أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - (ماركو فيري):The Seed Man 1969 ما هو الممكن المختلف في هذه الحبكة المكررة















المزيد.....

(ماركو فيري):The Seed Man 1969 ما هو الممكن المختلف في هذه الحبكة المكررة


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 6867 - 2021 / 4 / 12 - 00:54
المحور: الادب والفن
    


نحن حائرين في الترجمة فكلمة Seed تعني البذرة،والبذرة هي البذرة البشرية(النطفة)
مع بداية الفيلم(المقدمة التعريفية)،هناك وجوه بائسة مع خلفية صامتة تماما لنساء ورجال وشيوخ واطفال،ويظهر منهم لاحقا رجل مقنع بقناع الموت،وبداية الفيلم تشبه الوثائقية ولكنها ستقلب وكأنها نموذج فلسفي.
الفيلم مستقبلي،أو عن احتمالية مستقبلية ممكنة،فالفناء البشري من الممكن ان يحصل بسبب الأوبئة أو بسبب الحروب أو بسبب الكوارث الطبيعية.
طبعا،هذه الفكرة مكررة-خاصة في هذا الزمن الذي يفصله عن زمن انتاج الفيلم ما يقارب الخمسين عاما-على ان ماركو فيري لن يروي هذه القصة بطريقة غير ملفتة للنظر على الاطلاق...باختصار
الحضارة دمرت بكاملها وعلينا أن نبدأ من جديد...
في الحقيقة،لايشير الفيلم أبدا الى اي نظرية عن غضب الهي،ولكن مسار الحبكة غامض ويسير أحيانا بالتلميح،ويعتمد بشكل كبير على الاستنتاج والتخمين،ففي لحظة ما،نشعر ان بطلي الفيلم هما في خضم خوض تجربة تتعلق بالجنس البشري على النحو العام المنطقي للمسار،ولكن تختفي هذه التجربة واحداثياتها تماما فجأة أو حتى ما يشير اليها لنخوض في نظرية اخرى اشبه بتكون أو حدوث عالم الرجل الأخير والمرأة الأخيرة في كناية ربما عن آدم وحواء،على انها ذات تشعبات أخرى غير واضحة لأننا سنكتشف بأنهما ليسا الوحيدين على سطح هذا الكوكب...
فهل دورا،وسينو يخوضان في تجربة بشرية بيولوجية من أي نوع كانت...؟
أم هل هو دمار فعلي ونكوص غير متوقع نحو البدائية...؟
يسير الفيلم-بكامله تقريبا-ضمن النظرية الثنائية،ولكن نهاية الفيلم ترجح تماما الخيار الأول،وسنعود الى ذلك مع قليل من التفصيل.
من الواضح أن افلام ماركو فيري قد اصبحت تأخذ المنحى التام للفكرة،وكأنها قصة ذات طابع وجودي أو بيولوجي او حتى تاريخي،وهي تستند الى شخصية مركزية كأستناد او نموذج لشرح نمط فلسفي بيولوجي (فلابيولوجي) ذو طابع تركيبي،فالمعطيات الفيلمية عنده اصبحت ذات شكل للنموذج المصاحب للفكرة،كما استخدم الوجوديون تماما الرواية لشرح الفلسفة الوجودية....
ولكن القصة مختلفة نوعا ما عن البدائية،أو العودة الى البدائية...هي بدائية محفوفة بالشكل المتحضر...عن تلك الذاكرة التي تختزن ذلك المخزون البنيوي عن الحضارة...فاشياء العالم الحديث ذات بعد متحفي(اشتقاق الكلمة من متحف).
زجاجة كلونيا...ساعة يد...ثلاجة...تلفزيون صغير من النوع المحمول...سيارة قديمة
إذا قررنا بأن جميع الأشياء في التاريخ،مثل التاريخ نفسه،هي من صنع الانسان،فاننا نستطيع ان ندرك بتقدير الى اي مدى يمكن لكثير من الموجودات والأمكنة أن تخصص بأدوات ومعان محددة لا تكتسب سلامة موضوعية الا بعد ان تتم عملية التخصيص المذكورة.
ويصدق هذا الحكم بشكل خاص على الاشياء قليلة الشيوع نسبيا،مثل الاجانب والمولدات التهجينية والسلوك غير السوي...؟
هل هذا الاقتباس من الاستشراق-ادوارد سعيد-في مكانه؟
اليس هذا الفيلم عن تاريخ مستقبلي متوقع...ربما مبتذل من شدة التكرار؟
