أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - ماذا حدث في العراق عند احتلال القوات الأمريكية للعراق في 9/4/2003 ؟















المزيد.....

ماذا حدث في العراق عند احتلال القوات الأمريكية للعراق في 9/4/2003 ؟


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6865 - 2021 / 4 / 10 - 13:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اكتب هذا الموضوع وهذه الصورة للأجيال العراقية التي ولدت بعد عام/ 2003. لتشاهد صورة المأساة والصدمة التدميرية التي وقعت على العراق وطن وشعب مع تحياتي الحارة لهم.
إن الإنسان العراقي يدرك عمق الظاهرة التي دمرت الشعب المتجلية بكابوس ضخم جثم بثقله على حياة ومستقبل الشعب العراقي المتمثلة بالمقدسات التي جسدتها المحاصصة الطائفية والعنصرية الشوفينية التي أصبحنا واقعين أمامها عاجزين لا حول ولا قوة لنا عليها مترددين ومضطربين في مواجهتها والتعرض لها وتجاوز قدسيتها لأسباب تاريخية وأخرى سياسية واجتماعية رسمتها وخططت لها وغذتها العقول الأجنبية التي صنعتها وولدتها من رحم العولمة المتوحشة وربيبتها الخصخصة المتعجرفة كما تسيطر علينا العقول والأفكار التي أفرزتها أربعة عقود من السنين (دكتاتورية فاشية دموية) أصبحنا نعيش تحت كابوس الخوف والجهل والأمية والمرض والفقر والبطالة تراكمت جميعها فأنجبت إنسان خاوي الجسم منهوك القوى ومسلوب الإرادة مما أضعفت القدرة على التفكير وإنجاز الأعمال الصحيحة والصائبة للمبادرة المفروض أن تقوم بها قوى المعارضة العراقية المسلحة في إيران وكردستان العراق في التدخل بعد سقوط أول صاروخ على بغداد يوم 9/4/2003 وتحتل المدن الحدودية مع إيران وكردستان وتبادر إلى استلام السلطة وأخذ المبادرة ووضع أمريكا أمام الأمر الواقع وليس السماح لذلك الحمل الثقيل المتمثل بالكابوس الضخم (الاحتلال الامريكي) وتنفيذ مشروعه الجهنمي المتمثل (باستراتيجية الفوضى البناءة) الذي كتب عنها الدكتور صالح ياسر تعليقاً على المشروع الستراتيجي الجديد للأمن القومي الأمريكي في 2/ سبتمبر/ 2002 والذي سمي بمبدأ (بوش رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الذي قام باحتلال العراق في 9/4/2003) قال فيه : (بعض رهانات الستراتيجية الأمريكية نظرية الفوضى البناءة في ظل لوحة بالغة التعقيد يختلط فيها الحابل بالنابل يبدو فيه الحاجة الملحة إلى تلمس جديد للستراتيجية الأمريكية خصوصاً ونحن في مواجهة سياسية خارجية هجومية تضرب (تحت الحزام) نفذت هذه الستراتيجية المجرمة بدقة من قبل الحاكم المدني العام الامريكي على العراق (بول بريمر) بعد صدور قرار احتلال العراق المرقم (1483) من قبل مجلس الأمن الدولي ... الخ) لقد نفذ (بول بريمر) مشروع استراتيجية الفوضى البناءة الذي من خلالها أدخل وطبق مشروع العولمة المتوحشة وربيبتها الخصخصة المتعجرفة إلى العراق ومن فقراتها تركز على الحرية الفردية المطلقة للشخص بالقياس إلى سلطة الدولة باعتبار الفرد أكثر نجاحاً من الدولة في المجال الاقتصادي واعتبار الربح هو الدافع لصياغة العلاقات الاجتماعية واعتبار الفرد كيان مستهلك وليس منتج وهو يعتبر كالسلعة في السوق خاضع لقانون العرض والطلب وحرية الفرد الاقتصادية تفرض على الدولة وعدم التدخل في شؤونه وهو يسير حسب مشروع (دعه يدخل ودعه يخرج) كما تبيح لرؤوس الأموال والبضائع والأفراد تجاوز الحدود الوطنية بحرية دون رقيب أو حسيب. لقد أصبح (بول بريمر) المهندس لتنفيذ نظرية الفوضى البناءة في العراق وكان بداية مشروعه الأول حل الجيش العراقي وقوى الأمن الداخلي فأصبحت حدود العراق مع دول الجوار منفلتة ومفتوحة لمن هب ودب من الإرهابيين والمخربين والمافيات ثم بدأت مئات السيارات القادمة من مقبرة السيارات الخردة وحينما تتعطل لا توجد مواد احتياطية لها فتهمل من دول الخليج العربي ودول الجوار والأوربية