصة ولم نبحث عنها أبدا بل استجبنا لندائك نداء المظلومين والمضطهدين في هذا العالم، الذي أنت تعرف بحكم منطلقاتك الفلسفية أنه يسير في اتجاه البربرية المطلقة مستعينا بكل التراث الإنساني الذي ألبسه أقنعة مزيفة، ولطالما يغيرها ويبدلها تبديلا من إصرار أصحاب الحال المستبدين بالرأي الضاربين للمبادئ الإنسانية عرض الحائط، هؤلاء الذين يسمون أنفسهم قادة العالم الرأسمالي في أعلى تجليات الاضطهاد الذي عرفته الإنسانية عبر تاريخها المليء بالظلم والظلام، وكان لابد لهذا العالم المزيف أن تكون له مرآة تعكس الظلم والمظلومية فكانت أرض فلسطين هذه المرآة التي تعكس كل أشكال الخبث في هذا العالم، ورغم إصرار المستبدين بمصير البشرية على محاولاتهم تلميع صورة هذه المرآة وتزييفها حتى يعتقد سكان هذا العالم بمعتقداتهم الزائف، إلا أنها سرعان ما تسقط كل الأقنعة التي يلصقونها بهذه المرآة، التي ترفضها رفضا طبيعيا وتاريخيا انسجاما مع روح الإنسانية التي يدافع عنها كل الفلاسفة عبر التاريخ، من سقراط إلى آخر فيلسوف يحمل مشعل التنوير في هذا العالم الذي تم تخضيبه بأصباغ الزيف والتضليل.

لقد تجرع سقراط السم فرحا بحياة أخرى كما يعتقد ذلك بينما تلامذته لم يستسيغوا فرحته العارمة رافضا أن يتنازل عن مواقفه من الظلام، فأعطى أول عبرة تنير طريق الفلاسفة والعلماء بعده لم يستوعبها إلا القليل منهم القادرين على نكران الذات والتشبث بعزة النفس، فقضى من قضى منهم وبقي من جاء بعدهم يبحثون عن روح الإنسانية في عالم يسيطر فيه المزيفون من الفلاسفة والعلماء خدم الاستبداد بالقصور، منذ سخر الأكويني الفلسفة من الكنيسة للبلاط ضربا عرض الحائط عقلانية ابن رشد، فساد الظلام برداء المسيح في عالم الغرب الوسيط، فقامت العقلانية من أجل الوجود فكان لها النصر في عصر الأنوار فكان للفلاسفة والعلماء شأنا عظيم حتى تمكنت البرجوازية من الحكم، فانقلبت على العقلانية وسخرتها ضد الإنسانية حتى أصبح اليوم سوق النخاسة ملطخ بدماء ضحايا الرأسمالية، وبقيت مرآة الإنسانية فلسطين تعكس كل أشعة المستبدين المزيفة مهما حاولوا حجبها بالغربال في الليل والنهار على السواء، فأبى أطفال الحجارة إلا أن يزينوا هذه المرآة بدماء شهداء الإنسانية عبر تاريخها الطويل والمديد.

وكان لبلاد مراكش نصيب وافر في هذا التاريخ من الملاحم والبطولات العلمية والمعرفية منذ مر بها ابن خلدون ومن سبقوه ومن جاءوا بعده، الذين أعطوا للتاريخ بعدا أدق وأشمل ألا وهو أن دماء الشهداء تنظف يوميا مرآة التاريخ من أوساخ الظلام، التي ينشرها المستبدين بالسلطة في أوساط جماهير المظلومين سعيا لتلطيف استغلالهم وتطويعهم للعبودية، فأبى العلماء والفلاسفة الملتزمون إلا أن يحملوا مشعل التنوير في كل مرحلة من مراحل الاستبداد التي نعيش اليوم أقصاها ظلما، فكن من هؤلاء الحاملين للجمر في أوساط جماهير المظلومين في عهد الحجز والاضطهاد، بعد احتضانك ممن تعتقد أنهم لن يستجيبوا لندائك بفعل زيف التشهير بهم من طرف من تعتقد أنهم محقون في تقديراتك، فمرحبا بك في أسرتك الواسعة فكلنا مع التنوير ضد الظلام لكن من موقع المظلومين وليس من موقع الظالمين.
امال الحسين مناضل



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة يغود - الجزء الثاني - الحلقة الأولى - الاستعمار الجديد
- الاغتيال السياسي ـ الحلقة الأولى
- تقرير مصير الشعوب بين الاستقلال والحكم الذاتي
- الثورة بالغرب الإفريقي والحروب الوطنية الثورية الجديدة - الح ...
- الثورة بالغرب الإفريقي والحروب الوطنية الثورية الجديدة - الح ...
- الثورة بالغرب الإفريقي والحروب الوطنية الثورية الجديدة - الح ...
- الثورة بالغرب الإفريقي والحروب الوطنية الثورية الجديدة - الح ...
- الثورة بالغرب الإفريقي والحروب الوطنية الثورية الجديدة - الح ...
- الثورة بالغرب الإفريقي والحروب الوطنية الثورية الجديدة - الح ...
- عهد جديد
- الغبراء
- ضد حرب الإمبريالية على الشعوب المضطهدة - من أجل بناء أسس الم ...
- من أهوال الأستار
- من ذاكرة النسيان
- أنس حزين
- ساعد يمتد
- حوار
- ساعد ممتد
- نجمة العيد
- عودة يوم جديد


المزيد.....




- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...
- ماذا تعرف عن كتيبة -نتسيح يهودا- الموعودة بالعقوبات الأميركي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال الحسين - رسالة إلى الأستاذ ناشيد : فلسطين مرآة كشف أقنعة ومساحيق الانتهازية