أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امال الحسين - الاغتيال السياسي ـ الحلقة الأولى














المزيد.....

الاغتيال السياسي ـ الحلقة الأولى


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 6839 - 2021 / 3 / 13 - 11:48
المحور: الادب والفن
    


في 15 أبريل 2016 استنشقت رائحة الموت، من جثمان شهيد، ودعت الشهيد إبراهيم صيكا، في قاعة الأموات بمستشفى أكادير، خمسة عشر يوما من الاعتقال والتعذيب، تم بعدها إعلان وفاة مناضل، دخلت القاعة، ولأول مرة أشاهد جثمان إنسان متمددا، قبلته جبهته كما يفعل الأحياء للأموات، بدأت مسيرة النضال من أجل الحق في الحياة.
كانت النقابة الفلاحية مسرحا لنضال عسير، من أجل كشف حقيقة اغتيال الشهيد، كان استشهاده مصباح وهاج صراع مرير، مازال قائما إلى اليوم، حملت أم الشهيد هذا المشعل، تطوف به من محطة إلى محطة في حركة الفلاحين، حضرت بتالوين أثناء افتتاح مقر النقابة هناك، أربع سنوات مضت، حافلة بمعارك داخلية وخارجية، وتستمر حركة الفلاحين لتشمل الرحل الفقراء.
وصلت من أكادير، نزلت ببلدتي، اجتمعت ورفيقي بمقر النقابة، خرجنا معا، في اتجاه منزل المناضل الذي تعرض للاعتداء، بمنتصف الطريق، اتصلنا به هاتفيا، كان مع صاحبه بالمقهى، في طريقنا، حاول أحدهم الاعتداء علي، أوقفني ومنعي من المرور، طلب منه رفيقي إخلاء سبيلي، وضع يديه على صدري، يمنعني، واجهته، هددته إن لم يخل سبيلي، تراجع.
كان صاحبه واقفا بجانب السيارة، تابعنا طريقنا، تجاوزنا بسيارته السوداء، توقف أمام البريد، اتجهنا إلى مقهى بالجهة الأخرى من الشارع، بسيارته يتابع حركتنا، تابعنا طريقنا إلى مقهى أمام البلدية، صادفنا في طريقنا كل الوجوه المعروفة، صاحب الوجه الأبيض، منظر كل المكائد ضد الفلاحات الفقيرات، حركة غير عادية بالمدينة، ينتظرون العملية بأحر من الجمر، يتبادلون المكالمات الهاتفية.
في ظل حالة الطوارئ بالمدينة، نحن بالمقهى أمام البلدية، نتبادل الحديث حول الاعتداء وأشياء أخرى، على الساعة السابعة و45 دقيقية، قال لي المناضل الذي تجرع مرارة الاعتداء : قم، قم إلى بيتك، إلى بيتك كن حذرا، لقد قرروا الاعتداء عليك، رأيتهم يتحركون في كل جهات المدينة، يتصلون فيما بينهم.
سرنا أنا ورفيقي، بكل هدوء بالشارع، إلى الحي العتيق، عمره أزيد من خمسة قرون، حتى تسميته الأمازيغية تدل على مكان إقامة مريح، تأسست به الزاوية، على الجهة الشمالية للوادي، تقابلها مزارع أفرا بالجهة الجنوبية، رأت القبائل المكان هادئا، مكان لائقا بالنزول : "تكركوست" بالأمازيغية، ترحب بالغرباء والمضطهدين، من كل جهات البلاد، مازالت هكذا.
نزلنا في اتجاه الحي، غير بعيد عن مدرستي، قضيت بها طفولتي، سرنا معا، غير بعيد عن الطريق/الشارع، شخص يرتدي بذلة سوداء ملثم، تعرفت عليه، مسرعا في مشيته، وصل إلينا في الاتجاه المعاكس، بخفة انقض وربط رجلي بيديه، كانت آخر لحظة سجلها دماغي، حتى استفقت من حلم مزعج، أحاول الوقوف فأقع على الأرض، أحاول ثانية الوقوف، رفيقي يدعوني للجلوس، أبحث عن أغراضي التي تناثرت على الأرض، تكسرت نظاراتي، الدماء بوجهي، رأسي يتدور،.
توقفت النساء، القادمات من مركز المدينة، هن فلاحات فقيرات، أمام المشهد المريب، يستنكرن الاعتداء، قال لنا أحد الشباب : إنهم محترفون في السرقة، سرنا جميعا إلى وسط بلدتي، الكل يستنكر، بتكركويت، في 8 مارس 2021، تمت المحاولة، محاولة الاغتيال السياسي.



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير مصير الشعوب بين الاستقلال والحكم الذاتي
- الثورة بالغرب الإفريقي والحروب الوطنية الثورية الجديدة - الح ...
- الثورة بالغرب الإفريقي والحروب الوطنية الثورية الجديدة - الح ...
- الثورة بالغرب الإفريقي والحروب الوطنية الثورية الجديدة - الح ...
- الثورة بالغرب الإفريقي والحروب الوطنية الثورية الجديدة - الح ...
- الثورة بالغرب الإفريقي والحروب الوطنية الثورية الجديدة - الح ...
- الثورة بالغرب الإفريقي والحروب الوطنية الثورية الجديدة - الح ...
- عهد جديد
- الغبراء
- ضد حرب الإمبريالية على الشعوب المضطهدة - من أجل بناء أسس الم ...
- من أهوال الأستار
- من ذاكرة النسيان
- أنس حزين
- ساعد يمتد
- حوار
- ساعد ممتد
- نجمة العيد
- عودة يوم جديد
- نقد كتابات موقع 30 غشت، ورقة -الصراعات الطبقية وحركة 20 فبرا ...
- همسات


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امال الحسين - الاغتيال السياسي ـ الحلقة الأولى