أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد عبد الكريم يوسف - مناجاة فاوست الأخيرة














المزيد.....

مناجاة فاوست الأخيرة


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 6868 - 2021 / 4 / 13 - 12:00
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أيام الجامعة ما كنا نشعر دائما بقيمة الأعمال الفكرية والأدبية التي كنا ندرسها.... لكن بكل تأكيد كانت أعمالا عظيمة الشأن... ربما كان أحد الأسباب في عدم تركيزنا هو أننا كنا نقرأها كمقرر دراسي وليس لأنها أعمالا عظيمة. ومن بين هذه الأعمال فاوست الشهير.
من هو فاوست؟
فاوست أسطورة ألمانية نشأت عندما أثبتها غوتة في مسرحيته الشهيرة " فاوست"....وبعده كتبها أربعون مفكر كل وفق طريقته الخاصة .
كريستوفر مارلو الأديب الإنكليزي الرائع كتبها بأسلوبه: وهاكم المناجاة الأخيرة لفاوستوس قبل أن يقابل الشيطان.
القصة:

تقولُ الحكايةُ الألمانية الشعبية أن الدكتور “فاوست” تمنى لنفسهِ عمراً مديداً، وأن يقدرَ على ما لا يقدرُ عليه البشر.. فما كانَ منهُ إلا أن أبرمَ عقداً مع الشيطان، وكانَ هذا الشيطان يُدعي "مفيستوفيليس". أما بنودُ العقد فتقضي بأن يحصلَ د. “فاوست” على سنواتٍ يضيفُها إلى عمره ويعيشُها كما يشاء، وأن يتمتعَ بقدراتٍ خارقةٍ، خاصةً أن "مفيستوفيليس " سيكونُ رهنَ إشارتِهِ ويخدمُه طولَ سنواتِ حياته. وبالمقابل، وعندما يحينُ موعد وفاتِه عليهِ أن يُسلِّمَ روحهُ إلى الشيطان!
وتذكرُ المسرحيةُ الشهيرةُ “فاوست“، الألمانيةُ الأصل بقلمِ "غوته"، كما تذكرُ نسختُها الإنكليزية "د.فاوستوس" بقلم "كرستوفر مارلو"، أنَّ الاتفاق تم وكتب بالدم ، وأصبحَ العقدُ قيدَ التنفيذ.. فصارَ "فاوست" يسافرُ عبرَ الزمن ومن بلدٍ إلى بلد حيثما يشاء، وكأنهُ على بساطِ الريح في ألف ليلة وليلة. واستمتعَ بمغامراتٍ مسليةٍ وثرية. ولم يبخلْ عليه "مفيستوفيليس" بإعطائِهِ ما يشاء أو يتقاعس عن تنفيذِ أيَّةِ رغبةٍ من رغباتِه. وعاشَ طويلاً على هذه الحال إلى أن حانَ الموعد. وأطلَّ شبحُ "مفيستوفيليس"، ولكن هذه المرَّة ليسَ ليُعطي، بل ليأخذ. وحانَ موعدُ وفاةِ "فاوست" ويا لها من حسرةٍ وندامة. "وما ينفعُ الندمُ الآن وقد انقضى العمر ومرَّ كلمحِ البصر، فلا كانتِ الدنيا تستحق، ولا كسبتُ الآخرة".
كثيرون ينشدون السلطة والقوة والمال والجاه ولكنهم نادرا ما يفكرون في النهايات المحزنة بدءا من جلجامش مرورا بسيزيف وانتهاء بالسياسيين في كثير من الدول.
كانَ هذا آخرَ ما تردَّدَ في قلبِ " فاوستوس" قبلَ أن يُسلِّمَ روحهُ إلى الشيطان وربما كانت هذه السطور أجمل ما خطته يد بشر في أدب المناجاة والتوبة .
مناجاة فاوستوس الأخيرة