الشيء الملفت للنظر،أن علاقة الناس بالاشياء التي كانت في ما مضى(أقل من عادية) قد اصبحت مختلفة،فالظروف الحالية خلفت نوعا من اهمية العلاقة القصوى بين هذه الاشياء والانسان،وهذا الاختلاف في طبيعة العلاقة لاتفصله مدة زمنية أو تاريخ طويل(الفترة الفاصلة بين الحضارة والزمن الانقراضي).
وسيعين سينو من قبل القبيلة الدينية التي تبدو بأنها الحاكمة الآن كوصي على هذا المتحف والذي يحمل مفارقة كبيرة...فهو متحف لحفظ الأشياء الحديثة المتخلفة من الحضارة وليس العكس،أي من الممكن القول ان الماضي بات حديثا،أي ان المتحف معكوس وهي فكرة تجدر الاشارة اليها بالتأكيد....الحديث متعلق بمتحف القدم...هذا ما يدعى بفلسفة الفيلم
قلنا ان القبيلة التي تبدو بأنها الحاكمة هي قبيلة دينية-مسيحية-فالعلاقات التي تحكمهم علاقات حضارية متقدمة عن شكل الزمان الذي يعيشون فيه،هدفهم الحضاري الأول والأكبر:التكاثر
تتطور الحبكة ببطئ شديد واحيانا تدفع الى الملل،ولكن اذا كان الانسان الآن في حقل تجريبي-كاحد الافتراضات اعلاه لفهم الحبكة-فمن الطبيعي امرأة عصرية(عصرنة الماضي)من اللامكان،وكأن ماركو فيري يسأل حائرا:
ما هو الممكن المختلف في هذه الحبكة المكررة...؟
هل-في ظل الانقراض البشري-مكان للغيرة...؟
وايضا:هل هذا من الممكن ان يكون تفصيل وثائقي بالنسبة للحبكة ذات المسار التجريبي افتراضيا...؟
القادم الغريب الأجنبي تحاول قتل دورا،ولكن دورا هي التي انتصرت،فمن الممكن القول انه مهما كان هذا الواقع تجريبيا،أو حتى مشكلا حساسا متعلق بالوجود الأول أو الأخير،فلا بد-ضمن هذا الواقع-أن يكون هناك نكوص نحو البدائية لأن الطبيعة البشرية واحدة،تتغير وتتبدل ضمن الانسان نفسه،وليست مثل الشكل الحضاري الذي يخلق الانسان نفسه.
وعندما تقوم دورا بتقطيعها وأكل لحمها،فهذا اشارة واضحة الى طبيعة بدائية-تكمن بالانسان-ونحن نعرف ان موضوع الكانبالية ذو سلطة طاغية وحضور واحد ومتكرر عند ماركو فيري،على ان الكانبالية هنا ذات منحى معكوس مختلف،فهي تبدو بانها ليست بسبب الامتلاك-الامتلاك المتطرف من قبل المرأة للرجل أو العكس-بل بسبب الندرة،ندرة الرجل على افتراض،والكثرة اي الرغبة في التكاثر،فما حدث من كانباليةكان بين أمرأة وأمرأة،بينما كان الرجل يأكل اللحم مستمتعا من دون ان يعرف ماذا يأكل فعلا....
عندما يطلق بذرته في دورا يرقص مستمتعا بانتصار البشرية...تصرخ دورا:
ليس لنا الحق في فعل ذلك....ثم يحدث انفجار مفاجئ-يخصهما وحدهما-يمحيمهما عن وجه الارض..
ما سر هذا الانفجار الخفي...؟
ومن هو الشخص التي كانت تصرخ دورا بأنه لم يعطيهما الحق في ذلك...؟
ما حدث هو تناقض بين واقع طبيعي معاشي وواقع تجريبي،اي هناك فكرة الحادية تختفي في ثنايا الموضوع برمته...
القبيلة الدينية كانت تطالب بالتكاثر وحفظ الكائن الحي،بينما دورا كانت تتلقى الأوامر من واقع التجربة البيولوجية التي يخوضونها...
وكأن الدين يطالب الانسان بالعودة والبقاء،بينما الانسان بعدما رأى قصة حضارته اصبح يطالب نفسه بعدم وجوده...أي تغليط الله في الخلق..
لكن ان كان-اكرر على كلمة ان كان-الانفجار الأخير انفجار انفعالي اعجازي من الواضخ انه رباني،فيبدو ان الله-استغفر الله-لايريد ان يكرر خطأه او انه اصبح واثقا أكثر باختيارات مخلوقاته..أي البشر انفسهم
بالرغم من كل ذلك،فالفيلم أقل من المتوقع...