تدخل العراق وأدت إلى اختناقات في الشوارع لعدم وجود شوارع تستوعب هذه الأعداد الكبيرة من السيارات كما كلفت خزينة الدولة عشرات المليارات من الدولارات إضافة كما أدت إلى أزمة في البانزين والدهونات ثم تبعتها إغراق الأسواق العراقية بملايين السلع والبضائع من الثلاجات والطباخات والمكيفات والصوبات والأجهزة الكهربائية الأخرى الرديئة صناعياً مما أدى إلى خلق أزمة بالكهرباء لعدم استطاعتها من استيعاب هذه الأعداد الكبيرة ثم تبعتها ادوات الطبخ المختلفة والحاجيات البيتية وأنواع المواد من الرز والطحين والمواد الغذائية والخضروات والفواكه وحتى الأدوات التي تدخل في الزراعة كأدوات الحراثة وغيرها وكذلك أدوات الحدادة والنجارين وأغرقت الأسواق بمئات الأطنان بالملابس الجاهزة والداخلية للرجال والنساء والأولاد والأقمشة المختلفة وكذلك الأحذية والشحاطات والنعل الرجالية والنسائية والولادية كما دخلت وأغرقت الأسواق الملابس المستعملة المختلفة (اللنكات أو البالات) التي تحوي الملابس الرجالية والولادية والأطفال بالرغم من تحذير البيئة والصحة فأدت إلى تفشي الأمراض الجلدية بين أبناء الشعب لمختلف الأعمار فأدت هذه الظاهرة الانفلاتية المعولمة إلى منافسة المنتجات العراقية بعد أن أقبل الناس عليها بالرغم من ردائتها إلا أنها شكلها كان يغري الناس فتوجهت لشرائها مما أدى إلى كساد المنتجات العراقية وغلق المصانع والورشات وتأثر أصحاب منتجات الملابس الرجالية والنسائية والولادية والأطفال وكذلك أصحاب محلات منتجي الأحذية والشحاطات والنعل والجناط وغيرها وكذلك الحدادون والنجارون وهربت مليارات الدولارات وكذلك غادرت ورحلت من العراق الطبقة الوسطى في المجتمع العراقي أصحاب المصانع والورشات مع أموالهم إلى خارج العراق وأصبح المجتمع العراقي يتكون من طبقتين واحدة أتخمها الفساد الإداري والأخرى من الفقراء والمحرومين والجياع يركضون ليلاً ونهاراً من أجل توفير لقمة العيش لهم ولعوائلهم كما أدت هذه الظاهرة المدمرة إلى تسريح مئات الآلاف من العمال والفنيين والشغيلة ورميهم في مستنقع البطالة والجوع والفقر وتوالت الأيام والسنين بآلامها ومآسيها على العراقيين بعد أن توالى على سلطة الحكم عناصر جاهلة وفاسدة فكانت نتيجتها وإفرازاتها الفشل والتراجع والفساد في جميع مناحي الحياة نتيجة جهل وفشل وفساد إدارة الحكومات المتوالية على السلطة في العراق وتفشت ظاهرة الأزمات في كافة الوزارات وتكاد وزارة المالية يصيبها الانهيار إلا أن الحكومة لجأت إلى تجويع الشعب من خلال تعويم الدينار العراقي مقابل رفع سعر الدولار أسعفها من السقوط في الوقت الذي تركت المنافذ الحدودية تعبث بها وتنهبها عناصر مسلحة وكذلك تركت الحيتان الكبيرة للفساد الإداري لم تتحرش بهم.
كما أدت هذه الظاهرة المدمرة أن يصبح الاقتصاد ذا طابع (ريعي) حسب رغبات أصحاب الخصخصة.
ما هي المعالجات لإعادة صحة الاقتصاد العراقي
إن البعض من الباحثين الاقتصاديين العراقيين والوزراء يحملون الأفكار الليبرالية ومتأثرين بها يعكسون ويترجمون أفكارهم على اقتصاد السوق والخصخصة على الاقتصاد العراقي بينما الحاجة والضرورة تستوجب إعادة النظر في السياسات الاقتصادية التي سارت عليها الحكومات العراقية منذ عام/ 2003 منفذة بذلك نصائح صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بشأن الإصلاح الاقتصادي العراقي القائم على أساس اقتصاد السوق وهذه النصائح ثابتة لكل الدول السائرة في خط الفكر الليبرالي بغض النظر عن طبيعة الاقتصاد العراقي التي أدت إلى تخريب البنية التحتية لأن هذه النصائح لا تنطلق من دراسة علمية واقعية تتعلق بواقع الاقتصاد والشعب العراقي وحاجاته الأساسية والعمل بخارطة جديدة للاقتصاد العراقي تقوم على أساس تطبيق استراتيجية تنموية مستدامة تخلق الاستقرار والاطمئنان والسعادة والرفاه للشعب العراقي المظلوم.