أه .يا فاوست
لم يبق لك إلا ساعة واحدة تحياها.
وبعدها ستصير ملعونا إلى أبد الآبدين.
أيتها النجوم والكواكب!
في السماء تدورين في حركة لا تتوقف أبدا.
توقفي لحظة كي يتوقف الزمن.
كي لا تنقضي دقيقة.
ويا عين الطبيعة والكون.
انهضي وعودي للوراء.
لتكن هذه الساعة...سنة...شهرا.
أسبوعا...يوما طبيعيا أعيشه.
فقد يقوى فاوستوس على التوبةوينقذ روحه.
إلا أن النجوم والكواكب تدور.
والزمن يفر.
والساعة الرهيبة توشك أن تدق.
ويستعد الشيطان للحضور.
أما فاوستوس فهو ملعون حتى نهاية العصور.
أه لو كان بإمكاني أن أثب نحو ربي.
ترى من يحتجزني ويشدني للوراء.
أمعنوا النظر.
إن دم المسيح يهرق في السماء.
يهرق قطرة قطرة.
نصف قطرة .نصف قطرة.
أيسوعي!
يسوعي الذي أنقذت روحي.
أه .لا تمزق قلبي.
لأنني توسلت يسوعي.
وأنا أنوي الابتهال إليه.
أيا لوسيفر.! اعفُ عني.
أين تراه هذا الدم. ذهب.
هاهو الله يلعنني.
مقطبا جبينه الغضوب.
أيتها الجبال.
أيتها الربى.
بادري إلى سحقي......
ولفيني بغضب الرب الثقيل.....
كلا....
كلا....
سأمضي وألقي نفسي في الأرض...
أيتها الأرض انفتحي.... بيد أنك ترفضيني...
أيتها الكواكب !
التي تحكمين نهاري يوم منذ ولدت...
يامن رسمت موتي وجحيمي.....
استميليه لي كمزقة من غمام...
خبئيه في حضن هذه الغيمة المسرعة....
وحين تتقيئيني في الرياح على هذا النحو....
ستنفذ أعضائي المحطمة من بين شدقيك الضبابيتين....
وتقوى روحي في نهاية المطاف.....
على العروج للسماء.....
هو الطموح من يدفعنا ويحركنا نحو الأمام . هو الطموح من يعمينا عن رؤية الغد. هو الطموح الذي يحرك المجتمعات نحو السمو والهاوية على حد سواء. فمن يعتبر؟



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألف ليلة وليلة ، لعنة أو نعمة؟
- مدونة سلوك
- الحجاج ظالم ومظلوم
- من تجارب الأيام
- كي لا يقال:-ذهب الوفاء في الناس-
- الانحدار
- النزاعات المائية في الشرق الأوسط ( تركيا و العراق و سورية نم ...
- أبانا الذي في فرساي
- درس في الاحترام
- استراتيجيات للتغلب على الألم العاطفي
- لغة مفقودة
- المياه وحروب المستقبل
- مدخل لفهم اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة (الحلقة الأو ...
- حكمة فلاسفة اليونان الخالدة
- سميت نفسينا الحزن
- الذهب الأزرق: الأصول السائلة من وإلى الأرض
- خوف لا استطيع تغييره
- درس من شاطئ البحر
- حبيب أم فريسة مستساغة
- سؤال فلسفي


المزيد.....




- -صور الحرب تثير هتافاتهم-.. مؤيدون للفلسطينيين يخيمون خارج ح ...
- فرنسا.. شرطة باريس تفض احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة ا ...
- مصر تسابق الزمن لمنع اجتياح رفح وتستضيف حماس وإسرائيل للتفاو ...
- استقالة رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف من منصبه
- قتلى وجرحى في هجوم مسلح على نقطة تفتيش في شمال القوقاز بروسي ...
- مصر.. هل تراجع حلم المركز الإقليمي للطاقة؟
- ما هي ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي بشأن مقترح الهدنة المق ...
- بعد عام من تحقيق الجزيرة.. دعوى في النمسا ضد شات جي بي تي -ا ...
- وجبة إفطار طفلك تحدد مستواه الدراسي.. وأنواع الطعام ليست سوا ...
- صحيح أم خطأ: هل الإفراط في غسل شعرك يؤدي إلى تساقطه؟


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد عبد الكريم يوسف - مناجاة فاوست الأخيرة