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديلنجر قد مات1969 (ماركو فيري):جلوكو وحديث الليلة الأخيرة
- حريمها 1967(ماركو فيري):نكوص الواقع القبلي
- زفة العرس 1965(ماركو فيري):نظريات في طبيعة العلاقة
- الانفصال 1969(ماركو فيري):الحقيقة المختفية خلف حقيقة مقتضبة
- اليوم،والغد،وبعد الغد 1965(ماركو فيري ومجموعة مخرجين):حفريات ...
- (ضد الجنس)-ماركو فيري:Counter Sex1964
- المرأة القردة 1964(ماركو فيري): ليس لأضفاء أي لمسة على نظرية ...
- العش الزوجي 1963(ماركو فيري):قصة ملكة النحل
- ماركو فيري:أفلام المرحلة الاسبانية الأولى
- عن المخرج الايطالي ماركو فيري(1928-1997) وفيلم اللحم 1991
- المنزل الذي بناه جاك 2018(لارس فون تراير|):جحيم دانتي
- العمى 2008:ابصار شكلي
- غراديفا 2006ألن روب غرييه): شكل من اشكال الارهاصات العصرية/ا ...
- المصيدة2016(كيم كي دك): هل هناك فرق شاسع بين الديمقراطية وال ...
- واحد على اثر واحد 2014(كيم كي دك): من حيز التكوين الى حيز ال ...
- الملائكة المبيدة(جان كلود بريسو): فيلم تجريبي حول الخطيئة وا ...
- عشيق الليدي شاترلي(عن الرواية والفيلم معا): .لورنس يعود الى ...
- روح المغامرة2008(جان كلود بريسو):نشوة غامضة
- الملاك الاسود1994(جان كلود بريسو):إن هشاشة الوجود لتضع قناعا ...
- سيلينا 1992(جان كلود بريسو):رحلة صوفية


المزيد.....




- تجمع ضخم لعشاق سلسلة أفلام -حرب النجوم- في بوينس آيرس
- منظمة التعاون الإسلامي تختار داكار والقاهرة ولاهور عواصم للس ...
- موت إيجه إعلان حصري ح 36.. مسلسل المتوحش الحلقة 36 والأخيرة ...
- هتتفرج بدون اشتراك… رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 ب ...
- “باقة من البرامج والمسلسلات وأفلام السينما”عبر تردد قناة CBC ...
- “ابنك هيدمنها” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ج ...
- مايكل دوغلاس يزور مستوطنة إسرائيلية ويصف المتضامنين الأمريكي ...
- بتهمة -الفعل الفاضح-.. إحالة سائق -أوبر- بواقعة التحرش بفنان ...
- عز وفهمي وإمام نجوم الشباك في موسم أفلام عيد الأضحى 2024
- فرويد ولندن.. أتاها نجماً هارباً فجعلته أسطورة خالدة


المزيد.....

- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - (ماركو فيري):The Seed Man 1969 ما هو الممكن المختلف في هذه الحبكة المكررة