الخطوة الأولى إخراج الاقتصاد العراقي من طابعه (الريعي) واستخدام وتوظيف العوائد المالية من تصدير البترول في تطوير وتشييد الصناعة والزراعة وتطوير القطاعات السلعية والخدمية وسد الحاجات والمتطلبات الأساسية وتحقيق الاكتفاء الذاتي للشعب العراقي ومن أجل الاحتفاظ بالعملة الصعبة وتطوير تلك القطاعات يستلزم إعادة تأهيل الشركات والمعامل الصناعية من خلال إدخال التكنولوجيا الحديثة بهدف رفع إنتاجيتها ورفع مساهمتها في الإنتاج المحلي وكذلك إعادة النظر في الشركات الخاسرة والمتضررة عن طريق الشراكة مع القطاع الخاص وهذه العملية لا تتم ولا يمكن إنجازها بدون المباشرة في مكافحة والقضاء على الفساد الإداري وملاحقة اخطبوط حيتانه وتنظيف العراق منه.
الاهتمام بالتكامل الصناعي والزراعي من أجل الارتقاء بالصناعة التحويلية وسد الطلب المحلي والاكتفاء الذاتي للشعب العراقي وفي ذات الوقت يؤمن الأمن الغذائي وتشغيل الأيدي العاملة العاطلة عن العمل جنباً إلى جنب مع القطاعات الاقتصادية الأخرى كما أن معالجة واقتصاص البطالة سيسهم في الاستقرار الاجتماعي وعدم فسح المجال لجنوح الشباب في الجريمة المنظمة وهروبهم إلى المنظمات الإرهابية لأن الفقر جريمة بذاتها.
وتحسين إدارة السياستين النقدية والمالية ورفع مستوى التنسيق بينهما من أجل رفع قيمة العملة الوطنية ومكافحة ارتفاع نسبة التضخم ورفع نمو المعدلات للنمو الاقتصادي ومطاردة المضاربين في القطاع المالي ومن يقف ورائهم من السياسيين ومراقبة العمل المصرفي من الخروج على تعليمات البنك المركزي، والتوزيع العادل للثروة الوطنية على كافة شرائح المجتمع العراقي بصورة عادلة من خلال محاربة الفساد الإداري والمالي ومن خلال الموازنة الاتحادية العامة واتباع نظام فرض الضرائب التصاعدية ومكافحة التهرب من دفع الضرائب من قبل الطفيليين والبيروقراطيين من كبار التجار وموظفي الدولة.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بناء اقتصاد يكتفي العراق منه ذاتياً يدفع عنه جميع أطماع دول ...
- الخصخصة وتأثيراتها السلبية على الشعب العراقي
- الحكومة وارتفاع أسعار السلع والحاجيات
- من أجل الإنصاف والعدالة الاجتماعية يجب إنصاف شريحة المتقاعدي ...
- الحزب الشيوعي العراقي ونداءه للقوى الحية إلى الوحدة والنهوض ...
- ما هي المعالجات لإعادة صحة الاقتصاد العراقي
- ما هو المصلح وما هي مهمته ؟
- ظاهرة الفساد الإداري في العراق وأسبابها
- الاقتصاد العراقي والشعب وحيتان الفساد الإداري
- الخصخصة وسلبياتها على الشعب العراقي
- الدولة ما لها من حقوق وما عليها من واجبات
- ارتفاع الأسعار طبيعي مع تعويم الدينار العراقي ورفع سعر الدول ...
- النظام الرأسي أفضل من النظام البرلماني للشعب العراقي والديمق ...
- ما هو دور الأمن الاقتصادي إذا كان الأمن الغذائي مفقود
- القضاء ونضال الشعب العراقي أيام زمان
- السياسيون والسياسة وتقلباتها
- صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وأهدافهما المدمرة للشعوب
- صورة من الواقع اليوم
- من يدعي حب الشعب عليه أن يترجم حبه وإخلاصه إلى واقع
- المحكمة الاتحادية والطائفية


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - ماذا حدث في العراق عند احتلال القوات الأمريكية للعراق في 9/4/2003 ؟